نميل إلى تذكر القصص الرائعة من خلال نهاياتها السعيدة.
سيبقى هدف واتكينز الذي سجله في الدقيقة 90 من عمر مباراة هولندا في نصف نهائي أوروبا، محفوراً في ذاكرة المشجعين الإنجليز لسنوات طويلة.
ومع ذلك، فإن الفترة التي تسبق النهاية المبهجة تكون في بعض الأحيان هي اللبنة الأساسية لنهاية مبهجة؛ فقصة سندريلا لا تتعلق فقط بالزواج من الأمير.
وضع هدف واتكينز إنجلترا في النهائي الثاني لها تحت قيادة غاريث ساوثغيت، وكان إدخال قلب هجوم أستون فيلا منطقياً تماماً بالنظر إلى تطور المباراة.
أمام هولندا، واصل ساوثغيت النهج نفسه الذي اتبعته إنجلترا في مواجهة ربع النهائي أمام سويسرا، وإن كان كايل ووكر أكثر تقدماً على يمين الدفاع.
في الخط الآخر، فاجأ خط الوسط الماسي الذي لعب به رونالد كومان - مع وجود ممفيس ديباي على الطرف ومهاجمين اثنين في الأطراف، كودي جاكبو ودونيل مالين في الداخل - منتخب إنجلترا الذي كان يدافع في البداية بشكل خماسي خلفي. لكن ساوثغيت قام بتعديل بنية فريقه من دون كرة للحد من خطورة المنتخب الهولندي.
خارج منطقة الاستحواذ، واصلت هولندا أسلوبها المعتاد 4 - 2 - 3 - 1 لكن جيردي شوتن، وتيغاني رايندرز قاما بمراقبة جود بيلينغهام وفيل فودن، مع محاولة تشافي سيمونز تضييق الخناق على زوايا تمريرات ديكلان رايس.
كانت المشكلة في هذا النهج أنه سمح لكوبي ماينو بالتجول بحرية في وسط الملعب، حيث كان لدى اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً مساحة للهجوم مع بيلينغهام وفودن لسحب شوتن ورايندرز في وسط الملعب.
هنا، كان جاكبو قريباً من ماينو ولكن لم تكن هذه هي الحال في بقية الشوط الأول.
ركز شوتن ورايندرز بالكامل على مراقبة بيلينغهام وفودن، ومع محاولة سيمونز إغلاق المساحات على رايس، كان ماينو يمتلك مساحات للهجوم والوقت على الكرة عندما يتسلمها.
في هذا المثال، يلعب جون ستونز الكرة إلى رايس مع وجود سيمونز بالقرب من ماينو.
يؤدي تمركز بيلينغهام وفودن إلى إفراغ خط وسط هولندا من خلال تحريك شوتن ورايندرز بشكل أوسع، مما يسمح لهاري كين بالنزول إلى تلك المنطقة لاستقبال تمريرة رايس.
يغلق سيمونز في البداية ممر صناعة اللعب إلى ماينو، ولكن الآن يستطيع كين أن يجد لاعب وسط مانشستر يونايتد بين الخطوط.
ينزل قلب هجوم إنجلترا ويمرر الكرة إلى ماينو، لكن سيمونز يعترضها.
في مثال آخر، يقترب شوتن ورايندرز من فودن وبيلينغهام، ويتحرك سيمونز نحو رايس، مما يترك ماينو دون رقابة في وسط الملعب.
تؤدي حركة فودن وبيلينغهام إلى تمدد محور هولندا المزدوج، وتخلق مساحة في وسط الملعب، والتي يسقط فيها كين مرة أخرى.
ومع ذلك، لا يزال ماينو حراً نسبياً لأن رايندرز يجب أن يتمركز بالقرب من بيلينغهام. يجد رايس كين بين الخطوط...
ومهاجم بايرن ميونيخ يربط الهجوم ليجد ماينو الذي يتحرر في وسط الملعب. في هذه الأثناء، يهاجم فودن في المساحة خلف الدفاع... لكن تمريرة ماينو الطولية نحو لاعب مانشستر سيتي كان يجب أن تكون خلف خط الدفاع الهولندي.
استمر المنتخب الإنجليزي في العثور على ماينو بسبب هذا السيناريو الرباعي مقابل ثلاثة في وسط الملعب.
هنا، يدافع سيمونز في مواجهة رايس، بينما يقوم شوتن ورايندرز بمراقبة فودن وبيلينغهام، مما يسمح لخط وسط إنجلترا بالاندماج والوصول إلى ماينو في المساحة.
ثم يحاول رايندرز بعد ذلك التقدم والدفاع عن تلك المنطقة، بينما يتراجع شوتن لتعقب تحركات فودن، لكن تمريرة ماينو تصل إلى كين.
تأثير الدومينو المترتب على خروج رايندرز من بيلينغهام هو أن كين يجد لاعب وسط ريال مدريد في وضع مميز أمام قلبي دفاع هولندا. ومع ذلك، يتم اعتراض تمريرة كين إلى بيلينغهام من قبل فيرجيل فان ديك.
في مثال آخر، يجد فودين ماينو بين شوتن ورايندرز مع تركيز ثنائي المحور الهولندي على لاعب السيتي وبيلينغهام.
ثم ينطلق ماينو بالكرة إلى الأمام ويجد فودن يركض إلى الأمام... لكن دينزل دومفريس يحرم الأخير من التسجيل بتصديه الأخير على خط المرمى.
جاء هدف إنجلترا في الشوط الأول من ركلة جزاء مثيرة للجدل، لكن الهجمة التي أدت إلى ركلة الجزاء كانت عبارة عن حمل زائد في وسط الملعب.
في بناء الهجمة، حول سيمونز وشوتن تركيزهما إلى ماينو ورايس، تاركين دومفريس لمراقبة بيلينغهام مع وجود رايندرز بالقرب من فودن.
ومع ذلك، لا يستطيع الظهير الأيمن لهولندا الالتزام مع بيلينغهام بسبب تمركز كيران تريبير المتقدم في الجناح الأيسر. عندما يمرر ماينو الكرة إلى مارك جويهي... يترك دومفريس بيلينغهام ويتراجع للدفاع ضد تريبير. يسمح الازدحام الرباعي مقابل ثلاثة في وسط الملعب لجويهي بإيجاد بيلينغهام في المساحات، ويتقدم لاعب الوسط المدريدي في الهجوم، مما يؤدي في النهاية إلى ركلة جزاء.
قال كومان بعد المباراة: «بدأت المباراة بشكل جيد بالنسبة لنا، (لكن) بعد ذلك واجهنا بعض الصعوبات في خط الوسط لإيقاف اللاعبين الجيدين مثل بيلينغهام وفودن بين الخطوط». «لم نسيطر على المباراة. أجرينا بعض التغييرات لاستعادة السيطرة على المباراة».
كان أحد التغييرات التي أشار إليها كومان هو تعديل شكل فريقه خارج الملعب بعد أن حل جوي فيرمان مكان ممفيس ديباي، وانتقال سيمونز إلى الجناح الأيمن.
ولإبطال الضغط الإنجليزي الزائد في وسط الملعب، قام فيرمان بمراقبة ماينو مع تحرك سيمونز إلى الداخل من الجناح الأيمن لمراقبة رايس.
أدى التعديل الذي أجراه كومان إلى إبطال خطورة إنجلترا على الكرة، حيث لم يتمكنوا من استخدام ماينو أو كين للهجوم في المساحة الخالية في وسط الملعب.
كان فيرمان يراقب ماينو عن كثب، وكان ستيفان دي فريغ أكثر من سعيد بالتقدم والضغط على كين؛ لأن شوتن ورايندرز كانا يراقبان انطلاقات بيلينغهام وفودن.
لم يتمكن فريق ساوثغيت من اللعب الجيد أمام هولندا في الشوط الثاني كما فعل في معظم فترات الشوط الأول، وكانت هناك حاجة إلى تغيير في النهج.
قدم دخول واتكينز طريقة لعب مختلفة عن كين، حيث قدم مهاجم فيلا خيار التمرير خلف الدفاع.
في هذا المثال، يشير واتكينز إلى ستونز بأنه يريد الكرة من الأعلى.
ويقوم قلب الهجوم بالركض، لكن التمريرة تسقط خلفه.
لكن واتكينز استمر في الهجوم على المساحات خلف رباعي الدفاع الهولندي، حتى عندما لم يجده زملاؤه في الفريق.
في النهاية، حصل على مكافأة في الوقت القاتل عندما وجد كول بالمر طريقه،
وسدد واتكينز الكرة في الزاوية البعيدة ليحسم المباراة لصالح إنجلترا.
وقال ساوثغيت بعد المباراة: «لدينا لاعبون جيدون على مقاعد البدلاء، وأردنا أن نغامر في الوقت الأصلي بدلاً من الانتظار حتى الوقت الإضافي. شعرنا نتيجة المجهود البدني المبذول، بأننا بدأنا نفقد بعض الضغط، هاري تعرض لضربة في الشوط الأول أيضاً. يمكن لأولي الضغط بشكل جيد، ويمكنه القيام بتلك الانطلاقات في الخلف وهو ما قام به».
في الشوط الثاني، لم تتمكن إنجلترا من الاندماج واللعب من خلال خط وسط هولندا، لذا فإن انطلاقات واتكينز في الخلف كانت طريقة هجومية بديلة أمام أرجل متعبة.
لو لم يسجل واتكينز ذلك الهدف، لكان التبديل منطقياً أيضا بالنظر إلى طريقة هولندا من دون كرة. ولحسن حظ إنجلترا، فقد فعلها.
وهي نهاية مناسبة تأمل إنجلترا أن تعيشها مرة أخرى في المباراة النهائية أمام إسبانيا.