في مشهد استثنائي، اختُتم مشروع وطني طموح حمل على عاتقه توثيق مسيرة كرة القدم السعودية، منذ أول ركلة انطلقت في بدايات القرن العشرين، وحتى اللحظة التي تتصدر فيها أندية المملكة واجهة المشهد الكروي العالمي.
وأقيم، الأحد، مؤتمر صحافي تم خلاله إعلان اكتمال هذا المشروع، الذي امتد ليشمل 123 عاماً (1902-2025)، والذي يُعد الأول من نوعه من حيث العمق الزمني، والدقة المنهجية، وشمولية الجهات والبطولات واللوائح، ليتحوّل من مجرد «توثيق» إلى مرجع وطني ورسمي لتاريخ اللعبة.
وحسب اتحاد كرة القدم، هناك 8 خطوات تمت لتوثيق وإكمال العمل، وذلك من مارس (آذار) 2024 وحتى أبريل (نيسان) 2025؛ إذ مرّ المشروع بسلسلة من الاجتماعات والاعتمادات شملت كل الحقب التاريخية، من عهد المؤسس الملك عبد العزيز (رحمه الله) وصولاً إلى عهد الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتناول التفاصيل الدقيقة لنشأة اللعبة وتطورها، وتوثيق الإنجازات، والجهات المنظمة، وتقييم المسابقات، وتصنيف البطولات، وحتى تحديد معايير مصطلحات مثل «البطل» و«الفئة التصنيفية».

ووفقاً للأرقام المعلنة من مشروع التوثيق، فإن هناك 3400+ مسابقة محلية للأندية، وكذلك 1141 مباراة للمنتخبات ضمن المسابقات، إضافة إلى 251 بطولة للمنتخبات، وكذلك استعراض أكثر من 3300 مشاركة دولية للحكام، واستعراض أكثر من 300 لائحة ونظام محل توثيق، مع وجود 160 سجلاً شرفياً، و155 بطلاً.
واعتمد المشروع في عمله على أربع مراحل متكاملة، وهي مرحلة جمع البيانات من المصادر المحلية والرسمية، ثم المراجعة والتدقيق وفق ضوابط ومراجع موثقة، بعدها تحليل البيانات وربطها تاريخياً وتنظيمياً، ثم إجراء المقارنات المرجعية مع النماذج الدولية المماثلة.

وتمت مراجعة كل بطولة بحسب ثلاث مراحل، وهي مطابقة الجهة المنظمة، ثم مطابقة اللوائح والمعايير، ثم مطابقة الفئة التصنيفية للمسابقة.
أولى المشروع أهمية لتصنيف الجهات التي نظمت كرة القدم في المملكة، بدءاً من إدارات وزارة الداخلية، ثم وزارة المعارف، فوزارة العمل، ثم الجمعية السعودية لكرة القدم، وأخيراً الاتحاد السعودي لكرة القدم.
كما تم التعامل مع المسابقات بناءً على منهجية متدرجة بين الجهات المنظمة (رسمية - محلية - خارجية - غير مختصة) لضمان عدالة التوثيق.
حظي المشروع بدعم من جهات شريكة في الرياضة والتوثيق والمعرفة، وهي: وزارة الرياضة وهيئة الإذاعة والتلفزيون ودارة الملك عبد العزيز ورابطة الدوري السعودي للمحترفين وكذلك الجمعية العمومية للاتحاد السعودي لكرة القدم، والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
لم يكتفِ المشروع بتسجيل عدد البطولات والألقاب، بل ذهب بعيداً في تصنيف تأثير كرة القدم على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، ووثّق أيضاً كرة القدم النسائية ضمن المرتكزات الأساسية، إلى جانب تطور المنتخبات والأندية والتأثير الدولي.


