هل يستطيع مانشستر يونايتد استخدام الأموال العامة لإعادة بناء «أولد ترافورد»؟

ملعب أولد ترافورد (غيتي)
ملعب أولد ترافورد (غيتي)
TT

هل يستطيع مانشستر يونايتد استخدام الأموال العامة لإعادة بناء «أولد ترافورد»؟

ملعب أولد ترافورد (غيتي)
ملعب أولد ترافورد (غيتي)

قال السير جيم راتكليف، المالك المشارك لمانشستر يونايتد الآن، إنه سيكون «أمراً بديهياً» بناء ملعب جديد لهم بعد صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار (1.2 مليار جنيه إسترليني) لشراء حصة 27.7 في المائة في النادي.

وناقش راتكليف، البالغ من العمر 71 عاماً، خططاً لاستبدال 90 ألف مقعد في نفس موقع ملعب أولد ترافورد، بينما يستكشف أيضاً فكرة تحديث الملعب الحالي. ويقدر أن عملية التجديد ستكلف مليار جنيه إسترليني، بينما تبلغ تكلفة البناء الجديد ضعف ذلك - ويريد أن تكون حكومة المملكة المتحدة جزءاً من تلك المحادثات.

وقال راتكليف، الذي أسس إمبراطورية «إنيوس للبتروكيماويات»، الأربعاء: «الناس في شمال (إنجلترا) يدفعون ضرائبهم مثلما يدفع الناس في الجنوب ضرائبهم». «لكن أين هو الملعب الوطني لكرة القدم؟ إنه في الجنوب (ويمبلي، شمال غرب لندن). أين هو الملعب الوطني للرغبي؟ إنه في الجنوب (تويكنهام، جنوب غرب لندن). أين هو الملعب الوطني للتنس؟ إنه في الجنوب (ويمبلدون، جنوب غرب لندن). أين يقع ملعب الحفلات الوطنية؟ إنه (أو تو)، إنه في الجنوب (غرينتش، جنوب شرق لندن). أين القرية الأولمبية؟ إنها في الجنوب (ستراتفورد، شرق لندن).

«كل هذا الحديث عن (الارتقاء بالمستوى) والقوة الشمالية - أين يقع الملعب في الشمال؟ كم عدد دوري أبطال أوروبا الذي فاز به الشمال الغربي وكم عدد دوري أبطال أوروبا الذي فازت به لندن؟».

تأتي هذه التعليقات بعد أقل من أسبوع من ترحيب يونايتد بخطط مجلس «ترافورد» التي ستشهد تجديد المنطقة المحيطة بملعبهم. إن مقترحات «المخطط الرئيسي لترافورد وارفسايد» الطموحة، والتي يمكن أن تتحول حقيقةً على مدار الخمسة عشر عاماً المقبلة إذا تمت الموافقة عليها، ستشهد أن تقع أرض يونايتد في قلب 5000 منزل جديد، وتحسين خطوط النقل والتطورات الإضافية.

السير جيم راتكليف (غيتي)

بعد أن زار أولد ترافورد وكارينغتون، قاعدة تدريب النادي في الضواحي الجنوبية الغربية لمانشستر، مرات عدة في الأشهر الأخيرة، يفكر راتكليف بشكل كبير - ولكن هل ستفتح حكومة المملكة المتحدة الخزانة العامة لتمويل مشروع الملعب؟

المقترحات التي وضعتها شركة التخطيط الرئيسي وشركة هندسة الملاعب فيما يتعلق بالملعب كانت مطروحة على الطاولة لبعض الوقت.

لكن الإعلان عن المراجعة الاستراتيجية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، مع إدراك عائلة غليزر، مالكة الأغلبية في يونايتد، أنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف إعادة التطوير أو البناء، يعني تعليق كل شيء. والآن بعد أن أصبح استثمار راتكليف رسمياً، هناك حماس متجدد.

وقد التقى راتكليف بالفعل مع آندي بورنهام، عمدة مدينة مانشستر الكبرى، وكبار الشخصيات في مجلس «ترافورد»، بما في ذلك سارة تود، الرئيس التنفيذي، وريتشارد رو، مدير الشركة.

كانت الاجتماعات الأولى التي عقدها راتكليف مع أصحاب المصلحة الرئيسيين المحليين تهدف إلى الحصول على فهم أفضل لرؤيتهم لمانشستر الكبرى و«ترافورد»؛ لمعرفة ما إذا كان النادي يمكن أن يتناسب مع تلك الخطط. والآن أصبح ذلك واضحاً بعد إعلان «المخطط الرئيسي لترافورد وارفسايد» الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن تتكثف مثل هذه المحادثات.

اتضح يوم الأربعاء أن غاري نيفيل، مدافع يونايتد وإنجلترا السابق الذي تحول محللاً تلفزيونياً لكرة القدم، من المقرر أن يكون جزءاً من خطط النادي لتجديد «أولد ترافورد».

ويمتلك نيفيل فندقاً وأكاديمية، وكلاهما في المنطقة المحيطة بالملعب، وسيشارك في اللجنة المعينة حديثاً التي ستشرف على الخيارات المختلفة.

وقال يوم الأربعاء: «مانشستر يونايتد يحتاج إلى ملعب يليق بأحد أكبر الأندية في العالم». «ربما كان ملعب أولد ترافورد كذلك قبل 20 عاماً، لكنه بالتأكيد ليس كذلك اليوم. هناك محادثة أوسع نطاقاً مع المجتمع حول ما إذا كان بإمكانك استخدام مشروع أكثر طموحاً في الموقع كحافز لتجديد منطقة أولد ترافورد».

«في عالم مثالي، لا داعي للتفكير، ملعب في الشمال، والذي سيكون ملعباً من الطراز العالمي، حيث يمكن لإنجلترا أن تلعب ويمكن أن تقام فيه المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، ولا يقتصر الأمر على جنوب إنجلترا».

فريق مانشستر يونايتد يحتاج إلى ملعب أكبر (غيتي)

ويظل هذا المبلغ معلقاً حتى يتم إضفاء الطابع الرسمي على الخطط، لكن راتكليف مستعد بالفعل لتخصيص 245 مليون جنيه إسترليني من ثروته.

وفي حالة المضي في طريق إعادة البناء الشامل، فسوف يسعى يونايتد إلى استخدام مزيج من الأموال العامة والاستثمارات الخاصة لتمويل التطوير. ومع ذلك، فإن كون راتكليف مليارديراً يعيش الآن في موناكو، وهي ملاذ ضريبي معروف، فإن الذهاب إلى حكومة المملكة المتحدة من شأنه أن يثير الدهشة.

وفي حديثها لصحيفة «سيتي ايه ام» البريطانية، أدانت تريسي كراوتش، عضو البرلمان في حكومة المحافظين الحاكمة في المملكة المتحدة ووزيرة الرياضة السابقة التي أدت توصياتها إلى خطط إنشاء هيئة تنظيمية مستقلة لكرة القدم، فكرة حصول يونايتد على أموال عامة لتمويل أي من الأمرين، إعادة بناء الملعب أو إعادة تطويره.

وقالت كراوتش: «كان السير جيم راتكليف يعلم ما كان عليه فعله عندما اشترى مانشستر يونايتد». «قد يحتاج ملعب أولد ترافورد إلى التطوير ليتوافق مع معايير اليوم، لكن التمويل لا ينبغي أن يخرج من جيوب دافعي الضرائب لصالح المليارديرات الذين يمتلكون النادي».

من الناحية الواقعية، إذا ذهب يونايتد أو مجلس «ترافورد» أو إلى إدارة التسوية والإسكان والمجتمعات وقالوا إنهم يريدون المال لتحسين «أولد ترافورد» أو استبداله، فمن غير المرجح أن ينجح ذلك - حكومة المملكة المتحدة لن تقوم بتسليم الأموال إلى مانشستر يونايتد، الشركة التي حققت إيرادات قدرها 650 مليون جنيه إسترليني للسنة المنتهية في 30 يونيو (حزيران) 2023، لتمكينهم من بناء ملعب جديد.

ولكن إذا ذهب أصحاب المصلحة المعنيون إلى القسم بمشروع تجديد واسع النطاق، مثل المشروع الذي أعلنه مجلس «ترافورد» في 16 فبراير (شباط)، فسيتم الاستماع إليهم. وعلى الرغم من تخصيص الأموال إلى حد كبير، هناك إمكانية لتوفير المزيد من خلال حزم مالية بديلة.

أحد السبل التي يمكن للنادي أن يجربها - ومن المرجح أن يكون بالتعاون مع مجلس «ترافورد» هو السعي للحصول على إعفاءات ضريبية من الخزانة، ويمكنهم أيضاً الحصول على المساعدة من السلطات بطرق أخرى.

يقول أنتوني بريتش، المدير المساعد في مركز المدن التابع لهيئة التحسين الحضري، لصحيفة «ذا أثليتيك»: «يكون لدى مانشستر يونايتد موارد خاصة به، وليس هناك فائدة كبيرة للحكومة للتدخل بتقديم إعانة للمساعدة في ذلك».

«لكن يمكنك تسهيل الأمر على مانشستر يونايتد من خلال تقديم ضمانات بإمكانية المضي قدماً في بعض عمليات الهدم. إن ضمان المرونة في كيفية استخدام الأراضي، إلى جانب الالتزامات بتحسين روابط النقل، هو أمر قد يرغب القادة المحليون في القيام به، حتى لو لم يفعلوا ذلك». «لا أريد بالضرورة وضع المال في الوعاء».

مدرجات ملعب أولد ترافورد في انتظار التوسعة (غيتي)

ولا تزال عملية إعادة البناء وإعادة التطوير مطروحة على الطاولة؛ لذلك لا توجد ضمانات. الخيار الوحيد غير المطروح هو نقل يونايتد من منطقة ترافورد إلى موقع آخر.

وهذا لا يترك سوى طريقين قابلين للتطبيق للمضي قدماً: إعادة تطوير «أولد ترافورد» على مراحل - على غرار ما فعله ليفربول مع آنفيلد - أو بناء أرضية جديدة على الموقع الحالي.

يمكنهم بناء ملعب جديد بجوار «أولد ترافورد» والبقاء في منزلهم الحالي حتى يصبح الملعب الجديد جاهزاً. أما بالنسبة للتجديد، وبطريقة مشابهة لليفربول، فيمكنهم مواصلة اللعب هناك أثناء التطوير.

ومع ذلك، أحد الاعتبارات، من بين الكثير من الاعتبارات الأخرى، هو أن التجديد سيضرّ بدخل يوم المباراة حيث ستكون هناك حاجة إلى تقليل السعة أثناء تطوير بعض المدرجات.

وهذا شيء يدركه يونايتد وسيشكل جزءاً من عملية اتخاذ القرار عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرار النهائي.

ومن الأكثر شيوعاً أن يتم دعم الملاعب الجديدة في أميركا من قِبل الدولة المعنية، من خلال السندات البلدية المعفاة من الضرائب، والمنح، ومن بين مبادرات أخرى، الإعفاءات الضريبية طويلة الأجل.

تمتلك عائلة جليزر أيضاً نادي تامبا باي بوكانيرز التابع لاتحاد كرة القدم الأميركي، واعتمدت على أموال الدولة لبناء ملعب ريموند جيمس الخاص بالامتياز، والذي افتتح في عام 1998. وبعد رفض الخطط الأولية لإنشاء ملعب جديد، والذي كان سيشهد انخفاضاً في إيراداتهم، هددت عائلة جليزر لنقل الفريق إلى مكان آخر.

والتزم البطريرك مالكولم جليزر، الذي توفي عام 2014، بدفع نصف تكلفة الملعب الجديد بشرط أن يدفع المشجعون 50 ألف وديعة على التذاكر الموسمية لمدة 10 سنوات. وعندما انخفضت هذه الأرقام، سحب جليزر اقتراحه بتمويل 50 في المائة من المشروع. وهذا يعني أن ملعب القراصنة الجديد قد تم بناؤه بالكامل بأموال عامة.

ولكن على النقيض من الولايات المتحدة، يهدد آل جليزر وراتكليف بنقل مانشستر يونايتد إلى جزء آخر من المملكة المتحدة؛ لذلك إذا تم رفض محاولاتهم لتلقي أموال دافعي الضرائب، فلن يكون بوسعهم فعل الكثير حيال ذلك.


مقالات ذات صلة

«فريق عمل» سيقدم توصياته النهائية حول مستقبل أولد ترافورد نهاية ديسمبر

رياضة عالمية شركة تم تكليفها بتطوير المناطق المحيطة بالملعب لصالح المشجعين والمجتمع المحلي (رويترز)

«فريق عمل» سيقدم توصياته النهائية حول مستقبل أولد ترافورد نهاية ديسمبر

من المقرر أن يقدم فريق عمل أولد ترافورد توصياته بشأن مستقبل ملعب مانشستر يونايتد بحلول نهاية ديسمبر.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية مزراوي لعب جيداً أمس أمام فولهام (أ.ب)

تن هاغ: مزراوي معتاد على ضغط اللعب مع الأندية الكبيرة

أبدى المدرب الهولندي لمانشستر يونايتد إريك تن هاغ إعجابه بما شاهده من مدافعه الجديد-القديم المغربي نصير مزراوي «المعتاد على اللعب مع الأندية الكبيرة».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية مانشستر يونايتد نجح في الفوز بمقعد في الدوري الأوروبي بعد تتويجه بكأس إنجلترا (أ.ب)

مانشستر يونايتد يُغيب نيوكاسل عن أوروبا… وتشيلسي في «المؤتمرات»

سيلعب مانشستر يونايتد في الدوري الأوروبي، الموسم المقبل، بعد فوزه في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، بينما سيشارك تشيلسي في دوري المؤتمر.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية جانب من مباراة مانشستر يونايتد وبرنتفورد الأخيرة (د.ب.أ)

النرويج تتأهب لاستقبال مانشستر يونايتد في الصيف

سيلعب مانشستر يونايتد مع نادي روزنبورغ النرويجي في أول مباراة تحضيرية للموسم الجديد قبل موسم 2024 - 2025

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية جون تيكستور (أ.ب)

مالك كريستال بالاس: نظام الاستدامة المالية في البريمرليغ «مجحف»

قال المستثمر الأميركي جون تيكستور المشارك في ملكية نادي كريستال بالاس المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إن نظام الاستدامة المالية في البطولة مجحف.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».