كيف نجح الريال في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا؟

الإسباني داني كارفاخال لحظة إحرازه الهدف الافتتاحي في المباراة النهائية (أ.ف.ب)
الإسباني داني كارفاخال لحظة إحرازه الهدف الافتتاحي في المباراة النهائية (أ.ف.ب)
TT

كيف نجح الريال في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا؟

الإسباني داني كارفاخال لحظة إحرازه الهدف الافتتاحي في المباراة النهائية (أ.ف.ب)
الإسباني داني كارفاخال لحظة إحرازه الهدف الافتتاحي في المباراة النهائية (أ.ف.ب)

من الشائع أن المدربين الأكثر تتويجاً بالألقاب هم الأوفر حظاً أيضاً، ورغم أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي قد لا يتفق مع هذا الرأي، فقد ابتسم له الحظ مجدداً وفاز فريقه ريال مدريد 2-صفر على بوروسيا دورتموند الليلة الماضية ليحرز لقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة خلال 11 موسماً.

وكان أنشيلوتي هادئاً على خط التماس في أجواء صاخبة في استاد ويمبلي اللندني، حيث تفوق دورتموند المثير للإعجاب - الذي دحض التكهنات التي كانت تعتبره الطرف الأضعف - على مدريد في الأداء خلال فترات طويلة من المباراة النهائية.

ولم تتعرض شباك غريغور كوبل حارس دورتموند لأي هجمة واضحة في الدقائق 45 الأولى من المباراة، بينما في الجهة الأخرى من الملعب أهدر كريم أديمي فرصة ذهبية بعد انفراده بالمرمى وسدد نيكلاس فولكروج كرة اصطدمت بالقائم من الداخل.

وعندما أهدر فولكروغ فرصة أخرى بعد مرور ساعة بدا فجأة أن أنشيلوتي سيحرز الكأس للمرة الخامسة ليعزز الرقم القياسي في مسيرته التدريبية... مرتان مع ميلان الإيطالي والآن ثلاث مع ريال مدريد.

وعاش المدرب الإيطالي (64 عاماً) كل هذا من قبل وهو يعرف أكثر من أي شخص آخر كيف تنتهي القصة عادة.

لاعب ريال مدريد إبراهيم دياز يقف مع الكأس أثناء احتفال الفريق أمس (إ.ب.أ)

وهذا ما حدث، إذ استعاد ريال مدريد توازنه تدريجياً وأحرز الظهير الأيمن المخضرم داني كاربخال هدفاً بعد ركلة ركنية نفذها توني كروس في الدقيقة 74.

وربما أدرك دورتموند أنه مقدر له رؤية ريال مدريد يتوج باللقب مجدداً وعندما انطلق فينيسيوس جونيور ليسجل الهدف الثاني أصبح لقب البطولة الأوروبية رقم 15 بالفعل في حوزة الفريق الأبيض الإسباني.

وتحديد كيفية قيام ريال مدريد بكتابة الفصل الأخير في مسيرته الحافلة هو أمر محير، في حين أن أفضل تفسير هو أن هذا هو بالضبط ما يفعله هذا النادي.

هل انتصر في المعركة الخططية؟ لا. هل فرض بطل إسبانيا تفوقه المتوقع على الفريق الذي احتل المركز الخامس في الدوري الألماني؟ بالكاد فعل ذلك.

هل أزعج البرازيلي فينيسيوس الظهير الأيمن لدورتموند النرويجي جوليان رايرسون أو قلب الدفاع المخضرم ماتس هاملز؟ على فترات.

هل تألق جود بلينغهام في أول نهائي يخوضه في دوري أبطال أوروبا؟ ليس تماماً. في الواقع، خاض لاعب خط وسط دورتموند السابق (20 عاماً) إحدى أقل مبارياته فعالية في موسمه الأول المذهل في ملعب سانتياجو برنابيو.

وخلاصة القول ورغم كل ما حدث فإن ريال مدريد انتصر في نهائي أوروبي للمرة 11 على التوالي، إذ كانت آخر هزيمة تعرض لها قبل 41 عاماً وكانت في مواجهة أبردين الأسكوتلندي في كأس أبطال الكؤوس الأوروبية.

وقال أنشيلوتي: «كانت المباراة صعبة. لم يعجبني مستوى أدائنا. عانينا في الشوط الأول، وفقدنا الكرة بشكل أقل وقدمنا أداءً أفضل في الشوط الثاني - لكن هذه كلها تفاصيل تافهة الآن. فزنا. الحلم مستمر».

وافتقر ريال مدريد إلى طريقة واضحة في الأداء خلال الشوط الأول، مقارنة بدورتموند جيد التدريب، الذي فعل كل شيء بشكل صحيح باستثناء وضع الكرة في الشباك.

ولكن ومثل مدريهم المخضرم الموجود على خط التماس تماماً عرف لاعبو مدريد أصحاب الخبرة المتوجون بلقب دوري الدرجة الأولى الإسباني أن كل ما يتعين عليهم فعله هو التزام الهدوء وانتظار الوقت المناسب وسيكرر التاريخ نفسه.

ولخص هوملز لاعب دورتموند، الذي عانى من الحزن بسبب خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية، الأمر.

وقال: «لعبنا بشجاعة واستبسال لكننا فشلنا في التسجيل. ثم ارتكبنا أخطاء صغيرة وسجل ريال مدريد. يقومون بالأمر بهذه الطريقة منذ ما يبدو أنها 100 عام».

وفاز كاربخال حتى الآن بدوري أبطال أوروبا ست مرات مع ريال مدريد، وهو الرقم ذاته الذي حققه لوكا مودريتش الذي شارك في المباراة بديلاً لكروس ليعادلا إنجاز أسطورة ريال مدريد باكو خينتو.

تشواميني يرفع الكأس احتفالاً باللقب (أ.ف.ب)

وبالنسبة لكروس، كانت هذه أفضل طريقة لإنهاء مسيرته الرائعة مع ريال مدريد.

وبينما يتبدل اللاعبون في هذه القلعة الكروية، فإن ما لا يتغير أبداً بالنسبة لهذا الجيل من اللاعبين هو براعتهم في تحقيق الإنجازات في المواجهات الهامة.

لا يؤمن أنشيلوتي بفكرة الحظ.

وقال المدرب الفائز بكأس أوروبا مرتين عندما كان لاعباً، قبل المباراة النهائية: «هناك شيء خاص في هذا النادي. ربما يكون التاريخ أو التقاليد أو النوعية. لكن كانت هناك الكثير من هذه الأشياء ولا يمكن أن تكون مجرد صدفة».


مقالات ذات صلة

ماذا لو درب دي لافوينتي ريال مدريد؟

رياضة عالمية لويس دي لا فوينتي مدرب منتخب إسبانيا (إ.ب.أ)

ماذا لو درب دي لافوينتي ريال مدريد؟

إن الجدل المتزايد حول كارلو أنشيلوتي يجعلنا نعتقد أن مستقبله غير مؤكد حقاً.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية  كارلو أنشيلوتي مطالب بإيجاد حلول لقائمته المنقوصة بسبب الإصابات (رويترز)

بسبب الإصابات... الريال يستنجد بلاعبي أكاديميته أمام ليغانيس

جاء التوقف الدولي في توقيت مثالي بالنسبة لريال مدريد إذ منحه الوقت لمحاولة التسريع من وتيرة تعافي بعض لاعبيه المصابين، لكنه لا يزال يفتقد بعض عناصره الأساسيين.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية التوتر شاب علاقة مبابي بمدربه ديشامب مؤخراً (د.ب.أ)

كيليان مبابي وفرنسا... ماذا حدث؟

كيليان مبابي هو نجم فرنسا وأحد أكثر اللاعبين شهرة في كرة القدم العالمية.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية يعاني ريال مدريد من إصابات عديدة هذا الموسم (د.ب.أ)

25 إصابة في ريال مدريد... ما السبب يا ترى؟

سحق ريال مدريد أوساسونا 4 - 0 في نهاية الأسبوع الماضي، لكن المباراة لخصت مصائبهم هذا الموسم.

The Athletic (مدريد)
رياضة عالمية ضم ريال مدريد لجوشوا كيميتش خطوة منطقية وحاسمة تساعد على إعادة التوازن للفريق (غيتي)

لماذا يجب على ريال مدريد التعاقد مع جوشوا كيميتش؟

قدرة كيميتش على اللعب في أكثر من مركز تعني إضافة خيارات كثيرة للمدير الفني كارلو أنشيلوتي.


توقيف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية خلال الكلاسيكو

توقيف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية خلال الكلاسيكو
TT

توقيف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية خلال الكلاسيكو

توقيف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية خلال الكلاسيكو

أوقف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية ضد لاعبَين من برشلونة هما لامين يامال وأليخاندرو بالدي خلال «الكلاسيكو» أمام ريال مدريد في 26 أكتوبر (تشرين الأول) في المرحلة الحادية عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم، وفقا لما أعلنت السلطات الإسبانية السبت.

وأفادت الشرطة في بيان بأن هؤلاء المشجعين، وهم بالغان وقاصر، متهمون بـ«توجيه إساءات معادية للأجانب انتهكت الكرامة والنزاهة الأخلاقية للاعبَين» خلال الكلاسيكو الذي أقيم على ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة مدريد.

وتم تصوير هؤلاء الأشخاص الثلاثة «من قبل جماهير أخرى» باستخدام الهواتف الجوالة، ولكن أيضا «من قبل القناة التلفزيونية التي تملك حقوق البث»، ما جعل من الممكن تحديد مكان وجودهم والتعرف عليهم، وفق ما أعلنت الشرطة.

وانتشرت صور هذه الإساءات العنصرية، المصحوبة بإيماءات تشبه حركات القرود، على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد المواجهة التي فاز بها النادي الكاتالوني برباعية نظيفة وأثارت إدانات متعددة، خاصة داخل الطبقة السياسية.

وضمن سياق متصل، أكد ريال مدريد أنه «يدين بشدة أي نوع من السلوك العنصري أو المعادي للأجانب أو العنيف»، وأشار إلى أنه «فتح تحقيقا لتحديد مكان مرتكبي هذه الإساءات المؤسفة والحقيرة وتحديد هوياتهم، من أجل اتخاذ الإجراءات التأديبية والقانونية المناسبة».

من ناحيته، ندد الاتحاد الإسباني لكرة القدم بسلوك المشجعين المعنيين وأكد «العمل من أجل عدم التسامح مطلقا بشأن هذه الآفة الاجتماعية، ووضع حد للعنف والإهانات في المواقع والأحداث الرياضية».