سيتي يهزم تشيلسي في احتفالية التتويج بالدوري ويستهدف «الثلاثية التاريخية»

فرص ليدز في البقاء ضمن الكبار تتعقّد... وليستر يبحث عن طوق نجاة أمام نيوكاسل

لاعبو سيتي على منصة التتويج (رويترز)
لاعبو سيتي على منصة التتويج (رويترز)
TT

سيتي يهزم تشيلسي في احتفالية التتويج بالدوري ويستهدف «الثلاثية التاريخية»

لاعبو سيتي على منصة التتويج (رويترز)
لاعبو سيتي على منصة التتويج (رويترز)

احتفل مانشستر سيتي بتتويجه بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز بأفضل طريقة بفوزه على ضيفه تشيلسي 1 - صفر، أمس، بالجولة قبل الأخيرة للمسابقة، التي شهدت تلقي ليدز يونايتد ضربة قوية في صراعه لتفادي الهبوط بسقوطه أمام مضيفه وستهام 1 - 3، وضمان برايتون التأهل إلى بطولة أوروبية الموسم المقبل لأول مرة في تاريخه، بعد الفوز 3 - 1 على ساوثهامبتون. على ملعبه «الاتحاد»، نجح سيتي في تقديم أفضل هدية لجماهيره في آخر لقاء أمامهم هذا الموسم، بالفوز على تشيلسي بهدف نظيف، سجله الأرجنتيني ألفاريز في الدقيقة 12 بتسديدة قوية في شباك الحارس الإسباني كيبا أريزابالاغا. واعتقد ألفاريز أنه أضاف هدفاً ثانياً بالشوط الثاني، لكن تم إلغاؤه بسبب لمسة يد على زميله الجزائري رياض محرز. ورغم دفع الإسباني جوسيب غوارديولا، مدرب سيتي، بمعظم العناصر البديلة في اللقاء، مفضلاً إراحة الأساسيين، فإن فريقه فرض سيطرته وحقق المطلوب لينقل التفكير في خوض نهائيين مرتقبين، في كأس الاتحاد الإنجليزي، ودوري أبطال أوروبا. وتلقى لاعبو مانشستر سيتي استقبال الأبطال، لدى وصولهم إلى ملعب الاتحاد، ووقفت الجماهير بأعداد كبيرة في انتظار حافلة الفريق، ثم بمجرد إطلاق صافرة النهاية اندفع آلاف إلى أرض الملعب للمشاركة في الاحتفالات. وأشعلت الجماهير الألعاب النارية التي اكتست باللون الأزرق، كما تم استقبال اللاعبين بالهتاف بأسمائهم، واحداً تلو آخر، لدى نزولهم أرض الملعب.

جماهير سيتي ترقص وتغني في المدرجات احتفالاً بفريقها المتوج بطلاً للدوري (إ.ب.أ)

وبعد تتويج مثير ومستحق بلقب الدوري، أصبح الهدف الجديد لمانشستر سيتي هو إحراز الثلاثية التاريخية (دوري وكأس إنجلترا ودوري أبطال أوروبا) للمرة الأولى في تاريخه.

وقال الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب سيتي: «لا يجب الإفراط في الاحتفال بلقب الدوري، نريد التركيز على الفوز بالثلاثية».

ويخوض سيتي المباراة النهائية لمسابقة كأس إنجلترا أمام جاره مانشستر يونايتد على استاد «ويمبلي» العريق بالعاصمة لندن في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل، ثم يخوض المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان الإيطالي في العاشر من الشهر نفسه.

وإذا أحرز مانشستر سيتي اللقبين، ستكون المرة الأولى في تاريخه، التي يتوج فيها بهذه الثلاثية في موسم واحد، علماً بأنه لم يتوج من قبل بلقب دوري الأبطال. وكانت خسارة آرسنال 1 - صفر أمام نوتنغهام فورست السبت قد حسمت سباق الدوري مبكراً لصالح سيتي قبل أن يخوض آخر ثلاث مباريات له بالمسابقة.

وتصدر آرسنال المسابقة طوال 250 يوماً تقريباً، لكن سيتي صاحب الخبرة ظل على مقربة منه يطارد، منتظراً الفرصة للانقضاض على القمة وتسلل ببطء إلى المدفعجية، بفضل سلسلة انتصارات بدأت في فبراير (شباط) تزامناً مع تراجع نتائج اللندنيين، وبالفعل انتزعها في الوقت الصعب ليحرم منافسه من تتويج أول منذ عام 2004.

واللقب هو الثالث على التوالي والخامس في آخر 6 مواسم لسيتي، والسابع للفريق في المسابقة بنظامها الحالي، والتاسع بشكل عام في تاريخ الدوري الإنجليزي بشكليه القديم والحالي.

وأصبح مانشستر سيتي ثاني فريق يتوج باللقب في ثلاثة مواسم متتالية في النظام الحديث (بريميرليغ) وخامس فريق يحقق هذا على مدار تاريخ المسابقة بشكل عام.

وسبقه إلى هذا في المسابقة بشكلها القديم كل من هيدرسفيلد تاون (من 1924 إلى 1926) وآرسنال (من 1933 إلى 1935) وليفربول (من 1982 إلى 1984) وفي العصر الحديث مانشستر يونايتد (من 1999 إلى 2001 ومن 2007 إلى 2009).

وحسم مانشستر سيتي اللقب في الموسم الحالي قبل خوض آخر ثلاث مباريات له في المسابقة هذا الموسم، لتكون المرة الثالثة التي يفوز فيها باللقب دون انتظار للجولة الأخيرة من بين سبعة ألقاب حصدها في الدوري بشكله الحالي.

جماهير سيتي تقتحم الملعب احتفالاً بفريقها المتوج بطلاً للدوري (أ.ف.ب)

يمكن لرجال غوارديولا تعزيز سمعتهم كأحد أفضل الفرق على الإطلاق في الأسابيع المقبلة من خلال تكرار الإنجاز الذي حققه مانشستر يونايتد الفائز بالثلاثية في موسم 1998-1999، وذلك بإضافة لقبي دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي.

لكن سيتي حوّل أغنى دوري في العالم إلى سباق أحادي الطرف، وأدى الاستحواذ على النادي من الشيخ منصور الإماراتي عام 2008 إلى صعود النادي من ظل المنافسين المحليين ليصبح القوة المهيمنة على كرة القدم الإنجليزية، وفي عهد استثمار صندوق أبوظبي توج الفريق بلقب الدوري سبع مرات في المواسم الـ12 الماضية.

لكنه ارتقى إلى مستويات مذهلة منذ وصول غوارديولا عام 2016، أحد أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم.

إذ إن الغريم والجار مانشستر يونايتد هو الفريق الوحيد الذي نجح سابقًا في تحقيق خمسة ألقاب في ست سنوات بين 1996 و2001 بقيادة المدرب الأسطوري الأسكوتلندي السير أليكس فيرغسون.

فعل سيتي ذلك من خلال كتابة التاريخ وتحقيق أرقام قياسية ورفع مستوى الدوري إلى آفاق جديدة، بدءاً من حصيلة غير مسبوقة من 100 نقطة في موسم 2017 - 2018.

ويتطلع سيتي لكسر حاجز الـ90 نقطة للمرة الرابعة في ستة مواسم - وهو ما نجح فيه يونايتد مرتين فقط في عهد فيرغسون بأكمله في موسم مؤلف من 38 مباراة.

كان من الممكن أن تثار التساؤلات أكثر حول حقيقة التنافسية في الدوري الإنجليزي لولا المنافسة التي فرضها ليفربول وآرسنال في المواسم الأخيرة. وحصد ليفربول 97 نقطة في موسم 2018 - 2019، و92 لقباً في الماضي لكنه لم يحقق اللقب بسبب قوة سيتي الذي لا يقهر. وموسم 2019 - 2020 هو الوحيد الذي أفلت من سيتي في السنوات الست الأخيرة بعد أن حلّ خلف ليفربول بفارق 18 نقطة (81 مقابل 99).

ويحظى مانشستر سيتي بأفضل هجوم في المسابقة هذا الموسم، حيث سجل حتى قبل مواجهة تشيلسي 92 هدفاً، ولا يقترب منه سوى آرسنال، الذي سجل 83 هدفاً في 37 مباراة. كما يمتلك الفريق أفضل خط دفاع، حيث اهتزت شباكه 31 مرة فقط، فيما يأتي نيوكاسل ثانياً بعدما اهتزت شباكه 32 مرة حتى الآن. ولهذا، يمتلك سيتي أكبر فارق أهداف في المسابقة 61 هدفاً، ولا يقترب منه سوى آرسنال (41 هدفاً).

وإذا كان الإعصار إرلينغ هالاند دمَّر كل شيء في طريقه وساهم بشكل كبير في التتويج الجديد لمانشستر سيتي بلقب الدوري، فقد استفاد المهاجم الدولي النرويجي في موسمه الأول بإنجلترا من مجموعة رائعة محاطة بعبقرية مدرّبها غوارديولا.

بعد ظهوره الرسمي الأوّل المخيب بقميص سيتي أمام ليفربول في مباراة درع المجتمع (السوبر) ببداية الموسم (1 - 3)، سجل النرويجي ثنائية في المرحلة الأولى من الدوري ضد وستهام (2 - 0)، ولم يهدأ عن هز الشباك منذ ذلك الحين.

مع 36 هدفاً وسبع تمريرات حاسمة في 36 مباراة في البطولة الأقوى في العالم - 52 هدفاً وثماني تمريرات حاسمة في 49 مباراة في جميع المسابقات - ارتقى هالاند إلى إحصائياته الجنونية في المواسم الماضية.

لاعب بسيرة ذاتية غير معتادة في أسلوب لعب غوارديولا، أزال كل الشكوك حول انسجامه مع المدرب الكاتالوني، وفي سن الثانية والعشرين، يبدو أنه لا يزال لديه هامش صغير لتطور مخيف.

على جانب آخر، تعقدت فرص ليدز يونايتد في البقاء ضمن الكبار بسقوطه أمام مضيفه وستهام 1 - 3، حيث تجمد رصيده عند 31 نقطة من 37 مباراة بالمركز 18، وبفارق نقطتين عن إيفرتون صاحب المركز 17. ويأتي ليستر سيتي في المركز 19 برصيد 30 نقطة لكنه خاض 36 مباراة.

ألارديس مدرب ليدز يحتاج لمعجزة لإنقاذ الفريق من الهبوط (رويترز)

ويختتم ليدز مشواره أمام توتنهام هوتسبير يوم الأحد المقبل.

وتقدم رودريغو مورينو بهدف لليدز في الدقيقة 17، بتسديدة قوية من داخل المنطقة بعد رمية جانبية من وستون ماكيني. لكن ديكلان رايس أدرك التعادل لوستهام في الدقيقة 31، في مباراة قد تكون الأخيرة له على أرضه قبل الرحيل المحتمل في الصيف، مستفيداً من تمريرة جارود بوين. وسيطر وستهام على اللعب، وسجل الهدف الثاني عندما مرر داني إنغز الكرة إلى بوين ليطلق تسديدة قوية داخل الشباك في الدقيقة 72.

وتأكد انتصار وستهام في الوقت بدل الضائع بعدما راوغ لوكاس باكيتا أكثر من لاعب بمهارة فردية ثم أرسل تمريرة حولها البديل مانويل لانزيني إلى داخل الشباك من مدى قريب. وأصبح رصيد وستهام 40 نقطة في المركز 14.

بهذه النتيجة أيضاً ضمن فريقا بورنموث ونوتنغهام فورست، أصحاب المركزين الخامس عشر والسادس عشر البقاء.

وفي مباراة أخرى، فاز برايتون على ضيفه ساوثهامبتون 3 – 1، سجل للفائز إيفان فيرغسون (هدفين) في الدقيقتين 29 و40، وباسكال غروس (69)، فيما سجل لساوثهامبتون محمد اليونسي في الدقيقة 58. ورفع برايتون رصيده إلى 61 نقطة في المركز السادس، بينما ظل ساوثهامبتون أول الهابطين عند 24 نقطة في المركز العشرين الأخير.

ولا يزال الصراع الثلاثي لمعرفة الهابطين الآخرين من بين فريق إيفرتون وليدز وليستر. ويحل ليستر اليوم ضيفاً على نيوكاسل ثالث الترتيب في لقاء مؤجل بينهما يحتاج فيه الأخير لنقطة واحدة لتأمين مكان له بالمربع الذهبي وأيضاً بطاقة لدوري الأبطال.


مقالات ذات صلة

جولة مانشستر سيتي: نجوم واعدون وفرصة لغريليش للتألق

رياضة عالمية رأسية هالاند في طريقها لهز شباك سلتيك في اللقاء الودي (أ.ف.ب)

جولة مانشستر سيتي: نجوم واعدون وفرصة لغريليش للتألق

بعد استبعاده من قائمة المنتخب الإنجليزي في نهائيات «يورو 2024»، يعلم غريليش أنه سيواجه تحدياً كبيراً هذا الموسم

رياضة عالمية إدي نكيتياه لاعب آرسنال... مطلوب من قبل روبرتو دي زيربي في مرسيليا (أ.ف.ب)

أرتيتا يسعى لتأهيل ساكا ورايس نفسياً بعد أحزان «يورو 2024»

لم يكن هناك من هو أكثر سعادة من أرتيتا عندما تخلص ساكا أخيراً من لعنة ركلة الجزاء في «يورو 2024».

رياضة عالمية فودين يفشل في هز شباك منتخب إسبانيا ... مشهد تكرر كثيرا في "يورو 2024" (أ.ف.ب)

هل تحول فودين من لاعب استثنائي مع ناديه إلى لغز مع منتخب بلاده؟

جون بارنز لم يتمكن أبداً من الظهور مع المنتخب الإنجليزي بالمستوى الرائع نفسه الذي كان يقدمه مع ليفربول.

رياضة عالمية إيفرتون مازال خاضعا لملكية فرهاد موشيري (غيتي)

بعد فشل صفقة الاستحواذ... مستقبل إيفرتون إلى أين؟

التراجع عن عملية الاستحواذ على إيفرتون لا يعني حدوث اضطرابات فورية... لكن عملية البيع معقدة للغاية.

رياضة عالمية إنزو ماريسكا (د.ب.أ)

مدرب تشيلسي: لن تحدث مشكلات عند عودة إنزو

يتوقع إنزو ماريسكا، المدير الفني الجديد لفريق تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، عدم حدوث مشكلات بين اللاعبين عندما يعود إنزو فرنانديز إلى الفريق الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن )

«أولمبياد باريس - جمباز»: البريطاني «ويتلوك» سعيد بعد اجتيازه الجولة التأهيلية

نجم الجمباز البريطاني ماكس ويتلوك (رويترز)
نجم الجمباز البريطاني ماكس ويتلوك (رويترز)
TT

«أولمبياد باريس - جمباز»: البريطاني «ويتلوك» سعيد بعد اجتيازه الجولة التأهيلية

نجم الجمباز البريطاني ماكس ويتلوك (رويترز)
نجم الجمباز البريطاني ماكس ويتلوك (رويترز)

أبدى نجم الجمباز البريطاني، ماكس ويتلوك، البطل الأولمبي مرتين قبل ذلك، ارتياحه الكبير، بعد أن نجح في اجتياز منافسات التصفيات لمسابقة الحلق للرجال في بيرسي أرينا في باريس.

وذكرت «وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا)» أن ويتلوك، الذي يشارك للمرة الأخيرة في الأولمبياد، حقق 15.166 نقطة ليحتل المركز الثاني خلف الأمريكي ستيفين نيدروسيك بعد الجولة التأهيلية الأولى، النتيجة التي تعني أن مكانه في المنافسات النهائية للأجهزة في الأولمبياد بات مضموناً.

ويرى ويتلوك (31 عاماً)، الذي فاز بالميدالية الذهبية في مسابقة الحلق في دورتي 2016 و2020، لكنه عانى من الإصابات ليقرر الاعتزال بعد نجاحه في أولمبياد طوكيو، أنه ما زال قادراً على التطور أكثر.

وقال ويتلوك: «الارتياح جنوني، كان عليَّ الانتظار لتقديم ذلك الأداء أنا سعيد للغاية».

وأضاف: «بالطبع هناك أشياء يمكن تحقيقها وبعض الأمور التي يجب تحسينها، لكن بالفعل ذلك اليوم منحني راحة كبيرة».