استغرق كاي هافرتز وقتا طويلا لكسب قلوب جماهير آرسنال بعد انضمامه الصيف الماضي قادما من تشيلسي، لكن اللاعب الألماني أسكت المشككين بعد أن سجل ثنائية في فوز ساحق (5-صفر) على ناديه السابق ليوسع آرسنال صدارته للدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بفارق ثلاث نقاط عن أقرب مطارديه.
وهز اللاعب الألماني (24 عاما) الشباك ببراعة مرتين في الشوط الثاني ليحقق آرسنال فوزا كبيرا ويبعث رسالة قوية إلى ليفربول ومانشستر سيتي.
واستغرق الأمر من هافرتز 10 مباريات قبل أن يسجل هدفه الأول مع آرسنال، وخلال الأشهر الأولى له في شمال لندن بدا اللاعب الذي سجل هدف الفوز لتشيلسي في نهائي دوري أبطال أوروبا وكأنه يعاني لاستعادة سابق تألقه.
لكن تلك الأوقات الصعبة تبدو الآن من الماضي، وبعد أن سجل 12 هدفا في جميع المسابقات أصبح من هدافي الفريق كما تمنح قدراته المتنوعة آرسنال مرونة هجومية كبيرة.
وقال بن وايت، الذي سجل هدفين أيضا الثلاثاء: «يستحق هافرتز ذلك. لقد كان رائعا منذ قدومه. لن تدرك مدى جودته حتى تلعب معه».
وأظهر المدرب ميكل أرتيتا ثقته في هافرتز في وقت سابق من الموسم، ويبدو أنه يجني الآن ثمار ذلك، إذ أطلق مهاجم باير ليفركوزن السابق العنان لإمكاناته الكاملة.
وقال أرتيتا: «مساهمته الإجمالية في كل مرحلة من مراحل اللعب كانت هائلة».
وتابع: «بهدفيه الليلة وتعاونه مع زملائه في اللحظات المهمة قدم هافرتز أداء رائعا».
وبينما لا يزال مانشستر سيتي ينافس بقوة على الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الرابعة تواليا فإن فوز آرسنال الساحق على تشيلسي زاد من الضغوط على منافسه.
ويتأخر ليفربول بثلاث نقاط عن آرسنال بينما يتأخر سيتي بأربع نقاط وله مباراتان مؤجلتان. كما يستحق فارق الأهداف الكبير الذي يتمتع به آرسنال إشادة منفصلة.
ومع خوض ليفربول مباراة أمام مضيفه إيفرتون اليوم الأربعاء ومواجهة سيتي لبرايتون آند هوف ألبيون غدا الخميس، سيراقب أرتيتا الموقف على أمل حدوث أي تعثر لمنافسيه قبل قمة شمال لندن المثيرة يوم الأحد أمام توتنهام هوتسبير.
وقال أرتيتا: «علينا أن نقوم بعملنا. يتعين الآن أن ننتظر ونرى (نتائج ليفربول ومانشستر سيتي)».
وأضاف: «أمامنا الكثير من المباريات المقبلة. دعونا نستمتع الليلة ونعد إلى العمل».
وبينما سيدخل آرسنال الأسابيع الأخيرة على أعلى مستوى فإن صحوة تشيلسي الأخيرة انتهت بالفعل.
وفي غياب هدافه كولر بالمر وتغييرات في خط الدفاع بسبب الإصابات كان استسلام تشيلسي في الشوط الثاني مثيرا للقلق.
ويظل الفريق في المركز التاسع وتتراجع آماله في التأهل لمسابقة أوروبية بعد موسم متواضع.
وقال المدرب ماوريسيو بوكيتينو: «لم نلعب بشراسة ولم نركز في المواقف التي يسهل فيها إيجاد حلول. لهذا السبب نشعر بخيبة أمل كبيرة. من الصعب الحديث عن أهدافنا للموسم الحالي. إذا لعبنا مثل يوم السبت (في مباراة قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام مانشستر سيتي) فسنكون بخير. لكن إذا لعبنا مثل اليوم، فهل نستحق الذهاب إلى أوروبا؟ أعتقد بهذه الطريقة لا».