«أوروبا 2024»: رودري «بيضة القبان» في المنتخب الإسباني

فرحة رودري مع زملائه بعد تسجيل هدف التعادل أمام جورجيا (رويترز)
فرحة رودري مع زملائه بعد تسجيل هدف التعادل أمام جورجيا (رويترز)
TT

«أوروبا 2024»: رودري «بيضة القبان» في المنتخب الإسباني

فرحة رودري مع زملائه بعد تسجيل هدف التعادل أمام جورجيا (رويترز)
فرحة رودري مع زملائه بعد تسجيل هدف التعادل أمام جورجيا (رويترز)

تكمن آمال ألمانيا في التتويج بطلة لأوروبا في النسخة التي تستضيفها حالياً، في إلحاق هزيمة نادرة جداً بمايسترو خط الوسط الإسباني رودري في مباراة ربع النهائي الجمعة.

فمنذ خسارة «لا روخا» آخر مباراة رسمية أمام أسكوتلندا في مارس (آذار) 2023، خاض رودري 77 مباراة مع ناديه مانشستر سيتي بطل إنجلترا ومع منتخب بلاده، وتذوّق الهزيمة مرّة واحدة فقط عندما تغلب مانشستر يونايتد على سيتي في نهائي كأس إنجلترا في مايو (أيار) الماضي.

خلال هذه الفترة، فاز لاعب الارتكاز، البالغ 28 عاماً، بلقبين مع ناديه الإنجليزي؛ أحدهما دوري أبطال أوروبا، والآخر كأس إنجلترا، بالإضافة إلى إحرازه كأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية... ثم قيادة بلاده نحو التتويج بدوري الأمم الأوروبية.

غوارديولا قال إن رودري هو الأفضل في مركزه (إ.ب.أ)

يقول بيب غوارديولا؛ مدرّب رودري في مانشستر سيتي الذي أشرف على مجموعة من أفضل لاعبي خط الوسط على الإطلاق: «في مركزه؛ إنه الأفضل، يمكنه فعل كل شيء. الجودة؛ يقرأ المباراة، عقليته... إنه مستعد دائماً».

وتابع الإشادة به: «إنه جيّد جداً في أشياء كثيرة؛ الحضور، والبنية الجسدية... إنه لاعب كامل».

قدّمت إسبانيا أفضل العروض في البطولة القارية الحالية، وهي المنتخب الوحيد الذي فاز بجميع مبارياته الأربع في طريقه إلى ربع النهائي.

تألق فيه بشكل خاص الجناحان الرائعان لامين يامال ونيكو ويليامز، وشكّلا خطراً كبيراً على دفاعات المنتخبات المنافسة افتقده حتى الجيل الذهبي لإسبانيا الذي فاز بثلاثة ألقاب كبيرة توالياً بين عامي 2008 و2012 (كأس أوروبا مرتان، وكأس العالم).

يشكّل فابيان رويس وبيدري وداني أولمو إضافة كبيرة في خط الوسط، وحتى ألفارو موراتا؛ الذي تعرّض لانتقادات شديدة، بات ثالث أفضل مسجل في تاريخ نهائيات كأس أوروبا. ومع ذلك، فإن أهمية رودري ملهماً لهذا الفريق الإسباني تجلّت في الدور ثمن النهائي ضد جورجيا (4 - 1).

فبعد تخلّف إسبانيا بهدف مفاجئ خلافاً لمجريات اللعب، سجّله مدافعها روبان لو نورمان خطأ في مرماه، بدأت إسبانيا تشعر بالارتباك بسبب عدم الاستفادة من هيمنتها على الكرة والفرص الضائعة. بعد مرور نصف ساعة مباشرة، استحوذ رودري على الكرة، وتوقف وأصدر تعليمات لزملائه بالهدوء.

وبعد لحظات أطلق تسديدة زاحفة من مشارف منطقة الجزاء في الزاوية البعيدة، ليسجّل هدف التعادل ويضع فريقه على الطريق الصحيحة لتحقيق فوز صريح 4 - 1.

قال رودري عن رسالته لطمأنة الفريق: «في بعض الأحيان تكون 20 أو 30 ثانية من القول للناس: (اهدأوا)، أكثر إنتاجية من الهجوم».

أهمية رودري ملهماً لهذا المنتخب الإسباني تجلّت في الدور ثمن النهائي (أ.ب)

«لسنا خائفين»: قد يرتدي موراتا شارة القائد، لكن رودري تطوّر ليصبح قائد الجيل الجديد في إسبانيا؛ الحريص على كتابة تاريخ جديد لمنتخب بلاده بعد إنجاز الجيل الذهبي بين عامي 2008 و2012.

أشاد به مدربه لويس دي لا فوينتي بقوله: «لدينا رودري، وهو جهاز كومبيوتر مثالي».

وأضاف: «هو يدير كل شيء؛ كل المشاعر، كل اللحظات، بطريقة رائعة، وهذه مساعدة كبيرة للجميع».

على الرغم من أنه أحد أبرز اللاعبين في العالم في مركزه على مدى مواسم عدة، فإنه يخوض أوّل بطولة كبرى في مركز اللاعب رقم «6».

ففي «مونديال قطر 2022»، استعان به المدرب السابق لويس إنريكي في مركز قلب الدفاع في ظلّ وجود سيرجيو بوسكيتس.

بعد اعتزال الأخير دولياً، يريد الجيل الحالي بقيادة رودري كتابة التاريخ ليصبح أفراده أبطالاً قوميين.

جيل إسبانيا الحالي يريد كتابة التاريخ بقيادة رودري ليصبح أفراده أبطالاً قوميين (أ.ب)

وقال رودري، لاعب أتلتيكو مدريد السابق، قبل مواجهة ألمانيا في شتوتغارت: «ألمانيا قويّة على أرضها، لكنها ستشعر بالقلق تجاهنا أيضاً».

وأضاف: «جئنا للفوز، ولسنا خائفين. عقليتنا هي المضي قدماً يوم الجمعة بكل ما لدينا ضد ألمانيا».

وإذا قُدر لإسبانيا الفوز، فسيكون لاعب وسط ألمانيا توني كروس قد خاض آخر مباراة له قبل اعتزاله نهائياً. وأظهر الأخير؛ الذي أمضى العقد الأخير من مسيرته الكروية في إسبانيا مع ريال مدريد، احترامه لنظيره في ربع النهائي. وقال: «أعتقد أنه شخص يتمتع بالحماس، وليس عرضة لارتكاب الأخطاء، حتى تحت الضغط، وهو ما يعطي الكثير للفريق دائماً».

وتابع: «علاوة على ذلك؛ في العامين الماضيين سجل أيضاً أهدافاً مهمة» في إشارة إلى هدف رودري الوحيد في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد إنتر الإيطالي عام 2023.

أما الآن، فيسعى رودري إلى تحقيق باكورة ألقابه الكبرى، وسيقطع فريقه شوطاً كبيراً لتحقيق ذلك في حال الفوز على ألمانيا المضيفة.


مقالات ذات صلة

أنشيلوتي: مبابي سيعود للتسجيل عاجلاً أم آجلاً

رياضة عالمية كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد (يسار) يسعى إلى العودة للتهديف (د.ب.أ)

أنشيلوتي: مبابي سيعود للتسجيل عاجلاً أم آجلاً

لم يسجل كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، أي هدف منذ أكثر من شهر.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية ماكس فرستابن متصدر بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» (أ.ف.ب)

فرستابن يحشد أسلحته من أجل لقب «فورمولا 1»

قال ماكس فرستابن، متصدر بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات، إنه فوجئ بتفوقه على منافسه على اللقب، لاندو نوريس.

«الشرق الأوسط» (لاس فيغاس)
رياضة عالمية نيكولاس جاكسون مهاجم تشيلسي يحتفل بهدفه في مرمى ليستر (أ.ب)

«البريميرليغ»: تشيلسي يعزز مركزه الثالث بفوز صعب على ليستر

عزز تشيلسي مركزه الثالث في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بفوز صعب على مستضيفه ليستر سيتي 2 - 1 (السبت).

«الشرق الأوسط» (ليستر)
رياضة عالمية باتريك فييرا تولى تدريب جنوى لإنقاذه من الهبوط (أ.ب)

فييرا مدرباً لجنوى... هل لديه ما يثبته؟

عاد باتريك فييرا إلى إيطاليا، بعد أكثر من 14 عاماً من رحيله عن الإنتر للانضمام إلى مانشستر سيتي في نهاية مسيرته الكروية.

«الشرق الأوسط» (جنوى)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ف.ب)

غوارديولا: «عفواً... فزت بـ6 ألقاب في البريميرليغ»

ربما لم يكن بيب غوارديولا بهذه الحدة خلال مؤتمر صحافي. فهو يأسر الحضور بانتظام، خصوصاً في أوقات كهذه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

ماسكيرانو أبرز المرشحين لتدريب إنتر ميامي

الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مرشح لتدريب إنتر ميامي (أ.ب)
الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مرشح لتدريب إنتر ميامي (أ.ب)
TT

ماسكيرانو أبرز المرشحين لتدريب إنتر ميامي

الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مرشح لتدريب إنتر ميامي (أ.ب)
الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مرشح لتدريب إنتر ميامي (أ.ب)

يبرز اسم لاعب الوسط السابق الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو بصفته مرشحاً للإشراف على تدريب إنتر ميامي ومواطنه ليونيل ميسي، على أن تُعلن هوية المدرب الجديد «في الأيام المقبلة»، وفقاً لما أفاد به رجل الأعمال الملياردير خورخي ماس أحد مالكي النادي الأميركي.

وغادر المدرب السابق الأرجنتيني جيراردو «تاتا» مارتينو النادي لأسباب شخصية قبل أيام قليلة، في حين قال ماس إنه وزميله المالك الآخر نجم كرة القدم الإنجليزية السابق ديفيد بيكهام تحركا بسرعة لتحديد بديله.

وزعمت تقارير إعلامية في الأرجنتين أن زميل ميسي السابق في برشلونة ماسكيرانو الذي يتولى حالياً تدريب منتخب الأرجنتين ما دون 20 عاماً، من المقرر أن يتولّى هذا الدور.

ولم يؤكّد ماس أو ينفي اختيار ماسكيرانو ليحل بدلاً من مواطنه مارتينو؛ لكنه أشار إلى تشاوره مع ميسي بشأن هوية المدرب الجديد.

قال ماس، في مؤتمر صحافي: «تحدثت إلى ليو يوم السبت بعدما تحدّث مع (تاتا). سألته: ما المهم بالنسبة إليه؟ وما المهم للحصول على أفضل ما في قائمتنا؟ وكيف نتطور؟».

وتابع: «لقد شاركني ليو أفكاره. إن التعرّف على ليو والنجوم الآخرين يشكّل ميزة في كل جانب. أريد أن يشعر ليو بالراحة مع المدرب الجديد».

وارتدى ماسكيرانو قميص برشلونة خلال حقبته الذهبية بقيادة ميسي، ولعب إلى جانب نجوم إنتر ميامي الحاليين، وهم: جوردي ألبا، وسيرجيو بوسكيتس، والمهاجم الأوروغواياني لويس سواريز.

وأكد ماس أن النادي يحتاج إلى «مدرب عظيم وطموح ومتعطش»، ولديه الرغبة في اعتماد الأسلوب الهجومي في كرة القدم.

وكان مارتينو انضم إلى إنتر ميامي في يونيو (حزيران) الماضي بوصفه جزءاً من خطوة انتقالية للنادي الأميركي استهلها بالتعاقد مع النجم ميسي قادماً من باريس سان جيرمان الفرنسي.

وقاد بطل «مونديال قطر 2022» فريقه للفوز بكأس الرابطتين التي تجمع بين الأندية الأميركية ونظيرتها المكسيكية. وهيمن ميامي خلال العام الحالي على الموسم المحلي، وفاز بدرع المشجعين للفريق صاحب أفضل سجل إجمالي، وهو الإنجاز الذي دفع الاتحاد الدولي «فيفا» إلى منحه بطاقة المشاركة في «مونديال الأندية» العام المقبل.

لكن ميامي خسر أمام نادي مارتينو السابق أتلانتا، في الدور الأول من الأدوار الإقصائية «بلاي أوف» في مفاجأة مدوية.

وقال مارتينو، في المؤتمر الذي أعلن خلاله رحيله: «لقد كانت فترة مرضية للغاية، وأنا ممتن لهذه الفرصة، ورغم أننا أنهينا الموسم بملاحظة مريرة، ولم نحقق ما أردناه، فقد أنجزنا الكثير من النجاح، وكنت أتمنى أن أستمر في أن أكون جزءاً من هذا النادي».

وتابع: «أنا سعيد لأننا حوّلنا هذا النادي من نادٍ يكافح للوصول إلى الأدوار الإقصائية إلى نادٍ فاز بكأس الرابطتين وبدرع المشجعين، وكان لديه أفضل رصيد من النقاط في تاريخ الدوري».

وشدد مارتينو على أن دافعه إلى الرحيل كان لأسباب غير متعلقة بكرة القدم، حيث كان من المستحيل عليه الاستمرار.

واستطرد قائلاً: «لأسباب شخصية بحتة، عليّ فقط أن أترك إنتر. لا يمكنني العودة العام المقبل. وأنا بحاجة إلى البقاء في روزاريو».

وختم قائلاً: «الحقيقة هي أنني لن أعمل لعدة أشهر على الأقل في العام المقبل. ليس لديّ أي فرصة للعمل».