في قلب الرياض، حيث تتحول الطموحات إلى إنجازات واقعية، تروي رئيسة الاتحاد السعودي لفنون القتال المختلطة، رشا الخميس، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، قصة بطولة تتجاوز حدود الرياضة؛ لتصبح شاهدة على قفزة نوعية تصنعها المملكة في عالم الفنون القتالية.
رشا الخميس أوضحت، في حديثها إلى «الشرق الأوسط»، أن النسخة الثانية من البطولة لم تكن مجرد تكرار للأولى، بل قفزة نوعية على مستوى التنظيم والجماهيرية والفنيات، مشيرة إلى أن النسخة الأولى وضعت الأساس، فيما جاءت الثانية لتؤكد أن السعودية لا تكتفي بالاستضافة، بل تصنع بطولات استثنائية تعيد رسم مشهد الفنون القتالية في المنطقة.

وشددت على أن استضافة نسخ متتالية جعلت المملكة الوجهة الأولى للفنون القتالية المختلطة عربياً وإقليمياً، مؤكدة أن هذا الامتداد ليس حدثاً عابراً، بل ترجمة لـ«رؤية 2030» التي جعلت من الرياضة والترفيه صناعة وطنية. وأضافت أن توسع الشراكات الدولية رسخ مكانة السعودية بوصفها قوة رياضية قادرة على قيادة المشهد العالمي.
وفي حديثها عن تطوير المواهب، أكدت أن سبعة أحداث متتالية صنعت فارقاً واضحاً في مستوى المقاتلين والمقاتلات السعوديين والعرب، حيث انتقلوا من مجرد مشاركة رمزية إلى منافسة حقيقية على أعلى المستويات.
وكشفت عن خطط واضحة لزيادة عدد المقاتلين والمقاتلات السعوديين، وصناعة جيل جديد من الأبطال لرفع راية الوطن عالمياً.

أما عن تمكين المرأة فأشارت رشا الخميس إلى أن وجود المرأة السعودية والعربية في النسختَيْن الأولى والثانية لم يكن حضوراً رمزياً، بل منافسة حقيقية تجسّد قوة الإرادة وصلابة العزيمة.
وأضافت: «كوني أول سعودية تصل إلى هذا المنصب على المستوى العالمي بين جميع اتحادات الفنون القتالية المختلطة، أعتبر تجربتي رسالة ومسؤولية لتمهيد الطريق أمام مزيد من المُقاتلات لصناعة فصل جديد في تاريخ هذه الرياضة. والقادم باسم السعودية سيكون أوسع وأقوى وأكثر إشراقاً، ليؤكد أن المرأة السعودية شريك أصيل في صناعة إنجازات الوطن».
وحول الرؤية المستقبلية، أوضحت أن الهدف بعد سبعة أحداث متتالية هو الانتقال من بطولة إقليمية إلى علامة عالمية تُصنع وتُصدَّر من السعودية إلى العالم، مؤكدة أن النسخة العاشرة لن تكون مجرد محطة، بل إعلان تاريخي أن المملكة العربية السعودية هي مركز الفنون القتالية وقوة المستقبل وصانعة إنجازاته.
وتحدّثت رشا الخميس عن مسيرتها الشخصية، مشيرة إلى أنها بدأت بوصفها أول سعودية معتمدة لتدريب الملاكمة عام 2018، ثم بوصفها أول امرأة في مجلس إدارة اتحاد الملاكمة، وصولاً إلى رئاستها اليوم الاتحاد السعودي لفنون القتال المختلطة.

كما شغلت رشا الخميس منصب نائبة رئيس الاتحاد السعودي للملاكمة وعضواً في مجلس إدارة الاتحاد الآسيوي، مستندة إلى خبرة مهنية تتجاوز عشر سنوات في الاستشارات الاستراتيجية والإدارية بقطاعات الرياضة والترفيه.
وأكدت أنها حاصلة على درجة الماجستير في الإدارة والسياسات العامة الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا لوس أنجليس، وتحمل لقب «غينيس» للأرقام القياسية بعد ممارستها سبع رياضات مختلفة منذ نشأتها.
وأضافت: «ظننت أني سأواجه التحديات، لكن مسيرتي كانت سلسة بفضل (رؤية 2030) التي حوّلت المستحيل إلى إنجازات، وفتحت الطريق لجيل جديد من القيادات الرياضية».
واختتمت رشا الخميس حديثها برسالة إلى الشابات بالأخص، قالت فيها: «الطريق قد يكون صعباً، لكنه يستحق... والسعودية اليوم تمنحكن كل الأدوات لتصبحن جزءاً من التاريخ المقبل».



