أسئلة حول عرض راتكليف للاستحواذ على ربع أسهم مانشستر يونايتد

جمهور النادي يرغب في معرفة أين ستذهب الـ1.3 مليار إسترليني ومصير ملف كرة القدم

راتكليف اشترط الاشراف على كرة القدم حال قبول عرضه بشراء ربع اسهم النادي (غيتي)
راتكليف اشترط الاشراف على كرة القدم حال قبول عرضه بشراء ربع اسهم النادي (غيتي)
TT

أسئلة حول عرض راتكليف للاستحواذ على ربع أسهم مانشستر يونايتد

راتكليف اشترط الاشراف على كرة القدم حال قبول عرضه بشراء ربع اسهم النادي (غيتي)
راتكليف اشترط الاشراف على كرة القدم حال قبول عرضه بشراء ربع اسهم النادي (غيتي)

بينما ينتظر الملياردير البريطاني جيم راتكليف مؤسس شركة «إنيوس» للكيماويات، الموافقة على شراء حصة قدرها 25 في المائة من أسهم مانشستر يونايتد، لا يزال هناك كثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، وأمور غامضة يجب توضيحها، وخصوصاً الشرط الذي وضعه للإشراف على ملف كرة القدم!

من المتوقع أن تحسم عائلة غلايزر الأميركية المالكة للنادي الأمور في قبول أو رفض عرض السير راتكليف نهاية هذا الأسبوع، والذي وضع 1.3 مليار جنيه إسترليني لشراء ربع الأسهم من قيمة النادي المقدرة بـ 5.2 مليار جنيه إسترليني (ما يقرب من ضعف قيمته البالغة 2.63 مليار جنيه إسترليني). لكن السؤال المطروح حالياً، هو كيف سيكون ملف كرة القدم؟ إنها المعضلة التي تبحث جماهير النادي عن حل لمشاكلها في ظل تراجع النتائج، وعدم الفوز بلقب الدوري منذ عام 2013.

جويل غلايزر الرئيس التنفيذي وشقيقه أفرام يقودان عملية بيع اسهم يونايتد (رويترز)

لقد اشترط راتكليف تولي السيطرة على إدارة الملف الرياضي الذي يترأسه حالياً مدير كرة القدم جون مورتو، والمدير الفني الهولندي إريك تن هاغ... فهل يمكن أن يكون مستقبلهما موضع شك؟

وهناك سؤال آخر يتعلق بالصلاحيات التي سيمارسها راتكليف بالفعل. وإذا كانت هناك رغبة في إجراء تغيير جوهري، فهل سيتم إحباطه من قبل عائلة غلايزر الأميركية، التي لا تزال مسؤولة عن النادي بشكل عام، أم سيحصل على سلطات تتناسب مع استحواذه على 25 في المائة من أسهم النادي؟ إذا حدث هذا الأمر الأخير، فإن أفضل مثال على الكيفية التي يمكن أن يتأثر بها مانشستر يونايتد، هو نادي نيس، الذي استحوذ عليه راتكليف في صيف عام 2019. ومنذ ذلك الحين، فإن النادي الفرنسي، الذي كان آخر لقب له في الدوري عام 1959، والذي لم يحتل المركز الثاني منذ عام 1976، احتل المراكز: الخامس، والتاسع، والخامس، والتاسع، على التوالي، في المواسم السابقة، بينما يحتل حالياً المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الفرنسي الممتاز. من المتوقع بالتأكيد أن يقوم راتكليف بإجراء بعض التعيينات بنفسه، وهو ما قد يعني أن بول ميتشل الذي كان يشغل منصب المدير الرياضي لموناكو حتى مارس (آذار) الماضي، قد يزيح مورتو من منصبه، أو أن يأتي السير ديف برايلسفورد المدير الرياضي لمؤسسة «إنيوس» التي يملكها راتكليف، من نيس.

كيف سيتم دفع الـ 1.3 مليار إسترليني؟

لأن جماهير يونايتد سئمت من سياسة القروض التي اتبعتها عائلة غلايزر، وأغرقت النادي في الديون، فمن المؤكد أن راتكليف الذي يُعد أحد أغنى الشخصيات في بريطانيا، سيتفادى الصدام مع المشجعين، وسيدفع 1.3 مليار إسترليني من أمواله الخاصة؛ لشراء الربع المطروح من أسهم مانشستر يونايتد. لكن هل سيحدث ذلك بالفعل؟ من المؤكد أن رجل الأعمال المولود في فيلسورث تمكّن من تجميع ثروة تقترب من 30 مليار جنيه إسترليني بفضل ذكائه الحاد في اتخاذ القرارات، كما أنه يعمل دائماً على أن تحقق أي صفقة أفضل نتيجة ممكنة له من الناحية المالية. لكن اقتراض الأموال ما زال أمراً محتملاً، وفي هذه الحالة يمكن استخدام أية أرباح ناتجة عن حصته لتسديد هذا الدين بدلاً من استثماره في النادي. ومع ذلك، حتى لو حدث هذا فإنه سيكون أفضل وأكثر إيجابية مما فعله مالكوم غلايزر في عام 2005، عندما استحوذ على مانشستر يونايتد من خلال عمليات اقتراض بمعدلات مرتفعة، وهو الأمر الذي جعل النادي مديوناً بنحو 500 مليون جنيه إسترليني. ارتفع هذا الرقم ليقترب الآن من مليار جنيه إسترلينيّ.

علامات استفهام حول دور المدرب تن هاغ في ادارة الكرة (اب)

ويذكر أن عرض القطري الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني كان أفضل جاذبية؛ لأنه كان سيدفع 5 مليارات جنيه إسترليني نقداً، إضافة إلى الوفاء بديون النادي لشراء أسهم النادي بنسبة 100 في المائة، لكن مماطلة عائلة غلايزر في دراسة العرض لأكثر من 8 أشهر جعل الأول يسحب عرضه.

إلى أين ستذهب الـ1.3 مليار إسترليني؟

بالإضافة إلى الديون المستحقة، البالغ قدرها مليار جنيه إسترليني، فإن ملعب «أولد ترافورد» متهالك، وبحاجة إلى هدمه، وإعادة بنائه، أو إجراء إصلاحات شاملة له على أحدث طراز. وسيكون مبلغ الـ1.3 مليار جنيه إسترليني الذي سيدفعه رجل الأعمال -البالغ من العمر 70 عاماً- رائعاً لتحقيق هذا الهدف، خصوصاً أنه يرغب في زيادة سعة الاستاد إلى 90 ألف متفرج. لكن ليس هناك ما يضمن أن النادي سيستفيد من هذه الأموال، وربما تذهب على الأرجح في شكل أرباح لعائلة غلايزر! إذا كان الأمر كذلك، فمن أين سيأتي المال اللازم لزيادة سعة الاستاد من 75 ألف متفرج؟ وينطبق الشيء نفسه على مركز تدريب مانشستر يونايتد في كارينغتون، والذي يحتاج هو أيضاً إلى تجديد، كما سيظل ملف تدعيم فريق كرة القدم بأسماء كبيرة هو الأهم لدى الجماهير.

ماذا يعني وصول راتكليف بالنسبة للأشقاء الستة في عائلة غلايزر؟

تجب الإشارة إلى أن هؤلاء الأشقاء الستة: جويل، ودارسي، وأفرام، وبريان، وكيفن، وإدوارد، يستحوذون فيما بينهم على 69 في المائة من أسهم مانشستر يونايتد. هناك فئتان من الأسهم في مانشستر يونايتد: (أ) و(ب)، والأسهم التي تمتلكها عائلة غلايزر من فئة (ب) لها قوة تصويتية تبلغ 10 أضعاف الأسهم من الفئة (أ). ومن غير الواضح ما إذا كان راتكليف قد وافق على شراء جزء من أسهم الأشقاء الستة معاً، أو على سبيل المثال، سيشتري أسهم اثنين منهم بالكامل. وتتوزع حصتهم كما يلي: لدى جويل 21,899,366 سهماً من الفئة (ب)، و1,707,614 سهماً من الفئة (أ)، بقوة تصويت إجمالية تصل إلى 19.11 في المائة؛ أما دارسي، فلديها 20,899,365 سهماً من الفئة (ب) و603,806 سهماً من الفئة (أ)، بقوة تصويت إجمالية تصل إلى 18.15 في المائة؛ ويملك بريان 19,899,365 سهماً من الفئة (ب)، بقوة تصويت تبلغ 17.23 في المائة؛ وأفرام 16.606.979 سهماً من الفئة (ب)، بقوة تصويت تبلغ 14.38 في المائة؛ وكيفن 15,899,366 سهماً من الفئة (ب)، بقوة تصويت تبلغ 13.77 في المائة؛ وإدوارد 15.003.172 سهماً من الفئة (ب)، بقوة تصويت تبلغ 12.99 في المائة. أما جويل القائد الفعلي لعائلة غلايزر، فهو على اتصال يومي (عدة مرات في كثير من الأحيان) مع ريتشارد أرنولد، الرئيس التنفيذي، ومورتو، وأعضاء آخرين في التسلسل الهرمي للنادي. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيقدم مورتو، وتن هاغ، تقاريرهما بشكل مباشر إلى راتكليف في المستقبل؟

من سيصوّت على قبول عرض

راتكليف من عدمه؟

أعضاء مجلس إدارة مانشستر يونايتد الـ12: أفراد عائلة غلايزر الستة، بالإضافة إلى أرنولد، وكليف باتي (المدير المالي)، وباتريك ستيوارت (كبير المسؤولين القانونيين والمستشار العام)، والمديرين المستقلين الثلاثة، روبرت ليتاو، ومانو ساوني، وجون هوكس.

كيف سيستقبل المشجعون

الملياردير البريطاني؟

سوف يتم الحكم على ما إذا كان راتكليف قادراً على التحلي بشعبية كبيرة بين الجمهور على المدى الطويل؛ لأنه على المدى القصير قد يُنظَر إليه على أنه الرجل الذي ملأ جيوب عائلة غلايزر بالمال، وأصبح تابعاً للمُلاك الأميركيين. لكن يبدو أن رجل الأعمال البريطاني يسعى لامتلاك أسهم النادي كلها مستقبلاً، وهو ما يعني نهاية استحواذ عائلة غلايزر على مانشستر يونايتد، وهو السيناريو الذي يحلم به كل عشاق النادي. لقد كانت السنوات العشر الأخيرة منذ حصول النادي على آخر بطولة للدوري الإنجليزي الممتاز عبارة عن مهزلة مليئة بكثير من الأخطاء في سوق الانتقالات (أنخيل دي ماريا، وبول بوغبا، على سبيل المثال لا الحصر)، والمديرين الفنيين الذين لم يحققوا النجاح المتوقع: (ديفيد مويز، ولويس فان غال، وجوزيه مورينيو، وأولي غونار سولسكاير)، وتقبل الحصول على المركز الرابع؛ لأنه يعني التأهل لدوري أبطال أوروبا!

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

مايكل أوين: لست مرغوباً في ليفربول… أمر يؤلمني للغاية

رياضة عالمية مايكل أوين نجم كرة القدم الإنجليزية المعتزل (رويترز)

مايكل أوين: لست مرغوباً في ليفربول… أمر يؤلمني للغاية

يقول أوين إن قلبه لا يزال «ينفجر بالفخر» كلما اقترب من «أنفيلد»، ولكنه يدرك أيضاً أن المشجعين ينظرون إليه بشكل مختلف عن الطريقة التي يراهم بها.

The Athletic (ليفربول)
رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ب)

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

يشعر روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بأن عملية التدوير خلال الشهر المقبل ستساعد في تسريع استيعاب اللاعبين طريقته.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مايكل أوين: لست مرغوباً في ليفربول… أمر يؤلمني للغاية

مايكل أوين نجم كرة القدم الإنجليزية المعتزل (رويترز)
مايكل أوين نجم كرة القدم الإنجليزية المعتزل (رويترز)
TT

مايكل أوين: لست مرغوباً في ليفربول… أمر يؤلمني للغاية

مايكل أوين نجم كرة القدم الإنجليزية المعتزل (رويترز)
مايكل أوين نجم كرة القدم الإنجليزية المعتزل (رويترز)

كان ذلك في عام 2019، وفي صباح اليوم التالي لهزيمة ليفربول 3-0 في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة بقيادة ليونيل ميسي، كان مشجعو ليفربول المذهولون يشقون طريقهم بهدوء إلى منازلهم عبر مطار إل برات بالمدينة. عند البوابة، لاحظ بعضهم أحد أعظم هدافي النادي جالساً بمفرده، وذقنه ملتصق بصدره.

إنه يشبه إلى حد ما المشهد الذي حاول فيه آلان بارتريدج جذب انتباه «دان» بالصراخ عليه مراراً وتكراراً عبر ساحة انتظار السيارات. إلا أن هذا هو مايكل أوين. «مايكل»، يصرخ أحد المشجعين. «مايكل»، يحاول مرة أخرى. «مايكل...» في النهاية، يستدير مايكل. إنه يعرف ما هو قادم. أعتقد أنني أعرف ما هو قادم. يمكن للطابور أن يشعر بذلك. كل شيء يبدو محرجاً للغاية وحزيناً بعض الشيء. «أنت مانشستر...» وربما يمكنك أن تتخيل ما سيحدث بعد ذلك.

«نعم، نعم، حسناً يا صديقي»، قال أوين على مضض ولكن بحزم كافٍ لإحباط أي إهانات أخرى قد تأتي في طريقه. ومع ذلك، نادراً ما يمكن لرياضي من هذا المستوى أن يبدو وحيداً ومكشوفاً إلى هذا الحد.

وبحسب شبكة «The Athletic»، بدا أوين مصاباً بكدمات في ذلك اليوم، ولا يزال ألمه بسبب التهميش في النادي الذي انضم إليه عندما كان يبلغ من العمر 12 عاماً وخدمه بتميز لمدة 13 عاماً مؤلماً. وفي حديثه إلى الآن، يقول إن قلبه لا يزال «ينفجر بالفخر» كلما اقترب من «أنفيلد»، ولكنه يدرك أيضاً أن المشجعين ينظرون إليه بشكل مختلف عن الطريقة التي يراهم بها. وهذا يجعله متوتراً. «لا أشعر وكأنني مرحب بي أو محبوب وهذا يؤلمني بشدة، لذلك أفضل تجنبه».

وتوضح قصة أوين أن اللاعب يستطيع تسجيل 158 هدفاً في 297 مباراة ـ وهو ما يضعه في المركز السابع في قائمة هدافي ليفربول على مر العصور في ذلك الوقت ـ ولكن مع ذلك ينتهي به الأمر إلى أن يصبح غير محبوب على أساس خياراته المهنية.

وربما كانت الخطوة التي قادت أوين إلى مانشستر يونايتد في عام 2009 ـ والتي تمت الإشارة إليها بعبارات عدائية في طابور الانتظار في مطار برشلونة ـ هي الأكثر إثارة للجدل، ولكن الرجل نفسه مقتنع بأن سمعته تشكلت بشكل أكبر بقراره الانتقال إلى ريال مدريد قبل خمس سنوات.

وهو يصر على أن خطته كانت دائماً أن يذهب إلى مدريد لمدة عام أو عامين ثم يعود، مثلما فعل إيان راش عندما أمضى فترة قصيرة في يوفنتوس في موسم 1987-1988. ولكن في مدريد، يتحدث أوين عن «فقدان السيطرة» على الخيارات المتاحة أمامه. والواقع أنه كان على وشك العودة إلى ليفربول، ولكن نيوكاسل يونايتد جاء بعرض أكبر قبله ريال مدريد ولم يستطع ليفربول أن ينافسه. حتى عندما انضم إلى مانشستر يونايتد، قال إنه بذل قصارى جهده لإقناع الأشخاص المؤثرين الذين ما زال يعرفهم في ليفربول، مثل جيمي كاراغر، بإقناع المدير رافائيل بينيتيز بإعادته إلى أنفيلد.

بدلاً من ذلك، تُرِك له أربعة خيارات: بصرف النظر عن يونايتد، كان هناك هال سيتي (هبط في نهاية الموسم التالي)، وإيفرتون (خطوة أخرى غير شعبية لأي شخصية مهمة في ليفربول)، أو الاعتزال ببساطة. اختار أوين يونايتد لأنه أعطاه أفضل فرصة للفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز أخيراً، وهو ما فعله في عام 2011.

أخبرني في مقابلة أجريت عام 2016 في إسطبلات خيوله على الحدود بين إنجلترا وويلز، أن قرار الذهاب إلى أولد ترافورد كان أسهل لأنه شعر بالتهميش من قبل أنصار ليفربول. ليلة واحدة على وجه الخصوص عالقة في ذهنه - مباراة في دوري أبطال أوروبا حيث قام ببعض العمل التلفزيوني بينما كان لا يزال متعاقداً مع ريال مدريد، وتعرض لهجمة من المشجعين. غادرت عائلته الملعب في تلك الليلة في حالة صدمة.

إن موضوع رحيل لاعب كرة قدم عن ليفربول إلى ريال مدريد له أهمية كبيرة الآن، لأن الفريقين سيتواجهان في دوري أبطال أوروبا في أنفيلد على خلفية استهداف النادي الإسباني لترينت ألكسندر أرنولد.

كما يشير أوين، ربما تكون هناك مقارنات أوضح يمكن إجراؤها بين ألكسندر أرنولد وستيف ماكمانامان الذي سار على نفس الطريق في عام 1999، خاصة أنه كان خارج عقده ولم يستفد ليفربول مالياً من رحيله. سمح بيع أوين مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني فقط لبينيتيز بتأمين توقيع تشابي ألونسو - ولكن في ذلك الوقت، أزعج أنصار النادي أن أوين بدا غير راغب في تجديد عقده.

يصر أوين على أنه لم يكن يدفع للخروج من ليفربول في أي وقت من ذلك الصيف وأن عرض ريال مدريد كان مفاجأة له.

يقول: «ريال مدريد نادٍ لامع لكنني لم أفكر أو أحلم أبداً باللعب لهم. عندما علمت باهتمامهم، انتابني شعور مختلط. كان هناك شعور بالفخر لأن نادياً مثل هذا مهتم بي. كان هناك شعور بالفضول، على ما أعتقد. لقد كنت أتقلب في الفراش لمدة أسبوع تقريباً منذ اللحظة التي سمعت فيها عن الاهتمام وقررت الرحيل»

وأردف أوين: «لقد تحدثت إلى المدير (بينيتيز) وتحدثت إلى ريك باري (الرئيس التنفيذي). كان الأمر أشبه بـ«دعنا نتفق على أنني سأستمر لمدة عام أو عامين ثم أعود. دون وعي، كان هذا هو ما كنت أحتاج إليه، الطمأنينة. لم أكن أرغب حقاً في الرحيل - كان ليفربول هو ناديّ. لكنني تساءلت أيضاً عما إذا كنت سأندم في النهاية إذا لم أحاول ذلك».

يصر أوين على أنه ليس «جريمة» إذا اختار ألكسندر أرنولد الرحيل عن النادي الذي أمضى فيه حياته كلها أو فريق فاز بـ15 كأساً أوروبية، وهو رقم قياسي. ومع ذلك، يقول إنه يعيش مع عواقب القرار الذي كان من الممكن اتخاذه «برمي عملة».

إذا اختار ألكسندر أرنولد الرحيل، يعتقد أوين أنه سيحتفظ بمكانته الأسطورية. في حين ساعد الظهير الأيمن ليفربول على الفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز، لم يقترب أوين من ذلك أبداً. كان أبعد ما وصل إليه الفريق في دوري أبطال أوروبا هو ربع النهائي، وعلى الرغم من ادعاءات جيرارد هولييه بأن ليفربول كان «على بعد 10 مباريات من العظمة» في عام 2002، وهو العام الذي قدم أيضاً احتمال الفوز باللقب، فإن الحملة باءت بالفشل.

كان أوين أيضاً أفضل لاعب في ليفربول. كان بإمكانه الفوز بأكبر المباريات بمفرده، كما فعل في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد آرسنال في عام 2001. لذلك، جعل رحيله يبدو أن فرصة النادي في الفوز بأكبر الجوائز أقل. بالنسبة للبعض، بدا الأمر وكأنه هجر.

ولكن بالنسبة لألكسندر أرنولد، يقدم أوين تحذيراً بناءً على تجاربه الخاصة في العاصمة الإسبانية، حيث شعر أنه تخلى عن أي سيطرة على اتجاه حياته ولكن أيضاً عن إحساسه بهويته، حيث اندمج في غرفة ملابس مليئة بالأسماء الكبيرة.

يقول: «بمجرد أن تنتقل مرة واحدة ولا تكون في المكان الذي يفترض الجميع أنك لن تنتقل منه أبداً، تصبح تقريباً أصلاً قابلاً للتداول. لم أكن أرغب أبداً في اللعب لريال مدريد، ولكن هذا شرف لي. لقد نشأت وأنا أرغب في اللعب لليفربول. بمجرد الانتقال، تفقد هذا الارتباط المطلق بناديك وتصبح عرضاً للتداول. تفقد الغراء الذي كان لديك ذات يوم، بالانتقال من عقد إلى عقد، لأنك لا تلعب للفريق الذي تشجعه. أنت مجرد لاعب يحاول أن يؤدي بشكل جيد لنادٍ معين. هذا يعني أكثر من ذلك عندما تتقدم في الرتب».

عندما تحدث ألكسندر أرنولد مؤخراً عن تصميمه على أن يصبح أول لاعب في مركزه يفوز بالكرة الذهبية، كان الأمر غير عادي.

وبشكل عام، يتجنب لاعبو ليفربول ـ وخاصة المحليين منهم ـ الحديث عن الطموحات الفردية نظراً للأهمية التي يوليها النادي للجهود الجماعية، وهذا إرث من أخلاقيات بيل شانكلي عندما نجح في انتشال النادي من دوري الدرجة الثانية القديم.

ربما كانت هذه أول إشارة واضحة إلى أن ألكسندر أرنولد يرى نفسه بشكل مختلف. يستطيع أوين أن يتعاطف مع «عقلية النخبة» التي يتحدث عنها ألكسندر أرنولد والإيمان الراسخ بقدراتهم. ويتحدث أوين عن «وهم» معاييره الخاصة. وما يميزه لم يكن جسدياً أو فنياً بل نفسيته. ويقول: «اعتقدت أنني الأفضل».

يستطيع أوين أن يتذكر محاولة كاراغر إقناعه بعدم التوقيع لريال مدريد بإخباره أنه لن ينضم للفريق بسبب وجود نجوم مثل رونالدو وراؤول ولويس فيغو وزين الدين زيدان. ومع ذلك، في تلك المرحلة من حياته المهنية، لم يكن أوين يعاني من أي مشاكل تتعلق بقيمته الذاتية.

«أتلقى الكثير من الأسئلة حول شعوري عندما كنت ألعب مع النجوم الكبار»، يواصل أوين. «أقول: (لماذا لا تسألني كيف كان شعوري عندما كنت ألعب معي؟) لم يسبق لي أن انبهرت بأحد. لدي الكثير من الاحترام للناس ولكن عندما يسألني شخص ما إذا كان بإمكاني مقابلة شخص واحد في الحياة، أبدأ في حك رأسي. أنا لا أنظر إلى أي شخص وأفكر، (يا إلهي...) بالتأكيد لم أفكر بهذه الطريقة عند الانضمام إلى نادٍ جديد لكرة القدم».

واستطرد: «شيء واحد أردت القيام به هو كسب احترام اللاعبين. أتذكر أول جلسة تدريبية في مدريد، فكرت، (يجب أن أظهر لهم أنني أستطيع اللعب). لكنني أردت أن أفعل ذلك عندما ذهبت إلى نيوكاسل. أردت أن أفعل ذلك في المرة الأولى التي وطئت فيها قدمي ملاعب التدريب في ميلوود. أول شيء عليك القيام به هو أن تظهر لزملائك في الفريق أنهم يستطيعون أن يكونوا واثقين عند منحك الكرة، في أي وقت؛ أنك واحد منهم، وأنك على مستواهم، إن لم يكن أكثر منهم. إذا أعطوك الكرة، فقد يجعلهم ذلك يبدون أفضل».

ربما يكون هذا النوع من الفهم والثقة هو ما يكافح الشخص العادي في الشارع للتعامل معه، مما يفصل الرياضيين مثل أوين وألكسندر أرنولد عن أي شخص آخر، ومما يزيد من احتمالية احتقارهم بمجرد عدم تمثيلهم لفريقك.

فيما يتعلق بكرة القدم، على الرغم من اللعب تحت قيادة أربعة مدربين في حملة فوضوية بشكل خاص، كان أوين مرتاحاً في مدريد. خلال موسمه الوحيد، بدأ 26 من أصل 45 مباراة وسجل 16 هدفاً. كان ليبقى لفترة أطول لو استقر خارج الملعب. على عكس ماكمانامان، لم يكن لديه ستة أشهر للاستعداد وشراء منزل. بدلاً من ذلك، عاش لفترة طويلة مع زوجته لويز وطفلهما الأول جيما في فندق. هذا يعني أنه شعر بالذنب لقضاء الوقت بعيداً عنهما، في محاولة للتعرف على زملائه الجدد في الفريق. أثناء جولات الغولف مع رونالدو، كان عقل أوين في الفندق.

يعترف أنه لم يساعده أن العديد من اللاعبين كانوا يتحدثون الإنجليزية أيضاً، لأن ذلك جعل من الصعب عليه تعلم اللغة الإسبانية والاندماج مع الأشخاص خارج النادي، حيث كان اهتمام وسائل الإعلام يتجاوز أي شيء شهده في ميرسيسايد. لم يكن هذا الاهتمام يزعجه.

في مرحلة ما من حياته، حوالي عام 1998 بعد هدفه الرائع لصالح إنجلترا ضد الأرجنتين في كأس العالم، كان أوين مشهوراً مثل ديفيد بيكام، الذي أصبح بعد ذلك أحد زملائه في فريق مدريد.

يتذكر أوين: «كان يُسمح للصحافة بمشاهدة جلسات التدريب بأكملها. كنا نستمتع بممارسة التسديد في نهاية الجلسة وفي اليوم التالي كانت الصحيفة تحتوي على جدول به جميع التفاصيل الرئيسية حول عدد التسديدات التي سددها كل لاعب، وعدد التسديدات التي سجلها، والقدم التي استخدمها. كانوا يراقبونك في التدريب. وهذا يعني أنه كان عليك أن تكون دقيقاً في كل يوم. كان الجميع يراقبون، وكان الجميع يسجلون ما تفعله وكان الجميع يكتشفون ما تفعله. لم تكن هناك لحظة يمكنك فيها ارتكاب خطأ. كان وهج الصحافة لا يصدق. لقد كان بالتأكيد حيواناً أكبر من أي شيء واجهته على الإطلاق. كان هناك أيضاً مصورو الباباراتزي. «كنت تتناول الغداء وكانوا يلتقطون الصور».

يظل أوين آخر لاعب إنجليزي يفوز بجائزة الكرة الذهبية التي يطمح إليها ألكسندر أرنولد. جاء ترشيحه بسبب تأثيره على عام 2001 التقويمي لليفربول، عندما سجل 31 هدفاً وفاز فريق هولييه بثلاث كؤوس (خمس إذا أضفت كأس السوبر الأوروبي والدرع الخيرية) أثناء التأهل لدوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ إعادة تسمية المسابقة في عام 1992. تضمنت تلك الفترة ثلاثيته لإنجلترا في فوزها الشهير 5-1 على ألمانيا في ميونيخ خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002.

لم يحصل على الجائزة سوى ثلاثة إنجليز قبل أوين: كيفن كيغان (1978 و1979)، وبوبي تشارلتون (1966) وستانلي ماثيوز (1956). لم تتضمن العملية حفلاً كبيراً في باريس، بل زيارة مجلة «فرنس فوتبول» لملعب تدريب ليفربول في ميلوود ثم حفل تقديم في «أنفيلد» قبل مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز.

يقول أوين إنه لم يفهم حقاً سبب كل هذه الضجة، لأن الجائزة لم تكن تعني الكثير في إنجلترا كما كانت في بلدان أوروبية أخرى، «لقد شعرت بالحرج قليلاً، لأكون صادقاً، لأنني أردت فقط مواصلة اللعبة». عند وصوله إلى مدريد، كان الأمر أكثر أهمية، وأصبح من الواضح لأوين أن اللقب سيتبعه «مثل لقب فارس».

يقول أوين: «قد يكون الأمر مختلفاً بالنسبة لترينت إذا حصل عليها يوماً ما، لأن أهمية الجائزة نمت على مدار العقد الماضي، وبالتأكيد في بريطانيا. لكن هذا لم يغير الطريقة التي شعرت بها تجاه نفسي - بالتأكيد لم أكن أمارس رياضة الشقلبة. فقط الآن عندما أنظر إلى الكأس الجالسة في خزانتي، وأعلم أنه لم يحصل عليها أي شخص آخر من هذا البلد منذ ذلك الحين، أفكر: (ربما لم أكن سيئاً للغاية)».