قرر «الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)»، الأربعاء، فتح تحقيق بحق لاعبي الأرجنتين بسبب عنصريتهم تجاه لاعبي فرنسا خلال احتفالهم بإحراز لقب بطولة «كوبا أميركا» لكرة القدم، الأحد، على حساب كولومبيا؛ وفق ما أفاد به الأربعاء، وذلك بعد وقت قصير من إعلان نادي تشيلسي الإنجليزي عن «إجراء تأديبي» بحق لاعب وسطه إنزو فرنانديز.
وقال «الاتحاد الدولي» في بيان: «(فيفا) على علم بمقطع فيديو يجري تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، ويجري التحقيق في الحادث. يدين (فيفا) بشدة أي شكل من أشكال التمييز من قبل أي شخص؛ أكانوا لاعبين أم مشجعين أم مسؤولين».
كما قرر تشيلسي «إجراءاً تأديبياً» بحق لاعب وسطه الأرجنتيني فرنانديز بسبب مشاركته في الهتافات العنصرية بحق لاعبي منتخب فرنسا خلال الاحتفال بإحراز لقب بطولة «كوبا أميركا».
وقال تشيلسي في بيان: «نحن نقدر الاعتذار العلني الذي قدمه لاعبنا، وسنستخدمه لرفع مستوى الوعي. اتخذ النادي إجراءً تأديبياً داخلياً».
وأعلن «الاتحاد الفرنسي لكرة القدم»، الثلاثاء، أنه يعتزم تقديم شكوى إلى نظيره الدولي «فيفا» بشأن هتافات عنصرية من بعض لاعبي المنتخب الأرجنتيني خلال احتفالاتهم بلقب «كوبا أميركا 2024».
وسُمعت الهتافات خلال فيديو مباشر نشره لاعب وسط تشيلسي الإنجليزي إنزو فرنانديز على وسائل التواصل الاجتماعي، من داخل حافلة منتخب بلاده بعد الظفر بلقب «كوبا أميركا» على حساب كولومبيا 1 - 0 بعد التمديد الأحد في ميامي بأميركا.
وردّد بعض اللاعبين، بينهم فرنانديز، أغنية يعود تاريخها إلى «كأس العالم 2022»، غناها مشجعون أرجنتينيون بعد النهائي الذي حسمه منتخب بلادهم أمام فرنسا بركلات الترجيح 4 - 2 (تعادلا 3 - 3 في الوقتين الأصلي والإضافي)، وتضمنت استهداف قائد «الديوك» كيليان مبابي وإهانات معادية للمثليين.
وقال مصدر مقرّب من «الاتحاد الفرنسي» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الثلاثاء، إن الاتحاد يعتزم مراسلة نظيره الأرجنتيني وإحالة الأمر إلى «فيفا».
ودعت وزيرة الرياضة الفرنسية، إميلي أوديا كاستيرا، «الاتحاد الدولي» إلى اتخاذ إجراءات صارمة، وكتبت على منصة «إكس»: «مثير للشفقة. هذا السلوك غير مقبول؛ لأنه يتكرر».
وردد لاعبو الأرجنتين بعد الفوز بـ«كوبا أميركا» ما غناه الجمهور في «مونديال قطر» في هجومهم على المنتخب الفرنسي بقولهم: «إنهم يلعبون لمصلحة فرنسا؛ لكنهم جميعاً يأتون من أنغولا. من الجيد أنهم يعرفون كيفية الركض. إنهم أشخاص متحولون جنسياً مثل الفاجر مبابي، والدته نيجيرية (هي فعلياً فرنسية من أصل جزائري) ووالده كاميروني، لكن في جواز السفر (فرنسي)».
واعتذر فرنانديز عما فعله من خلال منشور على «إنستغرام» قال فيه: «أعتذر بشدة عن مقطع الفيديو الذي نُشر عبر قناتي على (إنستغرام) خلال احتفالات المنتخب الوطني. تحتوي الأغنية لغة مسيئة للغاية، ولا يوجد أي عذر على الإطلاق لهذه الكلمات».
وتابع: «أنا أقف ضد التمييز بجميع أشكاله، وأعتذر عن التورط في المشاركة بالأغنية في نشوة احتفالاتنا بـ(كوبا أميركا). هذا الفيديو... تلك اللحظة... تلك الكلمات، لا تعكس معتقداتي أو شخصيتي. أنا آسف حقاً».
ورد المدافع الفرنسي ويسلي فوفانا، الاثنين، على فرنانديز زميله في تشيلسي من خلال منشور على موقع «إكس» قال فيه: «كرة القدم في 2024: عنصرية غير مقيدة».
أما المدافع الفرنسي في برشلونة الإسباني جول كونديه؛ المعروف بنشاطه المناهض العنصرية، فكتب مساء الثلاثاء على الموقع ذاته: «إنه أمر مؤسف».