تمسك آرسنال بآماله في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بالفوز 2-صفر على نيوكاسل يونايتد في المرحلة الخامسة والثلاثين من البطولة، ليقلص الفارق مع مانشستر سيتي المتصدر إلى نقطة واحدة. وبهفوة أخرى مكلفة من الحارس ديفيد دي خيا خسر مانشستر يونايتد أمام وستهام؛ الهزيمة التي قد تكلف فريقه كثيراً في سباق التأهل لدوري أبطال أوروبا. «الغارديان» تستعرض هنا 10 نقاط جديرة بالدراسة من المرحلة 35 في المسابقة.
1- غابرييل خيسوس غيَّر المزاج العام في آرسنال
قطع آرسنال خطوات كبيرة خلال الأشهر الـ12 الماضية. فعندما أنهى الموسم الماضي بهزيمتين من آخر 3 مباريات ليبتعد عن المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يكن أي شخص يتخيل على الإطلاق أن ينافس الفريق على اللقب في الموسم التالي؛ لكن التعاقد مع المهاجم البرازيلي غابرييل خيسوس غيَّر المزاج العام داخل النادي من اليأس إلى الأمل. وعلى الرغم من خيبة الأمل التي أصابت جماهير وعشاق آرسنال في كل مكان، بسبب تخلي الفريق عن الصدارة في الأمتار الأخيرة من الموسم -على الرغم من الفوز الرائع على نيوكاسل– فمن الممكن أن يلجأ المدير الفني لـ«المدفعجية»، ميكيل أرتيتا، إلى الحيلة نفسها، ويتعاقد مع لاعب قادر على نقل الفريق إلى مستوى آخر. وعلى الأرجح، تتمثل الخطة في التعاقد مع لاعب خط وسط ليحل محل غرانيت تشاكا، وهناك شائعات بأن هذا اللاعب سيكون ديكلان رايس الذي سيكون إضافة قوية للغاية لآرسنال، وسيجعل مواجهة «المدفعجية» أكثر صعوبة مما هي عليه الآن. (نيوكاسل 0-2 آرسنال).
2- خطأ دي خيا قد يكلف مانشستر يونايتد ثمناً غالياً
لم يتوصل ديفيد دي خيا حتى الآن لاتفاق على تمديد عقده الذي ينتهي مع مانشستر يونايتد بنهاية الموسم الجاري، وبالتالي فإن ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية قد يجعل مجلس إدارة النادي صاحب اليد العليا في التفاوض بشأن خفض راتبه. من الواضح للجميع أن دي خيا يعاني بشدة فيما يتعلق باللعب بالقدمين؛ لكنه الآن يواجه أيضاً صعوبات فيما يتعلق بقدرته على التصدي للتسديدات –التي كانت في السابق تمثل أبرز نقاط قوته– كما حدث أمام وستهام. وفي ظل تحقيق ليفربول الفوز في 6 مباريات متتالية، وابتعاده عن مانشستر يونايتد صاحب المركز الرابع بنقطة واحدة فقط، على الرغم من أنه لعب مباراة أكثر، فإن فشل دي خيا في التعامل مع التسديدة السهلة لسعيد بن رحمة قد يكون مكلفاً للغاية. قدم دي خيا أداء سيئاً للغاية أمام إشبيلية في الدوري الأوروبي الشهر الماضي، وتسبب بشكل مباشر في خروج فريقه من البطولة، وبالتالي فقد استنفد كثيراً من رصيده هذا الموسم. وعلى الرغم من الاتفاق على أهميته الكبيرة لمانشستر يونايتد على مدار الـ12 عاماً الماضية، وعلى الرغم من أن التعاقد مع حارس بديل سيكون مكلفاً للغاية لمانشستر يونايتد الذي يحتاج إلى تدعيمات في مراكز أخرى، فإن المدير الفني الهولندي إيريك تن هاغ لا يمكنه الانتظار طويلاً للبحث عن بديل لحماية عرين «الشياطين الحمر». (وستهام 1-0 مانشستر يونايتد).
3- مصير غوندوغان يستوجب قراراً حاسماً من مانشستر سيتي
أظهر إلكاي غوندوغان قيمته مرة أخرى أمام ليدز يونايتد، عندما أحرز هدفين قاد بهما مانشستر سيتي للفوز على ليدز يونايتد. يعد لاعب خط الوسط الألماني أحد أبرز لاعبي خط وسط مانشستر سيتي وأكثرهم التزاماً وثباتاً في المستوى؛ لكن عقده ينتهي في نهاية الموسم الجاري. ولمح المدير الفني لـ«السيتيزنز»، جوسيب غوارديولا، بعد مباراة ليدز يونايتد إلى أنه يرغب في الإبقاء على غوندوغان في النادي؛ لكنه اعترف بأن الأمر في يد النادي. سيكمل غوندوغان عامه الثالث والثلاثين في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وهو الأمر الذي سيجعل مجلس إدارة النادي يفكر فيما إذا كان ينبغي الاعتماد على لاعب أصغر سناً في خط الوسط. وأمام ليدز يونايتد، لعب غوندوغان في عمق الملعب بدلاً من رودري الذي فضل غوارديولا إراحته. وأظهر اللاعب الألماني المخضرم قدرته على اللعب في أكثر من مركز، وتألق بشدة وأحرز هدفي فريقه في المباراة، وكان يتحرك بشكل مزعج للغاية على الأطراف وداخل وحول منطقة الجزاء. وتم اختيار غوندوغان من جانب زملائه ليكون قائداً للفريق هذا الموسم، وهو الأمر الذي يعكس مكانته في غرفة خلع الملابس. وبالتالي، فإن تخلي مانشستر سيتي عن هذا اللاعب الرائع قد يكون بمثابة مغامرة كبيرة. (مانشستر سيتي 2-1 ليدز يونايتد).
4- ريان ماسون يجني ثمار قراراته الجريئة
يبلغ المدير الفني المؤقت لتوتنهام، ريان ماسون من العمر 31 عاماً فقط؛ لكنه أظهر أنه لا يخشى اتخاذ قرارات جريئة، بعدما استبعد إريك داير من مباراة الفريق ضد كريستال بالاس. لم يقدم المدافع الإنجليزي ما يشفع له للانضمام للتشكيلة الأساسية لـ«السبيرز» خلال الأسابيع الأخيرة. وبدا توتنهام أكثر أماناً مع كريستيان روميرو إلى جانب كليمان لينغليه الذي يلعب بالقدم اليسرى في خط دفاع مكون من 4 لاعبين. ويأمل ماسون الذي كوفئ أيضاً على اعتماده على بيدرو بورو في دور أكثر تقدماً –صنع اللاعب الإسباني الهدف رقم 209 لهاري كين في الدوري الإنجليزي الممتاز- أن يكون لينغليه لائقاً للمشاركة في المباراة الحاسمة أمام أستون فيلا الأسبوع المقبل، والتي من المرجح أن يعتمد فيها ماسون على طريقة 4-4-2 التي طبقها الفريق بشكل جيد أمام كريستال بالاس. وقال ماسون: «اللاعبون يستحقون كل الإشادة والتقدير؛ لأننا طلبنا منهم القيام بشيء لم يفعلوه منذ فترة. لقد تحلوا بالشجاعة اللازمة، وحققنا الفوز في نهاية المطاف». (توتنهام 1-0 كريستال بالاس).
5- تياغو سيلفا مثال يحتذى به في تشيلسي
قدم تشيلسي أداء محبطاً هذا الموسم، باستثناء عدد قليل من اللاعبين، وفي مقدمتهم تياغو سيلفا بالتأكيد. كان فرانك لامبارد قد مدد عقد المدافع البرازيلي لمدة عام آخر في ولايته الأولى مع «البلوز» في أغسطس (آب) 2020، ولا يزال سيلفا يبدو مدافعاً من الطراز العالمي، على الرغم من أنه سيكمل عامه التاسع والثلاثين في سبتمبر (أيلول) القادم. وأمام آرسنال الأسبوع الماضي، أظهر سيلفا شخصية قوية، وتمكن من إخراج كرة من على خط مرمى فريقه.
وفي المباراة التي فاز فيها تشيلسي على بورنموث يوم السبت الماضي، تمكن من استخلاص الكرة من بين قدمي مهاجم تشيلسي السابق دومينيك سولانكي، لينقذ فريقه من هدف محقق. وأكد لامبارد على أن بينوا بادياشيل وويسلي فوفانا سيتعلمان من سيلفا، مضيفاً: «إنه يبلغ من العمر 38 عاماً. عندما كنت في مثل سنه كنت ألعب في الدوري الأميركي لكرة القدم للمحترفين. إنه يعد بمثابة نقطة مرجعية رائعة للمدافعين الشباب الذين يلعبون حوله في الفريق». (بورنموث 1-3 تشيلسي).
6- قدرة نيوكاسل على حصد الألقاب قد تتحقق قريباً
بمجرد الإعلان عن الاستحواذ السعودي على نيوكاسل، توقع الجميع أن يتطور مستوى الفريق؛ لكن لم يكن أحد على الإطلاق يتصور أن يتطور مستوى الفريق بهذه السرعة. وعلى الرغم من أن المدير الفني للفريق، إيدي هاو، قام بعمل رائع ونجح في تطبيق طريقة اللعب التي تناسب ظروفه، فإن أهم عناصر أي فريق في كرة قدم هي الموهبة والعقلية.
لقد تعاقد النادي مع لاعبَين رائعين وصغيرين في السن، ولديهما الرغبة الهائلة في إثبات نفسيهما، وهما برونو غيمارياش وألكسندر إيزاك، وهو الأمر الذي أدى إلى تحسن مستوى الفريق بشكل فوري. في كثير من الأحيان، يتعين على النادي الذي تم الاستحواذ عليه من قبل مالكين قادرين على الإنفاق أن يثبت أقدامه أولاً، قبل أن يتعاقد مع لاعبين من الطراز العالمي؛ لكن نجاح النادي في ضم غيمارياش وإيزاك ساعد في تحسن مستوى الفريق بشكل أسرع مما يبدو ممكناً، وهو ما يعني أن النادي بعث رسالة قوية للمنافسين، مفادها أنه يعتزم بناء مشروع حقيقي. وحتى عندما خسر نيوكاسل أمام آرسنال في مباراته الأخيرة، فإنه قدم مستويات جيدة، وأظهر أن لديه الكثير والكثير ليقدمه. وإذا تمكن هاو من العثور على لاعبين آخرين بالجودة والمهارة نفسيهما، فسيكون الفريق قادراً على المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز قريباً؛ ربما ليس الموسم المقبل، ولكن قريباً.
7- ترينت ألكسندر أرنولد يواصل التطور
كان هدف محمد صلاح، وإطلاق الجماهير لصيحات الاستهجان أثناء عزف النشيد الوطني، واقتراب ليفربول من المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، هي التي تصدرت عناوين الصحف، بعد فوز ليفربول على برنتفورد بهدف دون رد في المباراة التي أقيمت على ملعب «آنفيلد» يوم السبت الماضي؛ لكن التطور المستمر لترينت ألكسندر أرنولد بعد تغيير مركزه ليلعب في خط الوسط كان لافتاً للانتباه أيضاً. لقد قدم اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً مستويات رائعة مرة أخرى، بعدما أصبح يلعب في عمق الملعب ويتقدم للأمام بشكل أكبر عندما يستحوذ ليفربول على الكرة، كما أبهر الجميع بتمريراته المتقنة. ومنذ تغيير ألكسندر أرنولد لمركزه في بداية أبريل (نيسان) الماضي، لم يصنع أي لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز أهدافاً أكثر منه، وكان عدد الأهداف التي صنعها سيرتفع مرة أخرى لو نجح داروين نونيز في وضع تمريرة ألكسندر أرنولد الرائعة داخل الشباك.
لم يجب المدير الفني لـ«الريدز»، يورغن كلوب، بشكل حاسم أو مؤكد عندما سئل عما إذا كان ألكسندر أرنولد سيظل لاعباً في خط الوسط على المدى الطويل أم لا؛ لكن إذا استمر اللاعب في تقديم هذه المستويات المذهلة في خط الوسط، فمن المؤكد أن كلوب سيبحث عن ظهير أيمن جديد في سوق الانتقالات، ويواصل الدفع بألكسندر أرنولد في خط الوسط. (ليفربول 1-0 برنتفورد).
8- سام ألاردايس بحاجةإلى جرأة لإنقاذ ليدز يونايتد
في أول مباراة لليدز يونايتد تحت قيادة مديره الفني الجديد، سام ألاردايس، استحوذ الفريق على الكرة في 17 في المائة فقط من عمر المباراة، وهو أمر لا يجب أن يتكرر إذا كان المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي يريد مساعدة ليدز يونايتد على البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومن غير المرجح أن يواصل ألاردايس الاعتماد على طريقة 4-5-1 التي فشلت في إيقاف مانشستر سيتي عندما يستضيف ليدز يونايتد نظيره نيوكاسل على ملعب «إيلاند رود» في عطلة نهاية الأسبوع. لكن الشيء الإيجابي يتمثل في أن ألاردايس لا يزال أمامه أسبوع كامل للعمل على خطة جديدة بعد الأداء المخيب للآمال أمام مانشستر سيتي. ويجب أن يركز المدير الفني المخضرم على كيفية صناعة مزيد من الفرص للمهاجم الصريح؛ خصوصاً بعدما وجد باتريك بامفورد نفسه منعزلاً بشدة في الخط الأمامي، وقضى معظم فترات المباراة بعيداً تماماً عن لاعبي فريقه. صحيح أن رودريغو نجح في هز الشباك بعد نزوله بديلاً؛ لكن كانت هذه هي الفرصة الوحيدة التي صنعها الفريق خلال المباراة بأكملها.
من المؤكد أن ليدز يونايتد بحاجة ماسة إلى إحراز الأهداف إذا كان يريد تجنب الهبوط، وبالتالي لا يمكنه اللعب بالطريقة العقيمة نفسها التي لعب بها أمام مانشستر سيتي.
9- أيام سعيدة في ويست ميدلاندز
توقفت مسيرة أستون فيلا نحو المراكز المؤهلة للمشاركة في البطولات الأوروبية الموسم المقبل، بعد تلقي هزيمتين متتاليتين. لكن يجب أن يكون هناك شعور بالارتياح في منطقة ويست ميدلاندز؛ لأن الفريق في مكانة أفضل بكثير مما كان عليه في بداية الموسم، عندما كان كل من أستون فيلا وولفرهامبتون (من منطقة ويست ميدلاندز) على وشك الهبوط لدوري الدرجة الأولى. وكان الحل الذي لجأ إليه كل من أستون فيلا وولفرهامبتون هو التعاقد مع المديرين الفنيين الإسبانيين ذوي الخبرات الكبيرة أوناي إيمري وجولين لوبيتيغي، اللذين سبق لهما تدريب إشبيلية الإسباني، ويطلبان من لاعبي الفرق التي يتوليان تدريبها إجراء تغييرات تكتيكية متعددة خلال المباريات، وهو ما يختلف تماماً عما كان عليه الأمر تحت قيادة ستيفن جيرارد وبرونو لاغ. وقال لوبيتيغي الذي سبق له الفوز بالدوري الأوروبي مع إشبيلية، كما هي الحال مع إيمري أيضاً، بعدما وصل ولفرهامبتون للنقطة 40: «هذا هو أصعب إنجاز حققته على الإطلاق».
ومن المرجح أن تتم إعادة بناء ولفرهامبتون بشكل كبير، مع رحيل كثير من اللاعبين القدامى. (ولفرهامبتون 1-0 أستون فيلا).
10- قوة المديرين الفنيين تضيف كثيراً للدوري الإنجليزي
تجب الإشارة إلى أن قوة ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ –بالإضافة إلى القوة المالية الهائلة لباريس سان جيرمان– لا تجعل الدوري الإنجليزي الممتاز قادراً على احتكار أفضل اللاعبين في العالم، ومن الواضح أن الأمر سيستمر هكذا دائماً. لكن عندما يتعلق الأمر بالمديرين الفنيين، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز يأتي في المقدمة بفارق كبير عن بقية الدوريات الأخرى؛ حيث جذب أفضل المديرين الفنيين في العالم تقريباً.
لقد أثبت جوسيب غوارديولا ويورغن كلوب بالفعل أنهما من طراز فريد، ويأمل ميكيل أرتيتا وإريك تن هاغ في اللحاق بهما في هذه المكانة، وهناك قائمة طويلة من المديرين الفنيين المميزين أيضاً بالقدر نفسه، مثل: توماس فرانك، وروبرتو دي زيربي، وأوناي إيمري، الذين قاموا بعمل رائع. وإذا استمرت الأندية التي يتولون تدريبها في التطور والتحسن بالمعدلات الحالية نفسها، فستكون المنافسة قوية للغاية خلال الموسم المقبل.
حقائق
سباق القمة يتواصل بين سيتي وأرسنال ومعركة الهبوط تحتدم قبل 3 جولات من النهاية