أوروغواي لحسم التأهل لدور الثمانية على حساب بوليفيا المتمسكة بالأمل

الولايات المتحدة تبحث عن رد الاعتبار أمام بنما عبر بوابة «كوبا أميركا»

بوليسيتش قائد منتخب الولايات المتحدة (10) تألق وهز شباك بوليفيا في الجولة الأفتتاحية (ر ويترز)
بوليسيتش قائد منتخب الولايات المتحدة (10) تألق وهز شباك بوليفيا في الجولة الأفتتاحية (ر ويترز)
TT

أوروغواي لحسم التأهل لدور الثمانية على حساب بوليفيا المتمسكة بالأمل

بوليسيتش قائد منتخب الولايات المتحدة (10) تألق وهز شباك بوليفيا في الجولة الأفتتاحية (ر ويترز)
بوليسيتش قائد منتخب الولايات المتحدة (10) تألق وهز شباك بوليفيا في الجولة الأفتتاحية (ر ويترز)

يتجدد الموعد مرة أخرى بين منتخبي أوروغواي وبوليفيا للنسخة الثانية على التوالي في بطولة كأس أميركا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أميركا 2024). ويلتقي المنتخبان في الجولة الثانية بالمجموعة الثالثة من مرحلة المجموعات للمسابقة المقامة حاليا في الولايات المتحدة، التي تشهد أيضا مواجهة بين المنتخبين الأميركي والبنمي.

المنتخب الأروغواياني وفرحة تخطي بنما (أ.ف.ب)

أوروغواي - بوليفيا

استهل منتخب أوروغواي، الذي يتقاسم الرقم القياسي كأكثر المنتخبات تتويجا بـ«كوبا أميركا» مع نظيره الأرجنتيني برصيد 15 لقبا لكل منهما، مسيرته في البطولة القارية بالفوز 3 - 1 على بنما في الجولة الافتتاحية للمجموعة، التي يتربع على صدارتها حاليا برصيد 3 نقاط، بفارق الأهداف أمام أقرب ملاحقيه منتخب الولايات المتحدة، المتساوي معه في نفس الرصيد، عقب فوزه 2 - صفر على منتخب بوليفيا، الذي يقبع في ذيل الترتيب بلا نقاط، بينما يوجد منتخب بنما في المركز الثالث بلا نقاط أيضا.

وسبق للمنتخبين أن التقيا في النسخة الماضية لكوبا أميركا قبل 3 أعوام بالبرازيل، حيث انتصر المنتخب الأوروغواياني 2 - صفر في مرحلة المجموعات أيضا، بينما يأتي اللقاء القادم بعد 7 أشهر من آخر مواجهة بينهما. وكان المنتخبان التقيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتصفيات اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)، المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث حقق منتخب أوروغواي فوزا كبيرا 3 - صفر في العاصمة مونتيفيديو.

ويأمل منتخب أوروغواي، الوحيد الذي أحرز 3 أهداف خلال منافسات الجولة الأولى بالنسخة الحالية للبطولة، في حسم تأهله لدور الثمانية في البطولة، قبل خوض لقائه الأخير بالمجموعة أمام الولايات المتحدة. ويمتلك فريق المدرب الأرجنتيني المخضرم ماسيلو بييلسا الحظوظ الأوفر في الحصول على النقاط الثلاث، لا سيما بعد تحقيقه 13 انتصارا على نظيره البوليفي في آخر 20 مباراة أقيمت بين المنتخبين بمختلف المسابقات، كما حافظ على نظافة شباكه في 3 لقاءات خلال المواجهات الخمس الأخيرة التي جرت بينهما.

وسجلت أوروغواي 3 أهداف على الأقل في ثلاث من مبارياتها الست الأخيرة بكل المنافسات، بينما تلقت شباك بوليفيا 3 أهداف في أربع من مبارياتها الست الأخيرة. ويمتاز المنتخب الأوروغواياني بوجود كوكبة من النجوم في مختلف الخطوط، في مقدمتهم فيديريكو فالفيردي، الذي توج مع فريقه ريال مدريد الإسباني بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم المنصرم. كما يضم الفريق أيضا داروين نونيز، مهاجم ليفربول الإنجليزي، الذي سجل باكورة أهدافه في تلك النسخة خلال لقاء بنما، بالإضافة للنجم المخضرم لويس سواريز، الهداف التاريخي لمنتخب أوروغواي، الذي يشارك في آخر بطولة دولية له على الإطلاق.

من جانبه، يدخل منتخب بوليفيا اللقاء تحت شعار «لا بديل عن الفوز» من أجل الحفاظ على آماله في الصعود للأدوار الإقصائية للمسابقة التي حمل كأسها عام 1963. ويدرك المنتخب البوليفي أن خروجه خاسرا من المباراة سيعني وداعه مبكرا للمسابقة من الدور الأول للنسخة الرابعة على التوالي، حيث تعود آخر مرة صعد خلالها الفريق لمرحلة خروج المغلوب إلى نسخة عام 2015 في تشيلي.

المدرب الأرجنتيني المخضرم بييلسا يقود يقود أوروغواي بمهارة (أ.ف.ب)

ويعاني منتخب بوليفيا من النتائج المهتزة في الفترة الأخيرة، بعدما تلقى 6 هزائم في آخر 8 لقاءات بجميع البطولات، علما بأنه الفريق الأقل ترتيبا في «كوبا أميركا» بالتصنيف العالمي للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وازدادت مشاكل المنتخب البوليفي، الذي يقوده المدرب أنطونيو كارلوس زاغو، الفائز بلقب كوبا أميركا مع منتخب البرازيل عام 1999، عقب إصابة نجمه جايرو كوينتيروس بتمزق في وتر العرقوب، ليتم استبعاده من المسابقة. وتعد هذه هي المواجهة الـ17 بين المنتخبين في «كوبا أميركا»، حيث حقق منتخب أوروغواي 13 فوزا في المباريات السابقة بينهما بالمسابقة، مقابل انتصارين لبوليفيا، بينما فرض التعادل نفسه على لقاء وحيد.

الولايات المتحدة - بنما

رغم المواجهات الكثيرة التي جرت بينهما، يستعد منتخبا الولايات المتحدة وبنما لملاقاة بعضهما بعضا للمرة الأولى في بطولة كوبا أميركا. وتحمل المباراة الطابع الثأري لمنتخب الولايات المتحدة، الذي يتطلع لرد الاعتبار من خسارته بركلات الترجيح أمام بنما في الدور قبل النهائي لبطولة الكأس الذهبية لمنتخبات اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم (كونكاكاف) في يوليو (تموز) من العام الماضي.

ويدخل المنتخبان البطولة وهما يعانيان من الاهتزاز والتذبذب في نتائجهما، فالمنتخب الأميركي خسر أمام سلوفينيا في مطلع العام الجاري ثم تكبد هزيمة قاسية 1 - 5 أمام كولومبيا وديا في الشهر الجاري استعدادا للبطولة، قبل أن يتعادل 1 - 1 مع منتخب البرازيل في لقائه الاستعدادي الأخير، منهياً سلسلة هزائمه أمام منتخب «راقصي السامبا»، التي استمرت في 11 لقاء متتالياً.

وحصل فريق المدرب غريج برهالتر على قوة دفع كبيرة بعد فوزه في لقائه الأول بالمجموعة على بوليفيا، بفضل تألق نجمه وقائده كريستيان بوليسيتش. وافتتح بوليسيتش التسجيل للمنتخب الأميركي في الدقيقة الثالثة من عمر اللقاء، محرزا أسرع أهداف «كوبا أميركا» 2024 حتى الآن، قبل أن يقدم التمريرة الحاسمة التي أحرز من خلالها زميله فوريان بالوغون الهدف الثاني في الدقيقة 44.

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لمنتخب بنما، الذي انتصر على منتخبي جيانا ومونسرات هذا الشهر في تصفيات كونكاكاف المؤهلة لكأس العالم 2026، قبل أن يخسر صفر -1 أمام باراغواي ودياً تحضيراً لـ«كوبا أميركا»، ليمنح منافسه انتصاره الأول بعد غياب دام 7 لقاءات متتالية بمختلف المسابقات. وخلال مواجهة أوروغواي، ورغم الهدف المتأخر الذي سجله مايكل موريلو لبنما، لم يتمكن فريق المدرب الإسباني توماس كريستيانسن من مجاراة إيقاع فريق المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا، ليلقى خسارة مستحقة.

وكان منتخب بنما تلقى ضربة موجعة قبل أيام قليلة من انطلاق «كوبا أميركا 2024»، عقب إصابة نجمه وقائده أنيبال غودوي في الفخذ، ليتم استبعاده من قائمة الفريق للبطولة. وتحمل تلك المواجهة الرقم 27 بين المنتخبين في كل المنافسات، حيث يمتلك منتخب الولايات المتحدة الأفضلية بشكل كاسح في لقاءاتهما السابقة، عقب تحقيقه 18 فوزا، مقابل 4 انتصارات لبنما، في حين فرض التعادل نفسه على 4 مباريات.



حارس تركيا يعيد التصدي الأعظم في تاريخ كرة القدم إلى «يورو 2024»

المحلل الإنجليزي لي ديكسون قال إنها نسخة طبق الأصل من تصدي غوردون بانكس (أ.ف.ب)
المحلل الإنجليزي لي ديكسون قال إنها نسخة طبق الأصل من تصدي غوردون بانكس (أ.ف.ب)
TT

حارس تركيا يعيد التصدي الأعظم في تاريخ كرة القدم إلى «يورو 2024»

المحلل الإنجليزي لي ديكسون قال إنها نسخة طبق الأصل من تصدي غوردون بانكس (أ.ف.ب)
المحلل الإنجليزي لي ديكسون قال إنها نسخة طبق الأصل من تصدي غوردون بانكس (أ.ف.ب)

ربما يكون ميريح ديميرال قد لعب دوراً مهماً في تأهل منتخب تركيا لدور الثمانية ببطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم (يورو 2024) بتسجيله ثنائية في شباك النمسا، لكن التصدي الاستثنائي لحارس المرمى ميرت غونوك في اللحظات الأخيرة هو الذي أطلق احتفالات تركية صاخبة عقب مباراة المنتخبين.

وتأهل منتخب تركيا لدور الثمانية في النسخة الحالية للبطولة، عقب فوزه المثير 2-1 على نظيره النمساوي، أمس الثلاثاء، في دور الـ16 للمسابقة.

وقام غونوك بإنقاذ مذهل في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة، بعدما تصدى لضربة رأس قوية من مسافة قريبة للغاية سددها كريستوف بومغارتنر، نجم منتخب النمسا، ليؤمن حصول المنتخب التركي على بطاقة الترشح لدور الثمانية.

قام غونوك بإنقاذ مذهل في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة (إ.ب)

وأعاد التصدي الذي قام به حارس مرمى فريق بشكتاش التركي إلى الأذهان الإنقاذ الذي قام به حارس مرمى منتخب إنجلترا الراحل غوردون بانكس، لضربة رأس من أسطورة الكرة البرازيلية بيليه في كأس العالم عام 1970 بالمكسيك، والتي ينظر إليها على أنها أفضل تصدٍّ لحارس مرمى في تاريخ كرة القدم.

وقال الألماني رالف رانغنيك، المدير الفني لمنتخب النمسا، عقب المباراة التي أقيمت بمدينة لايبزغ: «كان لدينا الوقت الكافي لتسجيل هدف التعادل، لكن الأمر صعب عندما يكون لديهم غوردون بانكس في حراسة المرمى».

غونوك حظي باحتفاء لاعبي تركيا بعد المباراة (أ.ب)

وقال لي ديكسون، لاعب منتخب إنجلترا السابق، لقناة «آي تي في»: «إنها نسخة طبق الأصل من تصدي غوردون بانكس»، في حين وصفها اللاعب النمساوي مايكل غريغوريتش بأنها «واحدة من أفضل التصديات التي رأيتها على الإطلاق».

وافتتح ديميرال التسجيل لتركيا بعد مرور 57 ثانية على انطلاق اللقاء، محرزاً أسرع هدف في تاريخ البطولة بالأدوار الإقصائية، قبل أن يضيف اللاعب ذاته الهدف الثاني في الدقيقة 59، في حين أحرز مايكل غريغوريتش هدف النمسا الوحيد في الدقيقة 66.

ولم يحرز ديميرال، الذي نال جائزة رجل المباراة، الهدفين فحسب، بل ألقى بنفسه في قلب الدفاع التركي أمام كل تهديد نمساوي، تماماً مثل بقية أعضاء فريقه، ليحسم فريق المدرب الإيطالي فينتشينزو مونتيلا اللقاء الذي جرى في أجواء ممطرة.

أعاد التصدي الذي قام به حارس بشكتاش إلى الأذهان حارس إنجلترا الراحل غوردون بانكس (إ.ب.أ)

ووصف رانغنيك وداع فريقه البطولة بأنه «أمر غريب»، مشيراً إلى أن منتخب النمسا خسر المباراة رغم أنه فرض هيمنته على اللقاء، في حين قال لاعب خط الوسط التركي كان أيهان: «لقد تركنا قلوبنا على أرض الملعب، وحققنا فوزاً مثيراً للغاية».

في غضون ذلك، تحدث غونوك عن «انتصار رائع»، وأضاف: «نؤمن بأننا قادرون على المضي قدماً حتى النهاية. لدينا دافع كبير».

يأتي جزء من هذا الدافع من خلال قاعدة جماهيرية ضخمة يتمتع بها المنتخب التركي، في ظل وجود أكثر من 3 ملايين تركي بألمانيا، إذ يعدّ الفريق نفسه بأنه المستضيف الثاني للمسابقة المقامة حالياً بألمانيا.

وحضر عشرات الآلاف من مشجعي الفريق المتحمسين مباريات المنتخب التركي الأربعة في «يورو 2024» حتى الآن، إذ كان لهم مفعول السحر في مواصلة الفريق مغامرته في المسابقة حتى الآن.

ومن المتوقع أن يحظى منتخب تركيا بمؤازرة جماهيرية ضخمة أيضاً خلال لقائه المرتقب ضد نظيره الهولندي، يوم السبت المقبل في دور الثمانية، بالملعب «الأولمبي» في العاصمة الألمانية برلين، الذي كان شاهداً على فوز الفريق 3-2 ودياً على ألمانيا في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، والذي سوف يستضيف أيضاً المباراة النهائية لأمم أوروبا في 14 يوليو (تموز) الحالي.

ويستعد منتخب تركيا لتسجيل ظهوره الثالث في دور الثمانية بأمم أوروبا، إذ يحلم بالتأهل للمربع الذهبي في البطولة للمرة الثانية بعد نسخة عام 2008 بالنمسا وسويسرا، التي شهدت أفضل إنجاز له في البطولة.

ويفتقد منتخب تركيا خدمات إسماعيل يوكسيك وأوركون كوكو في المباراة المقبلة بسبب الإيقاف، لكن صفوفه سوف تتعزز بعودة صانع الألعاب هاكان كالهان أوغلو وساميت أكايدين، اللذين غابا عن مواجهة النمسا للسبب نفسه.

رانغنيك قال إن لدى الأتراك غوردون بانكس في حراسة المرمى (إ.ب)

ويعد هذا هو الفوز الثالث لتركيا في «يورو 2024»، بعدما تغلبت 3-1 على جورجيا، و2-1 على جمهورية التشيك بمرحلة المجموعات، التي شهدت أيضاً خسارته صفر-3 أمام البرتغال.

وأعاد مونتيلا تشكيل فريقه بشكل جيد بعد مباراة البرتغال، وكان على حق أيضاً عندما شدد على أن الخسارة 1-6 أمام النمسا في مباراة ودية في مارس (آذار) الماضي لن تؤثر على لاعبيه.

واحتفلت قناة «تي آر تي سبورت» التركية بصعود منتخب بلادها لدور الثمانية في أمم أوروبا، في حين خرج الآلاف من منازلهم إلى الشوارع وهم يهتفون للفريق، ويتوقعون ما هو أكثر، وكانوا يرددون: «أولادنا قادمون. لقد وصلنا لدور الثمانية».