نهائي «كوبا أميركا»: حالات إغماء بين المشجعين... وتهديد بـ«غاز الدموع»... وصواعق كهربائية

قصص مأساوية عاشها الجمهور... محاولات تسلق إلى فتحات التهوية... وشرطة ميامي: لن نكررها

مشجعو كولومبيا والأرجنتين يحاولون عبور البوابة وسط اضطرابات مع رجال الشرطة (أ.ف.ب)
مشجعو كولومبيا والأرجنتين يحاولون عبور البوابة وسط اضطرابات مع رجال الشرطة (أ.ف.ب)
TT

نهائي «كوبا أميركا»: حالات إغماء بين المشجعين... وتهديد بـ«غاز الدموع»... وصواعق كهربائية

مشجعو كولومبيا والأرجنتين يحاولون عبور البوابة وسط اضطرابات مع رجال الشرطة (أ.ف.ب)
مشجعو كولومبيا والأرجنتين يحاولون عبور البوابة وسط اضطرابات مع رجال الشرطة (أ.ف.ب)

كانت البوابات عند المدخل الجنوبي الغربي لملعب «هارد روك ستاديوم» قد أغلقت لمدة ساعة و45 دقيقة عندما رُفع طفل صغير على كتفَيْ أحد الحراس وسط ازدحام الناس الذين كانوا ينتظرون الدخول لحضور نهائي «كوبا أميركا».

لوّح الطفل بيديه نحو ضباط الشرطة وحراس الأمن الواقفين بجوار الباب الوحيد الذي كان يُفتح للسماح للناس بالدخول إلى الملعب. وضع يديه معاً كما لو كان يصلي متوسلاً إليهم أن يسمحوا له بالدخول.

قال: «أرجوك... أرجوك».

عندما مدّ أحد حراس الأمن يده وجذب الصبي نحو البوابة المفتوحة، بدأ الصبي البكاء في ارتياح، ثم استدار في اتجاه الباب، وكان رقم «10»، الذي يحمله ميسي، ظاهراً على ظهر قميص الأرجنتين بالأزرق السماوي والأبيض.

المشجعون يحاولون دخول الملعب بعد التأخير في بدء مباراة نهائي «كوبا أميركا»... (أ.ب)

وتكررت مشاهد مماثلة لأكثر من ساعتين بينما كان المشجعون يتدافعون أمام البوابات المغلقة في الملعب الواقع بـ«حدائق ميامي»، في مشهد كاد يطغى على مشهد المباراة التي أقيمت في النهاية بين الأرجنتين وكولومبيا؛ وهما قوتان من أميركا الجنوبية تتصارعان على كأس دولية كبرى.

طُلب من المشجعين الوصول مبكراً، مع منع مشاهدة حفلة النهائي خارج الملعب أو في مواقف السيارات. وقالت إدارة ملعب «هارد روك» أيضاً: «يجب أن يكون لدى المشجعين تذكرة المباراة» لدخول حرم الملعب الأحد.

كان المكان مزدحماً في الخارج منذ الساعة الثالثة مساءً، وفُتحت البوابات في الساعة الخامسة مساءً، وبدأ الحشد في الخارج يزداد في نحو الساعة السادسة مساءً؛ أي قبل نحو ساعتين من موعد انطلاق المباراة.

المشجعون يتدافعون على البوابات وسط عدم قدرة بعضهم على التنفس (رويترز)

اعتُقل كثير من المشجعين بسبب قفزهم على الأسوار ومحاولتهم دخول المباراة دون تذاكر. كان قرار إغلاق البوابات المحيطة بالملعب (رداً على ما سمته شرطة ميامي «السلوك المتهور») هو المفتاح لما حدث بعد ذلك.

مع أشعة الشمس الحارقة، تدافع المشجعون نحو البوابات المغلقة؛ مما تسبب في ازدحام شديد. كانت هناك حواجز قليلة مرئية لتفريق الناس الذين يحاولون الدخول؛ لمحاولة تخفيف التدفق. وعندما فُتحت البوابات قليلاً، تدافع المشجعون إلى الأمام وأغلق الأمن البوابات مرة أخرى، حيث قال كثير من الأشخاص العالقين في الخارج إنهم لا يعرفون ما الذي يحدث.

مشجعون يدخلون إلى فتحة التهوية باستاد «هارد روك» في يوم المباراة النهائية (رويترز)

استمر هذا النمط مراراً وتكراراً، مع السماح للمشجعين بالدخول بشكل متقطع، واحداً تلو الآخر تقريباً. في بعض الأحيان، كان الأطفال يدخلون مع أولياء أمورهم ووجوههم حمراء، غارقين في العرق وكثير منهم يبكون.

أما المشجعون الآخرون الذين كان من الواضح أنهم يعانون من مشكلات متعلقة بالحرارة، فقد حملهم أصدقاؤهم في وضع مستقيم. أقامت فرق إطفاء الحرائق في ميامي مركزاً طبياً في الداخل بعد البوابات مباشرة، حيث عالجوا تياراً مستمراً من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات متعلقة بالحرارة.

وأظهر مقطع فيديو المشجعين وهم يحملون تذاكرهم أمام الكاميرات قائلين إنهم دفعوا ألفي دولار مقابل المقاعد ليُمنعوا من الدخول.

وقال متحدث باسم ملعب «هارد روك ستاديوم»: «طوال مدة ما بعد الظهيرة والمساء، كانت هناك محاولات كثيرة من قبل مشجعين غير منضبطين لا يحملون تذاكر للتغلب على أفراد الأمن وموظفي إنفاذ القانون عند نقاط الدخول إلى الاستاد؛ مما عرضهم والمشجعين الآخرين وموظفي الأمن والاستاد لخطر شديد...

المشجعون يستخدمون المتاريس سلالم للتسلق إلى ملعب «هارد روك»... (رويترز)

...أُغلق كثير من بوابات الاستاد وأعيدَ فتحها بشكل استراتيجي في محاولة للسماح للضيوف، الذين يحملون التذاكر، بالدخول بأمان وبطريقة منضبطة. استمر المشجعون في الانخراط في سلوك غير قانوني؛ حيث تشاجروا مع ضباط الشرطة وحطموا الجدران والحواجز وخربوا الملعب، مما تسبب في أضرار جسيمة في الممتلكات».

حُمِلت إحدى السيدات، التي عرّفت عن نفسها في وقت لاحق لشبكة «The Athletic» باسم «ديانا»، إلى داخل الملعب من قبل ضابط شرطة وهي فاقدة الوعي. وقد استلقت على الخرسانة في المنطقة التي أُعدّت مع المسعفين، واستيقظت في نهاية المطاف، وأُعطيت الماء. وصف ستيفن؛ الكولومبي البالغ من العمر 34 عاماً والذي يعيش في ميامي وكان برفقة «ديانا»، الموقف قائلاً: «بدأ الجميع يتدافعون، ويمكنك أن تشعر بأنك تفقد الهواء... وبمجرد أن اقتربنا من البوابات، يمكنك أن تتخيل ذلك... لاحظت أن ديانا كانت تعاني. ولحسن الحظ؛ كنت أقف خلفها».

قالت ديانا (28 عاماً) إنها تتذكر اللحظة التي فقدت فيها وعيها.

قالت: «حاولت أن أتنفس. ظل رجل يقول لي: (حاولي أن تتنفسي. حاولي أن تتنفسي)، وأجبته بأنني أريدهم أن يفتحوا بوابة أخرى. كانوا يستخدمون بوابة واحدة لكل هؤلاء الأشخاص، لكن الناس كانوا يتدافعون. تمسكت برجل كان يقف بالقرب مني. كان الجميع يتدافعون. الكولومبيون والأرجنتينيون».

حتى أصدقاء اللاعبين وأفراد أسرهم كانوا عالقين في المشاجرة، حيث كانت البوابة الجنوبية الغربية نقطة دخول لوسائل الإعلام وحاملي تذاكر «كبار الشخصيات». جلست عائلة الظهير الكولومبي دانيال مونيوز معاً بعد المدخل عقب فترة وجيزة من إغلاق البوابات، بعد أن دُفعوا نحو المدخل وسحبوا في النهاية إلى الداخل.

حشود كبيرة من المشجعين تحاول دخول الملعب وسط اضطرابات (أ.ف.ب)

قالت مانويلا آنخيل، زوجة مونيوز، التي كانت تنزف من جرح في معصمها: «كنا نقف في الطابور عائلةً في انتظار الدخول، ثم بدأ المتهورون خلفي في دفعي... ظنوا أنني أسبب الفوضى، فدفعوني نحو ضباط الشرطة بعيداً عن الطابور. بدأوا بالصراخ على أطفالي. أكبرهم يبلغ من العمر 6 سنوات وأصغرهم لم يبلغ العامين بعد. أنا هنا مع جدة دانيال ووالدته وعمته وأفراد آخرين من العائلة. عانيت أكثر من غيري؛ لأنني كنت أمامهم جميعاً. كانت معي التذاكر. ساعدتني إحدى ضابطات الشرطة؛ لأنها رأتني أبكي. أخبرتها أنني زوجة دانيال وأنني كنت قلقة على سلامة أطفالي. كان دخول الملاعب الأخرى (خلال البطولة) جيداً، لكن الليلة كان فظيعاً. فظيعاً فحسب».

كما تعرضت عائلة لاعب خط الوسط الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر، لاعب وسط منتخب الأرجنتين للموقف ذاته. قالت والدته، سيلفينا، في تصريح للتلفزيون الأرجنتيني: «كان على أليكسيس أن يخرج ليدخلنا... كان قلقاً علينا. كان الأمر غير إنساني. لقد عانقنا. أكدنا عليه أن يبقى هادئاً، وأن يستعد للعب».

أحد الإعلاميين، الذي يعمل لدى إحدى الشركات المالكة لحقوق البطولة، طُرح أرضاً واعتُقل بعد أن عبر البوابة التي احتجز فيها الإعلاميون.

خرج لاعبو الأرجنتين وكولومبيا لإجراء عمليات الإحماء أمام حشد جماهيري قليل العدد بعد الساعة السابعة مساءً، إلا إنهم ألغوا روتينهم بحلول الساعة الـ7:30 مساءً عندما أصبح من الواضح أن المباراة لن تبدأ في الوقت المحدد.

مشكلات في الدخول واجهها المشجعون بنهائي «كوبا أميركا»... (رويترز)

قال مدرب كولومبيا؛ نيستور لورنزو: «عندما كنا نُجري عملية الإحماء وفي غرف تبديل الملابس، أخبرونا أن هناك تأخيراً لمدة نصف ساعة... كان هناك المزيد؛ أليس كذلك؟ كنا نحاول التحدث إلى أفراد عائلاتنا وأصدقائنا ومعرفة ما إذا كانوا بخير. كان الأمر غريباً وفوضوياً بعض الشيء. حاولنا الحفاظ على هدوئنا، ولكن كان هناك مستوى عالٍ من القلق».

وصل اثنان من المشجعين، وكلاهما يرتدي ملابس منتخب هندوراس، في نحو الساعة الثامنة مساءً، بعد ساعتين من الانتظار وسط هذا الحشد من الناس. كان كلاهما غارقاً في العرق ومحبطاً بشكل واضح. وقالا إن الشرطة هددتهما بالغاز المسيل للدموع والصواعق الكهربائية.

«ما يحدث هو أنهم يريدون السيطرة على الناس في المقدمة. إنهم يدفعون من الخلف»، قال أليخاندرو فلوريس لشبكة «The Athletic»: «عليك إبعاد الأشخاص الذين في المقدمة والسيطرة على الأشخاص الذين في الخلف. اسحبهم للخلف حتى يكون الناس منظمين. وظيفتهم هي الحماية والخدمة. الناس يغمى عليهم أمام أعينهم ولا يهمهم الأمر على الإطلاق. إنهم لا يريدون حتى أن يعطونا الماء».

تملّك الإحباط فلوريس مرة أخرى وهو ينظر إلى الناس الذين ما زالوا متراصين على الأسوار خلفه.

قال عن منظمي البطولة؛ «اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)»: «كارثة... في كارولينا الشمالية، مباراة نصف النهائي بين أوروغواي وكولومبيا كانت اختباراً. كان عليهم أن يهيئوا أنفسهم لئلا يحدث الشيء نفسه. كانت كارولينا الشمالية كارثة. والآن، تسير الأمور على الطريق نفسها، أو أسوأ من ذلك. ما كان ينبغي على (الكونميبول) أن يجلب هذه البطولة إلى الولايات المتحدة... انظروا حولكم؛ لأنهم ليسوا مستعدين لكأس العالم».

المشجعون يحاولون دخول الملعب بصعوبة وسط منعهم من قبل المنظمين وفتح بوابة واحدة ضيقة (أ.ف.ب)

سيستضيف هذا الملعب 7 مباريات في «كأس العالم للرجال 2026»؛ 4 مباريات في دور المجموعات، ومباراة في دور الـ32، ومباراة في ربع النهائي، ومباراة تحديد المركز الثالث.

وقف مشجع آخر؛ رفض الإفصاح عن اسمه، واضعاً يديه على وركيه بالقرب من السلم المتحرك عند المدخل، يراقب المشهد الذي خرج منه للتو... «تكدس الناس. كان هناك مزيد ومزيد من الضغط، والناس في حالة إغماء... كان هناك أطفال يتقيأون، وكثير من الناس هناك، ولا يمكنك التحرك. وبعبارة أخرى؛ لا يمكنك التحكم في جسدك؛ تذهب إلى حيث يدفعونك. وعلاوة على ذلك، لا يوجد من ينظمك أو يساعدك في أي شيء».

وبينما كان يتحدث، تراجع ضباط الشرطة بعيداً عن البوابات ووقفوا جانباً. وفجأة، في نحو الساعة الـ8:15 مساءً؛ أي بعد ربع ساعة من موعد انطلاق المباراة، فُتحت البوابات الجنوبية الغربية وتدفق المشجعون إلى الداخل دون أن تُفحص التذاكر أو يفتش أي شخص أو يمرّ عبر أجهزة الكشف عن المعادن.

وقال متحدث باسم ملعب «هارد روك ستاديوم»: «بعد الساعة الثامنة مساءً بقليل، تواصل مسؤولو الاستاد واتحاد (الكونميبول) واتحاد (الكونكاكاف) وضباط إنفاذ القانون وقرروا فتح بوابات الاستاد لمدة قصيرة لجميع المشجعين لمنع التدافع والإصابات الخطرة في محيط الملعب. ثم أغلقت البوابات بعد ذلك بمجرد زوال خطر تدافع المشجعين. كان الاستاد قد اكتمل في ذلك الوقت ولم يُعَدْ فتح البوابات».

مشجعو كولومبيا والأرجنتين يحاولون عبور البوابة وسط اضطرابات مع رجال الشرطة (أ.ف.ب)

يبدو أن مقاطع الفيديو التي التُقطت من الاستاد تُظهر المشجعين لا يزالون يتسللون إلى الاستاد بعد السماح بدخول المشجعين في البداية. وأظهر أحد مقاطع الفيديو المشجعين وهم يزحفون عبر فتحة بالقرب من السقف المجاور للتهوية. وأظهر مقطع فيديو آخر المشجعين وهم يرتقون سلماً مؤقتاً لتسلق السياج.

كان الآلاف لا يزالون في الخارج عندما بدأت المباراة في نهاية المطاف في الساعة الـ9.22 مساءً؛ أي بعد 82 دقيقة من الموعد المفترض لبداية المباراة. شاهد البعض المباراة من ممرات الملعب إلى أن مشّطت الشرطة الحشود بحثاً عن التذاكر وطالبت من لا يحملون تذاكر بمغادرة الملعب. وانسحب آخرون إلى ساحات الاستاد لتناول الطعام والماء (عُلّق بيع الكحوليات بعد وقت قصير من انطلاق المباراة).

وظل هؤلاء الذين رُفض دخولهم حتى الشوط الثاني من المباراة، بعد الساعة الـ11 مساءً، ولم تحسم الأرجنتين فوزها إلا بعد منتصف الليل في الوقت الإضافي.

وأصدرت رئيسة بلدية ميامي، ديد دانييلا ليفين كافا، بياناً، إلى جانب رئيس قسم السلامة العامة جيمس رييس، قالا فيه إن شرطة ميامي وفرت أكثر من 550 شرطياً للمباراة، وإنهم «غاضبون من الأحداث غير المسبوقة في نهائيات (كوبا أميركا) الليلة».

رجل موقوف من قبل الشرطة بعد تدافع المشجعين على البوابات قبل نهائي «كوبا أميركا»... (رويترز)

وجاء في البيان: «ينظم نهائي (كوبا أميركا) من قبل (كونميبول)، وتوفر إدارة شرطة ميامي الدعم الأمني، إلى جانب وكالات إنفاذ القانون الأخرى. لنكن واضحين: ما كان ينبغي أن يحدث هذا الموقف مطلقاً، ولا يمكن أن يتكرر مرة أخرى. سنعمل مع إدارة الاستاد لضمان إجراء مراجعة كاملة لأحداث (الليلة) على الفور لتقييم سلسلة الأحداث كاملة، من أجل وضع البروتوكولات والسياسات اللازمة لجميع المباريات المستقبلية».

ووعد ملعب «هارد روك ستاديوم» بالعمل مع «الكونميبول» لمعالجة «المخاوف الفردية لحاملي التذاكر الذين لم يتمكنوا من الدخول».

وأضاف متحدث رسمي: «نحن ممتنون لضباط إنفاذ القانون الذين أداروا موقفاً صعباً وأعطوا الأولوية لسلامة الملعب واللاعبين وعائلاتهم والمشجعين... سنواصل العمل مع جهات إنفاذ القانون لتحديد ومحاسبة المجرمين الذين تورطوا في سلوك غير قانوني الليلة...

ضابط شرطة يتحدث إلى المشجعين في المدرجات خلال النهائي (أ.ب)

...إنه لأمر مخيب للآمال أن تتأثر ليلة الاحتفال بسلوك غير قانوني وغير آمن، وسنراجع بشكل كامل العمليات والبروتوكولات المعمول بها الليلة، وسنعمل مع جهات إنفاذ القانون لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث مرة أخرى».

وقد قُبض على أعضاء الصحافة أيضاً، وقد غرّدت فيرونيكا بروناتي، وهي من أكثر مراسلي كرة القدم احتراماً في الأرجنتين، في الساعة الـ10:37 مساءً، لتقول إنها لم تتمكن من دخول الملعب. وكتبت: «هذا كابوس. إنه جنون. يوجد الآلاف منا هنا خارج بوابة الدخول، لكنني على قيد الحياة... الحمد لله».


مقالات ذات صلة

الأرجنتين تفرض سيطرتها قارياً وعالمياً بلقب جديد في «كوبا أميركا»

رياضة عالمية ميسي وسط لاعبي الأرجنتين يرفع كأس البطولة القارية ( ا ف ب)

الأرجنتين تفرض سيطرتها قارياً وعالمياً بلقب جديد في «كوبا أميركا»

سقط القائد ليونيل ميسي مصابا في الدقيقة 64 وخرج باكيا، لكن المهاجم «البديل السوبر» لاوتارو مارتينيز الذي دخل في الدقيقة 93 لعب دور البطل وقاد الأرجنتين للفوز

«الشرق الأوسط» ( فلوريدا)
رياضة عالمية رامون خيسورون (الاتحاد الكولومبي)

«كوبا أميركا»... توقيف رئيس الاتحاد الكولومبي لكرة القدم وابنه

ذكرت تقارير أن السلطات ألقت القبض على رامون خيسورون رئيس الاتحاد الكولومبي لكرة القدم ونجله رامون في ميامي.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية الاحتفالات أقيمت حول النصب التذكاري الأيقوني «أوبيليسكبين» (أ.ف.ب)

«كوبا أميركا 2024»: أعمال العنف تعكر احتفالات الأرجنتينيين باللقب

احتفل الآلاف في بوينس آيرس، صباح الاثنين، عقب تتويج المنتخب الأرجنتيني بلقب «كوبا أميركا 2024» لكرة القدم، عقب الفوز على كولومبيا 1 - 0.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
رياضة عالمية نيستور لورينزو (رويترز)

لورينزو بعد الهزيمة في نهائي كوبا أميركا: كولومبيا بدأت للتو

تبخرت آمال كولومبيا في الفوز بلقبها الثاني لكأس كوبا أميركا لكرة القدم على يد الأرجنتين الاثنين لكن المدرب نيستور لورينزو كان فخوراً بفريقه

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية ميسي بكى بسبب ألم الإصابة التي عانى منها (إ.ب.أ)

سكالوني: ميسي لم يكن لديه خيار غير الخروج... لم يخذلنا

قال ليونيل سكالوني إن ليونيل ميسي لم يكن يريد أن يخذل زملاءه في المنتخب الأرجنتيني بعد أن اضطر للخروج من نهائي كوبا أميركا بسبب إصابة في القدم.

ذا أتلتيك الرياضي (ميامي)

«يورو 2024» تنصف المنتخب الأفضل... والأفراح تعم إسبانيا

المنتخب الإسباني عاد لبلاده حاملا الكأس الأوروبية بعد مشاركة مظفرة في يورو 2024 (ا ف ب)
المنتخب الإسباني عاد لبلاده حاملا الكأس الأوروبية بعد مشاركة مظفرة في يورو 2024 (ا ف ب)
TT

«يورو 2024» تنصف المنتخب الأفضل... والأفراح تعم إسبانيا

المنتخب الإسباني عاد لبلاده حاملا الكأس الأوروبية بعد مشاركة مظفرة في يورو 2024 (ا ف ب)
المنتخب الإسباني عاد لبلاده حاملا الكأس الأوروبية بعد مشاركة مظفرة في يورو 2024 (ا ف ب)

أنصفت «يورو 2024» لكرة القدم الفريق الأفضل طوال مشوار البطولة، وتُوج المنتخب الإسباني الباهر بفوزه في النهائي على نظيره الإنجليزي 2-1 محققاً اللقب لمرة رابعة قياسية.

وما إن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة في الساعة 22:53 ليل الأحد بالتوقيت المحلي لمدينة برلين، حتى انطلقت الاحتفالات في كافة أرجاء إسبانيا حيث خرج آلاف للشوارع، وتنافست أصوات أبواق السيارات مع الصافرات التي أطلقها المشجعون.

واستحق المنتخب الإسباني اللقب عن جدارة بعد فوزه بجميع مبارياته السبع وتخطيه عقبة منتخبات كبيرة مثل إيطاليا حاملة اللقب وكرواتيا وألمانيا المضيفة وفرنسا وصيفة بطلة العالم، وصولاً إلى إنجلترا وصيفة النسخة الماضية.

وستظل بطولة «يورو 2024» محفورة في أذهان البعض بأرقام قياسية للاعبين مخضرمين أمثال البرتغالي بيبي الذي بات أكبر لاعب يشارك في اليورو بعمر 41 عاماً و113 يوماً عندما خاض المباراة الافتتاحية لمنتخب بلاده بالمجموعة السادسة أمام المنتخب التشيكي، وكذلك زميله القائد كريستيانو رونالدو الذي كان يمني النفس في التاسعة والثلاثين من عمره أن يسجل هدفاً في مشاركته السادسة بالبطولة القارية (رقم قياسي)، لكنه ودّع من ربع النهائي دون أن يحقق أمنيته بعد الخسارة من فرنسا بركلات الترجيح. ويعد الكرواتي لوكا مودريتش أكبر لاعب يسجل في تاريخ بطولات أوروبا بعمر 38 عاماً و289 يوماً، وذلك عندما سجل هدفاً في المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1 مع المنتخب الإيطالي. لكن في المقابل سجلت البطولة مشاركة العديد من اللاعبين الشباب الواعدين، أبرزهم لامين جمال نجم إسبانيا الذي بات في سن 16 عاماً و362 يوماً، أصغر مسجل لأهداف على الإطلاق في أي من بطولتي أمم أوروبا وكأس العالم، بهدفه المذهل الأول في مرمى فرنسا بنصف النهائي.

وقبل المباراة النهائية، قال دي لا فوينتي إن إسبانيا تريد «صناعة التاريخ»، وهذا ما تحقّق على الملعب الأولمبي في برلين بفضل هدف سجله البديل ميكيل أويارسابال قبل 4 دقائق على نهاية مباراة كان فيها المنتخب الإسباني الطرف الأفضل وصاحب هدف السبق في الشوط الثاني عبر الشاب نيكو وليامز، قبل أن يدرك البديل كول بالمر التعادل بعد أقل من ثلاث دقائق على دخوله بديلاً.

عندما اعتقد كثر أن إسبانيا التي سيطرت على الساحتين القارية والعالمية بين 2008 و2012، باتت من الماضي، جاء الجيل الجديد ليعيد البريق والجمالية إلى المنتخب لكن بمزيد من اللعب المباشر والمواهب الشابة.

هيمنت إسبانيا على عالم الكرة المستديرة بين عامي 2008 و2012، فأحرزت لقب كأس أوروبا مرّتين 2008 في النمسا وسويسرا و2012 في بولندا وأوكرانيا، ومونديال جنوب أفريقيا 2010. لكن الكرة الإسبانية واجهت منذ هذا الحين أزمة ثقة، فغابت عن منصات التتويج خلال 11 عاماً، قبل أن تتصالح مجدّداً مع الانتصارات بفوز المنتخب بلقب دوري الأمم الأوروبية العام الماضي.

دي لا فوينتي صانع الجيل الجديد لمنتخب إسبانيا (ا ف ب)

ويبدو أنها تعلّمت من دروس الأعوام الأخيرة وفق ما أظهرت منذ مباراتها الأولى في نهائيات ألمانيا 2024 وحتى إحرازها اللقب الأحد في برلين. لكن هذه الدروس التي تعلّمها المنتخب لا تعني أنه تخلى كلياً عن أسلوب اللعب المعروف بـ«تيكي تاكا» والمستوحى من نادي برشلونة أيام المدرب الهولندي الراحل يوهان كرويف ومن بعده جوسيب غوارديولا، بل قام بتحديثه. وكان الشابان لامين جمال ونيكو وليامز اللذان احتفلا السبت والجمعة بعيدي ميلاديهما السابع عشر والثاني والعشرين توالياً، الركيزتين الأساسيتين في هذه المقاربة التكتيكية الجديدة الموفّقة. بلمساتهما السحرية، جذبا بلداً بأكمله، متحداً خلف فريقه، متجاوزاً الانقسامات بين المناطق والتوترات السياسية التي هزت البلاد منذ أشهر.

في المقابل، كان يظن الإنجليز أن الوقت قد حان لتذوق طعم التتويج ببطولة كبرى، بعد طول انتظار، وتحديداً منذ مونديال 1966. لكن، كما حصل قبل ثلاثة أعوام على أرضهم حين خسروا النهائي أمام إيطاليا بركلات الترجيح، تبخّر كل شيء على يد الإسبان بالخسارة 1-2 في برلين.

ولم يسبق لإنجلترا الفوز بلقب كأس أوروبا، واللقب الكبير الذي في حوزتها مر عليه 58 سنة في كأس العالم 1966 التي أقيمت على أرضها.

لم يقدّم الإنجليز الكثير الذي يشفع لهم في كأس أوروبا «ألمانيا 2024» رغم كتيبة الأسماء الرنانة في تشكيلتهم، ويمكن اعتبار وصولهم للنهائي بمثابة ضربة حظ كبيرة. ومع الوعد الذي قطعه المدرب غاريث ساوثغيت، بأنه سيستقيل حال فشل المنتخب الإنجليزي في التتويج بالبطولة، بات السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل بالفعل سيتخذ قراره ويرحل، لا سيما أن عقده يمتد حتى نهاية هذا العام؟ وعند سؤاله بعد المباراة النهائية عن مصيره مع المنتخب علق ساوثغيت: «إنه ليس الوقت المناسب للحديث في هذه الأمور».

مستقبل ساوثغيت مع منتخب إنجلترا في مهب الريح (ا ب ا)

ويُدرك ساوثغيت تماماً أنها ليست نهاية الطريق بالنسبة للجيل الحالي في ظل وجود عناصر شابة مثل كول بالمر (22 عاماً) الذي سجل هدفه الدولي الثاني بإدراكه التعادل بعد أقل من ثلاث دقائق على دخوله، وجود بيلينغهام (21 عاماً)، وبوكايو ساكا (22 عاماً)، وفيل فودن (24 عاماً)، وديكلان رايس (26 عاماً).

وقال: «تمتلك إنجلترا من دون شك بعض اللاعبين الشباب الرائعين، وحتى اللاعبون الشباب لديهم الآن خبرة كبيرة في البطولات. سيكون العديد من أعضاء هذا الفريق موجودين بعد عامين أو أربعة أو ستة أو ثمانية».

على الرغم من التطوّر الهائل الذي حققه المنتخب تحت إشرافه، لا تزال هناك شكوك حول ما إذا كان ساوثغيت الرجل الأمثل لتولّي مسؤولية هذه المجموعة الغنية بالمواهب.

وأقرّ ساوثغيت بأن المنتخب الأفضل تُوج باللقب وقال: «في نهاية المطاف، خسرنا أمام الفريق الأفضل وعلينا مراجعة كيف حصل ذلك، لكن الأمر واضح جداً في ذهني».

وأشار إلى أنه سيأخذ بعض الوقت للتفكير في مستقبله، لكن ما هو مؤكد أن المنتخب عاد إلى الوطن من دون أن «تعود كرة القدم إلى موطنها». إسبانيا فازت بجميع مبارياتها السبع بعروض باهرة... وقدمت أبرز موهبة

في هذا الجيل