لماذا يريد مشجعو وستهام مديراً فنياً غير ديفيد مويز؟

النادي فتح مفاوضات مع الإسباني لوبيتيغي... لكن هل يمكن لأي مدرب آخر أن يفعل ما هو أفضل؟

فريمبونغ (بالقميص الأبيض) يسجل هدف التعادل لليفركوزن في مرمى وستهام ليضمن لفريقه التأهل لنصف نهائي «يوروبا ليغ» (رويترز)
فريمبونغ (بالقميص الأبيض) يسجل هدف التعادل لليفركوزن في مرمى وستهام ليضمن لفريقه التأهل لنصف نهائي «يوروبا ليغ» (رويترز)
TT

لماذا يريد مشجعو وستهام مديراً فنياً غير ديفيد مويز؟

فريمبونغ (بالقميص الأبيض) يسجل هدف التعادل لليفركوزن في مرمى وستهام ليضمن لفريقه التأهل لنصف نهائي «يوروبا ليغ» (رويترز)
فريمبونغ (بالقميص الأبيض) يسجل هدف التعادل لليفركوزن في مرمى وستهام ليضمن لفريقه التأهل لنصف نهائي «يوروبا ليغ» (رويترز)

في يوم من الأيام، ربما يتوفر مكان خارج ملعب استاد لندن لنصب تمثال للمدير الفني الأسكوتلندي ديفيد مويز، الذي قاد وستهام للفوز بلقب دوري المؤتمر الأوروبي وقام بعمل رائع منذ قدومه وبات يجب الإشادة به كونه واحداً من أعظم الشخصيات في تاريخ النادي، رغم خروجه من منافسات الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» أمام باير ليفركوزن بطل ألمانيا (خسر ذهاباً 2-صفر وتعادل 1-1 إياباً). وبدا مويز محبطاً بعد تعقد آمال فريقه في التأهل للمسابقات الأوروبية في الموسم المقبل بعد الخسارة الثقيلة أمام كريستال بالاس بنتيجة 2 - 5 في الدوري الإنجليزي لكرة القدم. وقال مويز عقب اللقاء: «مستوانا في الشوط الأول كان سيئاً، لا أعتقد أن الفريق وصل أداؤه للحضيض بهذه الطريقة خلال السنوات الثلاث التي أمضيتها هنا».

الخروج من يوروبا ليغ زاد من الضغوط على مويز، وهو أمر يثير الاستغراب، إذا ما قورن وستهام تحت ولاية مويز، وكيف كان قبل ذلك. يجب أن يكون هناك شعور دائم بالامتنان تجاه مويز على كل ما حققه خلال ولايته الثانية في نادي شرق لندن. لا ينبغي لأحد أن ينسى أن وستهام كان يواجه شبح الهبوط عندما عاد مويز لتولي القيادة الفنية للفريق في ديسمبر (كانون الأول) 2019. ومنذ ذلك الحين، شارك النادي في بطولات أوروبية لثلاث سنوات متتالية، وفاز ببطولة لأول مرة منذ عام 1980، وينافس بانتظام في النصف العلوي من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي الأمور التي تجعل المدير الفني الأسكوتلندي قادراً على الرد بكل قوة على منتقديه عندما يتراجع مستوى الفريق في أي وقت.

لكن يتردد الأن أن وستهام فتح مفاوضات مع الإسباني يوليان لوبيتيغي مدرب ولفرهامبتون وريال مدريد وإشبيلية وإسبانيا السابق من أجل خلافة مويز.

ولوبيتيغي، الذي لا يرتبط بأي نادي حاليا كان على رادار وستهام منذ عدة أشهر لكن المدرب الإسباني البالغ من العمر 57 عامًا يملك خيارات أخرى حيث انه مرشح لقيادة ميلان الايطالي بدلا من ستيفانو بيولي الذي بات قريبا من الرحيل نهاية الموسم.

مسيرة مويز مع توتنهام اقتربت من النهاية رغم ما قدمه للفريق (رويترز)cut out

وبالتالي، فإن السؤال الذي يُطرح الآن هو... من يستطيع أن يفعل ما هو أفضل مما يقدمه مويز مع وستهام؟ لم يتأهل النادي مطلقاً لدوري أبطال أوروبا ويتنافس مع بعض من أغنى الأندية في العالم. وحتى إذا فشل وستهام في التأهل للبطولات الأوروبية تحت قيادة مويز، فربما يرجع السبب في ذلك إلى القيود المالية التي تحاصر النادي، لا سيما في بيئة تهيمن عليها قواعد الربح والاستدامة. وفي هذا السياق، من العدل التساؤل عما إذا كان أي مدير فني آخر سيكون قادراً على الوصول بالنادي إلى آفاق أعلى رغم أن المنافسة على المقاعد الأوروبية تكون أمام نيوكاسل المملوك للسعودية، ومانشستر يونايتد، وتشيلسي الذي يملكه تود بوهلي، الذي أنفق مليار جنيه إسترليني لتدعيم صفوف الفريق!

إذن، يجب وضع الأمور في إطارها الصحيح. ورغم خسارة وستهام أمام باير ليفركوزن في ألمانيا في مباراة الذهاب للدور ربع النهائي للدوري الأوروبي بهدفين دون رد، فإن الفريق ظهر بشكل جيد في مباراة العودة ولعب بطريقة جريئة وركض اللاعبون بكل قوة وأظهروا الحماس المطلوب وهاجموا بشكل جيد، ولم يلعبوا - كما يزعم البعض - وكأن يدربهم مدير فني سلبي يعود لعصر الديناصورات! لكن بالنسبة للكثيرين، كان مصدر الإحباط الرئيسي هو أن وستهام لم يقدم دائماً كرة قدم هجومية وممتعة. أما النقاد الذين يدافعون عن مويز، فإنهم يشيرون إلى أن المدير الفني الأسكوتلندي قاد وستهام للفوز ببطولة أوروبية، ويطلبون من المشجعين أن يكونوا حذرين فيما يرغبون فيه.

فما الذي يريده هؤلاء المشجعون بالضبط؟ حسناً، يحق للأشخاص الذين يدفعون الكثير من الأموال لمشاهدة المباريات من المدرجات أن يحلموا بفريق لا تصل نسبة استحواذه على الكرة في المباريات إلى ما يتراوح بين 20 و30 في المائة. يمتلك وستهام لاعبين من أمثال لوكاس باكيتا وبوين ومحمد قدوس، الذين يمكنهم أن يشكلوا خطورة كبيرة على الفرق المنافسة في الهجمات المرتدة، ومن الممتع دائماً مشاهدتهم وهم يخنقون الفرق الكبيرة، لكن في المقابل يكون من الممل للغاية مشاهدة وستهام وهو يتكتل في الخلف بينما يقوم المنافس بتمرير الكرة إلى ما لا نهاية من جانب إلى آخر، قبل أن ينتهي الأمر بتسجيل هدف قاتل في الدقائق الأخيرة.

لا توجد مشكلة في ذلك عندما تسير الأمور على ما يرام. ومع ذلك، فإن هذا النهج يعتمد بشكل كبير على النتائج، ولم يكن وستهام يحقق نتائج إيجابية في كثير من الأوقات. لقد عانى الفريق بشكل واضح فيما يتعلق باستقبال أهداف بعد وقت قصير من بداية الشوط الثاني هذا الموسم، ولم يفز الفريق سوى أربع مرات فقط في جميع المسابقات في عام 2024. ورغم أن الفريق يلعب بتكتل دفاعي كبير، فإن الأمر يبدو وكأنه قد نسى كيف يدافع، وحقق رقماً قياسياً سلبياً بعدما حافظ على نظافة شباكه مرة واحدة فقط في الدوري منذ الفوز على آرسنال بهدفين دون رد في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

لكن ربما يمكن تفسير تراجع قوة الفريق خلال الشوط الثاني من خلال عدم امتلاك وستهام لقائمة قوية من اللاعبين الذين يمكن الاستعانة بهم بدلاء وقت الحاجة. ومن المؤكد أن تراجع مستوى الفريق بهذا الشكل لم يكن مفاجأة بالنسبة لأي شخص تابع من كثب ما قام به النادي في فترة الانتقالات الشتوية الماضية. لقد كان الفريق يمتلك خيارات محدودة بالفعل، لكنه تخلى عن سعيد بن رحمة وبابلو فورنالس وتيلو كيرير. وكان مويز بحاجة حقاً إلى التعاقد مع كالفين فيليبس على سبيل الإعارة، لكن لاعب خط الوسط الإنجليزي قدم مستويات كارثية رغم الأموال الضخمة التي دفعها للتعاقد معه. وبالتالي، بدأ مويز يعتمد على بن جونسون، الذي يلعب في الأساس ظهيراً، في خط وسط. وفكر مسؤولو وستهام في تدعيم خط هجوم الفريق، بما في ذلك إمكانية التعاقد مع ويلفريد زاها من غلاطة سراي على سبيل الإعارة، لكن من المفهوم تماماً أن مويز لم يشعر أن أي تعاقدات محتملة من شأنها أن ترفع مستوى الفريق.

هناك خلل وظيفي واضح وبشكل مستمر في وستهام. لقد تعاقد النادي مع مدير تقني، وهو تيم ستيدن، خلال الصيف الماضي، لكن النادي لديه مدير فني يريد أن يكون له رأي قوي في أي صفقة يبرمها النادي. وتشير تقارير إلى أن العلاقة بين مويز وستيدن كانت متوترة خلال الصيف الماضي. ويبدو الأمر كما لو أنه يتعين على وستهام الاختيار بين نموذجين فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة: المدير الفني أو المدير التقني.

لكن النقطة التي لا تصب في مصلحة مويز تتمثل في أن بعض اللاعبين الذين اختارهم بنفسه لم يقدموا الأداء المتوقع منهم. وبالتالي، هناك مبررات تجعل ديفيد سوليفان، المالك المشارك والشخصية الأكثر تأثيراً في النادي، يمنح القرار الأخير في التعاقدات لستيدن ويطالبه بأن يبحث عن مدير فني جديد ويعيد بناء الفريق الذي ارتفع معدل أعمار العديد من لاعبيه. بالنظر إلى قائمة المباريات المتبقية لوست هام، ربما يكون من الصعب على الفريق تحقيق نتائج جيدة خاصة وأن علامات التعب والإرهاق بدأت تظهر على التشكيلة. وسوف ينظر الجمهور إلى شهر يناير (كانون الثاني) الماضي وكأنه فرصة ضائعة، ومن حق هذا الجمهور تماماً أن يشعر بالانزعاج من إهدار النقاط السهلة في الدوري أمام بيرنلي وشيفيلد يونايتد وإيفرتون، ناهيك عن إهدار التقدم أمام أستون فيلا ونيوكاسل بعد قيام مويز بتبديلات دفاعية حذرة.

لكن هل كان بإمكان أي مدير فني آخر يعتمد على الاستحواذ على الكرة أن يحقق نتائج أفضل مما حققها مويز؟ في الحقيقة، يتعين على جمهور وستهام أن يتحلى بالحذر بشأن ما يريده. لا يعني هذا بالضرورة أن وستهام سيعاني بمجرد رحيل مويز. لكن إذا عانى الفريق، فسيكون السبب الرئيسي في ذلك هو الخيارات السيئة. ومع ذلك، لا يعني هذا أيضاً أنه يتعين على الفريق اللعب بطريقة حذرة، فمن حق الجماهير أن ترغب دائماً في الأفضل!

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

الإصابة تبعد أليسون عن ليفربول 6 أسابيع

رياضة عالمية أليسون بيكر لحظة خروجه من مواجهة كريستال بالاس (أ.ف.ب)

الإصابة تبعد أليسون عن ليفربول 6 أسابيع

تلقى فريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم ضربة موجعة، حيث بات من المتوقع أن يغيب حارس المرمى البرازيلي أليسون بيكر لمدة ستة أسابيع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيدرسون حارس سيتي يتصدى لتسديدة أداما تراوري لاعب فولهام (أ.ب)

10 نقاط بارزة في الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي

مشهد اللاعبين الذين تعاقد معهم يونايتد بمبالغ طائلة على مقاعد البدلاء يدل على فشل طريقة عقد الصفقات.

رياضة عالمية صوفي لوندغارد (رويترز)

إصابات الرباط الصليبي تتوالى في الدوري الإنجليزي للسيدات

قال نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم للسيدات، اليوم (الثلاثاء)، إن لاعبة الوسط صوفي لوندغارد تعرضت لإصابة في الرباط الصليبي الأمامي للركبة خلال مباراة فريقها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية مانشستر سيتي اتهم رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم بـ«تضليل» الأندية (إ.ب.أ)

السيتي يتهم «البريميرليغ» بـ«تضليل» الأندية في قواعد الصفقات التجارية

اتهم نادي مانشستر سيتي رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بـ«تضليل» الأندية بشأن القضية القانونية التي خاضها الفريق السماوي بشأن قواعد المسابقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية السيتي قال إنه انتصر في النزاع وتبين أن الدوري الإنجليزي أساء استخدام مركزه المهيمن ضمن أمور أخرى (أ.ب)

السيتي والبريمرليغ… من انتصر في المعركة القانونية؟

حقق مانشستر سيتي انتصاراً جزئياً على الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم الاثنين بعد أن حكمت لجنة تشكلت لنظر اتهامات مزعومة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل تتحول بداية ألفاريز البطيئة في أتلتيكو إلى انطلاقة واعدة؟

ألفاريز مازال يقدم أداءً جيدًا مع المنتخب الأرجنتيني(أ.ف.ب)
ألفاريز مازال يقدم أداءً جيدًا مع المنتخب الأرجنتيني(أ.ف.ب)
TT

هل تتحول بداية ألفاريز البطيئة في أتلتيكو إلى انطلاقة واعدة؟

ألفاريز مازال يقدم أداءً جيدًا مع المنتخب الأرجنتيني(أ.ف.ب)
ألفاريز مازال يقدم أداءً جيدًا مع المنتخب الأرجنتيني(أ.ف.ب)

كان لدى أتلتيكو مدريد في السنوات العشرين الماضية مهاجم صريح رائع، مثل لويس سواريز، الذي سجل 21 هدفاً في الدوري الإسباني الممتاز ليقود أتلتيكو مدريد للفوز باللقب في عام 2021، مدفوعاً برغبته الهائلة في أن يثبت لمسؤولي برشلونة أنهم كانوا مخطئين عندما سمحوا له بالرحيل. وهناك أيضاً دييغو كوستا، المهاجم القوي الذي سجل 27 هدفاً مع أول فريق يفوز باللقب تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني دييغو سيميوني في عام 2014.

وقبل ذلك كان هناك راداميل فالكاو، المهاجم الفذ الذي سجل 34 هدفاً في جميع المسابقات عندما فاز أتلتيكو مدريد بلقب كأس ملك إسبانيا عام 2013، وكان آخر من فاز بجائزة هداف الدوري الإسباني لكرة القدم مع أتلتيكو مدريد هو دييغو فورلان، برصيد 32 هدفاً في موسم 2008 - 2009. وقبل ذلك، انطلق المهاجم الشاب فرناندو توريس من قطاع الناشئين إلى الفريق الأول وأصبح أيقونة في تاريخ النادي، بعدما كان أفضل هداف في أتلتيكو مدريد على مدار خمسة مواسم متتالية.

إنها قائمة مدججة بالنجوم المتلألئة التي تبدو وكأنها قائمة بأفضل المهاجمين في القرن الحادي والعشرين! فقد أمضى كوستا وفالكاو وفورلان، على وجه التحديد، أفضل سنوات مسيرتهم الكروية بقميص أتلتيكو مدريد. لكن في مقابل كل نجاح ساحق، حسب تقرير نشره أليكس كيركلاند على موقع «إي إس بي إن»، كان هناك فشل زريع بالقدر نفسه، حيث تعاقد النادي أيضاً مع لاعبين بمبالغ مالية طائلة، لكنهم فشلوا في التكيف مع الطريقة التي يلعب بها سيميوني، ولم يقدموا المستويات المتوقعة منهم على الإطلاق.

كان جاكسون مارتينيز يُصنف ضمن أفضل المهاجمين في أوروبا عندما وصل من بورتو مقابل 35 مليون يورو في يوليو (تموز) 2015، وبعد ستة أشهر أحرز خلالها ثلاثة أهداف فقط، رحل إلى قوانغتشو إيفرغراند في الدوري الصيني الممتاز. وكانت عودة كوستا من تشيلسي في يناير (كانون الثاني) 2018 - مقابل مبلغ مالي ضخم وصل إلى 66 مليون يورو - بمثابة كارثة، حيث لم يسجل اللاعب سوى 12 هدفاً فقط في الدوري في ثلاث سنوات، وتم إنهاء عقده قبل ستة أشهر «لأسباب شخصية».

وهناك لاعبون آخرون لم يقدموا مستويات مقنعة، مثل نيكولا كالينيتش، ولوتشيانو فيتو، وراؤول خيمينيز. وعلى مدار الموسمين الماضيين، كان هداف أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني الممتاز هو أنطوان غريزمان، وهو لاعب رائع حقاً، لكنه ليس ماكينة أهداف. وقبل ذلك بعام واحد عندما حصد الفريق لقب الدوري، كان الهداف الأول هو أنخيل كوريا برصيد 12 هدفاً. وكان هناك أيضاً ألفارو موراتا، الذي قال هذا الصيف على وسائل التواصل الاجتماعي إنه «لا يستطيع أن يتخيل كيف سيكون شعوره عندما يفوز ببطولة بهذا القميص، ولن أتوقف حتى أفعل ذلك»، قبل أن يرحل في نهاية المطاف إلى ميلان.

وضم أتلتيكو مدريد جوليان ألفاريز من مانشستر سيتي مقابل 75 مليون يورو في 12 أغسطس (آب) 2024 ليصبح النجم الأرجنتيني ثاني أغلى صفقة في تاريخ أتلتيكو مدريد. وكان ألفاريز هو الوافد الأبرز في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة التي عمل خلالها أتلتيكو مدريد على إعادة بناء فريقه من خلال التعاقد مع عدد من اللاعبين الجدد، بما في ذلك ألكسندر سورلوث وروبن لو نورماند وكونور غالاغر. وأشعلت صفقة ألفاريز حماس جماهير النادي، ووصفت صحيفة «إل باييس» ألفاريز بأنه «الزعيم الجديد لمشروع النادي».

خلال موسمين له مع سيتي، فاز ألفاريز بلقبين للدوري الإنجليزي ولقب دوري أبطال أوروبا (غيتي)

لقد بدا الأمر مختلفاً بالنسبة لألفاريز، لأنه من أقوى صفقات النادي منذ سنوات، وبالتحديد منذ وصول جواو فيليكس مقابل 126 مليون يورو في عام 2019، وربما حتى قبل ذلك. لقد حصل ألفاريز على لقب كأس العالم مع منتخب الأرجنتين، كما أنه يمتلك خبرات كبيرة وقادم من ناد كبير، ولا يزال في الرابعة والعشرين من عمره، وبالتالي فإنه لم يصل إلى ذروة مسيرته الكروية حتى الآن. وإذا لم يكن ذلك كافياً، فإنه كان يعشق سيميوني وكان مشجعاً لأتلتيكو مدريد منذ نعومة أظافره. والآن، أصبح ألفاريز لاعباً في أتلتيكو مدريد.

وقال ألفاريز لشبكة «إي إس بي إن» هذا الأسبوع: «منذ اللحظة الأولى، عاملني الجميع بشكل جيد حقاً. الموظفون والمدربون وزملائي في الفريق... هناك أشخاص أعرفهم من قبل، رودريغو دي بول، وناهويل مولينا، وكوريا من المنتخب الأرجنتيني، وأصدقائي، ولدينا كثير من الذكريات الجيدة معاً، كما فزنا معاً بعدد من الألقاب، وهو الأمر الذي يجعل علاقتنا أقوى. ومن المؤكد أن الانضمام إلى مكان تعرف فيه الناس يجعل كل شيء أسهل كثيراً».

كان ألفاريز قد انضم إلى مانشستر سيتي في عام 2022 فقط، قادماً من ريفر بليت. لقد كان لاعباً أساسياً في صفوف مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، حيث لعب 36 مباراة (31 مباراة بشكل أساسي) وسجل 11 هدفاً. وخلال موسمين له في مانشستر، فاز بلقبين للدوري الإنجليزي الممتاز، ولقب دوري أبطال أوروبا في عام 2023، وبالتالي لم يكن من السهل على الإطلاق الرحيل عن الفريق الذي يدربه جوسيب غوارديولا، واحتمال الفوز بعدد لا يحصى من البطولات والألقاب.

وقال ألفاريز لشبكة «إي إس بي إن»: «كان هناك كثير من الأشياء، وكان يتعين علي اتخاذ قرار. فكرت في الأمر بنفسي، ثم تحدثت إلى أقرب الناس إليّ، وإلى أفراد عائلتي وصديقتي وأصدقائي. ثم تحدثت مع بعض اللاعبين في أتلتيكو مدريد، الذين كنت أعرفهم بالفعل. طالبوني بالمجيء، وأكدوا أني سوف أشعر بالراحة هنا، وأن هذا النادي رائع. تحدثت كثيراً مع أنطوان غريزمان، وأخبرني بأن الجماهير رائعة، وأني سوف أقع في حب هذا النادي سريعاً».

ويُعد غريزمان هو السيناريو الأفضل لأي لاعب ينتقل إلى أتلتيكو مدريد، فهو مثال للاعب المبدع الموهوب الذي تألق بشكل لافت للأنظار تحت قيادة سيميوني وأصبح أسطورة للنادي، بعدما أظهر الصفات الضرورية للنجاح في هذا النادي، مثل التواضع والعمل بكل جدية من أجل مصلحة الفريق. وبالتالي، يتعين على ألفاريز أن ينظر إلى غريزمان بوصفه نموذجاً يحتذى به.

ألفاريز بعد أن هز شباك ريال سوسيداد في الجولة الماضية (إ.ب.أ)

وفاز أتلتيكو، صاحب المركز الثالث بالدوري برصيد 17 نقطة، في مباراة واحدة بين آخر أربع بالدوري، وتعادل في الثلاث المتبقية. ويقدم ألفاريز أداءً جيداً، لكنه لم يصل إلى قمة مستواه منذ وصوله إلى أتلتيكو. من جانبه، دعا سيميوني إلى التحلي بالصبر، وقال مؤخراً: «إنه فتى جيد ومجتهد، ولديه كثير من الأشياء المهمة ليقدمها لنا. حصل على فترة راحة قصيرة في الصيف، وكانت هناك شكوك تتعلق بما إذا كان سيبقى مع مانشستر سيتي أم سيأتي إلى هنا. وصل إلى هنا ولعب من دون أن يتدرب كثيراً. ثم ذهب مع منتخب الأرجنتين خلال فترة التوقف الدولي ثم عاد. هذا ليس بالأمر السهل بكل تأكيد، ويتعين علينا مساعدته. إننا نحتاج إلى أن يكون في أفضل مستوياته. سنطالبه بذلك، ونحن نعلم جيداً ما يمكنه أن يقدمه لنا».

يدرك ألفاريز جيداً أن ظروف وصوله لم تكن مثالية، حيث جاء في صيف مليء بالنجاحات، الفوز بكوبا أميركا 2024 في الولايات المتحدة، والإخفاقات أيضاً، حيث تم إقصاؤه مع منتخب بلاده من دورة الألعاب الأولمبية في باريس. وقال ألفاريز: «لقد شاركت في كوبا أميركا، ثم لعبت في دورة الألعاب الأولمبية. وفي لحظة ما كنت أفكر في أنني بحاجة إلى تغيير في مسيرتي الكروية وخوض تحدٍ جديد، وكان أتلتيكو مدريد هو الخيار الأفضل. أسعى للوصول إلى أفضل مستوياتي، وبعد المحادثات التي أجريتها مع سيميوني، شعرت أن هذا هو القرار المناسب». وأضاف: «لا أعرف ما إذا كنت أفتقد شيئاً ما. لقد كان كل شيء على ما يرام دائماً في مانشستر سيتي، وكانوا يعاملونني جيداً للغاية خلال العامين اللذين قضيتهما هناك. لقد فزنا بكثير من البطولات، وعشت لحظات رائعة، لكنني كنت أريد شيئاً مختلفاً».

وفي مانشستر سيتي، لم يكن ألفاريز يلعب على الإطلاق بوصفه مهاجماً أساسياً، ويعود السبب في ذلك إلى وجود المهاجم النرويجي العملاق إيرلينغ هالاند. لكن مع أتلتيكو مدريد، وفي ضوء المقابل المادي الضخم للصفقة واسم اللاعب الكبير في عالم كرة القدم، فمن المتوقع أن يكون المهاجم الصريح الأساسي للفريق. فهل سيتمكن من القيام بذلك؟ لم يحصل ألفاريز على القميص رقم 9 مع أتلتيكو مدريد هذا الصيف، حيث سيرتدي هذا الرقم ألكسندر سورلوث، وهو مهاجم تقليدي أكثر، تم التوقيع معه بعدما أحرز 23 هدفاً في الدوري، وتألق بشكل لافت للأنظار مع فياريال الموسم الماضي.

وعندما نلقي نظرة على مساهمات ألفاريز ندرك على الفور أن سيميوني لا يزال يبحث عن أفضل مركز للاعب مع الفريق، سواء كان مهاجماً وحيداً أو جزءاً من خط هجومي مكون من لاعبين اثنين، أو اللعب في مركز متأخر والانطلاق إلى الأمام من الخلف، أو حتى اللعب على الأطراف. وتُظهر الخريطة الحرارية للمسات اللاعبين في الدوري الإسباني الممتاز هذا الموسم أن ألفاريز يتحرك في جميع أنحاء الملعب: في المقدمة، وعلى اليسار وعلى اليمين، ويتراجع إلى العمق.

وفي مواجهة جيرونا في 25 أغسطس، بدأ ألفاريز في مركز المهاجم الصريح، في حين لعب كل من غريزمان وصامويل لينو خلفه. وبعد ثلاثة أيام، ضد إسبانيول، بدأ في خط هجومي مكون من اثنين من اللاعبين إلى جانب سورلوث، وتم استبداله سريعاً مع نهاية الشوط الأول، بينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي. وفي وقت لاحق من ذلك الأسبوع، ضد أتلتيك بيلباو، لعب إلى جانب غريزمان، ثم استبدل ولعب بدلاً منه سورلوث في الدقيقة 70. وضد رايو فاليكانو، بدأ في خط هجومي مكون من اثنين من اللاعبين، قبل أن ينتقل للعب في الجهة اليسرى.

إنها صورة تعكس بداية أتلتيكو مدريد هذا الموسم. لم يقدم ألفاريز أداءً جيداً، لكن الفريق ككل لم يقدم أداء مقنعاً، وخسر عدة نقاط أكثر مما يجب أن يفقدها فريق يسعى للمنافسة على اللقب، كما لم يلعب ألفاريز في مركز واحد بشكل مستقر لكي يقدم أفضل أداء لديه.

يدرك ألفاريز جيدا أن ظروف وصوله إلى أتليتيكو لم تكن مثالية (رويترز)

وقال ألفاريز لشبكة «إي إس بي إن»: «سيميوني يطلب من اللاعبين القيام بكثير من المهام، ويحاول أن يجعل كل لاعب يقدم أفضل ما لديه داخل الملعب. وهذا هو ما أريده، أن أتطور وأتعلم، وأنا منفتح دائماً على ذلك. لقد لفت انتباهي كثيراً بالطريقة التي يعيش بها كرة القدم، والشغف الذي يراها به، وما ينقله للفريق عامة».

ربما يستطيع المهاجم الأرجنتيني أن يستمد الإلهام من البداية البطيئة لغريزمان، عندما انضم إلى أتلتيكو مدريد لأول مرة في عام 2014. لم يسجل غريزمان في أول تسع مباريات له مع أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني الممتاز، لكن بعد عقد من الزمان، أصبح هداف النادي على مر العصور، برصيد 184 هدفاً في جميع المسابقات، فهل يمكن أن يسير ألفاريز على الطريق نفسها؟