إقالة بوكيتينو تظهر حالة الفوضى التي يدار بها تشيلسي في عهد ملاكه الجدد

تغيير 4 مدربين في عامين يثير قلق رموز النادي على استقرار الفريق ومساعيه للعودة للمنافسة على الألقاب

مشروع بوكيتينو لتجديد فريق تشيلسي توقف بعد موسم واحد (رويترز)
مشروع بوكيتينو لتجديد فريق تشيلسي توقف بعد موسم واحد (رويترز)
TT

إقالة بوكيتينو تظهر حالة الفوضى التي يدار بها تشيلسي في عهد ملاكه الجدد

مشروع بوكيتينو لتجديد فريق تشيلسي توقف بعد موسم واحد (رويترز)
مشروع بوكيتينو لتجديد فريق تشيلسي توقف بعد موسم واحد (رويترز)

الملاك الجدد بقيادة بوهلي يرون أن النتائج لا تتناسب مع حجم الأموال التي صرفت على الصفقات الجديدة عندما يبدأ مسؤولو تشيلسي هذا الأسبوع تقييم ما قدمه الفريق هذا الموسم، سيكون من السخافة أن يقنعوا أنفسهم بأن قرار إقالة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، والبحث عن مدير فني يبدأ من جديد، كان صائباً.

لقد أعلن تشيلسي الانفصال عن بوكيتينو بعد موسم واحد فقط في قيادة الفريق ليكون هو المدرب الرابع للفريق اللندني، بعد الألماني توماس توخيل وغراهام بوتر، وفرانك لامبارد، منذ انتقال ملكية النادي عام 2022 إلى مجموعة «كليرليك كابيتال» الأميركية برئاسة تود بوهلي، بعد تنحٍ إجباري للمالك الروسي السابق رومان إبراموفيتش لأسباب تتعلق بحرب أوكرانيا، وارتباط اسمه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ورغم تصريحات الدعم الكثيرة التي كانت تخرج من بوهلي لبوكيتينو خلال الموسم المتقلب لتشيلسي، فإن الحقيقة كشفت وجود خلافات حادة بين المدير الفني والإدارة الغير راضية عن نتائج الفريق الذي عقد صفقات كلفت الخزينة نحو 400 مليون جنيه إسترليني، رغم الصحوة الأخيرة وتحقيق خمسة انتصارات متتالية رفعتهم إلى المركز السادس ليضمن مكاناً في مسابقة أوروبية.

لقد نصح لورنس ستيوارت وبول وينستانلي المديران الرياضيان لتشيلسي رئيس النادي بضرورة التخلي عن بوكيتينو، ولم يتردد بوهلي في اتخاذ قرار الإقالة بعد يومين فقط من نهاية الدوري، وهو ما يؤكد بأن النية كانت منعقدة لفسخ التعاقد على عكس التصريحات التي كانت تخرج أسبوعياً من المسؤولين لدعم المدير الفني.

بوكيتينو وصل تشيلسي على أمل تجديد الفريق لكن لم يستمر سوى موسم واحد (ا ف ب)

الصدام الذي لم يتم الإفصاح عنه يعود لأن بوكيتينو يريد أن يكون له دور أكبر فيما يتعلق بالتعاقدات، وأيضاً بخطط التخلي عن بعض عناصر الفريق، وهو الأمر الذي يراه المسؤولون من اختصاص إدارة الكرة ولجنة التعاقدات فقط.

لقد جاء خبر إقالة بوكيتينو صادماً على لاعبي تشيلسي الحاليين ورموز النادي السابقين، ويرون أن هذا القرار لن يمنح النادي الاستقرار، بل سينسف مساعيه للعودة للمنافسة على الألقاب قريباً. ويتوقع أن يثير ذلك غضب الجماهير التي ما زالت تترحم على إرث أبراموفيتش، حيث لا يزال هناك فصيل يرى أن رجل الأعمال الروسي كان يدير النادي بشكل ناجح، لدرجة أنه كان يدعم تنقلات المشجعين لمؤازرة الفريق في المباريات التي يخوضها خارج ملعبه على عكس المُلاك الجدد.

وانضم بوكيتينو إلى تشيلسي قبل موسم 2023 - 2024 بعد أن احتل النادي المركز 12 في الموسم السابق.

وكانت الأشهر الأولى من ولاية المدرب الأرجنتيني بعيدة كل البعد عن الإقناع، إذ استغرق الفريق وقتاً طويلاً للتأقلم على أسلوبه، لكن سلسلة الانتصارات الأخيرة أكدت أنه بدأ يضع يديه على مفاتيح تصحيح الأوضاع في النادي.

وانتقد لاعب تشيلسي السابق كريج بيرلي قرار إقالة بوكيتينو ووصفه بأنه يفتقر للرؤية، وقال: «الأمر كله هو تعبير عن الفوضى التي تدار بها الأمور في تشيلسي، ارتكب بوكيتينو بعض الأخطاء في البداية، لكن الفريق أنهى الموسم بقوة»... وأضاف: «النادي يفتقر إلى الرؤية. إنهم يتعثرون من مدرب إلى آخر... لا يوجد الكثير من المدربين الجيدين في الوقت الحالي».

وقال جوس بويت لاعب وسط تشيلسي السابق: «قرار رحيل بوكيتينو يصعب فهمه وقبوله. كل شخص قريب من تشيلسي كان يتوقع صيفاً رائعاً والتحضير لأمور جيدة العام المقبل. لكننا لا نعرف ما يدور بداخل النادي. لقد صدمت، ولم أصدق ذلك».

وقال فرانك لوبوف مدافع تشيلسي ومنتخب فرنسا السابق: «رحيل بوكيتينو سيدخل مستقبل النادي في حالة من عدم اليقين. إنه أمر مؤسف، لأن الفريق كان استثنائياً في المباريات القليلة الماضية، لكننا الآن لا نعرف ما سنواجهه الموسم المقبل». وأضاف: «لا نعرف إلى أين سنذهب مع كل هؤلاء اللاعبين الشبان. لدي شكوك في أن الوضع سيكون أفضل مما كان عليه هذا الموسم».

ووجه كول بالمر هداف الفريق الحالي، الذي تطور كثيراً تحت قيادة بوكتينيو تشيلسي، ليتم اختياره أفضل لاعب شاب في الدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم، الشكر إلى مدربه قائلاً: «شكراً لك على كل ما فعلته من أجلي وتحقيق أحلامي. أتمنى لك كل التوفيق».

لقد ترك بوكيتينو تشيلسي في وقت كان ينظر إليه على أنه بداية الأمل في مشروع التجديد والإصلاح، وعادت الأسئلة لتطرح نفسها... لماذا يفكر النادي في التغيير الآن؟ ولماذا يبدأ من جديد في الوقت الذي يريد فيه اللاعبون بقاء المدير الفني؟ ولماذا لم يدرك المسؤولون أن بوكيتينو، واجه صعوبات كبيرة بسبب غياب عدد كبير من اللاعبين الأساسيين لفترات طويلة بسبب الإصابة؟ المقربون من داخل أروقة تشيلسي يشيرون بأن خطط الإطاحة بالمدرب الأرجنتيني كان تعد منذ أسابيع، رغم قلة الخيارات البديلة على أرض الواقع.

بوهلي رئيس تشيلسي (رويترز)CUT OUT

وأن بعض الشخصيات في تشيلسي، الذي أنفق أكثر من مليار جنيه إسترليني على تدعيم صفوف الفريق تحت ملكية مجموعة «كليرليك كابيتال» وبوهلي، طالبت بالفعل بإقالة بوكيتينو بعد الخسارة المذلة أمام آرسنال بخماسية نظيفة في أبريل (نيسان) الماضي.

ورغم إعلان بوهلي قبل نهاية الموسم بأنه يدعم بوكيتينو لإكمال مشروع في بناء فريق جديد لتشيلسي، فإنه خضع في النهاية لضغوط مجموعة «كليرليك كابيتال» المساهمة التي يديرها بغداد إقبالي وخوسيه إي فيليسيانو. وكان إقبالي لديه بعض التحفظات بشأن بوكيتينو منذ البداية، ويتردد على أنه كان دائم الدخول لغرفة تبديل ملابس اللاعبين رغم معارضة المدرب، وهو الذي صرح علناً بضرورة تغيير الجهاز الفني في أعقاب الخسارة أمام آرسنال.

ففي الوقت الذي كان يتحدث فيه بوهلي عن أهمية الصبر على الفريق، وضح أن نفوذ إقبالي هو المسيطر! ويطرح التساؤل عمن الذي يحدد ثقافة تشيلسي؟ وهل هناك إجماع بشأن الرؤية طويلة المدى؟

لقد ظن بوكيتينو أن رسالته إلى المسؤولين قد وصلت بعد الانتصارات الأخيرة والارتقاء للمركز السادس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يؤكد التطور في أداء الفريق بشكل ملحوظ. لكن يبدو أن قرار المسؤولين قد اتخذ مسبقاً لدرجة أن بعض مُلاك النادي وصلوا الأسبوع الماضي من الولايات المتحدة إلى إنجلترا، وتوجهوا لمتابعة فريق سيدات تشيلسي الساعي للفوز بلقب الدوري على ملعب «أولد ترافورد»، وتجاهلوا المواجهة الختامية لفريق الرجال أمام بورنموث، وقاموا بوضع قائمة بالبدائل المحتملة.

ووفقاً لتقارير وسائل إعلام بريطانية، فإن كيران ماكينا مدرب إبسويتش تاون وروبن أموريم مدرب سبورتنغ لشبونة وروبرتو دي زيربي مدرب برايتون السابق ضمن أبرز المرشحين لخلافة بوكيتينو.


مقالات ذات صلة

هانسن أسطورة ليفربول وأسكوتلندا يتماثل للشفاء

رياضة عالمية آلان هانسن مدافع ليفربول وأسكوتلندا السابق (الشرق الأوسط)

هانسن أسطورة ليفربول وأسكوتلندا يتماثل للشفاء

قالت عائلة آلان هانسن مدافع ليفربول وأسكوتلندا السابق الأحد عبر موقع الفريق المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز على الإنترنت إنه خرج من المستشفى لمواصلة تعافيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية دوبين خلال توقيع العقد مع أستون فيلا (نادي أستون فيلا)

أستون فيلا يعلن تعاقده مع المهاجم الشاب دوبين

أعلن نادي أستون فيلا تعاقده مع لويس دوبين لاعب إيفرتون دون الكشف عن قيمة التعاقد

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية الدوري الإنجليزي سينطلق 16 أغسطس المقبل (البريميرليغ)

«البريميرليغ»: السيتي يُطلق حملة الدفاع عن اللقب بمواجهة تشيلسي

يستهلّ مانشستر سيتي حامل اللقب في 4 مواسم متتالية برقمٍ قياسي، الدوري الإنجليزي لكرة القدم لموسم 2024 - 2025 بمواجهة تشيلسي خارج أرضه في المرحلة الأولى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ماتيا ساركيتش (أ.ف.ب)

وفاة ساركيتش حارس مرمى ميلوول الإنجليزي عن 26 عاماً

أكد نادي ميلوول المنافس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي لكرة القدم وفاة حارس مرماه ومرمى الجبل الأسود ماتيا ساركيتش اليوم السبت عن 26 عاما.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الدنماركي هيولماند يتحدث إلى اللاعبين كير وهويلوند خلال جلسة تدريبية في فرويدنشتات (أ.ب)

فيهورست: إريكسن وهويلوند سيتألقان في «اليورو» رغم عثرات يونايتد

قال مورتن فيهورست مساعد مدرب منتخب الدنمارك الأول إن الثنائي كريستيان إريكسن وراسموس هويلوند سيظهران فائدة اللعب سويا في مانشستر يونايتد خلال اللعب في «اليورو».

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت)

بيرهالتر: الولايات المتحدة وضعها جيد في كوبا أميركا

غريغ بيرهالتر (أ.ف.ب)
غريغ بيرهالتر (أ.ف.ب)
TT

بيرهالتر: الولايات المتحدة وضعها جيد في كوبا أميركا

غريغ بيرهالتر (أ.ف.ب)
غريغ بيرهالتر (أ.ف.ب)

أعرب غريغ بيرهالتر، المدير الفني لمنتخب الولايات المتحدة، عن سعادته، بفوز فريقه على نظيره البوليفي في بطولة كأس أميركا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أميركا) 2024.

وفاز المنتخب الأميركي 2-صفر على بوليفيا، فجر الاثنين في مستهل لقاءات المنتخبين بالمجموعة الثالثة من مرحلة المجموعات للبطولة، التي تضم أيضاً منتخبي أوروغواي وبنما.

وقال بيرهالتر عقب المباراة في تصريحات صحافية: «إنني مسرور بأداء اللاعبين، لقد خاض الكثير منهم أول مباراة لهم في كوبا أميركا، وحققوا أول فوز في البطولة، نحن في وضع جيد».

من جانبه، صرح أنطوني روبنسون، لاعب منتخب الولايات المتحدة: «إنها بداية هائلة بالنسبة لنا. إنها بمثابة مرحلة بناء الثقة».

وأشار روبنسون: «كان بإمكاننا تعزيز تقدمنا وتسجيل هدفين أو 3 أهداف أخرى في ظل الفرص السهلة التي سنحت لنا».

وتلعب الولايات المتحدة مع بنما في الجولة المقبلة بالمجموعة في أتلانتا، قبل أن تختتم مشوارها في مرحلة المجموعات بمواجهة منتخب أوروغواي في الأول من يوليو (تموز) المقبل بمدينة كانساس سيتي في ولاية ميسوري.