​انطلاقات واتكينز والأرجل المتعبة... هكذا فازت إنجلترا على هولندا!

واتكينز حصل على مكافأة في الوقت القاتل عندما سجل هدف الفوز (أ.ب)
واتكينز حصل على مكافأة في الوقت القاتل عندما سجل هدف الفوز (أ.ب)
TT

​انطلاقات واتكينز والأرجل المتعبة... هكذا فازت إنجلترا على هولندا!

واتكينز حصل على مكافأة في الوقت القاتل عندما سجل هدف الفوز (أ.ب)
واتكينز حصل على مكافأة في الوقت القاتل عندما سجل هدف الفوز (أ.ب)

نميل إلى تذكر القصص الرائعة من خلال نهاياتها السعيدة.

سيبقى هدف واتكينز الذي سجله في الدقيقة 90 من عمر مباراة هولندا في نصف نهائي أوروبا، محفوراً في ذاكرة المشجعين الإنجليز لسنوات طويلة.

ومع ذلك، فإن الفترة التي تسبق النهاية المبهجة تكون في بعض الأحيان هي اللبنة الأساسية لنهاية مبهجة؛ فقصة سندريلا لا تتعلق فقط بالزواج من الأمير.

وضع هدف واتكينز إنجلترا في النهائي الثاني لها تحت قيادة غاريث ساوثغيت، وكان إدخال قلب هجوم أستون فيلا منطقياً تماماً بالنظر إلى تطور المباراة.

أمام هولندا، واصل ساوثغيت النهج نفسه الذي اتبعته إنجلترا في مواجهة ربع النهائي أمام سويسرا، وإن كان كايل ووكر أكثر تقدماً على يمين الدفاع.

في الخط الآخر، فاجأ خط الوسط الماسي الذي لعب به رونالد كومان - مع وجود ممفيس ديباي على الطرف ومهاجمين اثنين في الأطراف، كودي جاكبو ودونيل مالين في الداخل - منتخب إنجلترا الذي كان يدافع في البداية بشكل خماسي خلفي. لكن ساوثغيت قام بتعديل بنية فريقه من دون كرة للحد من خطورة المنتخب الهولندي.

خارج منطقة الاستحواذ، واصلت هولندا أسلوبها المعتاد 4 - 2 - 3 - 1 لكن جيردي شوتن، وتيغاني رايندرز قاما بمراقبة جود بيلينغهام وفيل فودن، مع محاولة تشافي سيمونز تضييق الخناق على زوايا تمريرات ديكلان رايس.

دفاع هولندا أصيب بالذهول بعد هدف الفوز الإنجليزي (رويترز)

كانت المشكلة في هذا النهج أنه سمح لكوبي ماينو بالتجول بحرية في وسط الملعب، حيث كان لدى اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً مساحة للهجوم مع بيلينغهام وفودن لسحب شوتن ورايندرز في وسط الملعب.

هنا، كان جاكبو قريباً من ماينو ولكن لم تكن هذه هي الحال في بقية الشوط الأول.

ركز شوتن ورايندرز بالكامل على مراقبة بيلينغهام وفودن، ومع محاولة سيمونز إغلاق المساحات على رايس، كان ماينو يمتلك مساحات للهجوم والوقت على الكرة عندما يتسلمها.

في هذا المثال، يلعب جون ستونز الكرة إلى رايس مع وجود سيمونز بالقرب من ماينو.

يؤدي تمركز بيلينغهام وفودن إلى إفراغ خط وسط هولندا من خلال تحريك شوتن ورايندرز بشكل أوسع، مما يسمح لهاري كين بالنزول إلى تلك المنطقة لاستقبال تمريرة رايس.

يغلق سيمونز في البداية ممر صناعة اللعب إلى ماينو، ولكن الآن يستطيع كين أن يجد لاعب وسط مانشستر يونايتد بين الخطوط.

ينزل قلب هجوم إنجلترا ويمرر الكرة إلى ماينو، لكن سيمونز يعترضها.

في مثال آخر، يقترب شوتن ورايندرز من فودن وبيلينغهام، ويتحرك سيمونز نحو رايس، مما يترك ماينو دون رقابة في وسط الملعب.

تؤدي حركة فودن وبيلينغهام إلى تمدد محور هولندا المزدوج، وتخلق مساحة في وسط الملعب، والتي يسقط فيها كين مرة أخرى.

ومع ذلك، لا يزال ماينو حراً نسبياً لأن رايندرز يجب أن يتمركز بالقرب من بيلينغهام. يجد رايس كين بين الخطوط...

فرحة هاري بهدف البديل واتكينز (أ.ب)

ومهاجم بايرن ميونيخ يربط الهجوم ليجد ماينو الذي يتحرر في وسط الملعب. في هذه الأثناء، يهاجم فودن في المساحة خلف الدفاع... لكن تمريرة ماينو الطولية نحو لاعب مانشستر سيتي كان يجب أن تكون خلف خط الدفاع الهولندي.

استمر المنتخب الإنجليزي في العثور على ماينو بسبب هذا السيناريو الرباعي مقابل ثلاثة في وسط الملعب.

هنا، يدافع سيمونز في مواجهة رايس، بينما يقوم شوتن ورايندرز بمراقبة فودن وبيلينغهام، مما يسمح لخط وسط إنجلترا بالاندماج والوصول إلى ماينو في المساحة.

ثم يحاول رايندرز بعد ذلك التقدم والدفاع عن تلك المنطقة، بينما يتراجع شوتن لتعقب تحركات فودن، لكن تمريرة ماينو تصل إلى كين.

تأثير الدومينو المترتب على خروج رايندرز من بيلينغهام هو أن كين يجد لاعب وسط ريال مدريد في وضع مميز أمام قلبي دفاع هولندا. ومع ذلك، يتم اعتراض تمريرة كين إلى بيلينغهام من قبل فيرجيل فان ديك.

في مثال آخر، يجد فودين ماينو بين شوتن ورايندرز مع تركيز ثنائي المحور الهولندي على لاعب السيتي وبيلينغهام.

ثم ينطلق ماينو بالكرة إلى الأمام ويجد فودن يركض إلى الأمام... لكن دينزل دومفريس يحرم الأخير من التسجيل بتصديه الأخير على خط المرمى.

جاء هدف إنجلترا في الشوط الأول من ركلة جزاء مثيرة للجدل، لكن الهجمة التي أدت إلى ركلة الجزاء كانت عبارة عن حمل زائد في وسط الملعب.

في بناء الهجمة، حول سيمونز وشوتن تركيزهما إلى ماينو ورايس، تاركين دومفريس لمراقبة بيلينغهام مع وجود رايندرز بالقرب من فودن.

ومع ذلك، لا يستطيع الظهير الأيمن لهولندا الالتزام مع بيلينغهام بسبب تمركز كيران تريبير المتقدم في الجناح الأيسر. عندما يمرر ماينو الكرة إلى مارك جويهي... يترك دومفريس بيلينغهام ويتراجع للدفاع ضد تريبير. يسمح الازدحام الرباعي مقابل ثلاثة في وسط الملعب لجويهي بإيجاد بيلينغهام في المساحات، ويتقدم لاعب الوسط المدريدي في الهجوم، مما يؤدي في النهاية إلى ركلة جزاء.

قال كومان بعد المباراة: «بدأت المباراة بشكل جيد بالنسبة لنا، (لكن) بعد ذلك واجهنا بعض الصعوبات في خط الوسط لإيقاف اللاعبين الجيدين مثل بيلينغهام وفودن بين الخطوط». «لم نسيطر على المباراة. أجرينا بعض التغييرات لاستعادة السيطرة على المباراة».

كان فريق ساوثغيت بحاجة لتغيير منهجية اللعب كما فعل مع إدخاله واتكينز (رويترز)

كان أحد التغييرات التي أشار إليها كومان هو تعديل شكل فريقه خارج الملعب بعد أن حل جوي فيرمان مكان ممفيس ديباي، وانتقال سيمونز إلى الجناح الأيمن.

ولإبطال الضغط الإنجليزي الزائد في وسط الملعب، قام فيرمان بمراقبة ماينو مع تحرك سيمونز إلى الداخل من الجناح الأيمن لمراقبة رايس.

أدى التعديل الذي أجراه كومان إلى إبطال خطورة إنجلترا على الكرة، حيث لم يتمكنوا من استخدام ماينو أو كين للهجوم في المساحة الخالية في وسط الملعب.

كان فيرمان يراقب ماينو عن كثب، وكان ستيفان دي فريغ أكثر من سعيد بالتقدم والضغط على كين؛ لأن شوتن ورايندرز كانا يراقبان انطلاقات بيلينغهام وفودن.

لم يتمكن فريق ساوثغيت من اللعب الجيد أمام هولندا في الشوط الثاني كما فعل في معظم فترات الشوط الأول، وكانت هناك حاجة إلى تغيير في النهج.

قدم دخول واتكينز طريقة لعب مختلفة عن كين، حيث قدم مهاجم فيلا خيار التمرير خلف الدفاع.

في هذا المثال، يشير واتكينز إلى ستونز بأنه يريد الكرة من الأعلى.

ويقوم قلب الهجوم بالركض، لكن التمريرة تسقط خلفه.

لكن واتكينز استمر في الهجوم على المساحات خلف رباعي الدفاع الهولندي، حتى عندما لم يجده زملاؤه في الفريق.

في النهاية، حصل على مكافأة في الوقت القاتل عندما وجد كول بالمر طريقه،

وسدد واتكينز الكرة في الزاوية البعيدة ليحسم المباراة لصالح إنجلترا.

وقال ساوثغيت بعد المباراة: «لدينا لاعبون جيدون على مقاعد البدلاء، وأردنا أن نغامر في الوقت الأصلي بدلاً من الانتظار حتى الوقت الإضافي. شعرنا نتيجة المجهود البدني المبذول، بأننا بدأنا نفقد بعض الضغط، هاري تعرض لضربة في الشوط الأول أيضاً. يمكن لأولي الضغط بشكل جيد، ويمكنه القيام بتلك الانطلاقات في الخلف وهو ما قام به».

في الشوط الثاني، لم تتمكن إنجلترا من الاندماج واللعب من خلال خط وسط هولندا، لذا فإن انطلاقات واتكينز في الخلف كانت طريقة هجومية بديلة أمام أرجل متعبة.

لو لم يسجل واتكينز ذلك الهدف، لكان التبديل منطقياً أيضا بالنظر إلى طريقة هولندا من دون كرة. ولحسن حظ إنجلترا، فقد فعلها.

وهي نهاية مناسبة تأمل إنجلترا أن تعيشها مرة أخرى في المباراة النهائية أمام إسبانيا.


مقالات ذات صلة

منح رومانيا نقاط كوسوفو بعد الانسحاب في «دوري الأمم»

رياضة عالمية مباراة رومانيا وكوسوفو توقفت عند الوقت بدل الضائع يوم الجمعة بعدما غادر لاعبو الأخير أرض الملعب (إ.ب.أ)

منح رومانيا نقاط كوسوفو بعد الانسحاب في «دوري الأمم»

قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا)، اليوم (الأربعاء)، إنه قرر فوز رومانيا (3 - صفر) على كوسوفو، بعد انسحاب الأخيرة من مباراة أُقيمَت في بوخارست.

«الشرق الأوسط» (بوخارست )
رياضة عالمية مدرب منتخب هولندا قال إنه اتخذ هذا القرار لأسباب طبية مع مراعاة مصلحة اللاعبين (إ.ب.أ)

غياب دي يونغ وفان دايك عن مباراة البوسنة والهرسك

قال رونالد كومان، مدرب هولندا، إنه سيُريح القائد فيرجيل فان دايك، ولاعب الوسط فرينكي دي يونغ، ولن يكونا مع الفريق في رحلته عندما يلتقي البوسنة والهرسك.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
رياضة عالمية رابيو وديني يحتفلان بفوز فرنسا أمس (أ.ف.ب)

رابيو وديني يحتفلان بمباراتهما الخمسين مع فرنسا

تعاون أدريان رابيو ولوكاس ديني بشكل مثالي ليحتفلا بمباراتهما الدولية رقم 50 ويقودا فرنسا للفوز 3-1 خارج أرضها على إيطاليا في المباراة الحاسمة بالمجموعة الثانية.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية توماس توخيل كما يبدو في كاميرا أحد المصورين خلال المؤتمر الصحافي لتقديمه رسمياً (أ.ب)

لماذا لا يشرف توماس توخيل على مباريات إنجلترا في دوري الأمم؟

بينما يقاتل منتخب إنجلترا من أجل الصعود إلى دوري الأمم هذا الأسبوع، لن يشرف الرجل الذي تم تعيينه مديراً فنياً جديد لمنتخب بلاده على المباريات على أرض الملعب.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية متظاهرون في احتجاج نظمته جمعيات مؤيدة للفلسطينيين وأحزاب يسارية قبيل مباراة فرنسا وإسرائيل (إ.ب.أ)

ماكرون يحضر مباراة فرنسا وإسرائيل لإظهار التضامن…. ودعوات لمقاطعتها

عززت السلطات الفرنسية الإجراءات الأمنية في العاصمة باريس قبل مباراة كرة قدم بين فرنسا وإسرائيل الخميس.

«الشرق الأوسط» (باريس)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».