آرسنال يعود من «أولد ترافورد» بانتصار ثمين والصدارة ويحافظ على آماله في التتويج

أستون فيلا في مواجهة صعبة أمام ليفربول لتعويض خيبته الأوروبية وتأمين مكان بالمربع الذهبي

تروسار (رقم 19) يسجل هدف فوز أرسنال في شباك مانشستر يونايتد (رويترز)
تروسار (رقم 19) يسجل هدف فوز أرسنال في شباك مانشستر يونايتد (رويترز)
TT

آرسنال يعود من «أولد ترافورد» بانتصار ثمين والصدارة ويحافظ على آماله في التتويج

تروسار (رقم 19) يسجل هدف فوز أرسنال في شباك مانشستر يونايتد (رويترز)
تروسار (رقم 19) يسجل هدف فوز أرسنال في شباك مانشستر يونايتد (رويترز)

نجا آرسنال من مصيدة مانشستر يونايتد وخرج فائزاً 1 - صفر في أولد ترافورد ليتصدر الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، ويفرض الضغط على مانشستر سيتي ضمن المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة التي تختتم اليوم بلقاء ساخن بين ليفربول وأستون فيلا.

وبفوزه على ملعب «أولد ترافورد» بهدف البلجيكي لياندرو تروسار، رفع فريق المدرب الإسباني ميكل أرتيتا رصيده إلى 86 نقطة، بفارق نقطة عن سيتي الذي تراجع إلى المركز الثاني مؤقتاً قبل مواجهته مع توتنهام الثلاثاء في مباراة مؤجلة من المرحلة الرابعة والثلاثين.

وسينتظر آرسنال، الحالم بلقبه الأوّل منذ 2004، هدية من جاره اللندني حتّى تبقى حظوظه قوية قبل المباراة الأخيرة التي يستضيف فيها إيفرتون، فيما يلعب سيتي مع وست هام.

بدأ الهولندي إريك تن هاغ، مدرب يونايتد، المباراة بغياب العديد من لاعبيه الأساسيين أبرزهم القائد البرتغالي برونو فيرنانديز أحد أبرز لاعبيه بداعي الإصابة، فيما لعب العاجي أماد ديالو أساسياً للمرة الأولى في الدوري منذ مايو (أيار) 2021 في ظل غيابه عن العديد من المباريات بداعي إصابات.

كلوب مدرب ليفربول يطالب الجماهير بدعم نونيز المحبط (ا ب ا)

وسجل البلجيكي لياندرو تروسار هدف آرسنال والمباراة الوحيد بعد مرور عشرين دقيقة من البداية، عندما تسلم كرة من الألماني المتألّق كاي هافيرتز غير المتسلل بفعل عودة بطيئة من البرازيلي كاسيميرو الذي اضطر للعب في قلب الدفاع في ظل إصابة ثلاثي دفاع يونايتد، لعبها إلى داخل المنطقة ووضعها زميله بسهولة في الشباك. وبات هافيرتز ثاني أكثر اللاعبين مساهمة بتسجيل الأهداف في الدوري هذا الموسم (سجّل 8 وصنع 6 بمجموع 14 هدفاً) وبفارق خمسة أهداف عن كول بالمر مهاجم تشيلسي.

ودخل أرتيتا المباراة بالتشكيلة ذاتها للمباراة الرابعة على التوالي رغم شكوك بخصوص جاهزية بوكايو ساكا الذي خرج مصاباً قبل نحو 10 دقائق من نهاية الوقت الأصلي بعد كرة مشتركة.

ولم تكن بداية آرسنال مثالية، حيث افتقر للدقة في التمرير وكاد الدنماركي راسموس هويلوند مهاجم يونايتد أن يتقدم لفريقه بعد نحو 5 دقائق عندما تلقى تمريرة أمامية فوجد نفسه أمام المرمى مستغلاً ارتباكاً دفاعياً، لكنه سدد الكرة عالياً بشكل غريب.

لكن آرسنال حقق هدفه وهز شباك أندريه أونانا حارس يونايتد ثم حافظ على الهدف حتى النهاية، كما نجح حارس يونايتد في إبعاد أكثر من محاولة أخطرها تسديدة قوية من البديل البرازيلي غابرييل مارتينيلي.

وواصل يونايتد نتائجه المخيبة في المراحل الأخيرة حيث خسر للمرة الثانية على التوالي، ولم ينتصر إلا مرة وحيدة في آخر 8 جولات بالدوري، لتزداد الضغوط على المدرب الهولندي إريك تن هاغ الذي قد يفقد منصبه بنهاية الموسم الجاري.

وتجمد رصيد يونايتد عند 54 نقطة من 36 مباراة، ويحتل المركز الثامن، بفارق ثلاث نقاط خلف نيوكاسل وتشيلسي، ولن يكون بوسعه إنهاء الموسم في مركز أفضل من السادس.

ويلتقي اليوم ليفربول ثالث الترتيب مع أستون فيلا الرابع في لقاء ساخن. وتبخرت آمال ليفربول في الفوز بالدوري بعد سلسلة من النتائج السيئة الشهر الماضي، وخرج حسابياً من سباق اللقب بعد فوز مانشستر سيتي حامل اللقب والمتصدر على فولهام 4 - صفر السبت، حيث بات الفارق بينهما 7 نقاط قبل آخر مباراتين لكل فريق.

واعترف الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول بأن فريقه خرج من سباق اللقب منذ الخسارة أمام إيفرتون ثم التعادل مع وست هام قبل نهاية الشهر الماضي، وبات الهدف يتمثل في الوصول إلى 80 نقطة وإنهاء الموسم بقوة في المركز الثالث.

ويشعر كلوب بأحاسيس مختلطة في زيارته الأخيرة لملعب أستون فيلا، وهو الذي كان شاهداً على فوز حاسم لليفربول 2 - 1 في مشوار تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 بهدفين سجلهما أندرو روبرتسون وساديو ماني في الدقائق الأخيرة، لكن في الموسم التالي عاد ليفربول إلى الملعب نفسه بوصفه حاملاً للقب ليتلقى خسارة ثقيلة بنتيجة 2 - 7.

وسئل كلوب عن ذكرياته في ملعب أستون فيلا، ليجيب: «أنتم تتحدثون عن الفوز 2 – 1، كانت مباراة خاصة وحققنا الانتصار، ولكن عشنا لحظات أخرى مختلفة في فيلا بارك».

وأكد مدرب ليفربول أن فريقه تنتظره مواجهة صعبة اليوم: «ستكون آخر مباراة لأستون فيلا على ملعبه، ويريدون تتويج موسمه المميز بأداء رائع. لقد شاركوا في بطولة دوري المؤتمر هذا الموسم، وبإمكانهم التأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل، ومدربهم أوناي إيمري يقوم بعمل رائع، فهو من أفضل المدربين، وأينما ذهب حقق النجاح».

ولا يتوقع كلوب، الذي سيرحل عن ملعب أنفيلد بنهاية الموسم من فريقه، التعثر مرة أخرى هذا الموسم، وقال: «سنلعب دون ضغوط، كان يمكننا جميعاً قراءة الجدول ورؤية الوضع. لم نكن نتوقع أن يخسر سيتي ثلاث مباريات، أو يخسر آرسنال مباراتين، الآن علينا أن نقوم بما يمكن أن نفعله وإنهاء المسابقة بأقوى شكل، لدينا فرصة لتجاوز 80 نقطة مرة أخرى، مثل كل شيء تقريباً في الحياة، لا ينبغي أبداً اعتبار مثل هذه الأشياء أمراً مسلماً به».

وطالب كلوب من جماهير ليفربول دعم مهاجمه الأوروغوياني داروين نونيز، بعد الانتقادات الكثيرة التي تعرض لها مؤخراً وجعلت اللاعب يحذف جميع صوره مع ليفربول من حسابه الرسمي على منصة «إنستغرام». وزادت التكهنات بشأن مستقبل المهاجم البالغ من العمر 24 عاماً، بعد موسمين متباينين مع ليفربول منذ انضمامه إليه قادماً من بنفيكا البرتغالي.

لكن كلوب أبدى ثقته في أن المهاجم الذي سجل 33 هدفاً في 94 مباراة، لم يظهر كامل إمكانياته مع الفريق حتى الآن، وأوضح: «إنه غير محظوظ، دعوني أقول ذلك، يهدر الفرص لكنه يجاهد ويحاول، هذا صعب على لاعب شاب، لديه توقعات كبيرة بشأن ما يمكنه فعله، لا يوجد بديل سوى المضي قدماً وهو ما يفعله الآن». وأضاف: «نحاول مساعدته بكل ما نستطيع، لكن يجب عليك الخروج من ذلك، الجميع عليه أن يفعل ذلك، هذا جزء من مسيرة لاعب كرة القدم».

في المقابل، طالب الإسباني أوناي إيمري، مدرب فريق أستون فيلا، لاعبيه بضرورة حسم مكان بالمربع الذهبي وضمان التأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل لتعويض إخفاق الخروج من نصف نهائي كأس المؤتمر «كونفرنس ليغ» على يد أولمبياكوس اليوناني الخميس.

كان أستون فيلا يتطلع للصعود لأول نهائي أوروبي منذ عام 1982، لكن أحلامه تبددت عقب خسارته القاسية ذهاباً وإياباً 6 - 2 أمام أولمبياكوس في مجموع المباراتين. وسافر لاعبو أستون فيلا للعاصمة اليونانية أثينا، من أجل تعويض الهزيمة على ملعبه (فيلا بارك) 4 - 2، لكنهم تلقوا خسارة أخرى صفر – 2، الخميس، بالإياب.

ويرى إيمري أن فريقه أضاع فرصة التتويج باللقب الأوروبي رغم أنه كان المرشح الأوفر حظاً، وطالب لاعبيه بردة فعل قوية أمام ليفربول لتأمين مركز بالمربع الذهبي يؤهله لدوري الأبطال. وقال إيمري، الذي ضمن فريقه بالفعل اللعب في بطولة الدوري الأوروبي على الأقل الموسم المقبل: «إنها عملية سهلة، لقد وصلنا للدور قبل النهائي في إحدى البطولات القارية للمرة الأولى منذ زمن بعيد، يتعين علينا أن نتقبل أن هذا ليس كافياً بالنسبة لنا، لكنها عملية. الهدف الأول في بداية الموسم كان محاولة التنافس على حجز مقعد أوروبي مجدداً، من خلال مركز متقدم بالدوري الإنجليزي الممتاز».

وتابع: «ضمنا اللعب في الدوري الأوروبي الموسم المقبل، نحن نتحسن ولدينا الفرصة للحصول على المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا، وهو حافز رائع لنا. ينبغي علينا أن نشعر بخيبة الأمل والإحباط قليلاً من خروجنا الأوروبي، لكن يجب أن نتعافى سريعاً من تلك الكبوة. يتعين علينا أن نحاول إنهاء الموسم بشكل رائع».

إلى ذلك، يأمل تشيلسي الذي حقق انتفاضة بالأسابيع الأخيرة في إنهاء الموسم بين الخمسة الأوائل. وقال ريس جيمس، مدافع تشيلسي وقائده، بعد الفوز 3 - 2 على نوتنغهام فورست السبت: «نتطلع لإنهاء الموسم بصورة قوية وتقديم أداء أكثر تألقاً. فريق بهذا الحجم لا بد أن يكون بين الخمسة الأوائل على الأقل».

ونجح تشيلسي اللندني في قلب تأخره إلى انتصار على فورست بفضل هدف التعادل الذي أحرزه رحيم سترلينغ في الدقيقة 80، وهدف الفوز الذي حمل توقيع نيكولاس جاكسون بعد ذلك بدقيقتين.

وأسهم جيمس، الذي خاض أول مباراة بعد غياب استمر لخمسة أشهر بسبب خضوعه لعملية جراحية في الفخذ، في تهيئة هدف الفوز لجاكسون.

وخلال الموسم الحالي تعثر تشيلسي الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين وتراجع إلى مركز في منتصف القائمة نتيجة الإصابات وعدم استقرار أداء التشكيلة التي يغلب عليها الطابع الشبابي، لكن فريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو أظهر قدراته بأداء أفضل في الأسابيع الأخيرة، وبات ينافس على مركز متقدم في القائمة.

وأضاف جميس: «نقدم أداء جيداً ونحافظ على استقرار مستوى أدائنا منذ مدة طويلة. الفريق لا يزال شاباً ولم يحصل على الكثير من الراحة خلال الموسم. لكننا بصفة عامة حققنا تحسناً وأصبحنا أقوياء مع اقتراب الموسم من نهايته، نأمل إحراز مركز مؤهل لبطولة أوروبية».

وفي آخر جولتين من الموسم سيحل تشيلسي ضيفاً على برايتون الأربعاء ثم يستضيف بورنموث الأحد.


مقالات ذات صلة

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بن وايت (يمين) سيغيب أشهراً عن آرسنال بداعي الإصابة (رويترز)

وايت يبتعد لأشهر عن آرسنال بعد جراحة في الركبة

يواجه مدافع آرسنال رابع الدوري الإنجليزي لكرة القدم بن وايت خطر الغياب أشهراً عدّة بعد خضوعه لجراحة في الركبة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تظهر لافتة في مبنى مكاتب شركة «إنفيديا» في سانتا كلارا - كاليفورنيا (أ.ب)

نتائج «إنفيديا» المنتظرة... هل تواصل الهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي؟

تستعد شركة «إنفيديا»، العملاق الأميركي في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتصنيع رقائق الكمبيوتر، للإفصاح عن نتائجها المالية للربع الثالث، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
رياضة عالمية إيثان نوانيري أحد أبناء أكاديمية آرسنال الذين يشاركون الآن مع الفريق الأول (أ.ف.ب)

إيثان نوانيري... متى تقدم الأندية الكبرى مواهبها؟

إن ترقية لاعبي الأكاديميات إلى الفريق الأول للنادي يمكن تبسيطها بسهولة إلى حكم على الموهبة.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية فريق آرسنال للسيدات يخوض مباراة دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ خارج ملعب الإمارات (رويترز)

نقل مباراة فريق آرسنال للسيدات ضد بايرن ميونيخ إلى ميدو بارك

تم نقل مباراة فريق آرسنال للسيدات في دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ إلى ميدو بارك، لتجنب الصدام مع فريق الرجال في استاد الإمارات.

The Athletic (لندن)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».