ما الفارق الذي يمكن أن يحدثه أسبوعان؟ فقبل أسبوعين فقط، عقب التعادل السلبي المُحبط مع أوكرانيا، والفوز غير المقنع على اليونان 2-1، تساءل البعض عما إذا كان القائد إلكاي غندوغان، والحارس المخضرم مانويل نوير، يستحقان الوجود مع منتخب ألمانيا في كأس أمم أوروبا (يورو 2024) بألمانيا.
ولم ينجح غندوغان في إثبات ذاته خلال المباراتين، كما ارتكب نوير أخطاء فادحة، ما أثار الشكوك حول قدرة منتخب ألمانيا على المنافسة في «يورو 2024»، في أعقاب الخروج من دور المجموعات في آخر نسختين لكأس العالم، ومن دور الـ16 لـ«يورو 2020».
لكن غندوغان ردّ على المشككين، الأربعاء، بصناعة الهدف الأول لجمال موسيالا، ثم تسجيل الهدف الثاني خلال فوز الماكينات على المجر في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى، ليصعد ببلاده إلى دور الستة عشر، بعدما اُختير رجل المباراة.
وبدأت الجماهير بالفعل تنادي بالتأهل إلى نهائي «يورو 2024» يوم 14 يوليو (تموز) على الملعب «الأولمبي» في برلين، وأظهرت استطلاعات الرأي أن الجماهير تقف بقوة بجانب فريق المدرب يوليان ناغلسمان.
وقال ناغلسمان: «الجماهير يمكنها أن تحلم بأي شيء، عملنا يتلخص في الإبقاء على حلمهم».
ويكفي منتخب ألمانيا التعادل مع سويسرا في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، يوم الأحد المقبل، للظفر بصدارة المجموعة الأولى، قبل خوض الأدوار الإقصائية الصعبة.
وتابع ناغلسمان: «نريد أن ننهي مشوارنا في الصدارة، وهذا أمر مهم، وهذا يتعلق بالخصم المحتمل، حتى لو كنت تفترض أشياء لا يمكنك التأثير عليها».
وأضاف: «لكن هذا الأمر لديه تأثير داخلي وخارجي أيضاً، إذا أنهيت المشوار في الصدارة»، واتفق معه لاعب الوسط المخضرم توني كروس قائلاً: «إن تصدر المجموعة (سيكون إشارة)».
وتأكد المشجعون أن فوز ألمانيا على أسكوتلندا 5-1 في افتتاح «يورو 2024» لم يكن وليد الصدفة، وأوضحت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية: «هناك فرصة ضئيلة لأن يكون هذان الانتصاران الساحقان خادعين».
من جانبها، أشارت صحيفة «آس» الإسبانية: «كلما أصبح الأمر أكثر صعوبة، ارتفع مستوى نجومهم في الآونة الأخيرة».
وفي الوقت الذي سيطر فيه فلوريان فيرتز وكروس على العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام بعد مواجهة أسكوتلندا، فإن غندوغان ونوير وموسيالا كانوا مصدر الاهتمام بعد مواجهة المجر.
وأنقذ نوير فرصة محققة لرولاند شالاي في الدقيقة الأولى، قبل أن يتصدى ببراعة لضربة حرة نفذها دومينيك سوبوسلاي.
وكان غندوغان ساحراً في الخط الأمامي، قبل أن يصنع الهدف الأول لموسيالا في الدقيقة 22، ثم يسجل هدف تأكيد الفوز في الدقيقة 67.
وأوضح ناغلسمان: «علينا أن نثق به بشكل أكبر في هذا البلد» في إشارة إلى غندوغان الذي قاد فريقه السابق مانشستر سيتي لحصد ثلاثية تاريخية في 2023 قبل الانتقال إلى برشلونة.
وأكد: «لقد احتفل بنجاحه الكبير، كان من أفضل اللاعبين في مانشستر سيتي، كما قدّم موسماً جيداً في برشلونة، اليوم لعب مباراة رائعة، وسجل هدفاً رائعاً، لديّ ثقة كبيرة به، وبقدراته».
ونجحت خطة ناغلسمان في الاعتماد على غندوغان في الخط الأمامي بدلاً من اللعب إلى جوار كروس في منتصف الملعب.
وقال غندوغان: «أشعر براحة كبيرة في هذا الفريق، سواء بتسجيل هدف أو لحصولي على جائزة رجل المباراة، هذه مكافأة».
وتحدثت مجلة «كيكر سبورتس» الألمانية أن هذا الفوز «يجعل حلم التتويج باللقب ينضج».
وأشادت «كيكر سبورتس» بـ«الروح الجيدة» للفريق، وأكد ناغلسمان: «كنا بحاجة لهذا الانتصار في (عملية النضج)».
وأوضح نوير: «الفوز غاية في الأهمية، أردنا حقاً تأكيد مستوانا، الماضي أظهر أنه ليس من السهل اللعب أمام المجر، والجولة الثانية من البطولة».
ومن غير المتوقع أن يجري ناغلسمان تغييرات واسعة على تشكيل فريقه أمام سويسرا، رغم ضمان التأهل لدور الستة عشر، وأكد كروس أن القوة الدافعة ينبغي أن تستمر.