كما توقّع الجميع قبل انطلاق منافسات دوري أبطال أوروبا، بأن المجموعة السادسة ستكون نارية ومتقلبة، أثبتت النتائج بعد 4 جولات أن الفرق الأربعة بوروسيا دورتموند الألماني وباريس سان جيرمان الفرنسي وميلان الإيطالي ونيوكاسل الإنجليزي، ما زالت تملك الفرصة في التأهل إلى ثمن النهائي، في وقت يسير فيه مانشستر سيتي الإنجليزي، حامل اللقب، بخطى واثقة، حيث حسم تأهله مبكراً للدور الثاني وبالعلامة الكاملة.
وجاءت نتائج الجولة الرابعة للمجموعة السادسة لتقلب الموازين، حيث حقق ميلان أول انتصار له 2 - 1 على حساب سان جيرمان، وثأر لخسارته قبل أسبوعين ذهاباً في باريس بثلاثية نظيفة، وقفز دورتموند إلى الصدارة بعدما جدد الفوز على نيوكاسل 2 - صفر. وبات دورتموند يمتلك 7 نقاط وسان جيرمان 6 نقاط مقابل 5 للميلان و4 لنيوكاسل.
وستكون الجولة المقبلة شبه حاسمة، حيث يستضيف ميلان منافسه دورتموند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) بينما يحل نيوكاسل ضيفاً على سان جيرمان.
وما زاد من سخونة المجموعة هو اشتعال المنافسة في المدرجات أيضاً، وكان بطلها هذه المرة الإيطالي جيانلويجي دوناروما، حارس باريس سان جيرمان وميلان السابق. لقد كان دوناروما يدرك تماماً أنه سيتعرض لاستقبال عدائي من مشجعي ميلان مع عودته إلى ملعب سان سيرو، لكنه لم يتوقع أن يصل الأمر إلى اختراع عملة عليها صورته وتحمل كلمة «المرتزق»، ويطلق عليها «دولاروما».
وغادر الحارس الإيطالي دوناروما فريق طفولته ميلان في 2021 في انتقال مجاني، بعدما رفض تمديد التعاقد بسبب مطالباته المالية، ولم يرغب أيضاً في الرحيل قبل نهاية عقده، بشكل تسبب في ضياع الملايين على ناديه الذي منحه اللعب مع الفريق الأول وعمره 16 عاماً فقط.
واضطر دوناروما إلى إبعاد العملات الورقية بنفسه عن مرماه، قبل انطلاق المواجهة بين سان جيرمان وميلان، لكن نجاحه في تنظيف منطقة المرمى من الأوراق المالية، لم يمنع شباكه من الاهتزاز والخسارة.
ورغم تقدم سان جيرمان بهدف للمدافع ميلان شكرينيار، فإن الجناح البرتغالي رافائيل لياو أدرك التعادل لميلان بركلة خلفية في شباك دوناروما، قبل أن يسجل المهاجم الفرنسي المخضرم أوليفييه جيرو هدف الانتصار 2 - 1 لأصحاب الأرض في الشوط الثاني.
وإذا كانت جماهير ميلان ألقت الأوراق المالية المزيفة نحو دوناروما، فإن العديد من مشجعي بوروسيا دورتموند فعلوا الأمر ذاته، إلى جانب سبائك ذهبية مزيفة، للاحتجاج على شيء آخر تماماً وهو خطط الاتحاد الأوروبي (يويفا) لتغيير وتعديل شكل دوري أبطال أوروبا.
وكتبت جماهير دورتموند لافتة عليها كلمة «أنتم لا تهتمون بالرياضة... كل اهتمامكم بالمال».
وأضافت الجماهير: «يتعلق الأمر برغبتكم في وجود المشجع أمام الشاشة وزيادة عدد المباريات التي يمكن بثّها على الشاشات. النتيجة ستكون إيرادات أكبر من البث التلفزيوني، وبالتالي المزيد من الأموال للاتحادات والأندية، على حساب اللاعبين والمشجعين والمسابقات المحلية».
ويرغب «يويفا» في زيادة عدد الأندية المشاركة في دوري الأبطال حتى يزيد إيراداته، وسيضطر إلى تغيير شكل البطولة القارية بإقامة مجموعات من دور واحد، وبنظام معقد مقارنة بالنظام السلس المشهور عن المسابقة القارية وأغلب المسابقات الكروية حول العالم. ووفقاً لإعلان «يويفا» عن الشكل الجديد، فإن دور المجموعات سيتغير بدءاً من موسم 2024 – 2025، وسيشهد مشاركة 36 فريقاً، بدلاً من 32 في الوقت الحالي، وستقام المنافسات بأن يلعب كل فريق 8 مباريات مع 8 فرق مختلفة من دور واحد.
وفي المجموعة السابعة وبعد ثلاثة أيام من إصابة في الكاحل أثارت شكوكاً حول قدرة النرويجي إرلينغ هالاند مهاجم مانشستر سيتي على المشاركة أمام يونغ بويز السويسري، قدّم اللاعب أداءً رائعاً آخر وسجل هدفين من ثلاثية في طريقه لتحطيم رقم قياسي آخر.
وسجل هالاند الآن 39 هدفاً في دوري أبطال أوروبا خلال 34 مباراة، ويستعد لتحطيم الرقم القياسي لأقل عدد من المباريات يخوضها لاعب ليصل إلى 40 هدفاً، الذي يحمله الهولندي رود فان نيستلروي (45 مباراة).
وعلى الرغم من أنه كان هدافاً لأوروبا الموسم الماضي، فقد حل هالاند وراء الأرجنتيني ليونيل ميسي في جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب.
ورداً على سؤال عما إذا كان المهاجم يقدم أداءً هذا الموسم يؤهله للحصول على الجائزة العالمية الرفيعة العام المقبل، قال الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب سيتي: «إذا نجح مع زملائه في الفوز بألقاب فستكون هناك فرصة كبيرة لذلك. إذا لم نفعل فلن يفوز بها».
وعزز سيتي صدارته بالعلامة الكاملة (12 نقطة)، بفارق ثلاث نقاط عن لايبزيغ الذي ضمن بدوره تأهله إلى ثمن النهائي للمرة الثانية توالياً والرابعة في تاريخه بفوزه على مضيفه رد ستار الصربي 2 - 1.
وجاء هدف هالاند الأول من ركلة جزاء، بينما وصف غوارديولا هدفه الثاني، الذي جاء بتسديدة صاروخية بقدمه اليسرى من 20 متراً، بأنه «مذهل».
وقال المدرب الإسباني: «يسجل إرلينغ الأهداف من داخل المنطقة ومن خارجها، إنه يتمتع بهذه الموهبة، وهذه ليست المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك. كان هدفاً رائعاً».
وأشار غوارديولا إلى أن «هالاند حصل على الضوء الأخضر للعب بعد جلسة التدريب الأخيرة، لقد كان يتحرك وسعيداً ومرتاحاً، ولذلك شارك في المباراة. أنهينا المهمة بنجاح وسيأخذ قسطاً من الراحة حتى يوم الأحد المقبل، المهمة لم تنتهِ بعد، علينا أن نحسم صدارة المجموعة».
في مباراة أقيمت على ملعب «فولكسبارك شتاديون» في هامبورغ (ألمانيا)، حيث يخوض شاختار دونيتسك الأوكراني مبارياته البيتية بسبب الغزو الروسي لبلاده، كان برشلونة بحاجة إلى تحقيق فوزه الرابع توالياً من أجل ضمان بطاقته لثمن النهائي، لكن شاختار فاجأه في مباراة لم يقدم خلالها رجال تشافي هيرنانديز شيئاً يذكر، ما جعل الفريق الأوكراني يستحق النقاط الثلاث بفضل الهدف الذي سجله دانيلو سيكان بكرة رأسية في الدقيقة 40.
وقال تشافي: «لقد لعبنا مباراة سيئة، يجب أن نقر بذلك، بعد عامين من دون التأهل إلى ثمن النهائي، فوتنا الفرصة».
وتابع: «الهزيمة جاءت في وقت غير مناسب تماماً. هناك الكثير من التوقعات (المحيطة بالفريق). أعتقد أنه لم يكن هناك مجال للفشل، وقد فشلنا».
وتجمّد رصيد فريق تشافي عند 9 نقاط في الصدارة، بفارق الأهداف فقط عن خصمه المقبل بورتو الثاني الذي تغلب بدوره على أنتويرب البلجيكي الأخير (من دون نقاط) بهدف سجله البرازيلي إيفانيلسون (32 من ركلة جزاء)، بينما بات رصيد شاختار 6 أيضاً لينعش آماله في المنافسة على التأهل.
وأشاد الكرواتي مارينو بوتشيتش، مدرب شاختار، بفوز فريقه، ووصفه بأنه «مجرد البداية فقط» وخطوة مهمة للأمام لكرة القدم الأوكرانية. ولم يتمكن الفريق الأوكراني من اللعب على ملعبه «دونباس أرينا» في دونيتسك التي تحتلها روسيا الآن، منذ عام 2014.
وقال بوتشيتش: «إنه أمر جميل جداً، ليس بالنسبة لي فقط. بل للاعبي فريقي وجميع الأشخاص في النادي الذين عملوا بجد لمساعدتي في تحقيق هذا الإنجاز».
وأضاف: «لسوء الحظ، بسبب الوضع في البلاد، يمكنك أن تسمي هذه مباراة على أرضنا، ولكن بالنسبة لنا فهي ليست كذلك، لأنه يتعيّن عليك تحمل مشقة السفر وفي بعض الأحيان نحتاج إلى يوم أو يومين إضافيين للتعافي بالطبع».
وتابع: «الأمر ليس بهذه السهولة... من المهم أيضاً أن تمثل كرة القدم الأوكرانية البلاد في أوروبا كما فعلنا».
حتى لو فشل شاختار في الوصول إلى مراحل خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا، فإن حصوله على المركز الثالث في المجموعة سيمنحه تذكرة إلى الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»؛ حيث يمكنه مواجهة بعض الأسماء الكبيرة في القارة العجوز، بما في ذلك ليفربول الإنجليزي وأياكس أمستردام الهولندي.
وقال بوتشيتش في هذا الصدد: «إذا حققنا التأهل إلى دور الـ16 فسيكون أمراً رائعاً. وإذا لم نتمكن فإن البقاء في أوروبا سيكون أيضاً إنجازاً عظيماً، بل سيكون إنجازاً مذهلاً لهذا النادي في ظل الظروف التي يعيشها». وكشف جورجي سوداكوف الذي اختير أفضل لاعب في المباراة، إن بوتشيتش همس في أذنه بعد اللقاء قائلاً: «ثق بي، إنها مجرد البداية فقط». وكان برشلونة قد فاز بالمباراة الأولى بين الفريقين الشهر الماضي 2 - 1 في ملعبه في العاصمة الكتالونية، لكن هذه المرة تغلب فريق بوتشيتش على حامل لقب الدوري الإسباني الموسم الماضي الذي سدد كرة واحدة على المرمى. وأجبر شاختار حارس مرمى برشلونة الدولي الألماني مارك-أندريه تير شتيغن على التصدي للعديد من الكرات الخطرة. جماهير ميلان تستقبل دوناروما حارس سان جيرمان بصافرات الاستهجان وترميه بعملات ورقية عليها صورته وكلمة «المرتزق»