دي خيا ليس الحارس العصري المتكامل ليونايتد لكن يجب دعمه

لا يجيد اللعب بقدمه ويرتكب أحياناً أخطاء كارثية لكنه ما زال يتألق بتصديات تبدو إعجازية

دي خيا لم يحسن التصدي لتسديدة ضعيفه في مباراة وستهام فكلف يونايتد الخسارة (رويترز)
دي خيا لم يحسن التصدي لتسديدة ضعيفه في مباراة وستهام فكلف يونايتد الخسارة (رويترز)
TT
20

دي خيا ليس الحارس العصري المتكامل ليونايتد لكن يجب دعمه

دي خيا لم يحسن التصدي لتسديدة ضعيفه في مباراة وستهام فكلف يونايتد الخسارة (رويترز)
دي خيا لم يحسن التصدي لتسديدة ضعيفه في مباراة وستهام فكلف يونايتد الخسارة (رويترز)

لم تعد مهمة حارس المرمى تقتصر على التصدي للتسديدات والتقاط الكرات العرضية وركل الكرة إلى أبعد مسافة ممكنة من الملعب، بل أصبح الدور الذي يلعبه حارس المرمى معقداً للغاية، بالشكل الذي ربما لا يدركه البعض في كثير من الأحيان. فإلى جانب القدرة على التصدي للتسديدات، أصبح حارس المرمى مطالباً بأن يجيد التواصل مع زملائه في الفريق، وأن يكون قادراً على الاستحواذ على الكرة والتحكم فيها بشكل جيد بقدميه، وأن تكون لديه معرفة تكتيكية جيدة.

وأصبح هناك تركيز شديد على قدرة حارس المرمى على بناء الهجمات من الخلف والاستحواذ على الكرة، لدرجة أن المديرين الفنيين لا يريدون 10 لاعبين وحارس مرمى، بل يريدون 11 لاعباً لديهم القدرة على التحكم بالكرة بأقدامهم. فعندما يكون حارس المرمى في كرة القدم الحديثة قادراً على اللعب بقدميه، يمكنه اللعب كلاعب إضافي، وهو ما يعني أن المدافعين يمكنهم التقدم للأمام، كما يمكن لجميع اللاعبين الآخرين القيام بواجباتهم الهجومية بحرية أكبر في حال الاستحواذ على الكرة.

وإذا نظرنا إلى الأمور في السابق سنجد أن المدافعين كانوا أكثر من يلمسون الكرة وكانوا هم المسؤولون عن بناء الهجمات من الخلف، لكن إذا كان حارس المرمى قادراً بالفعل على القيام بتلك الأدوار، فإنه يمنح فريقه لاعباً إضافياً. كثيراً ما تعتمد الفرق حالياً على الضغط العالي على المنافس، وهو ما يجعل الأمر صعباً على حراس المرمى لأنهم مضطرون لتسلم الكرة تحت الضغط بالقرب من مرماهم قبل تمرير الكرة لزملائهم في الفريق، بينما يكونوا مطالبين بنفس القدر بالقيام بعملهم الأساسي المتمثل في التصدي للتسديدات بأيديهم.

لقد أصبح الأمر يشبه إلى حد ما لعبة الشطرنج، حيث أصبح يتعين عليك التفكير فيما سيفعله المنافس بعد ذلك لتحديد القرار الذي ستتخذه. وإذا نظرنا إلى حارس مرمى مثل إيدرسون، على سبيل المثال، سنجد أنه يتعامل بشكل جيد مع الضغط الذي يمارسه المنافس على فريقه، كما فعل أمام آرسنال في المباراة التي فاز فيها مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد في أبريل (نيسان) الماضي، ويعرف أن إيرلينغ هالاند موجود في الجزء الأمامي من الملعب، وبالتالي يتعين عليه في بعض الأحيان أن يتخلى عن فكرة بناء الهجمات من الخلف للأمام ويرسل كرات طولية بشكل مباشر إلى المهاجم النرويجي العملاق لكي يجبر لاعبي آرسنال على التراجع للخلف.

وبالمثل، عندما يعتمد الفريق المنافس على التكتل الدفاعي، يعرف إيدرسون جيداً كيف يلعب تمريرات قصيرة ويبدأ التحرك بطريقة أكثر صبراً. وبالتالي، يتعين على حراس المرمى أن يكونوا قادرين على قراءة وفهم المباريات ومعرفة مكان اللاعب الخالي من الرقابة وتمرير الكرة إليه بطريقة جيدة من أجل اختراق خطوط المنافس.

لقد رأينا جميعاً الصعوبات التي عانى منها ديفيد دي خيا وهو يحاول التكيف مع طريقة اللعب، التي يعتمد عليها المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ، الذي يريد من حارس مرماه أن يمرر الكرات بشكل جيد بقدميه. لقد فاز دي خيا بجائزة أفضل لاعب في مانشستر يونايتد في الموسم أربع مرات – جائزة من تصويت لاعبي الفريق - بما في ذلك الموسم الماضي، كما فاز بجائزة أفضل لاعب في الفريق أربع مرات من تصويت الجماهير، لأنه حارس مرمى رائع فيما يتعلق بالتصدي للتسديدات والكرات المفاجئة، لكن تن هاغ يريد منه أن يتطور فيما يتعلق باللعب بكلتا قدميه. لقد رأينا إيدرسون وأليسون بيكر وديفيد رايا، الذين يجيدون الاستحواذ على الكرة، يرتكبون أخطاء بأقدامهم، لذلك يتعين علينا أن ندرك صعوبة ما يُطلب من دي خيا القيام به بعد مسيرة طويلة وناجحة في اللعب بطريقة مختلفة.

لكن الخطأ الذي ارتكبه دي خيا أمام وستهام الأسبوع الماضي، الذي أدى إلى هزيمة مانشستر يونايتد بهدف دون رد لم يكن يتعلق ببناء الهجمات من الخلف بقدميه، لكن هذا لا يجب أن يكون نقطة لتقيمه أيضاً عندما يتعلق الأمر بالحديث عن إيجاد بديل لحارس المرمى الإسباني. سيحلل مانشستر يونايتد الأمر دائماً لمعرفة ما إذا كان هناك حارس مرمى آخر أكثر ملاءمة للطريقة التي يلعب بها تن هاغ، وسيبحث النادي عن التعاقد مع حارس مرمى بديل، لكن يتعين على المدير الفني الهولندي في الوقت الحالي أن يركز على منح دي خيا الثقة اللازمة وأن يعمل على تحسين مستواه ومستوى الفريق ككل. من الصعب للغاية العثور على حارس مرمى مثالي، لذلك عندما يكون لديك حارس بقيمة وقدرات دي خيا، فمن المنطقي تماماً أن تعمل على تحسين وتطوير مستواه وليس البحث عن بديل.

وإذا نظرنا إلى تشيلسي، ستجد أن لديه اللإسباني كيبا أريزابالاغا، الذي يجيد اللعب بقدميه، والسنغالي إدوارد ميندي، الذي يعد حارساً تقليدياً ممتازاً، وبالتالي يمكنك أن ترى الفريق عندما يلعب أحدهما، فلكل منهما نقاط قوة ونقاط ضعف، لكن لم ينجح أي منهما في فرض نفسه أساسياً ليكون الحارس الأول للفريق، ويبدو أن النادي مستعد للبحث عن بديل في الصيف.

دي خيا مطالب بتطوير التمرير بالقدم (ا ب ا)cut out
دي خيا مطالب بتطوير التمرير بالقدم (ا ب ا)cut out

من المؤكد أن العامل النفسي مهم جداً بالنسبة لحارس المرمى. من الممكن ألا يتعرض حارس المرمى لأي اختبار لمدة 88 دقيقة، ثم يقوم بإنقاذ لا يُصدق، وهو الأمر الذي يتطلب تركيزاً هائلاً. وعندما يرتكب حارس المرمى خطأ يتم تضخيم الأمور كثيراً، لأن هذا الخطأ غالباً ما يتسبب في استقبال هدف. ولكي يتعافى حارس المرمى من آثار ذلك، يجب أن يمتلك شخصية قوية ويتحلى بعقلية معينة.

عندما كنت أرتكب خطأ، كنت أحاول تصحيحه بسرعة. وعندما كنت أفقد الكرة، كنت أضغط بقوة من أجل استعادتها، وعندما كنت أسدد الكرة بشكل سيء، كنت أحاول استغلال التسديدة التالية لإحراز هدف. أما بالنسبة لحارس المرمى، فقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يتعرض للاختبار التالي أو التسديدة التالية، ويتعين عليه أن يتغلب على تداعيات الخطأ الذي ارتكبه، حتى لا يؤثر ذلك على أدائه.

دي خيا يقود بعملية إنقاذ كرة صعبة في مواجعة توتنهام (اب)
دي خيا يقود بعملية إنقاذ كرة صعبة في مواجعة توتنهام (اب)

وعلاوة على ذلك، يجب أن يجيد حارس المرمى التواصل مع زملائه في الفريق. أثناء فترة تفشي وباء كورونا، كنت محظوظة بالمشاركة في المباريات، ونظراً لأن المباريات كانت تقام من دون جمهور فقد كان بإمكاني سماع اللاعبات اللاتي يوجهن زملائهن في الفريق ويتواصلن معهن بشكل جيد. لقد ذهبت لمشاهدة إحدى مباريات المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاماً، ورأيت كيف كان آرون رامسديل بمثابة مدير فني لزملائه داخل الملعب وكيف كان يوجههم باستمرار. يقول ريو فرديناند إن أفضل المدافعين ليسوا مضطرين للدفاع لأنهم منظمون، وينطبق الأمر نفسه على حراس المرمى لأنهم يحاولون وضع الجميع في الأماكن المناسبة لضمان عدم السماح للمنافس بالتسديد كثيراً على المرمى.

عندما أنظر إلى الفرق الناجحة التي كنت جزءًا منها، أدرك أنها كانت تضم دائماً حارسات مرمى رائعات. يجب الإشادة بهن كثيراً، لأنه لا يمكن لأي شخص آخر أن يفعل ما يفعلنه. ربما كنت أقلل في السابق من أهمية الدور الذي يلعبنه، لكنني لن أرتكب هذا الخطأ مرة أخرى!

*خدمة الـ«غارديان»

يجب الحفاظ على دي خيا والعمل على تحسين نقاط ضعفه


مقالات ذات صلة

فيورينك مدرباً لسيدات هولندا بعد أمم أوروبا

رياضة عالمية أريان فيورينك (رويترز)

فيورينك مدرباً لسيدات هولندا بعد أمم أوروبا

يعود الهولندي أريان فيورينك، المدرب المساعد لمنتخب إنجلترا للسيدات لكرة القدم، إلى بلاده، لتولي منصب المدير الفني للمنتخب البرتقالي للسيدات.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
رياضة عالمية لوكا مودريتش اتخذ خطوة استثمارية على غرار كثير من النجوم (د.ب.أ)

مودريتش يشتري حصة في نادي سوانزي سيتي

اشترى لاعب خط وسط ريال مدريد الإسباني النجم الكرواتي لوكا مودريتش حصة في سوانزي سيتي، وفقا لما أعلن النادي المنافس في المستوى الثاني (تشامبيونشيب)

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية إيدي هاو مدرب نيوكاسل الإنجليزي (رويترز)

التهاب رئوي يُغيب مدرب نيوكاسل أمام كريستال بالاس وأستون فيلا

يغيب إيدي هاو مدرب نيوكاسل الإنجليزي لكرة القدم عن مباراتي فريقه المقبلتين في الدوري الممتاز بعد تشخيص إصابته بالتهاب رئوي.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة سعودية ماسون غرينوود نجم مرسيليا مطلوب في الدوري السعودي (أ.ب)

سباق سعودي «ثلاثي» للفوز بـ«غرينوود»

وجد ماسون غرينوود في دائرة الضوء، بعد عرض بقيمة 90 مليون يورو من الدوري السعودي.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية الكرواتي لوكا مودريتش نجم ريال مدريد الإسباني (رويترز)

مودريتش سيستحوذ على حصة في سوانزي سيتي

اقترب نجم ريال مدريد الإسباني، الكرواتي لوكا مودريتش، من الحصول على حصة الأقلية في نادي سوانزي سيتي الذي ينافس في دوري البطولة الإنجليزية.

«الشرق الأوسط» (سوانزي)

«أبطال أوروبا»: سان جيرمان يفلت من فخّ أستون فيلا ويتأهل لنصف النهائي

فرحة حارس مرمى سان جيرمان دوناروما بالتأهل لنصف النهائي (أ.ب)
فرحة حارس مرمى سان جيرمان دوناروما بالتأهل لنصف النهائي (أ.ب)
TT
20

«أبطال أوروبا»: سان جيرمان يفلت من فخّ أستون فيلا ويتأهل لنصف النهائي

فرحة حارس مرمى سان جيرمان دوناروما بالتأهل لنصف النهائي (أ.ب)
فرحة حارس مرمى سان جيرمان دوناروما بالتأهل لنصف النهائي (أ.ب)

أفلت باريس سان جيرمان الفرنسي من مفاجأة مدوية في برمنغهام، وبلغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، رغم خسارته أمام مضيفه أستون فيلا الإنجليزي 2 - 3 بعدما كان متقدماً بهدفين نظيفين، وذلك لفوزه ذهاباً على أرضه 3 - 1.

وسجّل المغربي أشرف حكيمي (11) والبرتغالي نونو منديش (27) هدفي سان جيرمان، والبلجيكي يوري تيليمانس (34) والأسكوتلندي جون ماكغين (55) وإيزري كونسا (57) أهداف أستون فيلا.

ويلتقي سان جيرمان في نصف النهائي الخامس في تاريخه مع ريال مدريد الإسباني حامل اللقب، أو آرسنال الإنجليزي اللذين يتواجهان الأربعاء على ملعب الأول (فاز آرسنال ذهاباً 3 - 0).