ألمانيا للعلامة الكاملة أمام سويسرا ومواجهة مصيرية بين أسكوتلندا والمجر

ناغلسمان يستهدف حسم صدارة المجموعة الأولى... وكلارك يتطلع لاقتناص الفرصة الأخيرة

لاعب المنتخب الألماني يتطلعون لحصد إنتصارهم الثالث والتأكيد على جدارتهم في المنافسة على اللقب (ا ف ب)
لاعب المنتخب الألماني يتطلعون لحصد إنتصارهم الثالث والتأكيد على جدارتهم في المنافسة على اللقب (ا ف ب)
TT

ألمانيا للعلامة الكاملة أمام سويسرا ومواجهة مصيرية بين أسكوتلندا والمجر

لاعب المنتخب الألماني يتطلعون لحصد إنتصارهم الثالث والتأكيد على جدارتهم في المنافسة على اللقب (ا ف ب)
لاعب المنتخب الألماني يتطلعون لحصد إنتصارهم الثالث والتأكيد على جدارتهم في المنافسة على اللقب (ا ف ب)

فلسفة ناغلسمان إعادة الهيبة لمنتخب «الماكينات»... وأسكوتلندا واثقة من العبور للدور الثاني فلسفة ناغلسمان أعادة الهيبة لمنتخب «الماكينات»... وأسكوتلندا واثقة من العبور للدور الثاني

سيكون ملعب فرنكفورت أرينا مسرحاً لمعركة صدارة المجموعة الأولى بين ألمانيا المضيفة وجارتها سويسرا اليوم، في حين تلتقي بالتوقيت ذاته في شتوتغارت أسكوتلندا مع المجر في مباراة الفرصة الأخيرة للمنتخبين.

وحققت ألمانيا الساعية إلى إحراز لقبها الرابع في البطولة والأول منذ عام 1996، الفوز في مباراتيها الأوليين على أسكوتلندا 5 - 1 في المباراة الافتتاحية للبطولة، وعلى المجر 2 - 0 بالجولة الثانية، لتضمن تأهلها، لكنها تحتاج إلى نقطة واحدة لحسم المركز الأول في صالحها.

وأكد مدرب ألمانيا يوليان ناغلسمان أن فريقه سيلعب من أجل تحقيق فوزه الثالث والعلامة الكاملة بدور المجموعات والبقاء في الصدارة، وقال: «الصدارة مهمة جداً، نريد أن نفوز في جميع مبارياتنا. أعتقد أننا في حاجة إلى مشاركة أكبر عدد من اللاعبين الأساسيين في هذه المباراة للمحافظة على إيقاعنا». وأضاف رداً على تكهنات الإعلاميين بنيته إراحة الركائز الأساسية بعدما ضمن العبور للدو الثاني: «لا تتوقعوا إجراء 6 أو 7 تبديلات في تشكيلة الفريق، أنا أستبعد ذلك تماماً».

وباتت ألمانيا أول منتخب يسجل 7 أهداف في أول مباراتين إلى جانب هولندا في نسخة عام 2008، وتسعى إلى أن تصبح ثالث منتخب مضيف للبطولة القارية يحقق الفوز في مبارياته الثلاث في دور المجموعات بعد هولندا عام 2000، وفرنسا عام 1984.

ويدرك ناغلسمان أهمية الفوز الثالث على التوالي لأسباب معنوية وفنية أيضاً لفريقه، حيث إن ضمان الصدارة سيجعله يتفادى اختباراً أصعب في دور الـ16، بملاقاة وصيف المجموعة الثالثة (سلوفينيا أو الدنمارك على الأرجح)، أما إذا حل ثانياً بمجموعته، فربما يواجه إيطاليا حامل اللقب، أو كرواتيا ثالث كأس العالم الأخيرة.

كلارك مدرب إسكوتلندا يؤمن بقدرة فريقه على تخطي عقبة المجر (ا ف ب)cut out

ويريد المدرب الشاب (37 عاماً) أن تثمر فلسفته إلى تجديد دماء المنتخب الألماني الذي ظهرت عليه الشيخوخة في آخر 3 بطولات كبرى وودع بنتائج مخيبة. وتولى ناغلسمان المهمة عقب إقالة هانزي فليك في سبتمبر (أيلول) الماضي، ليبدأ فصل جديد يعتمد فيه على مزيج من الشباب الصاعد الموهوب وركائز من المخضرمين أصحاب التجربة على أعلى المستويات. ويستحق ناغلسمان الإشادة على الطريقة التي اعتمدها وبدأت تؤتي ثمارها، وكذلك دفعه بلاعبين جدد في التشكيلة الدولية كانوا خارج حسابات الخبراء والمدربين، وأيضاً الجماهير؛ أمثال الظهير الأيسر ماكسيميليان ميتلشتات البالغ من العمر 27 عاماً، والذي قدم موسماً بارزاً مع شتوتغارت، وحل بالمركز الثاني في الدوري الألماني ومتقدماً على بايرن ميونيخ.

واستبعد ناغلسمان أسماء كبيرة أمثال ليون غوريتسكا وسيرج غنابري وماتس هوملز، في حين استعان بعدد كبير من لاعبي باير ليفركوزن بطل ألمانيا وشتوتغارت. وانضم ميتلشتات إلى صفوف المنتخب إلى جانب 3 لاعبين آخرين من شتوتغارت؛ وهم الجناح كريس فوهريش والمهاجم دنيز أونداف والمدافع فالديمار أنتون، لكنه وحده الذي حجز مكانه أساسياً في البطولة القارية.

أما سويسرا فبعد أن حققت الفوز على المجر 3 - 1، اكتفت بالتعادل مع أسكوتلندا 1 - 1، لترفع رصيدها إلى 4 نقاط.

وتدخل سويسرا مباراتها ضد ألمانيا وهي لم تخسر أمامها في آخر 3 مباريات كانت زاخرة بالأهداف، وشهدت تسجيل المنتخبين 16 هدفاً. وكان آخر لقاء بين المنتخبين في دوري الأمم الأوروبية عام 202، وانتهى بالتعادل 3 - 3، بعد أن تقدمت سويسرا 2 - 0. في المقابل، سيكون هذا اللقاء الأول بين المنتخبين في بطولة كبيرة منذ كأس العالم عام 1966، عندما اكتسحت ألمانيا جارتها بخماسية نظيفة في دور المجموعات.

وعلق جناح سويسرا جيردان شاكيري صاحب الهدف الرائع لمنتخب بلاده في مرمى أسكوتلندا عن المواجهة ضد ألمانيا، قائلاً: «ندرك تماماً أننا نواجه منتخباً من عيار مختلف بفضل هجومه الرائع وحماس جماهيره. لكننا نخوض المباراة بثقة ونتطلع إلى ذلك. بطبيعة الحال نريد خلق المتاعب للألمان».

وأثبت شاكيري أنه رجل البطولات الكبرى في صفوف منتخب بلاده، بعد أن سجل 10 أهداف في نهائيات كأس العالم وكأس أوروبا (3 في مونديال 2014 وهدف في كأس أوروبا 2016، وهدف في مونديال 2018 و3 في كأس أوروبا صيف عام 2021 وواحد في مونديال 2022 وآخر في النسخة الحالية).

وحذر مراد ياكين مدرب المنتخب السويسري: «لم نتأهل بعد، ولكننا نبتعد عن ذلك بخطوة صغيرة ونريد تأكيدها عن جدارة». وستفقد سويسرا وصافة المجموعة حال خسارتها وانتصار أسكوتلندا على المجر بفارق أهداف كبير للمباراة الأخرى. لكن ياكين أشار إلى أنه لا يريد وضع ضغوط على لاعبيه، وأوضح: «لا نواجه ضغط ضرورة الفوز بأي ثمن، علينا اللعب بحذر... ستكون مباراة مفتوحة ومثيرة».

شاكيرى أيقونة سويسرا يتطلع لعرقلة أصحاب الأرض (ا ب ا)cut out

لقاء مصيري لأسكوتلندا والمجر

وفي شتوتغارت تخوض أسكوتلندا والمجر مباراة الفرصة الأخيرة للتأهل إلى ثمن النهائي.

وبعد أن تلقت أسكوتلندا صفعة كبيرة ضد ألمانيا في المباراة الافتتاحية 1 - 5، استعادت توازنها نوعاً ما ضد سويسرا وخرجت بالتعادل 1 - 1 الذي أبقى على آمالها في التأهل، لا سيما أن نظام البطولة الحالية يقضي بتأهل أفضل 4 منتخبات حلّت ثالثة في المجموعات الست إلى الدور ثمن النهائي، لمرافقة صاحبي المركزين الأول والثاني في كل مجموعة.

أما المجر فخسرت مباراتيها حتى الآن في البطولة أمام سويسرا 1 - 3 وأمام ألمانيا 0 - 2، وحال فوزها اليوم ربما تكفيها 3 نقاط إذا لعبت حسابات المجموعات الأخرى لصالحها.

وخرجت المجر، التي يدربها الإيطالي ماركو روسي، من أول مباراتين سالمة إلى حد كبير، من الناحية البدنية، لكنها لا تستطيع تحمل تكرار الأخطاء نفسها التي أدت إلى خسارتها أمام سويسرا وألمانيا. وحتى إذا فازت على أسكوتلندا، فإن مصير المجر سيعتمد على أن تلعب النتائج الأخرى في صالحها للتأهل إلى دور الـ16 لأول مرة منذ نسخة 2016.

ولم يسبق لأسكوتلندا أن بلغت الأدوار الإقصائية في أي من البطولات الـ11 الكبرى السابقة التي شاركت فيها (8 في كأس العالم و3 في كأس أوروبا). وبالتالي فهي تقف على أبواب تحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخها.

وعلق مدرب أسكوتلندا ستيف كلارك على نتيجة فريقه ضد سويسرا بقوله: «ما زلنا أحياء في هذه البطولة. قدمنا عرضاً جماعياً رائعاً في مواجهة منافس جيد، وأنا راضٍ عن ردة الفعل بعد الخسارة أمام ألمانيا».

وأضاف: «كان يتعين علينا التعامل مع الخسارة في المباراة الأولى وتصحيح الأمور. قمنا بالخطوة الأولى أمام سويسرا وسندخل المباراة ضد المجر بثقة، وإذا لعبنا بالمستوى ذاته فإننا نملك فرصة جيدة للفوز».

والمعادلة واضحة أمام أسكوتلندا؛ إذ لا بديل لها عن الفوز الذي سيضمن لها إلى حد كبير التأهل إلى الدور التالي، إذ سترفع رصيدها إلى 4 نقاط.

وتلقى المنتخب الأسكوتلندي ضربة بخسارة جهود مدافعه كيران تيرني لما تبقى من مشوار في البطولة، حيث تقررت عودته إلى فريقه آرسنال الإنجليزي للعلاج من إصابة في العضلة الخلفية لفخذه.

وأصيب تيرني خلال التعادل مع سويسرا بالجولة الثانية بعد نحو ربع ساعة من بداية الشوط الثاني.

وأمضى تيرني (27 عاماً) الموسم الماضي مع ريال سوسيداد الإسباني على سبيل الإعارة من آرسنال، لكنه اكتفى بخوض 20 مباراة في الدوري، بينها 14 أساسياً، بسبب مشاكل عضلية.


مقالات ذات صلة

«يويفا» يعترف بحق ألمانيا في الحصول على ضربة جزاء أمام إسبانيا

رياضة عالمية مارك كوكوريلا أفلت من ركلة جزاء ضد إسبانيا أمام ألمانيا (رويترز)

«يويفا» يعترف بحق ألمانيا في الحصول على ضربة جزاء أمام إسبانيا

اعترف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بأن المنتخب الألماني استحق الحصول على ضربة جزاء في مباراة دور الثمانية ببطولة كأس أمم أوروبا 2024 التي أقيمت على أرضه.

«الشرق الأوسط» (نيون)
رياضة عالمية مسؤولون آيرلنديون خلال اجتماع في دبلن (إ.ب.أ)

الحكومة البريطانية لن تموّل ملعب آيرلندا الشمالية لاستضافة كأس أوروبا 2028

لن تُموّل الحكومة البريطانية تحديث الملعب المقترح من آيرلندا الشمالية لاستضافة كأس أوروبا 2028 في كرة القدم، وفقاً لما أعلن وزراء الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الصراع الساخن على الكرة كان عنوانا للمباراة المثيرة بين هولندا والمانيا (رويترز)

ألمانيا فخورة بمنتخبها وهولندا تكتشف ثنائياً هجومياً جديداً

خلف التعادل المثير بين هولندا وضيفتها ألمانيا 2-2 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة لدوري الأمم الأوروبية لكرة القدم،

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
رياضة عالمية ديدييه ديشان (رويترز)

ديشان: مبابي ليس لاعباً محورياً خالصاً

أكد مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان أنه يواصل العمل على إيجاد طريقة للحصول على أفضل أداء من كيليان مبابي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية رونالدو يحتفل بالهدف الـ900 في مسيرته (إ.ب.أ)

اختبار لألمانيا المتجددة أمام المجر... وإنجلترا تواجه آيرلندا بالمستوى الثاني

في الوقت الذي حقق فيه الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو رقما قياسيا جديدا بتسجيله الهدف رقم 900 في مسيرته الاحترافية خلال الفوز على كرواتيا 2-1 مساء الخميس،

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل حقاً يمكن أن يرحل صلاح وفان دايك وألكسندر أرنولد عن ليفربول؟

قد يخسر ليفربول ثلاثة من أفضل لاعبيه مجانا الصيف المقبل... صلاح وفان دايك وألكسندر أرنولد (غيتي)
قد يخسر ليفربول ثلاثة من أفضل لاعبيه مجانا الصيف المقبل... صلاح وفان دايك وألكسندر أرنولد (غيتي)
TT

هل حقاً يمكن أن يرحل صلاح وفان دايك وألكسندر أرنولد عن ليفربول؟

قد يخسر ليفربول ثلاثة من أفضل لاعبيه مجانا الصيف المقبل... صلاح وفان دايك وألكسندر أرنولد (غيتي)
قد يخسر ليفربول ثلاثة من أفضل لاعبيه مجانا الصيف المقبل... صلاح وفان دايك وألكسندر أرنولد (غيتي)

قد يخسر ليفربول ثلاثة من أفضل لاعبيه - محمد صلاح وفيرجيل فان دايك وترينت ألكسندر أرنولد - دون مقابل بعد أقل من 100 يوم! هذه هي الحقيقة الصارخة لـ«لعبة شطرنج العقود» التي تُلعب الآن في ملعب «أنفيلد»، نظراً لأن الوقت قد بدأ ينفد حقاً أمام مسؤولي النادي. ستنتهي عقود صلاح (32 عاماً) وفان دايك (33 عاماً) وألكسندر أرنولد (25 عاماً) في نهاية الموسم الحالي، ونتيجة لذلك سيكون كل منهم قادراً على التفاوض مع نادٍ آخر اعتباراً من الأول من يناير (كانون الثاني) 2025. بشأن انتقال حر في نهاية هذا الموسم. ويمثل كل لاعب من هذا الثلاثي قيمة مختلفة للفريق، كما أن كل واحد منهم في مرحلة مختلفة من مسيرته الكروية، ووفقاً لما كتبه مارك أوغدن على موقع «إي إس بي إن»، فإنه بسبب الطريقة التي يتعامل بها مسؤولو ليفربول مع الأمور أصبح الثلاثة لاعبين مرتبطين ببعضهم بعضاً الآن بشكل يجعل الطريقة التي سيتحدد بها مستقبل أحدهم في البداية يؤثر بشكل مباشر على ما سيحدث مع اللاعبين الآخرين.

يعرف مالكو ليفربول - مجموعة فينواي الرياضية، وفريق عمليات كرة القدم، بقيادة الرئيس التنفيذي لكرة القدم مايكل إدواردز - بالضبط ما يتعين عليهم القيام به خلال الأسابيع المقبلة. قد يكون صمت مسؤولي ليفربول بشأن عقد كل لاعب من هؤلاء اللاعبين الثلاثة طبيعياً من الناحية التجارية، لكنه خلق حالة من الشك والقلق بين الجمهور - القلق بشأن الخسارة المحتملة لثلاثة لاعبين من أبرز نجوم الفريق، وكذلك فشل النادي في التعامل مع هذا الأمر مبكراً وتركه معلقاً حتى الآن. وبعيداً عن ذلك، فقد ترك ذلك فراغاً تم ملؤه بتصريحات من كل لاعب من اللاعبين الثلاثة، وهو ما زاد الشعور بأن النادي يغامر بشدة في هذا الملف.

كان فان دايك أول من تحدث على الملأ عن وضعه في أغسطس (آب) الماضي، قائلاً إنه لم يكن هناك «تغيير» في عدم وجود عرض من النادي لتجديد تعاقده. ثم تبع صلاح المدافع الهولندي في سبتمبر (أيلول) عندما كشف بعد تسجيله هدفاً في المباراة التي انتهت بالفوز على مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة أن ليفربول لم يعقد معه محادثات حتى الآن بشأن التوقيع على عقد جديد. وقال صلاح: «لم يتحدث معي أحد في النادي حتى الآن بشأن عقد جديد، لذلك سألعب موسمي الأخير فقط ثم أرى ما سيحدث في نهاية الموسم. الأمر لا يعود لي، لكن لم يتحدث معي أحد بشأن توقيع عقد مع النادي. سنرى ما سيحدث».

يواصل صلاح تقديم مستويات مميزة هذا الموسم ... فهل يخسر ليفربول جهوده؟

ربما يكون الأمر مفهوماً بعض الشيء فيما يتعلق بتأخر مسؤولي ليفربول في التفاوض مع فان دايك وصلاح، نظراً لأن كلا اللاعبين في الثلاثينات من العمر ومن بين أعلى اللاعبين أجراً في النادي، وبالتالي يتعين على النادي أن يجري بعض الحسابات المتعلقة بقيمة كل منهما خلال السنوات المقبلة. وتتمثل المعضلة التي تواجهها مجموعة فينواي الرياضية في الآتي: إلى متى سيتمكن فان دايك وصلاح من اللعب على الطراز العالمي، وهل يمكن للنادي أن يثق في تقديم عقد لمدة عام أو عامين أو حتى ثلاثة أعوام دون المخاطرة بتراجع مستوى اللاعبين بمرور الوقت؟ وخلال السنوات الأخيرة، تخلصت مجموعة فينواي الرياضية من عدد من النجوم، بما في ذلك ساديو ماني وروبرتو فيرمينو وجوردان هندرسون، قبل أن يبدأ مستواهم في التراجع. وقد أثبتت المستويات التي يقدمها ماني وفيرمينو وهندرسون منذ رحيلهم عن ليفربول أن النادي كان محقاً تماماً في التخلص منهم.

ومع ذلك، فإن صلاح وفان دايك في مستوى مختلف تماماً عن ماني وفيرمينو وهندرسون من حيث مكانتهما كأساطير في تاريخ النادي، وحقيقة أنهما لا يزالان قادرين على اللعب في أعلى مستوى. لكن نظراً لأن ليفربول سمح لعقود هؤلاء اللاعبين بالدخول في عامها الأخير، فقد النادي السيطرة على الأمر، والطريقة الوحيدة لاستعادة التحكم في زمام الأمور الآن هي تقديم عقود قد لا يرغب النادي في تقديمها عادة، من حيث المدة والمقابل المادي.

لكن وضع ألكسندر أرنولد مختلف تماماً، وهو الموقف الذي قد يخلق مشكلة كبيرة لكل من اللاعب والنادي. لا يزال ألكسندر أرنولد في سن الخامسة والعشرين من عمره - سيبلغ السادسة والعشرين في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) – وهو ما يعني أنه في ذروة عطائه الكروي وأن النادي لن يرتكب أي مخاطرة إذا قدم للاعب عقدا طويل الأمد بمقابل مادي كبير، خاصة أن اللاعب أيضاً يعد أحد أبناء النادي ويحظى بشعبية طاغية بين الجماهير. لكن النادي يواجه موقفاً محرجاً أيضاً فيما يتعلق بألكسندر أرنولد، لأنه إذا قام النادي بتوقيع عقد جديد معه أولاً، فسيتوقع فان دايك وصلاح أن يحصلا على أجر مماثل. وإذا مدد النادي عقد صلاح أو فان دايك أولاً، فسيمنح ذلك نقطة قوة كبيرة لمستشاري ألكسندر أرنولد فيما يتعلق بتوقيع عقد بمقابل مادي كبير.

فان دايك قاد ليفربول إلى حصد الكثير من الألقاب (غيتي)

ومع ذلك، لا تزال هناك تقارير تربط ألكسندر أرنولد بريال مدريد، لكن تردد اللاعب في الانتقال إلى النادي الملكي قد يكون نقطة قوة مفيدة بالنسبة لمسؤولي ليفربول في التفاوض. لكن من الصعب على أي لاعب أن يواصل تقديم مستويات جيدة في الوقت الذي قد يفقد فيه الجمهور تعاطفه مع اللاعب بسرعة، كما حدث مع عدد من اللاعبين المميزين من أبناء النادي في السابق، وبالتحديد ستيف ماكمانامان ومايكل أوين، عندما اتضح أنهما لا يرغبان في تمديد عقديهما من أجل الرحيل إلى ريال مدريد. انتقل ماكمانامان إلى ريال مدريد في صفقة انتقال حر في عام 1999. وانتقال أوين إلى «سانتياغو برنابيو» في صفقة قيمتها 8 ملايين جنيه إسترليني بعد خمس سنوات عندما قرر ليفربول الموافقة على بيع اللاعب تجنباً لرحيله مجاناً بعد 12 شهراً.

وكان أوين قد علق على موقف إدارة نادي ليفربول من تجديد عقود اللاعبين الثلاثة. وقال أوين في تصريحات نقلتها صحيفة ليفربول أيكو: «أعتقد أن ليفربول لديه فكرة بالفعل عن نوايا الثلاثي محمد صلاح، وأرنولد، وفان دايك، حيث اتخذت إدارة الريدز خطوات بالفعل خلف الكواليس للوصول إلى قرار بشأن مستقبل الثلاثي خلال الأسابيع المقبلة». وأضاف: «المشكلة بالنسبة لإدارة ليفربول أن المفاوضات جاءت مع أفضل 3 لاعبين في الوقت نفسه، لكن أعتقد أن النادي سيكون لديه مؤشر على أين تتجه الأمور في الوقت الحالي، فإذا قال أي منهم بشكل قاطع أنا لا أوقع عقداً وأريد الخروج، فربما كنت قد رأيت شيئاً مختلفاً في الصيف».

قد تكون تعليقات المدير الفني الجديد أرني سلوت هذا الأسبوع التي قال فيها إن ألكسندر أرنولد «مدافع جيد» لكنه يحتاج إلى «بذل المزيد من الجهد بشأن معدل تركيزه»، بمثابة تلميح إلى أن المدير الفني الجديد مستعد للاستغناء عن خدمات اللاعب الذي تعرض للكثير من الانتقادات بسبب مشكلاته الدفاعية والكثير من الثناء بسبب قدراته الهجومية الكبيرة. وإذا كان الأمر كذلك، فقد تجاوز ليفربول نقطة اللاعودة مع ألكسندر أرنولد من بيعه بمقابل مادي كبير. وبشأن عقود اللاعبين الثلاثة، قال سلوت وكأنه يتهرب من الإجابة، في تصريحات عبر المؤتمر الصحافي الخاص بمواجهة وولفرهامبتون: «عقود اللاعبين؟ أنا سعيد أنهم ضمن الفريق». وأضاف: «نحن لدينا مباريات كثيرة خلال الأسابيع المقبلة، لذلك أنا سعيد بقدرتي على اختيار هؤلاء اللاعبين، ولنرى ما سيجلبه لنا المستقبل».

سلوت إنتقد أداء ألكسندر أرنولد مؤخرا (إ.ب.أ)

وعندما سُئل ألكسندر أرنولد عن موقفه بعد الفوز على بورنموث بثلاثية نظيفة في الجولة الخامسة من المسابقة، بدا من الواضح أنه إما سيوقع الآن على عقد جديد وإما سيرحل في صفقة انتقال حر. وقال اللاعب الإنجليزي الدولي عندما سُئل عن مستقبله: «ما يمكنني قوله هو أنني أريد أن أكون لاعباً في ليفربول هذا الموسم. أنا في هذا النادي منذ 20 عاماً الآن؛ وقد جددت تعاقدي أربع أو خمس مرات؛ ولم أقم بالمراوغة على الملأ في أي من هذه المرات، وسيحدث الأمر نفسه هذه المرة أيضاً». وأضاف: «أهم شيء دائماً هو الفوز بالبطولات والألقاب، لكي أكون صادقاً. أريد أن أفوز بالبطولات، فلدي حماس هائل للفوز بالألقاب وأن أكون لاعباً على مستوى النخبة. لذا فربما يكون هذا هو العامل الرئيسي في تحديد مستقبلي في أي شيء».

وكانت تقارير صحافية إنجليزية قد كشفت في وقت سابق عن اقتراب صلاح وفان دايك من الانتقال إلى الدوري السعودي. وقال موقع «كوت أوفسايد» الإنجليزي، إن نادي ليفربول يتوقع أن يغادر صلاح وفان دايك إلى الدوري السعودي، سواء في الميركاتو الشتوي المقبل في يناير، أو فترة الانتقالات الصيفية القادمة عقب نهاية الموسم الحالي. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد خبير الانتقالات فابريزيو رومانو، أن ليفربول الإنجليزي يعتزم بدء المفاوضات مع النجم المصري محمد صلاح لتجديد تعاقده مع الفريق، وذلك بعد تألقه اللافت هذا الموسم، تجنباً لسيناريو خسارته بالمجان في صيف 2025. وقال رومانو عبر منصة «إكس»: «أستطيع التأكيد على أن ليفربول وصلاح سيتحدثان خلال أيام وأسابيع وشهور مقبلة، وستكون هناك نقاشات بالطبع حول تعاقد صلاح». وأضاف رومانو خلال حديثه: «القصة لم تنته بعد».

لكن المشكلة الكبرى التي يواجهها ليفربول مع صلاح وفان دايك وألكسندر أرنولد هي أن الوقت لم يعد في صالحه وأن اللاعبين الثلاثة يمكنهم الرحيل مجاناً الصيف المقبل. وكلما طال أمد الأمر، زاد تشتيت انتباه جميع المعنيين به، لكن اللاعبين سيكونون هم الرابح الأكبر في هذا الموقف، لأنه إما يجددوا عقودهم مع ليفربول بمقابل مادي كبير وإما يستفيدوا من الانتقال مجاناً العام المقبل!