أعرب ليونيل سكالوني، المدير الفني لمنتخب الأرجنتين، عن فخره وامتنانه بلاعبي فريقه بعد التأهل للمباراة النهائية في بطولة كأس أميركا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أميركا 2024). وواصل منتخب الأرجنتين حملته الناجحة للاحتفاظ بلقب «كوبا أميركا» للنسخة الثانية على التوالي، عقب فوزه الثمين والسهل 2 - صفر على نظيره الكندي مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي (صباح الأربعاء بتوقيت غرينتش) بالدور قبل النهائي للمسابقة القارية المقامة حاليا في الولايات المتحدة.
وافتتح جوليان ألفاريز التسجيل للأرجنتين في الشوط الأول، قبل أن يضيف ليونيل ميسي، قائد الفريق، الهدف الثاني في الدقيقة 51، محرزا هدفه الأول في النسخة الحالية للبطولة، والـ14 في مشواره الحافل بكوبا أميركا، ليبتعد بفارق 3 أهداف فقط خلف الرقم القياسي لأكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في البطولة التي انطلقت نسختها الأولى عام 1916. ويتطلع منتخب «راقصو التانغو» للتتويج باللقب للمرة الـ16 في تاريخه، والانفراد بالرقم القياسي كأكثر المنتخبات حصولا على البطولة، الذي يتقاسمه حاليا مع منتخب أوروغواي.
وقال سكالوني في المؤتمر الصحافي، الذي أعقب المباراة التي أقيمت بمدينة نيوجيرسي الأميركية: «أشعر بالفخر والامتنان مع هذا الفريق». وأضاف: «نحن على بعد خطوة واحدة من الفوز باللقب، لكننا نسير خطوة بخطوة. لدينا بضعة أيام متبقية للراحة. سنحاول تقديم مباراة رائعة يوم الأحد المقبل». وفيما يتعلق بمواجهة كندا، قال مدرب الأرجنتين: «كان المستوى مرتفعا للغاية، الجميع اعتقد أن الفوز سيكون مفروشا بالورود، لكن لم يكن الأمر كذلك على الإطلاق. الطريق حتى النهائي كان شائكا. لقد أظهرت كندا ذلك اليوم من خلال كونها منافسا صعبا للغاية».
وأضاف سكالوني: «أعتقد أن الفريق قام بأشياء جيدة في كل مباراة. من المستحيل أن تشعر بعدم الرضا بشأن هؤلاء الرجال». وتابع: «يمكنك أن تلعب بشكل جيد أو سيئ، لكن هذا الفريق لا يتوقف عن المحاولة. في جميع المباريات كنا على مستوى المسؤولية». وكشف سكالوني عن أنه «حتى في وجود ليو (ميسي) نعلم أنه إذا لم يتطور الفريق ويتحد، فسوف نعاني. هذا الفريق يجتمع معا، ويصبح أقوى بشكل متزايد في الصعوبات». وردا عن سؤال بشأن المنافس الذي يفضله من بين أوروغواي وكولومبيا في النهائي، قال سكالوني: «سيكون من غير الحكمة أن أقول إنني أفضل هذا أو ذاك. لقد خسرنا أمام أحدهما بالفعل، لكننا لم نلعب بعد ضد كولومبيا مع هذا المدرب (نيستور لورينزو)، لكن الأمر سيكون صعبا للغاية أيضا». وكانت المواجهة الأخيرة للأرجنتين مع أوروغواي، انتهت بخسارة «أبطال العالم» صفر - 2 في العاصمة بوينس آيرس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ضمن تصفيات اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)، المؤهلة لكأس العالم 2026.
مارش فخور رغم الهزيمة
في المقابل، قال جيسي مارش مدرب كندا إنه فخور بما حققه فريقه في «كوبا أميركا» رغم الهزيمة أمام الأرجنتين بعد أن فاق أداء المنتخب القادم من أميركا الشمالية أداء بعض المنتخبات الأعلى تصنيفا في ظهوره الأول بالبطولة. وتولى مارش، مدرب ليدز يونايتد السابق، المسؤولية قبل خمسة أسابيع فقط من انطلاق البطولة، لكن كندا تأقلمت بسرعة مع أسلوب لعبه وتفوقت على المكسيك والولايات المتحدة اللتين فشلتا في عبور دور المجموعات.
وتسببت كندا، التي ستنظم كأس العالم 2026 بالتعاون مع المكسيك والولايات المتحدة، في متاعب للأرجنتين في بداية مباراة قبل النهائي قبل أن يهز خوليان ألفاريز وليونيل ميسي الشباك. وكانت الأرجنتين قد هزمت الكنديين بنفس النتيجة في المباراة الافتتاحية للبطولة. وقال مارش للصحافيين: «ما قلته للفريق بعد ذلك هو أنني أعلم أنهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة، لكنني فخور جدا بهم. لقد قدمنا بعض العروض المذهلة. نحن بحاجة إلى إيجاد طريقة لزيادة عدد اللاعبين المتاحين للاختيار من بينهم لتشكيلة المنتخب. نحن بحاجة إلى مواصلة تحدي هذه المجموعة من اللاعبين للعب بشكل جماعي أكبر والاستفادة من لحظات تفوقهم في المباريات. لكن بشكل عام، أمضينا خمسة أو ستة أسابيع رائعة معا، وقد سارت الأمور بشكل أفضل كثيرا مما كنا نتوقعه. لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به، لكننا بنينا أساسا جيدا».
ويمثل ظهور كندا في الدور قبل النهائي أفضل مسيرة لها في بطولة كبرى خارج الكأس الذهبية. وأضاف مارش: «أسعى بكل ما أوتيت من قوة لتطوير كل لاعب في هذه المجموعة حتى نتمكن من الحصول على تشكيلة قوية من 26 لاعبا لكأس العالم 2026. لذلك ستكون مباراة السبت على المركز الثالث مهمة للغاية لأننا سنجري بعض التغييرات، وسنحصل على بعض الوجوه الجديدة على أرض الملعب ونتحداهم ليكونوا قادرين على معرفة ما إذا كان بوسعهم الصمود في هذه النوعية من المباريات».
ميسي: ما تفعله الأرجنتين جنوني
من جانبه، وصف ميسي الإنجازات التي حققها منتخب بلاده في السنوات الأخيرة بـ«الأمر الجنوني»، وذلك بعدما قاد الفريق للتأهل لنهائي «كوبا أميركا 2024». وقال ميسي عقب المباراة: «إنها بطولة صعبة للغاية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. من الصعب جدا اللعب في تلك الأجواء. وصولنا إلى النهائي مرة أخرى هو أمر يجب تسليط الضوء عليه». وأضاف ميسي، الذي أحرز هدفه الـ109 في مسيرته مع منتخب الأرجنتين: «إنه لأمر جنوني ما فعلته هذه المجموعة، وما يفعله المنتخب الأرجنتيني حقا. يتعين علينا أن نستمتع بكل التجارب التي نمر بها كفريق وكمنتخب وطني. ما حققناه صعب للغاية، وينبغي علينا الاستفادة منه». وردا على سؤال بشأن حاضره ومستقبله القريب، رد ميسي: «إنني لا أتوقف عن المنافسة والمحاولة. هذه هي المعارك الأخيرة وأنا أستمتع بها على أكمل وجه».
ألفاريز: راقصو التانغو يستحقون التأهل
من جهته، أكد جوليان ألفاريز، نجم منتخب الأرجنتين، أن فريقه يستحق التأهل للمباراة النهائية في البطولة القارية. وقال ألفاريز: «يبدو الفوز على كندا سهلا بعد كل ما قمنا به، لكن الأمر ليس كذلك. نحن نستحق الصعود للنهائي حقا، لقد لعبنا بشكل جيد للغاية». وشدد نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي توج بكأس العالم مع الأرجنتين في قطر عام 2022: «نحن في نهائي آخر وسنواجه الأمر كما يستحق». وتحدث ألفاريز عن الهدف الذي أحرزه في كندا، حيث قال: «تمريرة رودري (دي بول) كانت جيدة جدا، وكذلك التحكم في الكرة. لقد ركزت بشكل سيئ بعض الشيء لكنها دخلت المرمى في النهاية».
مارتينيز: الأفضل لم يأت بعد
ألفاريز يشارك ميسي سعادته بهدف الأرجنتين الثاني (أ.ف.ب)
ويشعر إيميليانو مارتينيز، حارس مرمى منتخب الأرجنتين، بالفخر بخوضه مباراة نهائية جديدة مع منتخب الأرجنتين. وقال مارتينيز عقب المباراة: «إنه لفخر كأرجنتيني، كممثل لهذا المنتخب الوطني، أن ألعب مباراة نهائية أخرى مجددا». وأضاف حارس مرمى أستون فيلا الإنجليزي، الذي لعب دورا بارزا في تتويج الأرجنتين بكأس العالم 2022 عقب تصديه لأكثر من ركلة جزاء في نهائي المونديال أمام فرنسا: «إنه النهائي الرابع لي مع هذا المنتخب الوطني، لكني أشعر كما لو كان الأول». واختتم مارتينيز تصريحاته قائلا: «لقد قلت إن أفضل أيامي لم يأت بعد، وأنا أعمل كل يوم من أجل ذلك». وتوج مارتينيز مع الأرجنتين بالنسخة الماضية لـ«كوبا أميركا» قبل 3 أعوام، قبل أن يفوز بكأس العالم وكأس فيناليسيما، التي تجرى بين بطلي «كوبا أميركا» وكأس الأمم الأوروبية، عام 2022.