تن هاغ لا يستطيع السيطرة على الفوضى في يونايتد بل يعمل للتكيف معها

الاضطرابات التي أحاطت بالنادي من فشل عملية الاستحواذ والتعامل السيئ مع مشكلات اللاعبين كان لها أكبر الأثر على الفريق

تن هاغ في حيرة لتراجع مستوى راشفورد وفشل فرنانديز بحمل شارة قيادة الفريق بالملعب (رويترز)
تن هاغ في حيرة لتراجع مستوى راشفورد وفشل فرنانديز بحمل شارة قيادة الفريق بالملعب (رويترز)
TT

تن هاغ لا يستطيع السيطرة على الفوضى في يونايتد بل يعمل للتكيف معها

تن هاغ في حيرة لتراجع مستوى راشفورد وفشل فرنانديز بحمل شارة قيادة الفريق بالملعب (رويترز)
تن هاغ في حيرة لتراجع مستوى راشفورد وفشل فرنانديز بحمل شارة قيادة الفريق بالملعب (رويترز)

«ما الذي يُمكن القيام به؟»، هذا هو السؤال الذي ظل المدير الفني لمانشستر يونايتد، إريك تن هاغ، يردده في قاعة المؤتمرات الصحافية؛ سواء في كوبنهاغن أو بمركز أولد ترافورد... والنصيحة الواجبة له هي أن يتوقف عن فعل ذلك! صحيح أنه كان من حق تن هاغ أن يتذمر ويشكو من قرارات تقنية الفار في المباراة التي خسرها فريقه أمام كوبنهاغن بـ4 أهداف مقابل 3 في دوري أبطال أوروبا، لكن ربما لا يكون لفت انتباه الجميع إلى نقاط ضعفك وعجزك الكبير هو الخطوة الأكثر ذكاءً في الوقت الذي خسر فيه الفريق 9 مباريات من آخر 16 مباراة، ويُنظر فيه إلى القيادة الفنية للفريق على أنها تمر بأزمة، في الوقت الذي يقول فيه الناس إن تن هاغ لا يستطيع تحويل مانشستر يونايتد إلى أياكس!

فاز يونايتد على لوتون تاون الصاعد هذا الموسم للممتاز بهدف وحيد السبت، بعد 3 أيام من الهزيمة أمام كوبنهاغن بـ4 أهداف مقابل 3، التي جاءت منطقية ومتوافقة مع الأداء الذي يقدمه الفريق الإنجليزي حتى الآن هذا الموسم: عدم القدرة على الدفاع بشكل منظم، حتى أمام الكرات العرضية البسيطة، والفشل الغريب في الحفاظ على التقدم في النتيجة، حيث كانت هذه هي المرة الثالثة هذا الموسم التي يخسر فيها مانشستر يونايتد بعدما كان متقدماً. ومع ذلك، لو كانت مباراة كوبنهاغن هي التجسيد الأمثل لكيفية تدهور وتراجع الأمور بالنسبة لمانشستر يونايتد، فإنها قدمت أيضاً دليلاً على كيف يمكن أن تسير الأمور بشكل جيد، مع قليل من الوقت وقليل من الحظ.

ونُذكر هنا بأنه خلال فترة استعداد مانشستر يونايتد للموسم الجديد في نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأميركية في شهر يوليو (تموز) الماضي، قدم تن هاغ أوضح تعريف له حتى الآن فيما يتعلق برؤيته للكيفية التي يتطور بها الفريق، حيث قال: «لقد بحثنا في تاريخ مانشستر يونايتد، وبحثنا أيضاً في الصفات التي يتمتع بها لاعبونا، وسألنا أنفسنا: ماذا نريد أن نكون؟ إننا نريد أن نكون أفضل فريق يمر بمرحلة انتقالية في العالم. نريد أن نفاجئ المنافسين، ونريد أن نلعب بديناميكية، ونريد أن نلعب بسرعة، ونريد أن نلعب بقوة، ونريد أن تكون الروح المعنوية للفريق جيدة، لأن هذا هو مانشستر يونايتد».

هويلوند الصفقة الإيجابية الوحيدة ليونايتد هذا الموسم (رويترز)

في ظاهر الأمر، يبدو أن تجنب مانشستر يونايتد للعب بطريقة تعتمد على الاستحواذ على الكرة منطقياً إلى حد كبير، نظراً لأنه لا يمتلك اللاعبين الموهوبين في خط الوسط القادرين على التحكم بزمام المباريات، كما لا يمتلك المدير الفني الهولندي الوقت اللازم لبناء وغرس مثل هذا الأسلوب في نفوس اللاعبين، وبالتالي كان اللعب السريع والمباشر أفضل طريقة ممكنة لاستغلال قدرات وإمكانات ماركوس راشفورد وبرونو فرنانديز وجادون سانشو. لقد بنى تن هاغ فكره على نقاط القوة التي تميز بها الفريق خلال حقبة المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير، والتي قدم خلالها مانشستر يونايتد كرة القدم الأكثر إثارة ومتعة في السنوات العشر التالية لرحيل السير أليكس فيرغسون. وكانت التعاقدات التي أبرمها مانشستر يونايتد في فترة الانتقالات الصيفية الماضية - راسموس هويلوند كمهاجم قوي في الخط الأمامي، وأندريه أونانا كموزع جيد للكرات من الخلف، وميسون ماونت بنشاطه الكبير - موجهة نحو هذه الاستراتيجية.

فلماذا انهار كل شيء هذا الموسم؟ يرجع السبب وراء ذلك جزئياً إلى الاضطرابات التي أحاطت بالنادي خلال الأشهر الأخيرة: عملية الاستحواذ على النادي التي طال أمدها، والتعامل الفاشل مع قضيتي ميسون غرينوود وأنتوني، والخلاف بين تن هاغ وسانشو، وتراجع مستوى راشفورد، وقصة انتقال هاري ماغواير إلى نادٍ آخر. يمكن لأي نادٍ كبير أن يتغلب على مثل هذه الاضطرابات لو كان يقدم أداء جيداً وثابتاً داخل الملعب، لكن حتى الأسس التي بنى عليها تن هاغ التقدم المتواضع الذي حققه الموسم الماضي بدأت تتآكل!

دعونا نلقِ نظرة على الخماسي الخلفي المفضل في تشكيلة مانشستر يونايتد الموسم الماضي: ديفيد دي خيا، وديوغو دالوت، ورافائيل فاران، وليساندرو مارتينيز، ولوك شو. لأسباب مختلفة، لم يلعب أي من هذا الخماسي بشكل أساسي ومستمر هذا الموسم. وعلاوة على ذلك، أصيب سيرجيو ريغيلون، الذي تم التعاقد معه ليكون بديلاً للوك شو في مركز الظهير الأيسر، وعانى كاسيميرو من مشكلات في اللياقة البدنية، كما تفاقمت المشكلات البدنية لكريستيان إريكسن بشكل مزداد. وبالتالي، فإن القاعدة الصلبة التي ساعدت مانشستر يونايتد في أن يكون أكثر أندية الدوري الإنجليزي الممتاز حفاظاً على شباكه الموسم الماضي، قد تبخرت بالكامل تقريباً.

ولو كان تن هاغ قادراً على الاعتماد على بدائل لديها القدرة على اللعب بالأسلوب نفسه، كانت المشكلة ستصبح أقل حدة. لكنه بدلاً من ذلك، اضطر إلى الاعتماد على الخط الخلفي الذي كان يلعب تحت قيادة سولسكاير والمكون من ماغواير وفيكتور ليندلوف وآرون وان بيساكا، وهم المدافعون الذين لا يجيدون التقدم للأمام وبناء الهجمات بشكل جيد، وهو الأمر الذي كان يؤثر بالطبع على خط وسط الفريق. إن المشكلة الكبيرة التي يعاني منها مانشستر يونايتد في مركز الظهير الأيسر - الذي يلعب به حالياً دالوت، الذي يلعب بقدمه اليمنى - تفسر الأسباب وراء الهجمات الخطيرة التي يشنها الخصوم على الفريق من تلك المنطقة.

لكن النقطة المثيرة للاهتمام حقاً تتمثل في كيفية تعامل تن هاغ مع هذه المشكلات. فعلى الرغم من كل مطالباته بضرورة أن يصبح مانشستر يونايتد أفضل فيما يتعلق بالسيطرة على المباريات، فإن كل الأدلة تشير إلى أن المدير الفني الهولندي يتمسك تماماً بفلسفته التدريبية ولا يتنازل عنها أبداً. وفي حين أن معظم مقاييس مانشستر يونايتد قد تراجعت بشكل كبير هذا الموسم، فإن هناك كثيراً من النقاط المهمة التي حافظ عليها الفريق، بل وربما تحسن فيها.

ومن بين نقاط القوة قدرة الفريق على استخلاص الكرات على بُعد 40 متراً من مرمى الخصم. جاء مانشستر يونايتد في المركز السادس بهذه الإحصائية الموسم الماضي، لكنه يأتي في الصدارة هذا الموسم، حيث استخلص الكرة في هذه المنطقة بمعدل يصل إلى 11 مرة في المباراة الواحدة. وفيما يتعلق بإحصائية التمريرات في العمق الدفاعي للخصم - وهو مقياس لمدى قدرة الفريق على بناء الهجمات من الخلف - فقد ارتفعت بنسبة 11 في المائة، كما ارتفعت التمريرات الهجومية بنسبة 12 في المائة. وتفوق مانشستر يونايتد على جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي فيما يتعلق بالهجمات المباشرة، ويحتل المركز الثالث في هذه الإحصائية هذا الموسم. كما زاد متوسط سرعة هجمات الفريق.

وعلى الرغم من كل الحديث عن كون تن هاغ مديراً فنياً أكثر واقعية من المديرين الفنيين الذين ينتمون لفكر وفلسفة يوهان كرويف وجوسيب غوارديولا، فإن ما يقدمه يُعد نوعاً من أنواع المغامرات الجريئة. قد تكون أفكار تن هاغ نابعة من داخله، لكنه تعلم أيضاً من أسلافه، خصوصاً بعدما رأى كيف أدى البحث المهووس عن الاستحواذ على الكرة إلى تعثر مديرين فنيين من أمثال لويس فان غال وجوزيه مورينيو.

لقد رأى تن هاغ كيف فشل سولسكاير في نهاية المطاف بسبب عدم قدرة فريقه على الضغط على الفرق المنافسة بشكل جيد. والأهم من ذلك، أنه قرر أنه في نادٍ كبير مثل مانشستر يونايتد، حيث الضجيج يصم الآذان وكل هزيمة تمثل أزمة، فإن الاستقرار الحقيقي سيكون دائماً مجرد وهم. لقد أدرك أنه لا يمكنه ترويض الفوضى، لذلك قرر أن يتكيف معها ويحتضنها!

على المدى القصير، أدى هذا إلى تحويل مانشستر يونايتد إلى فريق يقدم كرة قدم مملة وغير ممتعة، وغير قادر على السيطرة على المباريات، ومعرض لاستقبال الأهداف بشكل سريع. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن شباك مانشستر يونايتد اهتزت بـ3 أهداف أو أكثر في 7 مناسبات هذا الموسم (حدث ذلك 6 مرات فقط في موسم 2022 - 23 بأكمله). لكن عندما يكون الفريق في أفضل حالاته، يمكنك أيضاً رؤية لمحات جيدة عن الكيفية التي يمكن أن يلعب بها الفريق في نهاية المطاف. ففي وقت متأخر من مباراته أمام كوبنهاغن، استحوذ مانشستر يونايتد على الكرة بشكل رائع ومررها لفترة طويلة قبل أن يخلق فرصة ذهبية لسكوت مكتوميناي كان من شأنها أن تجعل مانشستر يونايتد متقدماً في النتيجة بـ4 أهداف مقابل هدفين قبل 10 دقائق من نهاية المباراة.

لذا فإن مغامرة تن هاغ الكبيرة تتمثل في أنه بمجرد أن يتقن الفريق هذه الأمور البسيطة، وبمجرد أن يعود المدافعون الذين يعانون من الإصابات، وبمجرد أن يصل هويلوند إلى مستواه القوي، وبمجرد أن يصل ماونت إلى سرعته المعروفة، فإن مانشستر يونايتد سيلعب أخيراً بهوية واضحة ومحددة وسيقدم كرة قدم ممتعة. لكن المشكلة الحقيقية في مانشستر يونايتد تتمثل في أن الأوضاع قد تنفجر في أي وقت إذا ازدادت النتائج سوءاً.

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية رأسية إيزاك تهز شباك مانشستر يونايتد خلال فوز نيوكاسل في «أولد ترافورد» (إ.ب.أ)

هل ألكسندر إيزاك أفضل مهاجم في الدوري الإنجليزي هذا الموسم؟

لعب إيزاك دوراً كبيراً في التحسن الذي طرأ مؤخراً على أداء ونتائج نيوكاسل بقيادة المدير الفني إيدي هاو

رياضة عالمية القرار النهائي لرحيل  ألكسندر أرنولد عن لفربول أصبح متروكاً له (رويترز)

هل يجب على ألكسندر أرنولد أن يرحل عن ليفربول؟

قدم ألكسندر أرنولد الكثير لليفربول على مدار سنوات طويلة وقاد النادي للفوز ببطولتي الدوري ودوري الأبطال

رياضة عالمية هالاند يواصل هوايته برأسية رائعة في شباك وست هام (رويترز)

مانشستر سيتي يواصل صحوته ويكتسح وست هام بالدوري الإنجليزي

دخل مانشستر سيتي اللقاء على خلفية فوز ثانٍ فقط في آخر 14 مباراة ضمن جميع المسابقات

رياضة عالمية مرموش سجل تألقاً لافتاً في الدوري الألماني (حسابه على «إنستغرام»)

مرموش يفكر في مان سيتي... هل يكون «صلاح» جديداً في «البريميرليغ»؟

تباينت آراء المتابعين والنقاد المصريين بشأن النادي المستقبلي الأنسب للاعب المصري.

رشا أحمد (القاهرة)

من ليفا إلى يامال... كتيبة برشلونة في كامل عنفوانها قبل «السوبر»

ليفاندوفسكي أحد أبرز أوراق برشلونة الهجومية (رويترز)
ليفاندوفسكي أحد أبرز أوراق برشلونة الهجومية (رويترز)
TT

من ليفا إلى يامال... كتيبة برشلونة في كامل عنفوانها قبل «السوبر»

ليفاندوفسكي أحد أبرز أوراق برشلونة الهجومية (رويترز)
ليفاندوفسكي أحد أبرز أوراق برشلونة الهجومية (رويترز)

يتأهب رباعي الدوري الاسباني، "برشلونة وريال مدريد وريال مايوركا وأتلتيك بلباو" للمشاركة في بطولة السوبر المقرر أن تستضيفها السعودية على ملعب الجوهرة المشعة بجدة خلال الفترة من 8 وحتى 12 يناير الجاري.

ويعد برشلونة من النوادي القليلة التي تمتلك كوكبة من أفضل نجوم العالم بدءا من البولندي ليفاندوفسكي إلى أصغرهم عمرًا الاسباني لامين يامال. ما يجعله أحد المرشحين للقب.

وسجل ليفاندوفسكي أكثر من 600 هدف مع الأندية التي سبق له اللعب في صفوفها وكذلك مع المنتخب البولندي.

وبدأ ليفا مسيرته الكروية من الدرجة الثالثة والثانية مع زينتشج بروشكوف وكان هداف الفريق بكلا المرحلتين، من ثم انتقل الى فريق لخ بوزان بالدوري البولندي الممتاز واستمر على مستواه المتميز كهداف للدوري الذي فاز به في موسم 2009-2010. ومن ثم انتقل الى الدوري الألماني بداية من بوروسيا دورتموند بعقد قدره 4.5 مليون يورو، فحقق الدوري الألماني لموسمين على التوالي من موسم 2010-11 الى موسم 2011-12، كما رفع كأس ألمانيا بموسم 2011-12 بالإضافة إلى كأس السوبر الألماني لعام 2013 امام نادي بايرن ميونيخ الألماني، ووصيف دوري ابطال اوروبا لموسم 2012-13 بعد تسجيله رباعية قوية في شباك ريال مدريد الاسباني في الدور النصف نهائي، ليخطف بايرن كأس دوري ابطال اوروبا من بوروسيا دورتموند بعام 2013.

وانتقل ليفا بعد تلك البطولة إلى أكبر أندية الدوري الألماني الممتاز بايرن ميونيخ بداية من موسم 2014-15 بعقد بلغ 11 مليون يورو آنذاك لمدة خمسة اعوام مع قابلية التمديد، وبالفعل بعد إنتهاء المدة تم تجديد العقد حتى عام 2023.

وامضى ليفا مسيرة حافلة بالإنجازات مع بايرن ميونيخ على مدى العشرة اعوام التي لعب بها في صفوفه، فحقق 19 لقب مع النادي بمختلف البطولات الكبرى، من أبرزها 8 ألقاب الدوري الألماني على التوالي من موسم 2014-2015 حتى موسم 2021-2022، وحاز على خمسة كؤوس السوبر الألماني وكأس العالم للأندية لعام 2020.

وفي صيف 2022 اعلن النادي الكاتالوني عن انضمام ليفاندوفسكي الى صفوفه بعقد مقداره 45 مليون يورو لمدة اربع اعوام، ثلاثة منها إلزامية وعام اختياري، فحقق حتى الآن الدوري الاسباني لموسم 2022-2023 وكأس السوبر الاسباني 2023، فيما يعد البولندي هداف الفريق للموسم الحالي.

ويقف إلى جانب ليفا، البرازيلي رافينيا دياز الذي انضم الى برشلونة في موسم 2022-2023 بعقد يبلغ 50 مليون يورو لخمسة مواسم، قادما من نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي، الذي حقق معهم الدوري البرتغالي الممتاز وكأس البرتغال في موسم 2018-2019.

والآن يعد البرازيلي من أهم لاعبين الفريق الكاتالوني برصيد 11 هدف و6 مساهمات لأهداف زملائه في الموسم الحالي.

وحقق رافينيا أول هدفان له مع برشلونة في دوري ابطال أوروبا بعام 2024 امام النادي الفرنسي باريس سان جيرمان بنتيجة 2-3 لصالح برشلونة في ذهاب الدور الربع نهائي.

كتيبة برشلونة جاهزه للسوبر الاسبانية (برشلونة)

ويتميز رافينيا بأسلوب لعبه الذكي وتمريراته الدقيقة وقدرته على المراوغة بطرق إبداعية تذهل الخصم، وتألق النجم البرازيلي بعد تعاقد النادي مع المدرب هانز فليك الألماني بشهر مايو بعام 2024، الذي عد رافينيا احد قائدي الفريق للموسم ومنحه فرصة لاختبار قدراته وإثبات جدارته بالجانب التكتيكي من تغيير مراكزه من جناح تقليدي الى مهاجم ثانِ قوي ومنافس، قادر على مراوغة المدافعين والتغلغل إلى اعماق ملعب الخصم.

وعلى الرغم من ان موسم 2023 لم يكن الأفضل بالنسبة لرافيينا من ناحية الدوري الأسباني لكنه استطاع تحقيق أول ألقابه مع النادي في عام 2023، بكأس السوبر الاسباني.

وسجل رافينيا اول هاتريك بمسيرته مع برشلونة في 31 اغسطس 2024 امام ريال فيلوداد في الدوري الاسباني، وفي اكتوبر 2024 سجل اول هاتريك مع الفريق في دوري ابطال اوروبا مقابل بايرن ميونيخ، وفاز بجائزة لاعب المباراة.

وبعد عدة ايام من تلك المباراة سجل اول هدف له بقميص الكتالوني في الكلاسيكو امام الغريم التقليدي ريال مدريد وساهم بصناعة هدف آخر لتنتهي المباراة بانتصار برشلونة برباعية مقابل لا شيء.

وفي حال استمرار البرازيلي بالتألق سيحفر اسمه بين اساطير النادي البرازيليين امثال رونالدينيو ولاعبي نادي الهلال حاليُا نيمار ومالكوم.

ويعد ابن النادي الاسباني بيدري غونزاليس الذي يعد احد افضل لاعبي الوسط في العالم بعمر الـ 22 عام، الذي بدأ مسيرته مع نادي لاس بالماس الاسباني بعام 2019 بعمر الـ 16 عام فقط وسجل هدفه الأول مع الفريق امام نادي سبورتنغ خيخون ليصبح اللاعب الأصغر عمرًا بإحراز هدف بتاريخ لاس بالماس.

ورث بيدري الحب والانتماء لنادي برشلونة من عائلته منذ الطفولة، فكان اللعب بقميص النادي الكاتالوني حلم الطفولة والشباب، الذي تمكن من تحقيقه بعام 2020 بعقد قيمته خمسة ملايين دولار ليلعب بصفوف الفريق بموسم 2020-21 وسجل هدفه الأول مع الفريق بالتاريخ المميز 20 اكتوبر 2020 بدوري ابطال اوروبا في مباراة دور المجموعات امام النادي المجري فيرينا فاروشي حيث انتهت بانتصار برشلونة بخماسية مقابل هدف.

وسجل بيدري هدفه الأول في الدوري الاسباني في 7 نوفمبر 2020 امام ريال بيتس في المباراة التي انتهت بانتصار برشلونة بخمسة اهداف مقابل هدفين، وفي 13 فبراير 2022 حقق إنجازًا تاريخيًا بإحرازه الهدف الأسرع في ديربي برشلونة بالقرن الـ 21 وذلك بعد مرور ٧٥ ثانيه فقط على المباراة التي انتهت بالتعادل امام نادي اسبانيول.

وحقق بيدري مع برشلونة كأس ملك اسبانيا لموسم 2020-2021 والدوري الاسباني لموسم 2022-2023، كما نجح في الفوز بلقب كأس السوبر الاسباني لعام 2023.

يامال على أمل التعافي الكامل والمشاركة مع زملائه (برشلونة)

وفي هذا الموسم تألق بيدري بجميع مهاراته التي اظهرت مدى براعة هذا الشاب وأثبتت أنه واحد من أهم لاعبي برشلونة لهذا الموسم، ما بين التمريرات الدقيقة ومراوغاته الإبداعية إلى أهدافه التي غيرت مجرى عدة مباريات لبرشلونة بالنصف الأول من الموسم.

ويقف بجانب هؤلاء النجوم اللاعب اليافع لامين يامال ذو الأصول المغربية، والذي بالرغم من صغر عمره وقلة خبرته فلقد سطّر التاريخ اسمه بأحرف من ذهب بعدة إنجازات تاريخية تمكن من تحقيقها سواء بقميص النادي الكاتالوني او المنتخب الاسباني.

وتم اكتشاف موهبة يامال وهو بعمر السادسة من قِبل كشافة اكاديمية لا ماسيا التي تعود لبرشلونة، ووقع للأكاديمية بعام 2014 وهو بعمر السابعة، وبعد اعوام من تدريباته مع الأكاديمية تألق يامال كأحد افضل نجوم الاكاديمية وتم اضافته للفريق البرشلوني تحت الـ 19 عاما.

كما تم اختياره في موسم 2022-23 من المدرب السابق للفريق تشافي ليتدرب مع الفريق الأول في سيتمبر 2022، وظهر للمرة الأول مع الفريق بديلا لجافي في الدقيقة الـ 83 في الدوري الاسباني امام ريال بيتيس والتي انتهت بانتصار الكاتالونيين برباعية مقابل لا شيء، ليصبح لامين يامال خامس اصغر لاعب مشاركة في الدوري الاسباني بعمر الـ 15 عام و9 أشهر و16 يوم، وأصغر لاعب يظهر مع الفريق الأول لبرشلونة منذ الاسباني أرماندو ساجي الذي كان يبلغ من العمر 15 عام في 1992 قبل قرن من الزمان.

وحقق يامال لقبه الأول مع برشلونة عند الفوز بلقب الدوري الاسباني لموسم 2022-2023 وحصل على جائزة رجل المباراة عن المساهمة بهدفين سجلها ليفاندوفسكي وجافي امام نادي فياريال في الـ 28 أغسطس 2023، كما سجل هدف في ربع نهائي كأس ملك اسبانيا ضد اتليك بلباو في خسارة 2-4 بعد الوقت الاضافي، ليصبح اصغر هداف في تاريخ البطولة.

وبعمر الـ 16 عاما حطم يامال العديد من الأرقام القياسية لبرشلونة خلال الموسم، حيث شارك في 50 مباراة في جميع المسابقات في عام 2024.

ويذكر أن يامال سجل هدفه الأول لهذا الموسم في 24 اغسطس امام اتلتيك بلباو الذي سيقابلهم بالدور النصف نهائي في كأس السوبر بجدة يوم 8 يناير في الجوهرة المشعة.

كما حقق إنجازا تاريخيا مع المنتخب الاسباني برفع لقب كأس أمم اوروبا لعام 2024، بعدما اصبح اصغر لاعب يلعب في البطولة بعمر الـ 16 عاما و 388 يوما كاسرًا رقم البولندي كاسبر كوزلسكي، وسجل الهدف الأول لاسبانيا في فوز 2-1 في نصف النهائي على فرنسا في 9 يوليو، بتسديدة ملتفة من خارج منطقة الجزاء، والتي فازت بجائزة هدف البطولة ليصبح أصغر هداف في تاريخ البطولة قبل اربعة ايام من ميلاده الـ 17، كما تم اختياره كأفضل لاعب شاب في البطولة وبانتصار المنتخب الاسباني على انجلترا في النهائي اصبح لامين يامال اصغر لاعب يفوز ببطولة امم اوروبا على مر التاريخ.

ومازال الفتى الاسباني ذو الأصول المغربية يقدم اداء رائعا وسط تواجده مع نخبة من أفضل لاعبين العالم، فلقد سجل في الموسم الحالي خمسة اهداف وساهم في تسعة اهداف حتى الآن، يتميز لامين بقدرته على صناعة الأهداف خلال تمريراته الذكية وقدرته على التسديد من مسافات مختلفة، فيما سبق ان اشار يامال بأنه يستلهم أسلوب لعبه من نيمار نجم برشلونة السابق، مازال بالموسم بقية ومازال بجعبة يامال الكثير.