إنجلترا لتأكيد صدارتها وإيطاليا لفك عقدتها مع مقدونيا الشمالية

أوكرانيا تبحث عن فوز يعزز آمالها وسباليتي لإثبات جدارته في أول مباراة مع «الآزوري» في تصفيات «يورو 2024»

لاعبو إنجلترا يتدربون بجدية لملاقاة أوكرانيا بحثاً عن انتصار خامس على التوالي (رويترز)
لاعبو إنجلترا يتدربون بجدية لملاقاة أوكرانيا بحثاً عن انتصار خامس على التوالي (رويترز)
TT

إنجلترا لتأكيد صدارتها وإيطاليا لفك عقدتها مع مقدونيا الشمالية

لاعبو إنجلترا يتدربون بجدية لملاقاة أوكرانيا بحثاً عن انتصار خامس على التوالي (رويترز)
لاعبو إنجلترا يتدربون بجدية لملاقاة أوكرانيا بحثاً عن انتصار خامس على التوالي (رويترز)

يحلّ منتخب إنجلترا ضيفاً على نظيره الأوكراني بملعب (مونيسيبال) في مدينة روكلو البولندية، في حين تتطلع إيطاليا (حامل اللقب) لفك عقدتها مع مقدونيا الشمالية، من خلال الجولة الخامسة للمجموعة الثالثة بتصفيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2024).

ويتربع المنتخب الإنجليزي على قمة جدول ترتيب المجموعة برصيد 12 نقطة، بالعلامة الكاملة بفوزه في جميع لقاءاته الأربعة السابقة، بينما يحتل منتخب أوكرانيا المركز الثاني برصيد 6 نقاط، من 3 مباريات فقط، وتأتي إيطاليا في المركز الثالث برصيد 3 نقاط، من مباراتين، متفوقة بفارق الأهداف على مقدونيا الشمالية (من 3 مباريات) ويقبع منتخب مالطا في قاع الترتيب بلا رصيد من النقاط، عقب خسارته في الجولات الأربع الأولى.

ويتطلع المنتخب الإنجليزي إلى مواصلة انطلاقته الرائعة ومواصلة سيطرته على المجموعة الثالثة التي استهلها بالفوز 2-1 على إيطاليا، في أول مواجهة بينهما منذ خسارته أمام «الآزوري» بركلات الترجيح في نهائي النسخة الأخيرة (يورو 2020) على ملعب «ويمبلي» في العاصمة البريطانية لندن. وواصل المنتخب الإنجليزي عروضه القوية بالفوز 2-صفر على أوكرانيا بالجولة الثانية ثم 4-صفر على مالطا، و7-صفر على مقدونيا الشمالية.

وتتوجه إنجلترا لمواجهة أوكرانيا بالقوة الضاربة بقيادة أبرز الركائز الأساسية التي قادته إلى نصف نهائي المونديال الأخير في قطر بينهم القائد مهاجم بايرن ميونيخ الجديد هاري كين.

واستدعى غاريث ساوثغيت، لاعب وسط الاتفاق السعودي جوردان هندرسون، بالإضافة إلى قطب دفاع مانشستر يونايتد هاري ماغواير، ولاعب وسط مانشستر سيتي كالفن فيليبس، على الرغم من عدم الاستعانة بخدماتهما في فريقيهما منذ بداية الموسم، بينما استبعد جناح تشيلسي رحيم سترلينغ.

واستدعى المدرب غاريث ساوثغيت، نجم خط الوسط جود بيلينغهام، المتألق هذا الموسم مع فريقه الجديد ريال مدريد الإسباني، كما استعان للمرة الأولى بإيدي نكيتياه، مهاجم آرسنال الإنجليزي. من جانبه، يبحث منتخب أوكرانيا، الذي يخوض اللقاء بعيداً عن ملاعبه بسبب الحرب الدائرة مع روسيا، عن تحقيق انتصاره الأول على نظيره الإنجليزي منذ ما يقرب من 14 عاماً.

وحقق المنتخب الأوكراني فوزه الوحيد على إنجلترا في أكتوبر (تشرين الأول) 2009، عندما فاز 1-صفر بمدينة دينيبرو الأوكرانية، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

في المقابل، حقّق المنتخب الإنجليزي تفوقاً كاسحاً على أوكرانيا في تاريخ لقاءاتهما، حيث حقق 5 انتصارات خلال 8 مواجهات جرت بينهما، بينما خيم التعادل على لقاءين. وخلال تلك اللقاءات الثمانية السابقة، أحرز نجوم المنتخب الإنجليزي 13 هدفاً، بينما تلقت شباكه 3 أهداف فقط.

ويطمح منتخب أوكرانيا إلى فوز يعزز به فرصه في التأهل للنهائيات التي تستضيفها ألمانيا العام المقبل، بعد انتصار 3-2 على مقدونيا الشمالية و1-صفر على مالطا في آخر مباراتين، ليتعافى من آثار خسارته في لقائه الأول أمام إنجلترا.

من جانبه، يخوض منتخب إيطاليا مواجهة ثأرية ضد مقدونيا الشمالية، حيث يتطلع المنتخب الأزرق لرد اعتباره من خسارته صفر-1 على ملعبه أمام نفس المنافس الذي حرمه من التأهل لكأس العالم في قطر 2022، وللنسخة الثانية على التوالي.

ويقود لوسيانو سباليتي إيطاليا في أوّل مباراة رسمية له على رأس الإدارة الفنية، ساعياً للثأر وطرد أشباح كارثة مونديال 2022. تمرّ إيطاليا بما يشبه أزمة الهوية منذ ما يقرب عقدين من الزمن، حيث فشلت في حجز بطاقتها إلى مونديالي 2018 تحت إشراف جان بييرو فنتورا و2022 بقيادة روبرتو مانشيني الذي نجح قبلها في منحها لقب كأس أوروبا صيف 2021، كما أن إيطاليا لم تعد مخيفة لخصومها كما كانت في العقود الماضية.

وستكون بداية سباليتي صعبة لأنه مطالب بفك عقدة المنافس المقدوني، ثم مواجهة أوكرانيا بعدها بثلاثة أيام.

وكانت مقدونيا الشمالية قد فجّرت مفاجأة من العيار الثقيل بتغلبها على إيطاليا 1-0 في باليرمو في الملحق القاري المؤهل إلى مونديال قطر.

كارثة الهدف الذي سجله المهاجم السابق لنادي باليرمو ألكسندر ترايكوفسكي لم تحرم إيطاليا من نهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي فحسب، بل عكَّرت أيضاً الإنجاز الذي حققه المنتخب بتتويجه بكأس أوروبا الأخيرة التي جعلت لاعبيه أبطالاً وطنيين مع المدرب مانشيني.

لكن سباليتي حثّ لاعبيه وجماهيره في مؤتمره الصحافي على نسيان مرارة تلك النتيجة والتركيز على المستقبل.

ووافقه حارس مرمى باريس سان جيرمان الفرنسي العملاق جانلويجي دوناروما حتى لو اعترف بأن اللاعبين «ما زالوا غاضبين» بسبب فشلهم في التأهل إلى مونديال قطر.

وقال دوناروما: «ليس الانتقام هو ما يدفعنا حقاً، لأننا نريد التركيز على أنفسنا، لكننا نعلم مدى أهمية هذه المباراة وما حدث في آخر مرة لعبنا فيها».

وتسافر إيطاليا إلى سكوبيي لخوض إحدى المباراتين اللتين قد تحددان مصيرها في التصفيات القارية للبطولة المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، حيث يهدفون إلى الدفاع عن اللقب.

وتلعب إيطاليا مع أوكرانيا على ملعب سان سيرو في ميلانو مساء الثلاثاء المقبل، على أمل كسب 6 نقاط تمنحها المركز الثاني في المجموعة ووضع قدم في النهائيات، إذ إن صاحبي المركزين الأول والثاني سيتأهلان للنهائيات.

وحرّض سباليتي الذي قاد نابولي لإحراز لقب الدوري للمرة الأولى منذ عام 1990 على تثبيت صفوف المنتخب الذي يبدو مرهقاً قبل فترة طويلة من رحيل مانشيني إلى السعودية لتدريب منتخبها الوطني الشهر الماضي.

وقال حارس المرمى المخضرم جانلويجي بوفون، الذي عُيِّن رئيساً للوفد الإيطالي: «لدي شعور بأن إيطاليا وجدت الرجل المناسب في الوقت المناسب. لقد أتيحت لي الفرصة لقضاء الأيام القليلة الماضية معه ومع طاقمه وهم يتحدثون عن الأفكار والمشاعر والقيم التي في رأيي هي ما نحتاج إليه لتحقيق أهدافنا».

واستبعد سباليتي المخضرمين القائد ليوناردو بونوتشي (36 عاماً) وماركو فيراتي وجورجينيو (كلاهما 31 عاماً)، وهم الثلاثة الذين لعبوا دوراً أساسياً في فوز إيطاليا بلقب كأس أوروبا الأخيرة.

وقال المدرب البالغ من العمر 64 عاماً إن لاعبي باريس سان جيرمان فيراتي وآرسنال جورجينيو تم استبعادهما بسبب قلة وقت اللعب مع فريقيهما، حيث لم يخض الأول ولو دقيقة مع النادي الباريسي، في حين أن استبعاد قطب دفاع يوفنتوس السابق وأونيون برلين الحالي بونوتشي سيكون دائماً لاقترابه من نهاية مسيرته الكروية.

ومن المحتمل أن يرتدي المخضرم الآخر مهاجم لاتسيو تشيرو إيموبيلي (33 عاماً) شارة القائد ويمني النفس بنقل مستواه الرائع في الدوري المحلي إلى الساحة الدولية.

ضد مقدونيا الشمالية، ستواجه إيطاليا لاعب نابولي إليف إلماس ومهاجم باليرمو السابق ترايكوفسكي الذي كان وراء إقصاء «الآزوري» من تصفيات كأس العالم، لكن المنتخب حديث الولادة (تأسس عام 1993) يعاني في التصفيات ومن غير المرجح أن يصل إلى كأس أوروبا للمرة الثانية في تاريخه بعد تأهله لنسخة 2021.

تورام يحتفل بتسجيل أول أهدافه الدولية مع فرنسا (إ.ب.أ)cut out

ويتساوى رجال المدرب بلاغويا ميليفسكي في النقاط مع إيطاليا، لكنهم تعرضوا لهزيمة ساحقة أمام إنجلترا 0-7 في المرحلة الرابعة، وسيخوضون مباراة إيطاليا من دون القائد ستيفان ريستوفسكي الذي رفض دعوة المدرب.

ويرفض ريستوفسكي اللعب بإشراف ميليفسكي، كما انتقد غوران بانديف، أفضل لاعب في البلاد على الإطلاق، المدرب لعدم استقالته فوراً بعد الهزيمة في يونيو (حزيران) الماضي على ملعب ويمبلي، واتحاد كرة القدم في البلاد لعدم إقالته.

وقال بانديف لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» الإيطالية: «الجميع توقع التغيير، وطالب الناس به، لكن المشكلة أعمق بكثير وتتعلق بأشخاص فوق المدرب».

وأضاف: «لقد دمروا، بعد تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية، أفضل جيل من اللاعبين قمنا بإنتاجه منذ 30 عاماً».

وكانت الجولة الخامسة قد افتتحت بانتصار فرنسا على ضيفتها جمهورية آيرلندا 2-صفر محققة انتصارها الخامس في 5 مباريات لتحصد العلامة الكاملة في المجموعة الثانية برصيد 15 نقطة بفارق كبير عن منافستها هولندا (6 نقاط) التي تغلبت بدورها على اليونان 3-صفر.

وفي المجموعة الخامسة، فشلت تشيكيا في الابتعاد في الصدارة بتعادلها مع وصيفتها ألبانيا على أرضها 1-1.

سباليتي يأمل في بداية قوية مع إيطاليا (إ.ب.أ)cut out

وتملك تشيكيا 8 نقاط بفارق نقطة واحدة عن ألبانيا، في حين كان المنتخب البولندي الفائز الأكبر في هذه الجولة بفوزه على جزر فارو بثنائية مهاجم برشلونة الإسباني روبرت ليفاندوفسكي (73 من ركلة جزاء و83).

ورفع المنتخب البولندي رصيده إلى 6 نقاط. واحتفظت فنلندا بصدارة المجموعة الثامنة بفوزها على كازاخستان 1-صفر، في حين تابع منافساها الدنمارك وسلوفينيا الضغط عليها من خلال فوزهما على سان مارينو وعلى آيرلندا الشمالية 4-صفر و4-2 توالياً. وتملك فنلندا 12 نقطة مقابل 10 لكل من الدنمارك وسلوفينيا.

وانفردت المجر بصدارة المجموعة السابعة بفوزها على منافستها الرئيسية صربيا في عقر دار الأخيرة 2-1، وباتت المجر تملك 10 نقاط مقابل 7 لصربيا.

سباليتي يبدأ مشواره مع إيطاليا ساعياً للثأر وطرد أشباح كارثة مونديال 2022... ولاعبو مقدونيا يتمردون على المدرب


مقالات ذات صلة

«عودة ماركو بولو»... باريس تكشف مؤامرة اغتيالات إيرانية في أوروبا

شؤون إقليمية عناصر من الشرطة الفرنسية في باريس (أرشيفية - رويترز)

«عودة ماركو بولو»... باريس تكشف مؤامرة اغتيالات إيرانية في أوروبا

فيما باتت تعرف بـ«عودة ماركو بولو»، كشفت السلطات الفرنسية، عن عودة أجهزة الاستخبارات الإيرانية، إلى استخدام الاغتيالات في أوروبا خصوصاً ضد المعارضة واليهود.

«الشرق الأوسط» (لندن-باريس)
أوروبا رئيس الوزراء الآيرلندي سايمون هاريس يلتقي نظيره البريطاني كير ستارمر في دبلن (إ.ب.أ)

ستارمر يزور دبلن لتحسين علاقات بريطانيا مع آيرلندا والاتحاد الأوروبي

قالت بريطانيا وآيرلندا إنهما تتجاوزان «الخلاف للعودة إلى الصداقة» خلال زيارة رئيس وزراء بريطانيا لدبلن في إطار جهود تحسين العلاقات مع آيرلندا والاتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (دبلن)
أوروبا قارب يحمل مهاجرين في طريقهم نحو بريطانيا في القنال الإنجليزي (رويترز)

إنقاذ نحو 50 مهاجراً في قناة المانش

أُنقذ نحو 50 مهاجراً كانوا يحاولون الوصول إلى إنجلترا، صباح السبت، قبالة ساحل قناة المانش، في حين أُجريت عمليات بحث عن شخصين أُبلغ عن فقدان أثرهما.

«الشرق الأوسط» (ليل )
شمال افريقيا مهاجرون ينزلون من زورق مطاطي على شاطئ ديل كانويلو بإسبانيا بعد عبورهم مضيق جبل طارق إبحاراً من سواحل المغرب (رويترز)

المغرب منع 45 ألف مهاجر من العبور إلى أوروبا منذ بداية العام

أحبط المغرب محاولات 45 ألفاً و15 شخصاً الهجرة بطريقة غير شرعية إلى أوروبا منذ يناير الماضي، كما فكك 177 شبكة لتهريب المهاجرين، حسب بيانات وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد خط إنتاج نهائي في مصنع «تسلا» للسيارات الكهربائية بألمانيا (رويترز)

قطاع السيارات في أوروبا يواجه غرامات محتملة بـ17 مليار دولار

قال الرئيس التنفيذي لشركة «رينو» إن قطاع السيارات بأوروبا ربما يواجه غرامات تصل 17 مليار دولار عن انبعاثات الكربون نتيجة تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية.

«الشرق الأوسط» (باريس)

فولر: سنمنح لاعبي ألمانيا المعتزلين وداعاً يليق بهم

توني كروس وإلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)
توني كروس وإلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)
TT

فولر: سنمنح لاعبي ألمانيا المعتزلين وداعاً يليق بهم

توني كروس وإلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)
توني كروس وإلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)

قال رودي فولر، المدير الرياضي للمنتخب الألماني لكرة القدم، الأحد، إن حفل وداع رسمياً للرباعي مانويل نوير وتوني كروس وتوماس مولر وإلكاي غوندوغان سيقام خلال إحدى مباراتي الفريق المتبقيتين على ملعبه خلال العام الحالي.

وقال فولر لصحيفة «بيلد أم سونتاغ» الألمانية، الأحد: «سنقدم للاعبينا وداعاً لائقاً في إحدى مباراتينا المقبلتين على أرضنا، وسوف نمنحهم أجواءً لطيفة ومناسبة».

وأعلن نوير وكروس ومولر وغوندوغان، الذين يعدون من ضمن أساطير كرة القدم الألمانية، اعتزالهم اللعب الدولي بعد مشاركتهم مع منتخب «الماكينات» في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024)، التي استضافتها ألمانيا هذا الصيف.

وذكرت تقارير إخبارية أن الاتحاد الألماني لكرة القدم يخطط لإقامة حفل وداع في مباراة الفريق ضد ضيفه منتخب هولندا يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، على ملعب «أليانز أرينا» بمدينة ميونيخ.

من ناحية أخرى، يخطط فولر لترك منصبه بعد نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وصرح فولر: «بالنسبة لي، بالطبع، عام 2026 هو النهاية. كنت أرغب في الانتهاء الآن».

وكان فولر قد قرر تمديد عقده قبل أمم أوروبا ليكون برفقة يوليان ناغلسمان، مدرب منتخب ألمانيا، الذي مدد عقده أيضاً حتى بعد مونديال 2026. يشار إلى أنه جرى تعيين فولر مديراً رياضياً لمنتخب ألمانيا بعد وداع الفريق المبكر من مرحلة المجموعات لبطولة كأس العالم 2022 بقطر.