«طوّاف فرنسا»: بوغاتشار يبتعد في الصدارة بعد فوزه الثاني توالياً

الدراج السلوفيني تادي بوغاتشار متصدر طواف فرنسا (أ.ف.ب)
الدراج السلوفيني تادي بوغاتشار متصدر طواف فرنسا (أ.ف.ب)
TT

«طوّاف فرنسا»: بوغاتشار يبتعد في الصدارة بعد فوزه الثاني توالياً

الدراج السلوفيني تادي بوغاتشار متصدر طواف فرنسا (أ.ف.ب)
الدراج السلوفيني تادي بوغاتشار متصدر طواف فرنسا (أ.ف.ب)

عزّز السلوفيني تادي بوغاتشار صدارته للترتيب العام في طوّاف فرنسا للدراجات الهوائية إلى نحو 3 دقائق، الأحد، بفوزه بالمرحلة الخامسة عشرة والثانية توالياً في جبال البيرينيه.

وبعد أن انفرد بوغاتشار بصدارة المرحلة قبل خمسة كيلومترات على النهاية عقب تجاوز خمس قمم من جبال البيرينيه، احتل الدنماركي يوناس فينغيغارد المركز الثاني بفارق دقيقة وسبع ثوان، والبلجيكي ريمكو إيفينيبول الثالث بفارق دقيقتين و51 ثانية.

وحقق بوغاتشار فوزه الثاني على التوالي بالمراحل الجبلية محرزاً في الوقت ذاته انتصاره الرابع عشر في إحدى مراحل الطوّاف وهو في سن الـ25 عاماً فقط.

واقترب دراج فريق الإمارات من تحقيق حلمه بالفوز بثنائية طوّاف فرنسا وجيرو إيطاليا في الموسم نفسه بعد أن أدى فوزه بالمرحلة الثالثة في النسخة الحالية إلى تعزيز صدارته بشكل مريح.

ويخوض الدراج السلوفيني مرحلتين صعبتين أخريين في جبال الألب حيث سيكون الطقس أكثر حراً، وهو ما لا يحبذه.

كذلك، سيشهد اليوم الأخير الأحد المقبل مرحلة ضد الساعة لمسافة 34 كم، حيث من الممكن أن يحدث أي شيء على الكورنيش بين موناكو ونيس.

وبات السلوفيني يتصدر الترتيب العام على حساب فينغيغارد حامل اللقب مرتين بفارق ثلاث دقائق وتسع ثوان، بينما يحتل إيفينيبول المركز الثالث في مشاركته الأولى بسباق فرنسا بفارق خمس دقائق و19 ثانية.


مقالات ذات صلة

رسمياً... القادسية يتعاقد مع الغابوني أوباميانغ

رياضة سعودية بيير إيميريك أوباميانغ (نادي القادسية)

رسمياً... القادسية يتعاقد مع الغابوني أوباميانغ

أعلن نادي القادسية السعودي المنافس في دوري الدرجة الأولى للمحترفين، تعاقده مع النجم الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ، مهاجم فريق أولمبيك مرسيليا الفرنسي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية النادي ذكر أن الإدارة قامت بإنهاء هذه المطالبات التي تتعلق بحقوق لاعبين ومدربين سابقين (نادي الرائد)

الرائد يغلق كافة القضايا المالية لدى «فيفا»

أنهى نادي الرائد المنافس في الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم كافة المطالبات والقضايا المالية المتأخرة الصادر بها أحكام نهائية لدى «فيفا».

خالد العوني (بريدة )
رياضة عالمية نيكولا ميلينكوفيتش (نادي نوتنغهام فوريست)

نوتنغهام يعزّز دفاعه بالصربي ميلينكوفيتش

عزّز نوتنغهام فوريست دفاعه بالتعاقد الخميس مع الصربي نيكولا ميلينكوفيتش، قادماً من فيورنتينا الإيطالي في صفقة بلغت قيمتها 15 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية سلوى عيد ناصر (إ.ب.أ)

البحرين تعوّل على ألعاب القوى في أولمبياد 2024

تعوّل البحرين على ألعاب القوى مجدداً لإضافة مزيد من الميداليات إلى رصيدها، وذلك حين تخوض النسخة الثالثة والثلاثين من الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة في باريس.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
رياضة عالمية ماليكا ميهامبو (د.ب.أ)

ألمانيا تعلّق آمالها على السيدات لحصد ميداليات في «أولمبياد باريس»

تشارك ألمانيا ببعثة كبيرة في «أولمبياد باريس 2024»، إذ يسافر 420 رياضياً، على أمل تحقيق كثير من الميداليات في البطولة التي تُقام خلال الفترة من 26 يوليو (تموز).

«الشرق الأوسط» (برلين)

أولمبياد لندن 1948: القيامة من بين الأنقاض... والتحية للأم بلانكرز

فاني بلانكرز (أ.ف.ب)
فاني بلانكرز (أ.ف.ب)
TT

أولمبياد لندن 1948: القيامة من بين الأنقاض... والتحية للأم بلانكرز

فاني بلانكرز (أ.ف.ب)
فاني بلانكرز (أ.ف.ب)

اُختيرت لندن لتنظيم النسخة الرابعة عشرة للأولمبياد عام 1948 وكانت تمثّل الأمل والمقاومة في الوقت عينه خلال الحرب العالمية الثانية قبل نحو ثلاثة أعوام.

مثلّت إعادة إحياء ما تهدّم في الرياضة عموماً، علماً أنه كان من المقرّر أن تستضيف طوكيو دورة 1940، إلا أنها انسحبت لصالح هلسنكي على أن تنظّم لندن دورة 1944.

وتأثرت عدة دول بالحرب العالمية الثانية فغاب معظم أبطالها والذين شاركوا بدوا في مستوى ضعيف. وفي وقت اتّحد العالم من جديد، غيّبت تبعات الحرب ألمانيا واليابان عن الموعد الكبير، الذي استمرّت الولايات المتحدة في صدارة ترتيب قائمة ميدالياته مع 38 ذهبية بفارق كبير عن السويد (16) وفرنسا (10).

وللمرّة الأولى خطفت المرأة أضواء النجومية من الرجال، وانتزعت العداءة الهولندية «فاني» بلانكرز كون (30 عاماً وأم لثلاثة أولاد) أربع ذهبيات في 100م و200م والتتابع 4 مرات 100م و80م حواجز. وفاز التشيكوسلوفاكي إميل زاتوبيك بذهبية 10 آلاف م، معلناً بدء «عصره» وباتت مواطنته بطلة الجمباز ماري بروفازنيكوفا أول رياضية أولمبية شرقية تفرّ إلى الغرب، وتميّز الفنلندي فيكو هوهتانن في الجمباز، فحصد ثلاث ذهبيات.

وجمعت مصر خمس ميداليات في إنجاز كبير لها، إذ فاز إبراهيم شمس بذهبية رفع الأثقال للوزن الخفيف، محمود فياض بذهبية الريشة، عطية حمودة في فضية الخفيف، محمود حسن في فضية المصارعة اليونانية الرومانية لوزن الديك، وإبراهيم عرابي ببرونزية وزن الخفيف الثقيل.

سباق الـ100 متر للسيدات في أولمبياد 1948 (أ.ف.ب)

الملك واقفاً: جرى افتتاح ألعاب لندن في استاد ويمبلي الشهير، وأعلنه الملك جورج السادس الذي تسمّر واقفاً على مدى ساعتين محيّياً الوفود المشاركة في طابور العرض وكان محاطاً بالعائلة المالكة ومن ضمنها الملكة الراحلة إليزابيث الثانية. وواظب على حضور غالبية المسابقات كونه كان يعشق الرياضة ومنافساتها.

بذل الإنجليز جهوداً كبيرة لإنجاح الألعاب على رغم البؤس المنتشر عقب الحرب. قال الصحافي جيمس كوت من «ديلي تلغراف»، وكان يومها فتىً صغيراً «كانت الألعاب بالنسبة للشعب احتفالاً غير مسبوق ليس على الصعيد الرياضي فحسب، بل على صعيد الحياة اليومية لأنها الأولى من نوعها بعد الحرب».

تابع: «كان يعيش أوضاعاً صعبة ولا يمكن أن يكفي حاجاته اليومية من اللحوم والسكر، والفواكه شبه مفقودة في مدينة مدمّرة لا توجد فيها فنادق. لذا حرصت عدة وفود على إحضار طعامها معها. وأقام الرياضيون في معسكرات القوة الجوية».

وأجريت المنافسات وسط طقس متقلّب مزعج يتراوح بين المطر الغزير والشمس الحارة، وتميّز عدد من الوفود بكثافة مشاركة الضباط الرياضيين، خصوصاً إنجلترا وفرنسا.

ولفت الأنظار في لندن الحضور الأميركي الذي تميّز مرّة جديدة، وتمكّن السباح والتر ريس من إحراز ذهبية 100 متر حرة (57.3 ث)، وحقق ويليام سميث رقماً أولمبياً في 400م حرة (4:41 د)، وبرز مالفن ويتفيلد في جري 800م وأحرز الذهبية مسجّلاً زمناً قدره 1:49.2د.

وعاد الذهب في المسابقة العشارية للأميركي بوب ماتياس، وحلّ ثانياً الفرنسي أنياس هنريش، الذي جند إجبارياً في الجيش الألماني خلال الحرب كونه من الألزاس، فعاش الجحيم على الجبهة الشرقية، وأسر مع مجموعة من الفرنسيين من قبل الروس، «واعتبرونا متطوعين لمقاتلتهم لأننا من بروسيا الشرقية، فأساءوا معاملتنا».

آلان ميمون (أ.ف.ب)

الجندي زاتوبيك: وفي الدورات السابقة، كانت سيادة المسافات المتوسطة والطويلة عموماً للفنلنديين، غير أن الجندي التشيكوسلوفاكي زاتوبيك (27 عاماً) حضر ليسطّر تاريخاً جديداً لألعاب القوى.

تواجد في لندن الفرنسي ألان ميمون، شاب نحيف لا يلفت الأنظار، عامل مقهى فقير كان يتدرّب صباحاً قبل بدء دوام عمله الممتد حتى منتصف الليل، وهو العداء العصامي الذي لم يحظَ بمساعدة أحد أو دعمه.

اُختير ميمون في صفوف المنتخب الفرنسي عن طريق «الصدفة» وقال «المرض أخّر استعدادي، فلم أوفّق في سباق 10 آلاف متر في بطولة فرنسا، وفي الليلة ذاتها قرّرت خوض سباق 5 آلاف متر، وحللت ثانياً من دون أي تخطيط مسبق. وفي لندن كانت الأنظار مصوّبة على زاتوبيك، حتى أن مدلك البعثة الفرنسية رفض تمديد ساقي قبل سباق 10 آلاف مت، لان مهمّته ببساطة محصورة بالأبطال».

كانت الحرارة شديدة خلال سباق 10 آلاف متر وكان هم ميمون تحقيق نتيجة جيّدة لا أكثر «وجدت نفسي صامداً في مقابل تراجع كثر أو توقفهم وبينهم عدد من المرشحين، لم أصدق أنني كنت في كوكبة المقدمة، ولمحت زاتوبيك يسرّع الخطى ويتقدّمني ثم يفوز وأنا خلفه، أمر عجيب!».

لكن ما أذهل ميمون وأزعجه تعليق الصحافة الفرنسية في اليوم التالي وتساؤلها عن خلفية هذا «المغمور»، الذي حلّ ثانياً «إنه من أفريقيا الشمالية استفاد من الطقس الحار ليحقق هذه النتيجة!».

يتحدّر ميمون من عائلة متواضعة، لكنه موهوب رياضياً منذ الصغر، كان قائد فريق لكرة القدم في سن العاشرة، وتفوّق في سباقات الدراجات، وهو في الخامسة عشرة على من هم في العشرين، لكنه كان يلعب الكرة حافي القدمين، وحذاء الرياضة الذي اشترته له والدته مخصّص لذهابه إلى المدرسة، ومرّة لما شاهده والده ينتعله ليلعب الكرة، كان نصيبه الضرب.

حقق زاتوبيك مبتغاه الأوّل وصوّب أنظاره نحو ذهبية سباق 5 آلاف متر، لكن البلجيكي غاستون ريف كان له بالمرصاد. وأقيم السباق في 12 أغسطس (آب)، وعمد ريف إلى «الالتصاق» بزاتوبيك، وتجاوزه خلال اللفة الأخيرة، محققاً رقماً أولمبياً جديداً.

وبات ريف أول بلجيكي يحصد ذهبية أولمبية في ألعاب القوى، وحمل أحد شوارع مدينته برن هالن اسمه، كما أطلق على ملعبها.

ومسك ختام استعراض «ذكريات» دورة لندن عن النجمتين الهولندية الطائرة فاني بلانكرز كون والفرنسية «الفنانة» ميشلين أوسترماير.

فاني بلانكرز (أ.ف.ب)

هيمنت فاني، واسمها الأصلي فرنسينا، على سباقات السرعة حاصدة أربع ذهبيات على غرار العداء الأميركي جيسي أوينز في دورة برلين 1936، وهي حققت 11.9 ث في 100م و24.4 ث في 200 م، وأسهمت في فوز بلادها في التتابع 4 مرات 100 م، وسجلت 11.2 ث في 80م حواجز، وبين التصفيات والنهائيات، فازت «فاني» في 11 سباقاً على مضمار موحل في غضون ثمانية أيام.

واللافت أن «فاني» شاركت في دورة برلين قبل 12 عاماً، حيث حلّت سادسة في الوثب العالي وفي البدل 4 مرات 100م، وكان أفضل إنجازاتها في ذلك العام، حصولها على توقيع الأسطورة أوينز.

أما عازفة البيانو الفرنسية أوسترماير، فنالت ذهبيتي مسابقتي الكرة الحديد (13.75 م) ورمي القرص (41.92 م) وحلّت ثالثة في الوثب العالي، فارضةً التساؤل كيف تزاول عازفة مرهفة ألعاب القوى، لا سيما أن الموسيقيين يخافون على أيديهم؟ وهي كانت تجد في الرياضة راحةً لهما.

اعتبرت أوسترماير «فلتة» رياضية منذ صغرها، موهوبة ومجتهدة، حفظت أحرف الأبجدية في عمر السنتين ونصف السنة، وباتت في سن السابعة تسبق أقرانها الفتيان في الجري وقدّمت حفلتها الموسيقية الأولى في سن الثانية عشرة، حتى أنها أحرزت الجائزة الأولى للكونسرفتوار الفرنسي عام 1946 في باريس.

في اليوم التالي توجت بطلةً لفرنسا في الكرة الحديد في بوردو، وقبل ثلاثة أسابيع من ألعاب لندن، لم تكن قد زاولت رمي القرص فتعلّمت مبادئه سريعاً وتأهلت للمسابقة وفيها راحت تحسّن رقمها في المحاولات تباعاً حتى أحرزت اللقب.