أفرزت التعديلات الأخيرة على جدول الدوري السعودي للمحترفين، الناتجة عن تأجيل الجولة العاشرة، خللاً مباشراً في تطبيق أحد أهم المعايير التي تحكم عملية جدولة المباريات والذي ينص على البندين التاليين: «لا يجوز لأي نادٍ لعب أكثر من أكثر من مباراتين متتاليتين على أرضه»، وكذلك «لا يجوز لأي نادٍ لعب أكثر من مباراتين متتاليتين خارج أرضه».
هذا الخلل وضع ناديي الاتحاد والخليج، في مسار متطرف، حيث سيضطران إلى لعب ثلاث مباريات متتالية خارج أو داخل أرضهما، وهو ما يطرح تساؤلات عميقة حول التكافؤ والعدالة التنافسية.
وفي التسلسل الزمني للجولات الثامنة والتاسعة والحادية عشرة، نجد أن الاتحاد سيخوض ثلاث مواجهات متتالية على أرضه، وهذه الميزة اللوجستية التي تجنب الفريق إرهاق السفر المتكرر وتضمن الدعم الجماهيري المستمر، يمكن أن تكون دفعة قوية ومؤثرة للفريق في حصد النقاط بالاستفادة من لعب هذه الجولات على أرضه.
وعلى الجانب الآخر تماماً، يجد نادي الخليج نفسه أمام تحدٍ بدني ونفسي شاق، بخوضه ثلاث مباريات متتالية خارج أرضه، وسيضطر إلى السفر المتواصل، وهذا أمر مرهق، خلاف فقدانه دعم جماهيره والتي لها تأثيرها الإيجابي على الفريق في الأداء والنتائج.
ورغم أن التأجيل أتى لظروف قاهرة نتيجة تأهل المنتخب السعودي إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب المقامة في الدوحة فإن إعادة الجدولة والبقاء على ترتيبها الحالي ربما كان خياراً منطقياً وأكثر عدالة من ترحيل جولة كامل إلى شهر فبراير والذي نتج عنه هذه «الثلاثيات» التي خدمت الاتحاد وأعطته ميزة دون غيره، وأضرت فريق الخليج.
«الشرق الأوسط» بدورها تواصلت مع مصادرها في رابطة دوري المحترفين والتي أفادت بأن الرابطة حاولت تفادي حدوث هذا الأمر، ولكن بناءً على الظروف الاستثنائية بتأهل المنتخب السعودي إلى الدور نصف النهائي أصبحت الخيارات محدودة، وتم تأجيل الجولة العاشرة بأكملها استناداً على البند الأول من «مبادئ المسابقة»، والذي ينص على أن تقام المسابقة بنظام الدوري ذهاباً وإياباً وتقوم الرابطة قدر الإمكان، ووفقاً لتفسيرها الخاص أو أي ظروف استثنائية بتنظيم المسابقة.
