في دراسة أجرتها كلية هارفارد للأعمال، واطلعت عليها صحيفة «الغارديان»، كشفت كيف كان للنجم المصري محمد صلاح دور رائد لزيادة مصادر الإيرادات لناديه ليفربول الإنجليزي، وهو ما انعكس أيضاً على عقد اللاعب المربح للغاية من الناحية المادية.
وكان الكولومبي ذو الأصول اللبنانية رامي عباس عيسى، وكيل ومحامي محمد صلاح، قد أشار في دورة طلاب ماجستير إدارة الأعمال بجامعة هارفارد، وخلال برنامجها الترفيهي والإعلامي والرياضي، إلى أن شروط عقد النجم المصري مع ليفربول هي السبب الرئيسي والمحفز لحصوله على دخل إجمالي لا يقل عن مليون جنيه إسترليني أسبوعياً.
ويوضح عباس وصلاح أيضاً إلى أي مدى كان اللاعب الأعلى أجراً في تاريخ ليفربول قريباً من الرحيل، قبل توقيعه على عقد جديد في الأول من يوليو (تموز) 2022، يستمر حتى عام 2025.
وبدأت المفاوضات في عام 2020، وكانت هناك شكوك حتى أواخر يونيو (حزيران) 2022 حول تمديد صلاح عقده، وهي الفترة التي تقول الدراسة إن المحادثات مع النادي قد «انهارت تماماً». وقال عباس: «عندما تضع طلباتك على الطاولة ولا تحصل على أي شيء مما طلبته، فيتعين عليك أن تبدأ التفكير في الرحيل».
ولأغراض الدراسة، وافق عباس وصلاح على أن يتم نقل كلامهما كما لو كان قد تم التحدث به وقت محادثات العقد. ونقل عن النجم المصري قوله: «لقد كنت إيجابياً بشأن المفاوضات منذ البداية؛ لكن بعد أن أخبرني رامي أنهم لم يوافقوا على أي شيء مما نريده، فإنني أرى الأمور بشكل مختلف. أشعر أن النادي يريدني أن أبقى، وأنا أريد البقاء؛ لكن من الصعب التوصل إلى اتفاق».
من الجدير بالذكر أن كلية هارفارد للأعمال اختارت عرض إعادة التفاوض على عقد صلاح في برنامجها الرياضي الذي تديره البروفسورة أنيتا إلبيرس، والتي أعدت التحليل العميق لآليات صفقة صلاح مع أحد طلابها، طاهر المعتز بالله، ووافق عباس وصلاح على إجراء مقابلات في هذا الصدد.
وتحدث عباس في الدورة التي جذبت النسخة التنفيذية منها التي استمرت 4 أيام كثيراً من الشخصيات البارزة في عالم كرة القدم، وكان من بين الحاضرين النجوم السابقون: الإسباني جيرارد بيكيه، والبرازيلي كاكا، والهولنديان إدوين فان در سار، وكلارنس سيدورف.
كانت مناقشة مفتوحة، والغرض عادة أن تنتهي عند نقطة معينة، والتي كانت في هذه الحالة عبارة عن مكالمة هاتفية في يونيو 2022 بين عباس وصلاح، قبل أن يقدم وكيل اللاعب الطلبات النهائية للموافقة على توقيع النجم المصري لعقد جديد مع ليفربول. كان عباس في دبي، في حين كان صلاح يقضي عطلته في منتجع الجونة على البحر الأحمر في مصر.
وتتضمن الدراسة موقف عباس من المفاوضات قبل وقت قصير من تقديمه لطلبات صلاح، عندما قال: «ما زلنا متباعدين للغاية. محمد لن يتخلى عن عقده بسبب وجود فارق يصل إلى 5 في المائة، بين ما نطلبه وما هم على استعداد لتقديمه. إنه أكثر من ذلك بكثير».
وأضاف عباس: «إذا وجدنا طريقة لجعل ليفربول يوافق على الراتب الذي نريده، وإذا قدم محمد المستوى الذي قدمه خلال المواسم الماضية... فإننا نتوقع بتحفظ أن يتراوح المبلغ الإجمالي الذي يحصل عليه، وشركات حقوق الصور على مدى السنوات القليلة المقبلة من عقده، وعقود حقوق صوره بين 54 مليون يورو (46.8 مليون جنيه إسترليني) و62 مليون يورو (53.7 مليون جنيه إسترليني) سنوياً».
وتنتهي الدراسة بمقولة من صلاح، وهي: «تجديد عقدي مع ليفربول سيكون أحد أكبر المعالم في مسيرتي الكروية». ويضيف: «لكن يتعين علينا أن نفعل هذا بالطريقة الصحيحة. لقد تعلمت طوال مسيرتي المهنية أنه إذا كنت تريد أن تكون ناجحاً، فمن المهم أن تستثمر في نفسك، ليس فقط جسدياً ولكن أيضاً عقلياً. هذا صحيح على أرض الملعب؛ لكنه صحيح أيضاً خارج الملعب. يتعين عليك أن تتحكم في عواطفك وأن تكون مستعداً للضغوط».
لم يتم الكشف عن أي تفاصيل حول الكيفية التي سار بها الاجتماع الحاسم؛ لكن من المعروف أنه تم الإعلان عن تجديد عقد صلاح خلال وقت قصير جداً. بمعنى آخر، سارت الأمور بشكل جيد، ومن المنطقي أن يستنتج القارئ أن ليفربول قد وافق على مطالب عباس.
لم تشر الدراسة إلى المبلغ الذي يدفعه ليفربول لصلاح بالضبط. وتعتقد مصادر من داخل النادي أن النجم المصري يكسب أكثر من أطراف ثالثة، مثل علاقاته التجارية مع «أديداس»، و«بنك الإسكندرية» في مصر، و«بيبسيكو»، و«غوتشي»، و«ماونتن فيو» للعقارات.
يقول عباس: «كان انضمام صلاح إلى ليفربول بمثابة تغيير في قواعد اللعبة»، موضحاً أن ارتباط صلاح الناجح مع النادي الإنجليزي لم يؤدِّ فقط إلى توقيع عقد لعب مربح للغاية من الناحية المادية؛ بل ساعد في زيادة مصادر الإيرادات الأخرى. وبالتالي، من السهل أن نرى كيف أن مساعدة صلاح لليفربول على تقديم أداء جيد داخل المستطيل الأخضر، يمكن أن تؤدي إلى زيادة المكافآت والأموال التي يحصل عليها النجم المصري من خارج النادي.