كيف أثبت مدير الأبحاث بنادي ليفربول أن ميسي أفضل من رونالدو؟

نظام تحليل البيانات كشف أن الأرجنتيني يقوم بوظيفتين بينما يؤدي البرتغالي وظيفة واحدة

ميسي ورونالدو عندما كانا يتنافسان في الدوري الإسباني (غيتي)
ميسي ورونالدو عندما كانا يتنافسان في الدوري الإسباني (غيتي)
TT

كيف أثبت مدير الأبحاث بنادي ليفربول أن ميسي أفضل من رونالدو؟

ميسي ورونالدو عندما كانا يتنافسان في الدوري الإسباني (غيتي)
ميسي ورونالدو عندما كانا يتنافسان في الدوري الإسباني (غيتي)

أثار التنافس بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو اهتمام الجميع، بدءا من نقاد كرة القدم وصولا إلى تلاميذ المدارس الابتدائية، وهو ما أثار نقاشات لا تنتهي حول من هو أعظم لاعب كرة قدم في العصر الحديث، أو ربما أعظم لاعب على الإطلاق. ليس هناك فارق كبير بين ميسي ورونالدو من حيث عدد الأهداف التي سجلها كل منهما، وعدد مرات الفوز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، وجائزة الحذاء الذهبي، لكن وفقاً للدكتور إيان غراهام، مدير الأبحاث بنادي ليفربول، فإن نظرة أعمق على البيانات تكشف أن لاعبا يتفوق بوضوح على الآخر في هذا الصراع.

وقال غراهام للجمهور في مهرجان شلتنهام للعلوم الأسبوع الماضي: «إنه ميسي». ويعد ميسي ورونالدو الوحيدين في التاريخ اللذين سجلا أكثر من 800 هدف، وفازا بـ 76 بطولة كبرى فيما بينهما، ولدى كل منهما من الإنجازات ما يؤهله لكي يزعم أنه الأعظم على الإطلاق في تاريخ كرة القدم. وكان هناك جدل شديد حول من هو الأفضل بينهما على مدار المواسم التسعة التي لعباها ضمن صفوف الغريمين التقليديين برشلونة وريال مدريد، وبلغ ذروته في كأس العالم العام الماضي.

ومع ذلك، قال غراهام إنه عندما تم تصنيف اللاعبين باستخدام نماذج متطورة لتقييم مساهمتهما الأوسع في نجاح فريقيهما، كان ميسي، البالغ من العمر 35 عاماً والذي أعلن مؤخرا عن انضمامه إلى إنتر ميامي الأمريكي، متفوقاً بشكل واضح. وقال غراهام: «الفارق هو أن ميسي أيضا لاعب خط وسط مهاجم من الطراز العالمي. فالفرص التي يخلقها لزملائه أكبر بكثير من الفرص التي يصنعها رونالدو. يؤدي ميسي وظيفتين في نفس الوقت ببراعة، أما رونالدو فيقوم بعمل واحد ببراعة، وهذا هو الفرق بينهما».

وكان غراهام، الذي حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء النظرية من جامعة كمبردج قبل انتقاله للعمل في ليفربول، في طليعة ثورة بيانات كرة القدم على مدار العقد الماضي أو نحو ذلك. ففي منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان لدى المحللين بيانات أساسية فقط عن عدد الأهداف، والتسديدات، والركلات الركنية، والبطاقات الصفراء، أما اليوم فيتتبع ليفربول بيانات تتعلق بالحركة الدقيقة لكل لاعب خلال مباريات دوري أبطال أوروبا، وهو ما يسمح للنادي بتقييم القيمة التي يضيفها كل لاعب - حتى أثناء عدم استحواذه على الكرة.

رونالدو يقوم بوظيفة واحدة فتفوق مبيسي عليه

قال غراهام: «نحصل على 29 وضعا لكل لاعب، بمعدل 25 إطاراً في الثانية الواحدة. وكل وضع خاص بحركة المفاصل، وهناك وضعان يركزان على عيني اللاعب، لذا يمكن معرفة الاتجاه الذي ينظر إليه اللاعبون». وقال غراهام إن مثل هذه البيانات تجعل المحللين يلعبون دورا متزايدا في طريقة التدريب وفي عملية اختيار اللاعبين الذين يتعاقد معهم النادي، حيث غالباً ما يكون التركيز على القيمة التي يقدمها اللاعب مقابل المال الذي يُدفع للتعاقد معه. وأضاف: «أي نموذج إحصائي سيخبرك أن كيليان مبابي هو أفضل لاعب في أوروبا في الوقت الحالي. لكن لسوء الحظ، فإنه ليس ضمن اللاعبين الذين يسعى ليفربول للتعاقد معهم، بسبب قيمته المالية المرتفعة، فنحن نبحث عن أفضل اللاعبين أداءً مقابل قيمتهم المالية».

لكن هذه النماذج ليست معصومة من الخطأ، وفي بعض الأحيان تشير إلى أن لاعبين معينين ينتمون إلى فئة «جزيرة الألعاب غير الملائمة» - أولئك الذين، من الناحية النظرية، «يمتلكون قدرات جيدة حقا ويمكن التعاقد معهم بمقابل مادي زهيد»، لكنهم غير مناسبين بسبب «أساليب اللعب الغريبة» أو عوامل أخرى. وعند سؤاله عن النادي الذي يجب أن يشتري هاري كين، الهداف التاريخي لمنتخب إنجلترا الذي ينتهي عقده مع توتنهام بنهاية الموسم القادم، قال غراهام إنه على الرغم من سجل كين المثير للإعجاب، فإن الفريق الذي سيتعاقد معه هو «فريق لا يهتم بالقيمة مقابل المال».

وقال غراهام: «إنه يبلغ من العمر 29 عاما، وسيتم التعاقد معه بمقابل مادي كبير من أجل أن يلعب ثلاث سنوات ثم يبدأ مستواه في التراجع». وأضاف: «من وجهة نظر البيانات، فإن الطريقة التي قام بها أليكس فيرغسون ببناء الفريق الذي تقدم متوسط أعماره عندما رحل عن مانشستر يونايتد، كانت رائعة». وأشار غراهام إلى أن اللاعبين أصبحوا يهتمون بشكل أكبر بمثل هذه البيانات، مضيفا: «إذا تمكن اللاعب من إثبات أنه قادر على إحداث الفارق من خلال البيانات، فقد يكون ذلك مفيداً للمفاوضات التي يجريها من أجل توقيع العقود. وحتى لو لم يكن اللاعب يهتم بمثل هذه البيانات من أجل تطوير طريقته في اللعب، فإنه سيهتم بها لأنها ستساعده على الحصول على المزيد من الأموال».

لقد نجح النجم البلجيكي كيفين دي بروين، الذي يلعب لمانشستر سيتي، مؤخراً في زيادة أجره بنسبة 30 في المائة بعد أن عمل مع شركة لتحليل البيانات لإعادة التفاوض بشأن عقده. وقال غراهام إن الرؤى التي تعتمد على البيانات قد لا تحقق أهدافها بشكل جيد، متذكراً أنه حصل على لقب «الرجل الأكثر تعرضا للسخرية في كرة القدم» بعد أن أشار، بعد وقت قصير من وصوله إلى ملعب آنفيلد، إلى أن فرصة التسجيل في منطقة الجزاء بنسبة 20 في المائة يمكن أن ترتفع إلى 75 في المائة إذا حصل اللاعب على ركلة جزاء.

وقال: «إذا وجدت نفسك في صراع مع مدافع قوي البنية، فهل ستدعي السقوط لكي تزيد نسبة إحراز هدف إلى 75 في المائة، أم لا؟ هذا لا يعني أنني أشجع اللاعبين على ادعاء السقوط داخل منطقة الجزاء، ولكن لكي أثبت أنه إذا كانت لديك فرصة لاستغلال تدخل المنافس من أجل الحصول على ركلة جزاء، فهذا هو الخيار الأفضل بالنسبة للمهاجم». لكنه أضاف أنه لا تزال هناك عناصر في كرة القدم لا يمكن قياسها من خلال الإحصائيات. وقال: «كان إيان راش دائماً هو لاعبي المفضل، لكنني لا أريد تقييمه من خلال البيانات. ومهما كانت ذكرياتي عنه، فأنا لا أريد تشويهها من خلال مثل هذه البيانات».

* مراسلة الشؤون العلمية

* خدمة الغارديان


مقالات ذات صلة

الدوري الإسباني: برشلونة يسقط برباعية مذلة في معقل أوساسونا

رياضة عالمية لامين لامال مصدوما عقب الخسارة الرباعية أمام أوساسونا (أ.ب)

الدوري الإسباني: برشلونة يسقط برباعية مذلة في معقل أوساسونا

سقط فريق برشلونة لأول مرة في مشواره ببطولة الدوري الإسباني لكرة القدم بالخسارة أمام مضيفه أوساسونا بنتيجة 2 / 4 ضمن منافسات الجولة الثامنة من المسابقة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية مدرب أتلتيكو مدريد دييغو سيميوني (إ.ب.أ)

سيميوني: سنتألّق أمام الريال

أبدى مدرب أتلتيكو مدريد دييغو سيميوني، ثقته بقدرة فريقه على الحفاظ على معنوياته مرتفعة، رغم عدم وجود متسع من الوقت للراحة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد (إ.ب.أ)

أنشيلوتي: ريال مدريد يسعى للثأر من أتليتيكو

قال كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد السبت إن فريقه يسعى لتجاوز هزيمتين وحيدتين تعرض لهما الموسم الماضي أمام منافسه أتليتيكو مدريد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية رافينيا يواصل التألق مع برشلونة هذا الموسم (إ.ب.أ)

رافينيا… مزدهر في نظام فليك مدرب برشلونة

راقب من كثب أحد نجوم النادي الحاليين، الجناح الطائر رافينيا، وهناك فرصة أكبر لأن تبدأ في الشعور بالدوار.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية إدوارد كامافينغا متاح لمشاركة الريال أمام أتلتيكو (رويترز)

كامافينغا متاح لمواجهة أتلتيكو مدريد

أكد مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي أن إدواردو كامافينغا جاهز ومتاح لمواجهة أتلتيكو مدريد يوم الأحد بعد تعافيه من إصابة في الركبة.

The Athletic (مدريد)

أرتيتا رداً على تصريح غوارديولا الغاضب: إنهم يريدون تدمير علاقتنا!

أرتيتا قال إنه ما زال حريصاً على علاقته بغوارديولا (أ.ف.ب)
أرتيتا قال إنه ما زال حريصاً على علاقته بغوارديولا (أ.ف.ب)
TT

أرتيتا رداً على تصريح غوارديولا الغاضب: إنهم يريدون تدمير علاقتنا!

أرتيتا قال إنه ما زال حريصاً على علاقته بغوارديولا (أ.ف.ب)
أرتيتا قال إنه ما زال حريصاً على علاقته بغوارديولا (أ.ف.ب)

رد ميكل أرتيتا، مدرب أرسنال، على بيب غوارديولا، مدرب مانشستر، سيتي بالقول إنه معجب بشدة بغوارديولا، وإن التنافس الجديد بينهما لا ينبغي أن يشوّه السنوات التي قضاها مساعداً له في سيتي.

وكان غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، قال إن أرسنال أراد جر فريقه إلى حرب خلال مباراتهما في الدوري المحلي الأسبوع الماضي، لكن حامل اللقب مستعد لهذا التحدي.

وشهدت المباراة توتراً بسبب إلقاء هداف سيتي إرلينغ هالاند الكرة على مدافع أرسنال غابرييل، كما وجه كلمات غاضبة لمدرب أرسنال، ميكل أرتيتا، بعد صفارة النهاية وطلب منه أن «يبقى متواضعاً».

وقال البرازيلي غابرييل إن أرسنال ينتظر حلول سيتي ضيفاً على أرسنال في ظل احتدام المنافسة بين أفضل فريقين في الموسم الماضي.

ورداً على سؤال عن تصرفات هالاند، قال غوارديولا للصحافيين: «قال غابرييل هذا بالضبط للصحافة بعد المباراة: هذه حرب، نحن هنا لاستفزاز الخصم والضغط عليه».

وتابع: «وفي النهاية، ماذا يمكنك أن تفعل؟ أنت تستفزني؟ حسناً، أنا هناك. هل تريد الحرب؟ الآن نحن نحارب... أفهم نوع التحدي الذي يخوضه أرسنال».

وقال أرتيتا، بعد فوز أرسنال على ليستر سيتي 4-2، السبت: «أنا أحب بيب، أُعجبت به منذ أن كنت في العاشرة من عمري. أحترمه بشدة، وأنا ممتن جداً لكل ما فعله من أجلي وما زال يفعله من أجلي وأعدّه صديقاً».

وتابع: «إذا أراد شخص ما تدمير العلاقة (بيننا) فالأمر ليس في يدي. هذا شعور عميق لديّ، وهو (غوارديولا) يعرف ذلك والجهاز الفني يعرف ذلك؛ لأنني ما زلت أحافظ عليه حتى اليوم و(أحافظ على العلاقة) مع مجلس الإدارة ومع الملاك ومع الجميع».

وأضاف أرتيتا أن التعطش للفوز هو رد فعل طبيعي في الرياضة؛ حيث يسعى فريقه للفوز بالدوري الإنجليزي مثلما فعل سيتي، وهو أمر يجده ملهماً.

وأضاف المدرب الإسباني: «لم أرَ إنساناً يعمل بجد مثل بيب والطاقم التدريبي. الجميع في هذا النادي يسعى للفوز باستمرار، وسبب وجودهم هناك هو أنهم يواصلون الحفاظ على هذا النهم. لدينا (في أرسنال) هذا الشعور (النهم) بالتأكيد لأننا لم نفز باللقب في الآونة الأخيرة، لكنهم (في سيتي) يملكون هذا الشعور حتى لو فازوا به (اللقب) أكثر من أي فريق آخر هنا. علينا أن نتعلم ويجب أن يكون ذلك ملهماً لنا، وهو كذلك بالنسبة لي.

ويتصدّر ليفربول الترتيب برصيد 15 نقطة متفوقاً بنقطة واحدة على الثنائي سيتي، الذي تعادل مع نيوكاسل يونايتد 1-1، السبت، وأرسنال بعد 6 جولات من بداية الموسم الجديد.