سيتي لتفادي خسارة ثالثة في مواجهة برايتون... وديربي ساخن بين آرسنال وتشيلسي

ليفربول يصطدم بالجار إيفرتون... وشيفيلد يتربص بيونايتد... وتونالي يدعم صفوف نيوكاسل أمام بالاس

لاعبو سيتي خلال التدريب قبل لقاء برايتون (رويترز)
لاعبو سيتي خلال التدريب قبل لقاء برايتون (رويترز)
TT

سيتي لتفادي خسارة ثالثة في مواجهة برايتون... وديربي ساخن بين آرسنال وتشيلسي

لاعبو سيتي خلال التدريب قبل لقاء برايتون (رويترز)
لاعبو سيتي خلال التدريب قبل لقاء برايتون (رويترز)

يهدف مانشستر سيتي، حامل اللقب، لتفادي خسارة ثالثة توالياً في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، للمرّة الأولى منذ 7 أعوام، عندما يستضيف برايتون اليوم في منافسات المرحلة التاسعة، في حين يخوض تشيلسي اختباراً صعباً في عقر دار آرسنال.

وتنافس 4 فرق على صدارة الدوري في هذه المرحلة، بدءاً من توتنهام صاحب القمة (بفارق الأهداف عن آرسنال) إلى ليفربول الرابع الذي يستقبل إيفرتون الجريح في ديربي ميرسيسايد اليوم أيضاً.

وخسر سيتي، ثالث الترتيب بفارق نقطتين عن توتنهام وآرسنال، بإشراف مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا للمرة الأولى مباراتين توالياً منذ عام 2018، وذلك عندما سقط أمام ولفرهامبتون 1 - 2، وآرسنال 0 - 1، قبل التوقف من أجل النافذة الدولية.

لاعبو أرسنال يتحضرون لمواجهة تشيلسي سعيا للزحف نحو القمة (د ب ا)

ولم يخسر غوارديولا 3 مباريات على التوالي في الدوري سوى خلال فترة قيادته لبايرن ميونيخ في 2015، لكن هذا السيناريو لم يكن وارداً بالنسبة لسيتي قبل بضعة أسابيع.

لكن فوز برايتون المحتمل على سيتي، الذي سيرتقي الفريق الضيف على أثره إلى المركز الثالث، لن يكون مفاجئاً لمن يتابع التقدم الذي أحرزه الفريق الذي يقوده المدرب روبرتو دي تزيربي.

وأرسى دي تزيربي في برايتون قواعد أسلوب لعب مشابه لسيتي الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة، بل يقول البعض إنه طور طريقة لعب المدرب الإسباني. وسمح له هذا الأسلوب بإنهاء الموسم الماضي بالمركز السادس والمشاركة في إحدى البطولات القارية للمرة الأولى وتفوق هذا الموسم على نيوكاسل ومانشستر يونايتد، كما تعادل مع ليفربول هذا الشهر في المباراة رقم 50 التي يخوضها دي تزيربي مع الفريق.

وأكثر من ذلك، يبدو أن سيتي هذا الموسم يقلّد سمة برايتون المتمثلة في محاولة الضغط على الأطراف قبل تحريك الكرة بسرعة إلى المساحات الخالية.

وأمضى دي تزيربي بعض الوقت في ملعب تدريبات سيتي لدراسة أساليب غوارديولا وبعد رحيله عن شاختار دونيستك، وقبل توليه مسؤولية برايتون، خاض مناقشات مفصلة بشأن أسلوبيهما في كرة القدم. وقبل تعادلهما 1 - 1 في نهاية الموسم الماضي، وصف غوارديولا نظيره في برايتون بأنه «أحد أكثر المدربين تأثيراً في آخر 25 عاماً»، واصفاً طريقة لعب برايتون بأنها «فريدة».

لكن سيتعين عليهما تنحية هذا الإعجاب المتبادل جانباً خلال مواجهتهما اليوم، لمحاولة استعادة صدارة الترتيب ولو مؤقتاً انتظاراً لما تسفر عنه مواجهة آرسنال أمام تشيلسي.

وكافح برايتون للتعامل مع متطلبات الموسم الأوروبي الأول للنادي على الإطلاق، بالإضافة إلى التزاماته المحلية في «البريميرليغ»، حيث لم يذُقْ طعم الفوز في مبارياته الأربع الأخيرة بجميع المسابقات (تعادلان وهزيمتان)، على الرغم من أنه يحتل المركز السادس برصيد 16 نقطة. ويحظى سيتي بدفعة كبيرة بعودة لاعب الوسط المؤثر رودري بعد إيقافه بسبب حصوله على بطاقة حمراء، وسيحرص المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند على هز الشباك بعد صيامه تهديفياً في آخر مباراتين بالدوري.

بوكيتينو ينتظر إنتفاضة تشيلسي ضد ارسنال (رويترز)cut out

وكانت آخر مرة يتعرض فيها سيتي لسلسلة متتالية من الخسائر في حقبة المدرب التشيلي مانويل بيليغريني في بداية عام 2016 (3 هزائم توالياً)، ورغم صعوبة تكرار هذا السيناريو فإن برايتون لن يكون لقمة سائغة وسيشكل تهديداً لأصحاب الأرض الذين حققوا سلسلة من 20 فوزاً توالياً في عقر دارهم بمختلف المسابقات.

وستكون الأنظار على ديربي لندن بين آرسنال الزاحف بقوة نحو الصدارة، وتشيلسي الطامح في انتفاضة تعيده لفرق الصفوة بعد فترة تراجع بالمستوى والنتائج.

وعزّز فوز آرسنال المتأخر على سيتي بهدف البديل البرازيلي غابريال مارتينيلي في الدقيقة 86، قبل أسبوعين، ثقته بقدرته على إنهاء انتظار دام 20 عاماً للفوز باللقب. ويحتل رجال المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا المركز الثاني خلف جاره في شمال لندن توتنهام بفارق الأهداف، بعدما تساويا برصيد 20 نقطة لكل منهما، وبإمكان «المدفعجية» فكّ الشراكة في حال فوزه، لأن «سبيرز» سيخوض مباراته أمام ضيفه فولهام الاثنين في ختام المرحلة.

من ناحيته، حقق تشيلسي انتصارين توالياً في الدوري للمرة الأولى هذا الموسم تحت قيادة مدربه الجديد الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، وذلك على حساب فولهام 2 - 0 وبيرنلي 4 - 1 قبل التوقف الدولي.

واستعاد تشيلسي نجاعته التهديفية، فسجّل 6 مرّات في مباراتيه الأخيرتين، بعدما كان صام عن التهديف في مبارياته الثلاث السابقة، حين خسر أمام نوتنغهام فورست وأستون فيلا بالنتيجة ذاتها 0 - 1 وتعادل سلباً أمام بورنموث. ويشكّل آرسنال اختباراً أكثر صرامة حول ما إذا كان تشيلسي سيتمكن من مواصلة انتصاراته، أم لا، علماً بأنه لم يفُزْ على منافسه اللندني في الدوري على أرضه منذ 2018.

وفي حال نجح بوكيتينو في وضع حد لهذه السلسلة، سيفوز الأرجنتيني بقلوب جماهير ملعب «ستامفورد بريدج» بعد بداية محبطة، وسيقدّم معروفاً لناديه القديم توتنهام، حيث سيشرّع له باب الصدارة منفرداً في حال فوز الأخير بمباراته في ختام منافسات هذه المرحلة.

وامتدح أرتيتا البالغ عمره 41 عاماً نظيره بوكيتينو، وتذكر فترتهما معاً في باريس سان جيرمان في موسم 2001 - 2002، وقال المدرب الإسباني: «كانت أول تجربة لي في فرنسا، وانضم (بوكيتينو) في الوقت ذاته وعشنا في الفندق ذاته 3 أشهر. إنه أحد أكثر الأشخاص الذين أثروا على مسيرتي كلاعب في المقام الأول، فقد اعتنى بي كأخ أصغر، ومنحني الثقة والنصيحة». وأضاف: «لقد كان مثلاً أعلى لي منذ ذلك اليوم ليس فقط كلاعب، بل كمدرب أيضاً. أخذت برأيه عندما قررت الاعتزال وبداية مشواري كمدرب، وسأكون ممتناً له إلى الأبد».

وأبدى أرتيتا إعجابه بمشروع تشيلسي الذي أنفق مبالغ طائلة لضم كثير من اللاعبين الشبان منذ استحواذ تحالف بقيادة الأميركي تود بوهلي على النادي، وأوضح: «أعتقد أن تشيلسي يستحق أكثر مما حققه، ما فعله ماوريسيو في هذه الفترة القصيرة كان مذهلاً ويجب أن نكون في قمة مستوانا أمامه».

ولم يتضح إذا ما كان أرتيتا سيدفع بالثلاثي بوكايو ساكا ووليام صاليبا ولياندرو تروسار أمام تشيلسي، وسينتظر حتى وقت اللقاء لحسم إذا كانوا لائقين أم لا.

وغاب ساكا عن فوز آرسنال على مانشستر سيتي بعد إصابته في مواجهة لنس الفرنسي في دوري أبطال أوروبا، وخرج كذلك من تشكيلة إنجلترا خلال فترة التوقف الأخيرة. وقال أرتيتا: «الثلاثي المصاب يعمل على استعادة اللياقة والتعافي بشكل جيد، ساكا حصل على راحة كان يحتاجها، وتدرب منفرداً ليكون جاهزاً، أما صاليبا الذي غاب عن تشكيلة فرنسا بسبب إصابة في القدم، وتروسار المصاب منذ مباراة سيتي يعاني مشكلة في العضلة الخلفية، لن نستطيع المجازفة بهم وسننتظر حتى اللحظات الأخيرة لحسم موقفهم».

نوتالي جاهز لدعم تشكيلة نيوكاسل (ا ب ا)cut out

وفي ديربي ميرسيسايد تبدو التناقضات واضحة بين الفريقين، ففي حين أظهر ليفربول علامات العودة إلى أفضل مستوياته تحت قيادة مدربه الألماني يورغن كلوب، يحارب إيفرتون مرة جديدة على جبهة عدم الهبوط.

ويبتعد ليفربول، صاحب المركز الرابع مع 17 نقطة بفارق 3 نقاط فقط عن فريقي المقدمة، بينما حصد إيفرتون 7 نقاط فقط من فوزين وتعادل و5 هزائم في أول 8 مباريات.

ويخوض إيفرتون مباراته في ملعب أنفيلد مدركاً أن الأرقام لا تقف في صفه، إذ لم يحقق الفوز في عقر دار جاره منذ عام 1999. وقال شون دايك مدرب إيفرتون: «سجلهم قويّ للغاية، إنهم فريق على مستوى رائع، ونحن نعلم ذلك. نحتاج إلى تغيير الأرقام هناك، ونحن نعلم ذلك. لقد مرّ وقت طويل من دون تحقيق كثير من الانتصارات، لكن هذا مكان صعب للذهاب إليه».

في المقابل، يعاني كلوب الذي حصد فريقه نقطة يتيمة من آخر مباراتين جراء خسارته أمام توتنهام 1 - 2 وتعادله مع برايتون 2 - 2 قبل التوقف الدولي، من صداع في الاختيارات بسبب حالة التعب التي تواجه لاعبيه بعد أيام قليلة من خوضهم مباريات دولية مع منتخباتهم في تصفيات قارة أميركا الجنوبية. ولعب أليكسيس ماكليستر ولويس دياز وداروين نونيز 90 دقيقة مع منتخبات الأرجنتين وكولومبيا وأوروغواي توالياً، ما يجعلهم في وضع صعب على المستوى البدني.

وفي باقي مباريات الجولة، يلعب اليوم أيضاً نيوكاسل ضد ضيفه كريستال بالاس، في مباراة كان الأول يخشى أن يفقد فيها جهود لاعب وسطه الإيطالي ساندرو تونالي الذي خضع لتحقيقات في بلاده حول تورطه في مراهنات رياضية غير قانونية وخرج على أثرها من تشكيلة إيطاليا خلال جولتي التصفيات الأوروبية الأسبوع الماضي. لكن إيدي هاو مدرب نيوكاسل أكد أن تونالي متاح للانضمام للتشكيلة التي ستواجه كريستال بالاس، وقال: «لقد تدرب مرتين معنا هذا الأسبوع وبات جاهزاً للانضمام للتشكيلة. مثلما أفعل مع كل اللاعبين أحلل أداءهم في التدريبات ومدى جاهزيتهم وشعورهم. ساندرو جاهز تماماً».

وتدرب تونالي البالغ عمره 23 عاماً مع منتخب إيطاليا قبل مواجهة مالطا وإنجلترا في تصفيات بطولة أوروبا 2024، لكنه حصل على تصريح بمغادرة الفريق بعد أنباء التحقيق معه. وعلق هاو على ذلك: «لقد مر بأسبوعين صعبين للغاية. كان يتعامل مع كثير من الأمور، من السهل للغاية على الناس أن تنسى مدى صغر عمره والتغيرات التي طرأت عليه في حياته منذ قدومه لإنجلترا ومحاولة التأقلم مع محيط مختلف، لدينا جميعاً نقاط ضعف وقوة وأشياء تحدث في حياتنا يمكن أن تكون صعبة، لذلك الشيء الأساسي هو أن نحددها. سنساعد اللاعب كما نفعل دائماً ومحاولة مساندته للوصول إلى أفضل مستوى في الملعب».

ويحتل نيوكاسل المركز الثامن في ترتيب الدوري ويتأخر بفارق 7 نقاط عن توتنهام المتصدر، فيما يتأخر كريستال بالاس بفارق نقطة واحدة عن فريق هاو.

ويأمل مانشستر يونايتد أن يستفيد من انتصاره المثير الأخير أمام برنتفورد 2 - 1 بهدفين في الوقت القاتل، عندما يحل ضيفاً على شيفيلد يونايتد اليوم أيضاً. ويعاني يونايتد من بداية متواضعة للموسم، ويقبع في المركز العاشر بالدوري برصيد 12 نقطة من 8 مباريات، ويتأخر بـ8 نقاط عن فريقي القمة توتنهام هوتسبير وآرسنال. وضربت الإصابات كثيراً من ركائز مانشستر يونايتد في جميع الخطوط، وآخرها البرازيلي كاسيميرو الذي تعرض لإصابة خلال مشاركته مع منتخب بلاده. في المقابل شارك المغربي سفيان أمرابط في المران بشكل طبيعي، بعدما عانى من كدمة أبعدته عن منتخب بلاده الأسبوع الماضي، وربما يكون متاحاً أمام شيفيلد يونايتد لتعويض مكان كاسيميرو.

وفي بقية المواجهات يلتقي برنتفورد مع ضيفه بيرنلي، فيما يحل ولفرهامبتون ضيفاً على بورنموث، ويستضيف نوتنغهام فورست نظيره لوتون تاون. ويلعب الأحد أستون فيلا مع ضيفه وستهام، وتختتم الجولة بمواجهة بين فولهام وتوتنهام الاثنين.


مقالات ذات صلة


هل تصريحات صلاح تحدٍّ لسلطة سلوت أم إعلان نهاية لمشواره؟

صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)
صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)
TT

هل تصريحات صلاح تحدٍّ لسلطة سلوت أم إعلان نهاية لمشواره؟

صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)
صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)

البعض يرى استحقاق صلاح معاملة تماثل رونالدو وميسي بعد إنجازاته التاريخية مع ليفربول

فتح النجم المصري محمد صلاح أبواب الجدل بشأن مسيرته مع فريقه ليفربول، بعد الانتقادات اللاذعة إلى مدربه الهولندي آرني سلوت الذي أبعده عن التشكيلة في مباراة التعادل مع ليدز يونايتد 3 - 3 مساء أول من أمس، ضمن المرحلة الـ15 من الدوري الإنجليزي الممتاز.

لقد زادت المقابلة الصحافية النارية لصلاح الضغط على سلوت، الذي يعاني بالفعل مع ادعاء الجناح، البالغ من العمر 33 عاماً، أن علاقتهما «انهارت»، في إشارة تُعدّ تحدياً واضحاً لسلطة المدير الفني الهولندي من قبل أحد أبرز لاعبي ليفربول؛ إن لم يكن أفضلهم خلال السنوات الأخيرة.

«الملك المصري»، كما يُطلق عليه مشجعو ليفربول، أطلق تصريحات نارية أصبح من الصعب بعدها تصور كيف يُمكن التوفيق بينه وبين المدير الفني بعد كل هذه الانتقادات الشخصية والعلنية.

وقال صلاح إنه يشعر بأنه «خُذل» من قبل النادي بعد جلوسه على مقاعد البدلاء في المباريات الثلاث الأخيرة، ملمحاً إلى أن المباراة المقررة الأسبوع المقبل أمام برايتون قد تكون الأخيرة له مع بطل إنجلترا قبل الرحيل عن صفوف الفريق في سوق الانتقالات الشتوية.

ويغادر صلاح بعد مباراة برايتون للالتحاق بمنتخب بلاده للمشاركة في نهائيات «كأس أمم أفريقيا» في المغرب.

وأوضح صلاح قبل خروجه من ملعب «إيلاند رود» معقل فريق ليدز: «أنا محبط جداً جداً... لقد قدمت الكثير لهذا النادي على مر السنين، خصوصاً الموسم الماضي».

وأضاف: «الآن أنا جالس على مقاعد البدلاء ولا أعرف لماذا. يبدو أن النادي تخلى عني. هذا هو شعوري. أعتقد أن الأمر واضح جداً أن هناك من أراد أن يحملني كل اللوم عن سوء نتائج الفريق».

وتابع: «تلقيت كثيراً من الوعود في الصيف، وحتى الآن أنا على مقاعد البدلاء منذ 3 مباريات، لذلك لا يمكنني القول إنهم أوفوا بوعودهم. قلت مراراً من قبل إن علاقتي بالمدرب كانت جيدة، وفجأة لم تعد هناك أي علاقة. لا أعرف لماذا، لكن كما أراه، يبدو أن هناك من لا يريدني في النادي». وأردف: «هذا النادي سأظل دائماً أدعمه. أطفالي سيدعمونه دائماً. أنا أحب النادي كثيراً، وسأظل كذلك. اتصلت بوالدتي التي كانت تسأل هل سألعب أمام برايتون أم لا. قلت لها تعالوا إلى مباراة برايتون المقبلة. لا أعرف إن كنت سأشارك فيها أم لا، لكنني سأستمتع بها لعلها الأخيرة».

وتابع: «لا أعرف ما الذي سيحدث الآن. سأكون في (آنفيلد) لأودع الجماهير وأذهب إلى كأس أفريقيا. لا أعرف ما الذي سيحدث عندما أكون هناك».

علاقة الود بين سلوت وصلاح انقلبت مع تدهور نتائج ليفربول (غيتي)cut out

ويعاني صلاح وليفربول خلال الفترة الأخيرة؛ إذ فاز الفريق مرة واحدة في آخر 6 مباريات بمختلف المسابقات، وتراجع إلى المركز الثامن في ترتيب الدوري الممتاز بفارق 10 نقاط عن آرسنال المتصدر.

ويعدّ صلاح ثالث أفضل هداف في تاريخ ليفربول برصيد 250 هدفاً في 420 مباراة، وفاز معه بلقب الدوري الإنجليزي مرتين ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة منذ انضمامه من روما الإيطالي عام 2017. لكن اللاعب ظهر بعيداً عن مستواه المعتاد خلال معاناة ليفربول هذا الموسم؛ إذ حقق الفريق فوزين فقط في آخر 10 مباريات بالدوري.

وسجل صلاح 5 أهداف فقط في 19 مباراة هذا الموسم، لكنه كان أساسياً حتى الفوز على وست هام يونايتد 2 - 0 الأسبوع الماضي. وشارك صلاح بديلاً في التعادل أمام سندرلاند 1 - 1 في «آنفيلد» الأربعاء الماضي دون تأثير يُذكر.

ودافع سلوت عن قراره إبقاء صلاح على دكة البدلاء أمام ليدز يونايتد قائلاً: «كان الأمر يتعلق أكثر بالتحكم في المباراة (عند التقدم 3 - 2) ولم نكن بحاجة إلى دعم الهجوم».

وأضاف: «عادة عندما نحتاج إلى هدف، مثل الأسبوع الماضي أمام سندرلاند، نشرك محمد».

من المؤكد أن تصريحات صلاح ستزيد الضغط على سلوت الذي يواجه بالفعل انتقادات كبيرة مع تراجع النتائج.

بالنسبة إلى نادٍ يفخر بقدرته على إدارة شؤونه داخلياً بعيداً عن وسائل الإعلام، ويعتمد على الاستقرار والهدوء، فقد فجرت ثورة صلاح حالة من السخط داخل ليفربول. إنه تمرد مذهل من لاعب حقق عن جدارة مكانة عظيمة في تاريخ النادي على مر العصور.

وما زاد الأمر سوءاً بالنسبة إلى سلوت وليفربول أن هذا الهجوم من صلاح جاء وهو خارج الخطوط يشاهد الفريق يستقبل هدف التعادل القاتل في اللحظات الأخيرة لتنتهي المباراة أمام ليدز بالتعادل 3 - 3 بعد أن كان ليفربول متقدما بهدفين دون رد.

لم ينجح سلوت في إيجاد حلول للمشكلات التي أدت إلى تراجع مستوى ليفربول هذا الموسم، على الرغم من إنفاق النادي نحو 450 مليون جنيه إسترليني لتدعيم صفوفه في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة. لكن كبرى هذه المشكلات وقعت عندما قرر صلاح التعبير عن غضبه الواضح من الطريقة التي يُعامل بها.

يختار صلاح كلماته بعناية شديدة. وفي معظم المباريات منذ وصوله إلى ليفربول قادماً من روما عام 2017، كان النجم المصري يرفض طلبات الصحافيين المنتظرين للتحدث معه. ولا يتغير هذا الأمر إلا عندما يرغب صلاح نفسه في الحديث، كما حدث عندما وقف خارج ملعب «سانت ماري» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بعد تسجيله هدفين في المباراة التي فاز فيها ليفربول بثلاثة أهداف مقابل هدفين على ساوثهامبتون ليعلن أنه «ربما يكون أقرب للرحيل من البقاء» في ليفربول، حيث كانت مفاوضات تجديد عقده تسير ببطء.

وحُلّ هذا المأزق عندما وقّع عقداً لمدة عامين في أبريل (نيسان) الماضي، واحتفل صلاح بعقده الجديد بالجلوس على عرشه مرتدياً قميص ليفربول في ملعب «آنفيلد». كان كل هذا بعيداً كل البعد عن الحالة التي ظهر عليها النجم المصري في ملعب «إيلاند رود» مساء أول من أمس. لقد أصبح صلاح بالفعل أقرب للرحيل أكثر من أي وقت مضى، وإذا انتهت مسيرته مع ليفربول بهذه المرارة، فسيكون وداعاً حزيناً للغاية. وإذا كانت كلمات النجم المصري بمثابة تحدٍّ لليفربول وسلوت، فهي معركة من غير المرجح أن يفوز بها، على عكس الوضع في مثل هذا التوقيت من الموسم الماضي... رغم تفهم الحزن الذي يشعر به صلاح بعد هذا المشوار التاريخي بإبقائه على مقاعد البدلاء.

خلد صلاح اسمه في تاريخ هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز، بتسجيله 188 هدفاً وتقدّيم 88 تمريرة حاسمة، وبات يحتل المركز الثالث في قائمة هدافي ليفربول على مر العصور، خلف إيان راش وروجر هانت.

في الواقع، يقدم صلاح مستويات هذا الموسم تتناقض تماماً مع ما كان يقدمه خلال الموسم الماضي، حين كان يبدو مدفوعاً برغبة شخصية في إعادة لقب الدوري إلى ملعب «آنفيلد»، وهو ما نجح حقاً في فعله، حيث سجل 34 هدفاً في 50 مباراة بدأها أساسياً في جميع المسابقات. أما خلال الموسم الحالي، فقد شارك صلاح في التشكيلة الأساسية في 16 مباراة، وسجل 5 أهداف فقط.

كان المدير الفني الهولندي يبحث عن حلول في ظل معاناة حامل اللقب، لذا قرر استبعاد صلاح من التشكيلة الأساسية واستكشاف كيفية التأقلم من دونه، ليس فقط على المدى القصير، بل على المدى البعيد أيضاً، حيث يستعد صلاح للانضمام إلى منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وهو أمر جعل الجناح المخضرم يدرك أنه لم يعد يضمن المشاركة في التشكيلة الأساسية بشكل تلقائي.

ستُقام المباراة المقبلة على ملعب «آنفيلد»، عندما يواجه ليفربول برايتون يوم السبت، تحت أنظار الجميع، حيث ستكون بمثابة اختبار للجماهير العاشقة لصلاح، التي لم تصب غضبها على سلوت بعدُ رغم تراجع المستوى هذا الموسم. ويرى كثيرون أن صلاح يستحق التقدير ومعاملته مثل الأسطورتين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، خصوصاً أنه كان الأحق بجائزة «الأفضل في العالم» هذا العام وفقاً لأرقامه القياسية على مدار المواسم الـ5 أو الـ6 الماضية.

من الصعب أن نتصور أن النادي سيضحي بالمدير الفني بسبب انتقادات من لاعب في نهاية مسيرته الكروية، مهما كانت تلك المسيرة رائعة.

لقد أظهرت مكانة صلاح وشخصيته الفولاذية قدرته على تحدي سلطات المدير الفني من قبل، كما حدث عندما دخل في مشادة كلامية حادة مع المدير الفني الألماني يورغن كلوب على خط التماس عندما سجل وست هام هدفاً بينما كان ينتظر مشاركته بديلاً في أبريل (نيسان) 2024. في تلك المناسبة، رفض صلاح التوقف في المنطقة التي يمكن للاعبين فيها التحدث إلى وسائل الإعلام، قائلاً ببساطة: «إذا تحدثت، فستشتعل الأمور». أما هذه المرة، فقد اختار صلاح التحدث في ملعب «إيلاند رود»، وهو الأمر الذي أشعل الأمور بالنسبة إلى سلوت وليفربول!


هل ما زال هناك طريق للعودة بين محمد صلاح وليفربول؟

محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)
محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)
TT

هل ما زال هناك طريق للعودة بين محمد صلاح وليفربول؟

محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)
محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)

لن يُمحى بسهولة من ذاكرة الدوري الإنجليزي واحداً من أكثر التصريحات صدمة في حقبة «البريميرليغ»، حين أعلن محمد صلاح أن علاقته بمدربه آرني سلوت «انهارت»، عقب ثالث مباراة يجلس فيها على دكة البدلاء، وتحديداً بعد التعادل 3-3 أمام ليدز يونايتد.

وبين حديثه عن «رميه تحت الحافلة» ووجود «من لا يريده في النادي»، بدا واضحاً أن الشرخ بين النجم المصري وإدارة ليفربول وصل إلى نقطة حرجة، خصوصاً في لحظة يعاني فيها حامل اللقب من تراجع كبير وضعه في المركز التاسع.

السؤال الآن بحسب شبكة «بي سي سي البريطانية» : هل يمكن إصلاح ما حدث؟ وهل يرتدي صلاح قميص ليفربول مجدداً قبل رحيله المحتمل إلى كأس الأمم الأفريقية؟

علاقة منكسرة بالفعل

بحسب مراسل «بي بي سي البريطانية» سامي مقبل، فقد أكدت مصادر مطلعة أن علاقة صلاح بسلوت «مكسورة فعلياً»، وأن اللاعب لا يرى مستقبلاً مع ليفربول طالما استمر المدرب الهولندي. وهي مفارقة لافتة، بعدما احتفلا معاً قبل ثمانية أشهر فقط بلقب الدوري، وتزامن ذلك مع إعلان عقد جديد ضخم لصلاح.

وتشير المصادر إلى أن صلاح استاء من رواية إعلامية آخذة في الانتشار، مفادها أنه أحد أسباب تراجع أداء الفريق هذا الموسم، وأن سلوت – برأيه – تأثر بهذه الضغوط. كما يعتقد أن التغييرات التكتيكية المرتبطة بسوق الانتقالات لا تخدمه داخل الملعب.

في المقابل، تصر تلك المصادر على حب صلاح الكبير لليفربول وإحباطه العميق من مستوى الفريق مؤخراً، لكن ذلك لم يمنعه من التفكير في خيارات أخرى، في ظل اهتمام واضح من الدوري السعودي وعلى رأسه الهلال بقيادة سيموني إنزاغي.

يوم حاسم ينتظر ليفربول

سيبدأ أسبوع بالغ الحساسية لليفربول وصلاح حيث :

الاثنين: الفريق سيخوض تدريباً مفتوحاً صباحاً قبل السفر إلى ميلانو لمواجهة إنتر في دوري أبطال أوروبا. كل الأنظار ستتجه لمعرفة ما إذا كان صلاح سيشارك في المران، وهل سيرافق الفريق إلى إيطاليا.

الاثنين مساءً: سيلتقي سلوت الإعلام لأول مرة منذ انفجار تصريحات صلاح. وسيواجه سيلاً من الأسئلة:

هل تفاجأ بالتصريحات؟ هل ما زال صلاح جزءاً من خططه؟ هل يمكن إصلاح العلاقة؟

الثلاثاء: مباراة إنتر. فوز يعيد ليفربول إلى المراكز الثمانية الأولى بدوري الأبطال... ولكن هل سيكون صلاح جزءاً منها؟

السبت: ليفربول × برايتون في آنفيلد، المباراة الأخيرة قبل انضمام صلاح لمنتخب مصر استعداداً لكأس أفريقيا في المغرب.

حتى وجوده في الملعب لم يعد مؤكداً. أما رد فعل الجماهير، فهو فصل آخر لا يقل تعقيداً.

ردود الفعل: خطأ فادح من صلاح؟

روب غرين – حارس إنجلترا السابق (راديو بي بي سي فايف): «صلاح عادة لا يتحدث إلا حين تسوء الأمور. لكن تصريحاته هذه منحت سلوت هدية. يمكنه الآن اتخاذ القرار الذي يريد: إمّا إبعاده تماماً وإثبات أن لا أحد أكبر من النادي، أو إعادته بهدوء وبشروطه هو.

لقد ارتكب صلاح خطأً... كان عليه أن يصمت، فالضغط كان سيزداد تلقائياً على المدرب مع كل مباراة يبقى فيها على الدكة.»

كونور مكنامارا – معلق بي بي سي: «صلاح خرج إلى المنطقة المختلطة وهو يعلم تماماً أنه يريد التحدث. بينما كان سلوت يتحدث في المؤتمر الصحافي، كان عدد الصحافيين حول صلاح أكبر من الموجودين في الداخل. كانت تلك لحظة قلبت كل شيء.»

مايكل أوين – نجم ليفربول السابق عبر منصة «إكس»: «يا صلاح... أتفهم كل ما تشعر به. لقد حملت هذا الفريق لسنوات. لكن في كرة القدم لا يمكنك قول ما قلته. ستذهب إلى أفريقيا بعد أيام... كان يجب أن تبتلع غضبك وتنتظر عودتك.»

خلاصة: سبعة أيام حاسمة لمستقبل أسطورة

جميع المؤشرات تقول إن الشرخ كبير، والثقة تراجعت، والوضع انفجر في العلن. والسؤال المطروح في آنفيلد:

هل كان صلاح يوجّه رسائل للخروج؟ أم أنها لحظة غضب لا رجعة عنها؟

خلال الأيام السبعة المقبلة سيُحسم مصير أحد أعظم لاعبي ليفربول في التاريخ... وربما تكون النهاية أقرب مما يظن الجميع.


«لا ليغا»: ريال مدريد يسقط على ملعبه أمام سيلتا فيغو

حسرة لاعبي ريال مدريد بعد الهزيمة من سيلتا فيغو (أ.ب)
حسرة لاعبي ريال مدريد بعد الهزيمة من سيلتا فيغو (أ.ب)
TT

«لا ليغا»: ريال مدريد يسقط على ملعبه أمام سيلتا فيغو

حسرة لاعبي ريال مدريد بعد الهزيمة من سيلتا فيغو (أ.ب)
حسرة لاعبي ريال مدريد بعد الهزيمة من سيلتا فيغو (أ.ب)

سقط ريال مدريد على ملعبه ووسط جماهيره بخسارة مفاجئة أمام سيلتا فيغو بنتيجة صفر / 2، مساء الأحد، ضمن منافسات الجولة الخامسة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.

سجل فيليوت سفيدبرغ البديل الذي شارك في الشوط الثاني، هدفي الضيوف في

الدقيقتين 54 و93.

ودفع الريال ثمنا غاليا للنقص العددي في صفوفه بعد طرد لاعبيه فران غارسيا وألفارو كاريراس في الدقيقتين 64 و95.

واصل الفريق المدريدي نتائجه المتواضعة في آخر خمس جولات، حيث اكتفى بتحقيق فوز وحيد مقابل ثلاثة تعادلات وخسارة، ليتجمد رصيده عند 36 نقطة في المركز الثاني.

وزاد الفارق بين ريال مدريد وغريمه المتصدر برشلونة إلى أربع نقاط، وذلك قبل خوض اختبار صعب على ملعبه أمام مانشستر سيتي، الأربعاء المقبل، في دوري أبطال أوروبا.

أما سيلتا فيغو واصل نتائجه المميزة خارج ملعبه بأربعة انتصارات وتعادلين مقابل خسارة واحدة في 7 مباريات، ليرفع رصيده إلى 19 نقطة في المركز العاشر.