سويسرا تتحدى الظروف بـ«نظرية الشطرنج»

مراد ياكين قال إنهم جعلوا منافسهم في وضع سيئ للغاية

مراد ياكين يحيي الجماهير السويسرية عقب الفوز على المجر (رويترز)
مراد ياكين يحيي الجماهير السويسرية عقب الفوز على المجر (رويترز)
TT

سويسرا تتحدى الظروف بـ«نظرية الشطرنج»

مراد ياكين يحيي الجماهير السويسرية عقب الفوز على المجر (رويترز)
مراد ياكين يحيي الجماهير السويسرية عقب الفوز على المجر (رويترز)

وجد السويسري من أصول تركية مراد ياكين نفسه تحت الضغط بعد مشوار سيئ في تصفيات بطولة أوروبا لكرة القدم 2024، لكن اختياراته الفنية للتشكيلة السويسرية كانت في محلها، السبت، عندما فاز فريقه بأداء مميز (3 - 1) على المجر في افتتاح مشواره بالمجموعة الأولى من البطولة.

وكان هناك العديد من المفاجآت في التشكيلة الأساسية التي اختارها ياكين في كولن، بعدما اختار المهاجم عديم الخبرة كوادو دواه ليخوض مباراته الثانية على المستوى الدولي وأعاد ميشيل أبيشير إلى الوسط.

كما ضم بريل إمبولو المهاجم المبتلى بالإصابات، والذي جلس على مقاعد البدلاء، وذلك رغم أنه لم يلعب مع سويسرا منذ الخسارة أمام البرتغال في دور الستة عشر من كأس العالم 2022.

وكافأ دواه مدربه على ثقته بعد 12 دقيقة فقط بتسجيل الهدف الأول، وكان أبيشير لاعب الوسط مذهلاً في دوره بمنتصف الملعب، إذ سجل هو الآخر أول هدف دولي مع سويسرا، وأنهى إمبولو يوماً رائعاً للمدرب ياكين عندما سجل هدفاً متأخراً لبلاده ليقضي على آمال المجر.

كما يمكن أن يحصل ياكين على الثناء أيضاً بقرار تبديل مركز المهاجم السريع دان ندوي إلى الجهة اليمنى، إذ تسبب في فوضى لدفاع المجر خاصة في الشوط الأول الذي سيطرت عليه سويسرا.

وأبلغ ياكين الصحافيين «كرة القدم تشبه الشطرنج. واليوم كانت خطتنا صحيحة. استخدمنا طريقة اللعب هذه لسبب معين... ركزنا على استغلال نقاط قوتنا إلى أقصى حد وجعلنا حياة منافسنا صعبة للغاية خاصة في الشوط الأول».

وأثبت دواه، المولود في لندن، قدراته المذهلة بفضل قوته وسرعته الهائلة، وهذا يعني أن ياكين لديه مشكلة لطيفة في اختيار التشكيلة بعد عودة إمبولو المثيرة للإعجاب عندما دخل إلى المباراة بديلاً.

ولم يلعب إمبولو أكثر من مائة دقيقة مع موناكو في الموسم المنقضي بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي.

وقال ياكين «دواه لاعب يجيد في منطقة الجزاء، وكان لدينا هذا الوضع (الإصابة) مع إمبولو لكننا نعرف أنه يمكننا الاعتماد عليه... نعرف أننا قمنا بالقرار الصحيح باستدعاء إمبولو. كنا نعرف أنه لم يتدرب في آخر أسبوعين لكن القرار كان صحيحاً... إنه يجعلنا أهدأ بكثير عند الاحتفاظ بالكرة».

وكان الحديث قبل المباراة يتمحور حول إمكانية مشاركة شيردان شاكيري في التشكيلة الأساسية، لكن أبيشير استفاد من اختياره بتقديم أداء مثالي بجانب صخرة خط الوسط جرانيت تشاكا الواثق من نفسه.

وقال أبيشير، لاعب بولونيا الإيطالي، «كان لدي الحرية في إيجاد المساحات لنفسي. وهو ما أحب أن أفعله».

وقال ياكين إنه يعرف أن أبيشير يمكنه أن يكون لاعباً مهماً. وأضاف المدرب «إنه يتحرك بصورة عظيمة، بالكرة أو بدونها. لدينا خط وسط قوي للغاية على الورق».

وحصدت سويسرا ثلاث نقاط لتتساوى مع ألمانيا، التي سحقت اسكوتلندا، الجمعة، في صدارة المجموعة الأولى.

وتلعب سويسرا في الجولة الثانية أمام اسكوتلندا ويتوقع تشاكا أن تكون الأخيرة أفضل بكثير.

وقال الفائز بالدوري الألماني مع باير ليفركوزن «شاهدنا مباراة ألمانيا، وتفاجئنا من مستوى أداء اسكوتلندا، لم تفعل الكثير. لكن لديها الكثير من اللاعبين، ويوم الأربعاء ستكون مباراة مختلفة. لقد حققنا أول أهدافنا بحصد النقاط الثلاث».


مقالات ذات صلة

مدرب النرويج: أوديغارد سيعود الشهر المقبل

رياضة عالمية مارتن أوديغارد (رويترز)

مدرب النرويج: أوديغارد سيعود الشهر المقبل

قال المدير الفني لمنتخب النرويج ستالي سولباكن إن قائد آرسنال مارتن أوديغارد في طريقه للعودة إلى الملاعب خلال فترة التوقف الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني).

The Athletic (أوسلو)
رياضة عالمية جانب من تقديم برايان ريمر مدرباً للدنمارك (أ.ب)

ريمر مدرباً لمنتخب الدنمارك لكرة القدم

أعلن الاتحاد الدنماركي لكرة القدم، اليوم (الخميس)، تعيين برايان ريمر مدرباً للمنتخب الأول خلفاً لكاسبر يولماند، الذي استقال في يوليو (تموز) الماضي.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
رياضة عالمية مايكل كوكس وصفه بأنه «حرباء تكتيكية» قبل وصوله إلى تشيلسي (رويترز)

ما نوع كرة القدم التي سيلعب بها توخيل مع إنجلترا؟

تنقسم الآراء حول الإدارة الفنية للمنتخبات... فبينما يرى الكثيرون أن قيادة منتخب بلد ما هو أعلى شرف في كرة القدم، يرى آخرون أنه يفتقر إلى العمق التكتيكي.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية خافيير تيباس (إ.ب.أ)

تيباس لرئيس «فيفا»: ألغِ كأس العالم للأندية... نعرف أنك لم تبعها ولم تسوِّقها!

طلب خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، الأربعاء، من جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، «إلغاء» بطولة كأس العالم للأندية الصيف المقبل.

The Athletic (بروكسل)
رياضة عالمية رونالدو يتحدث مع المدرب مارتينيز خلال تدريبات منتخب البرتغال بحضور اللاعبين (إ.ب.أ)

مارتينيز: رونالدو شخصية أيقونية في منتخب البرتغال... يحمّس الجماهير

يُعدّ التزام النجم المخضرم كريستيانو رونالدو مثالاً يُحتذى به لزملائه في منتخب البرتغال، حسب مدربه الإسباني روبرتو مارتينيز.

«الشرق الأوسط» (غلاسكو)

فليك سعيد وأنشيلوتي حزين بعد «كلاسيكو» مذل لريال مدريد

ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)
ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)
TT

فليك سعيد وأنشيلوتي حزين بعد «كلاسيكو» مذل لريال مدريد

ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)
ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)

أبدى الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد الإسباني، أسفه للخسارة الثقيلة التي تعرض لها فريقه في عقر داره أمام الغريم الأبدي برشلونة 4 - صفر، بينما أعرب الألماني هانز فليك، مدرب الفريق الكتالوني، عن سعادته بالفوز العريض الذي أوقف سلسلة من 42 مباراة دون هزيمة للفريق الملكي المدريدي.

وبعد أن أهدر الريال كثيراً من الفرص في الشوط الأول الذي انتهى سلباً، دفع الثمن غالياً في الثاني بتلقيه رباعية قاسية، سجل منها البولندي روبرت ليفاندوفسكي هدفين في غضون دقائق قليلة، قبل أن يضيف لامين جمال والبرازيلي رافينيا هدفين آخرين.

وقال أنشيلوتي حزيناً: «نحن متألمون. إنها لحظة عصيبة. لم نكن نستحق هذه الخسارة الثقيلة. لكنني أريد أن أشكر الجماهير على دعمها... يجب علينا نسيان آخر 30 دقيقة. لا يزال الموسم طويلاً جداً. يجب ألا نستسلم. يجب التعلم؛ وسنفعل».

وأوضح: «لقد كانت مباراة متكافئة، إلى أن سجل المنافس أول هدف. لعبنا بقوة في الشوط الأول، لكننا افتقرنا إلى الدقة. سنحت لنا فرص للتقدم في النتيجة، لكن، على عكس سير اللقاء، سجل المنافس هدفين سريعين، حينئذ تغيرت مجريات المباراة».

وأضاف: «كان بمقدورنا التقدم في الشوط الأول. اعتمد برشلونة على الدفاع المتقدم، ولم نستغل ذلك لكسر مصيدة التسلل. كان علينا التعامل بدقة أكبر مع 3 أو 4 فرص».

في المقابل، عبر فليك عن فخره بلاعبيه بعد الفوز العريض على الغريم الأبدي، وهو الأول لبرشلونة في لقاء القمة منذ مارس 2023.

وأبدى فليك سعادته بالانتصار الذي توج أسبوع برشلونة الاستثنائي بتحقيق فوز رائع على اثنين من الفرق الأوروبية القوية؛ إذ سحق بايرن ميونيخ الألماني 4 - 1 في دوري أبطال أوروبا الأربعاء الماضي.

ويحظى فليك ببداية رائعة مع العملاق الكتالوني بتحقيق 10 انتصارات في 11 مباراة بالدوري الإسباني. وقال المدرب الألماني: «سعيد بالعمل في برشلونة والعيش فيها... قدمنا مباراة رائعة، وأنا فخور للغاية بالفريق». وأضاف: «ضغطنا بطريقة أفضل بالكرة ومن دونها. استحوذنا على الشوط الثاني؛ لذا تغيرت المباراة. تدربنا كثيراً على كيفية الدفاع بخط متقدم وعدم ترك أي مساحات أمام لاعبي الريال. نحن متمسكون بفكرتنا، والآن نتمتع بالرشاقة، ونريد المضي قدماً».

وعزز برشلونة صدارته للدوري الإسباني برصيد 30 نقطة، بفارق 6 نقاط عن ريال مدريد، و9 عن فياريال صاحب المركز الثالث.

وتجب الإشارة هنا إلى أن فريق برشلونة في هذه المباراة كان ثاني أصغر فريق من حيث أعمار اللاعبين في لقاء كلاسيكو منذ 80 عاماً، بل وأصغر فريق لبرشلونة منذ عام 1956. ومع ذلك، فإن من صنع الفارق هو ليفاندوفسكي البالغ من العمر 36 عاماً، الذي خطف المباراة من ريال مدريد بفضل براعته في إنهاء الهجمات مع بداية الشوط الثاني.

كانت جماهير الريال، التي ملأت ملعب «سانتياغو برنابيو» عن آخره، تنتظر أن تشهد «كلاسيكو» خاصاً من مهاجمها الجديد الفرنسي كيليان مبابي؛ نظراً إلى أن هذا هو أول لقاء قمة منذ انضمامه المدوي إلى الملكي قادماً من باريس سان جيرمان خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية. لكن الفرنسي الدولي أهدر كثيراً من الفرص في الشوط الأول، قبل أن يستسلم وفريقه للانهيار في الشوط الثاني أمام شباب برشلونة المتحمس.

أهدر مبابي فرصة محققة في بداية المباراة، ثم أحرز هدفاً أُلغي بداعي التسلل بعد العودة إلى تقنية حكم الفيديو، مما مهد الطريق أمام أمسية صعبة للاعب الفرنسي، الذي وقع في مصيدة التسلل كثيراً. في المجمل، وقع مبابي في مصيدة التسلل 6 مرات خلال الشوط الأول؛ أي أكثر من أي مباراة سابقة في مسيرته الكروية بالكامل، قبل أن يقع مجدداً في مصيدة التسلل مرتين أُخريين في الشوط الثاني. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مبابي أصبح أكثر لاعب يقع في مصيدة التسلل خلال مباراة واحدة في آخر 15 موسماً بالدوري الإسباني الممتاز، بـ8 مرات، وكان ينبغي على مبابي أن يتعلم شيئاً مما قام به ليفاندوفسكي على الطرف الآخر!

كان ليفاندوفسكي قد تعرض لانتقادات في بعض الأحيان خلال الموسم الماضي، لكنه يقدم مستويات رائعة هذا الموسم تحت قيادة فليك. لقد سجل المهاجم البولندي الآن 14 هدفاً بالدوري الإسباني الممتاز في 11 مباراة فقط هذا الموسم، و17 هدفاً بجميع المسابقات.

لقد نجحت مرة جديدة خطة برشلونة في اللعب بخط دفاع متقدم، إلى جانب الضغط المستمر على المنافس. قبل مباراة الكلاسيكو، كان برشلونة صاحب أكثر خط دفاع تقدماً في الدوري الإسباني الممتاز بمسافة 61 ياردة عندما تكون الكرة في نصف ملعب الفريق المنافس، وأسقط منافسيه في أكثر من 70 حالة تسلل هذا الموسم؛ أكثر من ضعف أي فريق آخر في الدوريات الخمس الكبرى بأوروبا.

وبعد اجتياز عقبة بايرن ميونيخ في منتصف الأسبوع، كان السؤال الكبير يتعلق بما إذا كان برشلونة سيلعب بخط دفاع متقدم مرة أخرى أمام ريال مدريد، في ظل وجود لاعبين يمتلكون سرعات فائقة مثل مبابي وفينيسيوس؟ كان هناك بعض الحالات التي احتُسب فيها تسلل بفارق ضئيل للغاية في الشوط الأول، ولعل أبرز هذه الحالات الهدف الملغى الذي سجله مبابي، لكن باو كوبارسي ومارتينيز نجحا في مهمتهما، والتزما بالقرب من خط منتصف الملعب قدر الإمكان، وأوقعا لاعبي ريال مدريد في مصيدة التسلل مراراً وتكراراً.

أظهرت هذه المباراة بما لا يدع مجالا للشك أن أنشيلوتي بحاجة إلى مزيد من العمل مع فريقه المدجج بالنجوم؛ لأن ما حدث في معقله «سانتياغو برنابيو» يعدّ كارثة للنادي الملكي، الذي لم يخسر منذ 42 مباراة. تعرض الريال لثالث أكبر خسارة بالدوري الإسباني الممتاز في تاريخه، حيث لم يتلق هزيمة أكبر من هذه على ملعبه في الدوري منذ عام 1974، وبات يتأخر بفارق 6 نقاط عن برشلونة المتصدر.

لقد أظهرت هذه الهزيمة افتقاد الفريق العمل الجماعي المدروس، الذي يعاني منه منذ بداية الموسم، حتى لو كان يُتغاضَي عن ذلك نتيجة العروض الفردية الرائعة، مثل الهاتريك الذي أحرزه فينيسيوس في مرمى بوروسيا دورتموند منتصف الأسبوع.