بات مانشستر سيتي على بعد انتصار واحد من التتويج باللقب للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في آخر ستة مواسم بفوزه الصريح على مضيفه إيفرتون بثلاثية نظيفة وخسارة مطارده المباشر أرسنال على أرضه أمام برايتون بالنتيجة ذاتها في المرحلة السادسة والثلاثين من الدوري الإنجليزي. وهبط ساوثهامبتون رسميا إلى دوري الدرجة الأولى بعدما مني بالهزيمة الرابعة على التوالي في المسابقة أمام فولهام. «الغارديان» تستعرض هنا 10 نقاط جديرة بالدراسة من هذه المرحلة.
1) برايتون مصدر إلهام للأندية الأخرى
عندما سُئل المدير الفني لإيفرتون، شون دايك، عن الفرق بين الاستعداد لمواجهة مانشستر سيتي، الذي فاز عليه بثلاثية نظيفة يوم الأحد، وبرايتون، الذين سحقه إيفرتون بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد في منتصف الأسبوع، أشار إلى أن مانشستر سيتي يلعب بطرق مختلفة في حين أن برايتون يلعب بطريقة واحدة واضحة ومحددة ويجيدها تماما. يقوم المدير الفني الإيطالي روبرتو دي زيربي بعمل مذهل منذ توليه قيادة برايتون خلفا لغراهام بوتر، والأهم من ذلك أنه نجح في تطوير الطريقة التي يلعب بها الفريق في منتصف الموسم. لكن خلال الموسم المقبل سيواجه برايتون خصوماً يعرفون جيدا ما ينتظرهم بعد أن رأوا الخطط التكتيكية التي يعتمد عليها الفريق - وفي جميع الاحتمالات سيشارك برايتون في إحدى البطولات الأوروبية الموسم المقبل، كما سينتقل لاعب أو اثنان من أفضل لاعبيه إلى أندية أكثر ثراء، فهل سيتغلب الفريق على كل هذه التحديات ويتمكن من مواصلة نتائجه الجيدة؟ وبالتالي، هناك الكثير من العمل الذي يتعين على النادي القيام به: تحديد البدائل، وإبرام تعاقدات جديدة لتدعيم صفوف الفريق، وتطوير طرق اللعب. ومع ذلك، فإن فوز برايتون الساحق على أرسنال المرهق بثلاثية نظيفة يعد أحدث دليل على أن نادي برايتون يدار بشكل احترافي رائع، ويجب أن يكون هذا النادي مصدر إلهام للأندية الأخرى على كافة المستويات. (أرسنال 0-3 برايتون ).
2) هل يمكن أن يسير غوندوغان على خطى أرتيتا؟
تشير تقارير إلى اقتراب نجم خط الوسط الألماني إيلكاي غوندوغان من الانتقال إلى برشلونة هذا الصيف، خاصة بعد رحيل سيرجيو بوسكيتس عن الفريق المتوج مؤخرا بلقب الدوري الإسباني الممتاز. يتميز غوندوغان بالقدرة على اللعب في أكثر من مركز، ويمتلك موهبة استثنائية، ويبذل مجهودا خرافيا داخل المستطيل الأخضر، وبالتالي سيكون إضافة مثالية لخط وسط برشلونة الذي يضم لاعبين شبابا رائعين مثل بيدري وجافي سيستفيدون كثيرا من الخبرات الهائلة لغوندوغان.
وإذا فاز مانشستر سيتي بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، فسيكون غوندوغان قد فاز بكل الألقاب الممكنة مع النادي الإنجليزي، لكن الشيء الوحيد الذي قد يغريه على البقاء هو فرصة مواصلة الحصول على الدورات التي تؤهله للعمل كمدير فني بعد ذلك - فقد حصل بالفعل على دورات تدريبية في أكاديمية مانشستر سيتي للناشئين، كما أن انتقال ميكيل أرتيتا من العمل كمساعد لجوسيب غوارديولا إلى العمل كمدير فني لأحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز يُظهر ما يمكن تحقيقه. يبلغ غوندوغان من العمر 32 عاما، وهو ما يعني أنه قريب من نهاية مسيرته الكروية، لكن من الواضح أن مستقبله لا يزال يعتمد على استراتيجية طويلة المدى. (إيفرتون 0-3 مانشستر سيتي).
3) غارناتشو يواصل التألق
يبدو الأمر كما لو أن أليخاندرو غارناتشو سيكون النجم التالي في كوكبة النجوم التي يضمها مانشستر يونايتد والتي تشمل بالفعل برونو فرنانديز، وماركوس راشفورد، وكاسيميرو، ورافائيل فاران، وليساندرو مارتينيز، ولوك شو. لقد تألق النجم الأرجنتيني الشاب أمام ولفرهامبتون وسجل هدفا رائعا يؤكد أنه يمتلك قدرات وفنيات هائلة. وتألق غارناتشو في العديد من المباريات هذا الموسم وسجل هدف الفوز أمام ريال سوسيداد وفولهام، كما صنع الهدف الحاسم الذي سجله ماركوس راشفورد في مرمى مانشستر سيتي على ملعب «أولد ترافورد». ومن المؤكد أن عودة غارناتشو، البالغ من العمر 18 عاما، من الإصابة ستكون حاسمة في هذا التوقيت الذي يسعى فيه مانشستر يونايتد لإنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا. (مانشستر يونايتد 2-0 وولفرهامبتون).
4) هل يقترب عصر كانتي من نهايته؟
بعد الأخبار التي تفيد بأن نغولو كانتي تعرض لإصابة عضلية أخرى، من الصعب ألا نتساءل عما إذا كان الوقت قد حان بالنسبة لتشيلسي للتخلي عن خدمات نجم خط الوسط الفرنسي. لا يمكن لأي شخص بالتأكيد أن يشكك في القدرات الفنية الهائلة التي يمتلكها كانتي، الذي قدم مستويات رائعة مع تشيلسي، الذي كان يعاني بشدة في غيابه في المباراة التي انتهت بالتعادل أمام نوتنغهام فورست بهدفين لكل فريق. ومن المؤكد أن تشيلسي يكون فريقا مختلفا تماما عندما يكون كانتي داخل الملعب، لكن من الواضح أن الإصابات تؤثر كثيرا على مسيرة اللاعب، الذي ينتهي عقده مع «البلوز» بنهاية الموسم الحالي. يعاني نجم خط الوسط الفرنسي، البالغ من العمر 32 عاما، من الإصابات منذ أربع سنوات، ومن غير المرجح أن يلعب مرة أخرى هذا الموسم بعد تعرضه لإصابة في الفخذ يوم الجمعة الماضي. لكن تشيلسي يواجه معضلة حقيقية في هذا الأمر، حيث لا يزال كانتي فعالا ومؤثرا عندما يكون لائقا من الناحية البدنية، فهل سيتحمل تشيلسي خسارته ورؤيته يتألق في مكان آخر؟ ربما لا، لكن في نفس الوقت لا يمكن للفريق أن يعول عليه بشكل كامل، كما أن اللاعب يتقاضى راتبا كبيرا! (تشيلسي 2-2 نوتنغهام فورست).
5) ساوثهامبتون لم يقاتل من أجل تجنب الهبوط
أصدر نادي ساوثهامبتون بيانا مساء السبت الماضي، وقعه كل من دراغان سولاك، وهنريك كرافت، وراسموس أنكرسن، وهم شركاء في مجموعة «سبورت ريبابلك» المالكة للنادي، قال فيه: «نشعر بالحزن والإحباط بشكل خاص لأن موسمنا الأول كمساهمين انتهى بهبوط النادي». ودعا البيان الجميع إلى الوحدة وتعلم الدروس مما حدث. في الحقيقة، يمكن النظر الآن إلى ما قدمه ساوثهامبتون في موسم 2022-2023 على أنه بمثابة دراسة حالة حول الأسباب التي تؤدي إلى هبوط أي فريق من الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث غير النادي ثلاثة مديرين فنيين، كان أفضلهم رالف هاسينهوتل، لكن متوسط النقاط التي حصل عليها لا يتجاوز نقطة واحدة في كل مباراة، كما ارتكب النادي العديد من الأخطاء القاتلة في سوق انتقالات اللاعبين.
ظهر الفريق بشكل سيئ للغاية أمام فولهام، وكان مفككا ومستسلما، وارتكب الكثير من الأخطاء الدفاعية القاتلة، وكان هجومه عقيما، كما هو الحال في العديد من المباريات السابقة. استحوذت مجموعة «سبورت ريباليك» على ساوثهامبتون في يناير (كانون الثاني) الماضي مقابل 100 مليون جنيه إسترليني، كما أنفقت 63 مليون جنيه إسترليني أخرى منذ ذلك الحين. وتعهد ملاك النادي الثلاثة بوضع خطط مدروسة جيدا لإخراج النادي من هذه الظروف الصعبة. وبعد ناثان جونز وروبن سيليس، سيكون التعاقد مع مدير فني جيد بمثابة الخطوة الأولى في طريق العودة إلى المسار الصحيح. (ساوثهامبتون 0-2 فولهام).
6) إيدي هاو يرى الجانب القبيح في كرة القدم
كثيراً ما شوهد المديرون الفنيون السابقون لنيوكاسل يونايتد، وخاصة رافائيل بينيتيز وألان بارديو وستيف بروس، في ضواحي المدينة وهم يتسوقون في متاجر السوبر ماركت ويأكلون في المطاعم، كما كان بروس يظهر كثيرا وهو يمشي مع كلبه في ضواحي المدينة. لقد كانوا يسيرون في الغالب دون تواصل مع أحد، لكن حتى عندما كانوا يتكلمون مع أحد من السكان المحليين كان ذلك يحدث دائما بطريقة مهذبة وودودة، لذلك من العار أن يعيش إيدي هاو حياة أكثر انعزالاً، لدرجة أنه في بعض الأحيان يخرج من منزله متخفيا! دعونا نأمل ألا يزيد شعور هاو بالقلق بعد تعرضه للدفع في الصدر من قبل مشجع ليدز يونايتد الذي اقتحم المنطقة الفنية المخصصة للمدير الفني خلال المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق على ملعب «إيلاند رود» يوم السبت، وهي المباراة التي شهدت احتساب ثلاث ركلات جزاء (أهدرت واحدة منها) وبطاقة حمراء. (ليدز يونايتد 2-2 نيوكاسل).
7) إيمري يحول رامزي إلى جوهرة أخرى
سجل جاكوب رامزي في المباراة الأولى لأوناي إيمري على رأس القيادة الفنية لأستون فيلا، والتي انتهت بالفوز على مانشستر يونايتد بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتألق لاعب خط الوسط الشاب، البالغ من العمر 21 عاماً، بشكل لافت للأنظار منذ استعادته لمكانه في التشكيلة الأساسية للفريق بعد عودته من الإصابة، ويقدم مستويات رائعة إلى جانب دوغلاس لويز وجون ماكجين. وكان شقيق رامزي الأصغر، آرون، الذي يقدم أداء رائعا مع ميدلسبره الذي يلعب له على سبيل الإعارة هذا الموسم، حاضراً بين الجماهير على ملعب «فيلا بارك» يوم السبت لمشاهدة المباراة التي سجل فيها جاكوب هدف التقدم لأستون فيلا ليقود فريقه لتحقيق فوز مستحق على توتنهام بهدفين مقابل هدف وحيد.
كان إيمري هو من دفع بكل من بوكايو ساكا وغابرييل مارتينيلي وإميل سميث رو في صفوف الفريق الأول لأرسنال عندما كان يقود «المدفعجية»، ويعد رامزي أحدث لاعب شاب يتألق تحت قيادته. قال رامزي: «عندما تم تعيين إيمري لقيادة الفريق، كانت البطولات التي حققها والفرق التي تولى تدريبها تتحدث عن نفسها. إنه واثق تماما في نفسه، ويطلب من اللاعبين القيام بالعديد من الأشياء، وهو الأمر الذي يؤثر علينا كلاعبين بطريقة جيدة، ونحن نُظهر ذلك الآن». (أستون فيلا 2-1 توتنهام).
8) إيزي بدأ يلعب دورا محوريا
كان الموسم الحالي محبطا ومخيبا للآمال لكريستال بالاس. وعلى الرغم من أنه من الناحية الظاهرية يبدو احتلال المركز الثاني عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز أمرا جيدا، فقد خرج الفريق من بطولتي الكأس المحليتين من الأدوار الأولى وكان قريبا من مراكز الهبوط من الدوري خلال معظم فترات فصل الشتاء، بينما كان يتعين على الفريق تقديم مستويات أفضل في ظل امتلاكه لعدد من اللاعبين المميزين. وعلى وجه التحديد، فإن تسجيل الفريق 37 هدفاً في 36 مباراة يُعد شيئا محبطا للغاية، خاصة أن الفريق يمتلك عددا من اللاعبين المميزين للغاية في النواحي الهجومية، لكن خلال الأسابيع الأخيرة بدأ الفريق يعرف الطريق إلى شباك المنافسين، وبالتحديد منذ تعيين روي هودجسون على رأس القيادة الفنية للفريق. في ذلك الوقت، تألق إبيريتش إيزي - الذي كان النجم الأبرز مرة أخرى أمام بورنموث - وسجل هدفه الثاني بشكل مذهل. ويمتاز إيزي بقدرته على تسلم الكرة تحت ضغط، والمرور من المدافعين، واتخاذ قرارات ذكية، كما يمتلك مهارات رائعة ويقدم لمحات فنية استثنائية. وإذا تمكن من تقديم مستويات ثابتة، فسيكون لاعبا رائعا. (كريستال بالاس 2-0 بورنموث).
9) مبيومو يخرج من ظل توني
يعد بريان مبيومو لاعب برينتفورد من نوعية اللاعبين الذين تستمتع وأنت تشاهدهم. يلعب الجناح الكاميروني ناحية اليمين إلى حد كبير، ثم يدخل إلى عمق الملعب ويشكل خطورة كبيرة على مرمى المنافسين. دائما ما يخطف إيفان توني الأنظار بفضل المستويات الرائعة التي يقدمها، لكن الأرقام تشير إلى أن مبيومو لا يقل أهمية على الإطلاق، والدليل على ذلك أنه غاب عن ثلاث مباريات فقط من أصل 74 مباراة لعبها الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، كان من بينها 68 كأساسي ساهم خلالها في تسجيل 24 هدفاً. لا يزال مبيومو في الثالثة والعشرين من عمره، لذا لا يزال أمامه متسع من الوقت من أجل التحسن والتطور. وقال توماس فرانك، المدير الفني لبرينتفورد، بعد الفوز على وستهام: «بريان لا يحصل على الاهتمام الذي يستحقه في بعض الأحيان - أعتقد أنه لاعب رائع. أعتقد أنه كان بإمكانه تسجيل المزيد من الأهداف، لكنه كان سيئ الحظ إلى حد ما في بعض المواقف. إنه يلعب دورا مهما للغاية فيما يتعلق بالضغط على المنافسين، كما يقوم بأدواره الدفاعية على أكمل وجه، كما يعمل بجدية كبيرة من أجل الفريق». (برينتفورد 2-0 وستهام).
10) أرتيتا يجب أن يختار اللاعبين الجدد بعناية
لم يكن من المفاجئ أن نرى برايتون يتفوق على أرسنال، لأن فوز مانشستر سيتي على إيفرتون أنهى تقريبا كل أحلام أرسنال في المنافسة على لقب الدوري، وهو الأمر الذي أثر كثيرا على معنويات اللاعبين. وبعد انتهاء المنافسة تقريبا على لقب الدوري هذا الموسم، يتعين على أرسنال الآن التفكير في كيفية التحسن للموسم المقبل، لأن الأمور ستزداد صعوبة في ظل عمل الأندية المنافسة على تدعيم صفوفها. ما يحتاجه ميكيل أرتيتا، بالإضافة إلى لاعب خط وسط قوي، هو التعاقد مع عدد من اللاعبين الجيدين حتى يكون هناك بدلاء أقوياء في حال غياب أي لاعب أساسي لأي سبب من الأسباب، وحتى تكون هناك منافسة شرسة بين جميع اللاعبين على حجز مكان في التشكيلة الأساسية. يتمثل أحد الأسباب الرئيسية لفوز مانشستر سيتي باللقب في أن جوسيب غوارديولا يمكنه إجراء تغييرات في التشكيلة الأساسية وفقا لنقاط القوة والضعف لدى المنافسين. وفي المقابل، كان أرتيتا مضطرا للاعتماد على نفس اللاعبين واللعب بنفس الطريقة بسبب قلة الخيارات المتاحة أمامه. وبالنظر إلى أن أرتيتا لن يكون لديه الكثير من الأموال في سوق الانتقالات، فيتعين عليه أن يختار اللاعبين الجدد بعناية شديدة.