يدرك إيفان توني حجم الضجة التي رافقت انتقاله من الدوري الإنجليزي الممتاز إلى الدوري السعودي للمحترفين قبل أكثر من عام، لكنه يرى أن حصاده كان مميزاً بعدما ساهم في تتويج الأهلي بلقب دوري أبطال آسيا وسجّل 35 هدفاً بقميص الفريق، مما منحه ثقة أكبر ودافعاً لمواصلة التحدي، رغم غيابه عن قائمة منتخب إنجلترا في التصفيات الأخيرة المؤهلة إلى كأس العالم.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد واجه المهاجم الإنجليزي الانتقادات بعزيمة واضحة قائلاً: «الذين يعرفونني يعلمون أنني أفعل ما أريد. إذا رغبت في تجربة معينة فسأخوضها. إن أراد الناس الحديث، فليتحدثوا. هذا لا يضرني ولا يزعجني، فأنا أركز على نفسي. أفعل ما يجعلني سعيداً».
توني أكد أنه استمتع بالحياة في جدة، حيث وجد انسجاماً سريعاً مع الأهلي منذ البداية بجوار زملائه، وعلى رأسهم روبرتو فيرمينو ورياض محرز. وقد أنهى الموسم الماضي بتسجيل 23 هدفاً في الدوري، بفارق هدفين فقط عن كريستيانو رونالدو، ومتقدماً على كريم بنزيما والمغربي عبد الرزاق حمد الله.
وقال: «بمجرد أن بدأت، جاءت الأهداف. شعرت أنني كان بإمكاني تسجيل المزيد، لكنني أنهيت الموسم كثاني هداف في دوري جديد عليّ تماماً، وأعتبر ذلك إنجازاً. هذا الموسم أطمح لصدارة الهدافين ومساعدة الفريق على الفوز وتحقيق أهدافنا».
الأهلي، الذي لم يتوج بلقب الدوري منذ عام 2016، أنهى الموسم الماضي خامساً، لكنه استهل الموسم الجديد بانتصار على نيوم 1-0 سجّل خلاله توني هدف المباراة الوحيد من تمريرة لإنزو ميلو. ثم واصل التألق بثلاثية أمام العربي في كأس الملك. ويقول: «لدينا ما يكفي من الجودة للفوز بالمباريات، وإذا واصلنا الأداء الجيد، فلدينا فرصة قوية. أثبتنا ذلك في دوري أبطال آسيا».
الفوز بلقب دوري أبطال آسيا في مايو (أيار) الماضي بعد التغلب على كاواساكي فرونتال الياباني أمام أكثر من 60 ألف مشجع في جدة شكّل لحظة استثنائية لجماهير الأهلي. ويضيف توني: «في نصف النهائي خصوصاً، كانت الأجواء أمام الهلال رائعة. هذا يثبت مدى شغف الجماهير هنا».
وعن تقييمه للدوري السعودي، قال: «الدوري هنا بمستوى عالٍ ويجب ألا يقلل منه أحد. رأينا الهلال أمام مانشستر سيتي وقد فاز عليه. بالنسبة لي، الدوري السعودي يقارن بالبريميرليغ. لو كان الأهلي في الدوري الإنجليزي لنافس بقوة واقترب من المربع الذهبي».
وأضاف: «المستوى في السعودية مرتفع. اللاعبون هنا قادرون على اللعب. قد لا يكونون مشهورين مثل لاعبي البريميرليغ، لكن الكثير منهم يملك القدرة على اللعب هناك».
ورغم أن انتقاله لم يعزز حضوره الدولي مؤخراً، فإن توني ما زال متمسكاً بحلمه بالمشاركة في كأس العالم. وقال: «عليّ التركيز على نفسي ومنح نفسي أفضل فرصة ممكنة. وإن تم اختياري سأبذل جهدي لبلادي، وإن لم يحدث فسأكون مشجعاً للفريق».
أما عن مدرب إنجلترا توماس توخيل، فأوضح: «لم تكن هناك أي محادثات معه، ولا أتوقع ذلك. هو مشغول بأمور أخرى. مهمتي أن أقدم الأداء المطلوب. إذا كنت جيداً بما فيه الكفاية فسأحصل على الفرصة، بغض النظر عن مكان اللعب. طالما تسجل الأهداف وتفعل ما هو صحيح، ستمنح نفسك فرصة».
المهاجم الإنجليزي البالغ 29 عاماً أكد أنه يتابع أخبار ناديه السابق برينتفورد، معرباً عن تقديره لمدربه السابق توماس فرانك، ومؤكداً أن الفريق سيظل قوياً بفضل عقلية العمل الجاد وروح المجموعة.
واختتم توني حديثه قائلاً: «بعض اللاعبين لديهم فضول حول التجربة هنا. البعض عُرضت عليهم فرصة اللعب في السعودية ويريدون أن يعرفوا التفاصيل. أوصي بها إذا شعروا أنها مناسبة لهم».
