لم يكن الاتحاد بطلاً عادياً في هذا الموسم، بل اختار لنفسه لحظات خالدة في موسم التتويج بلقب الدوري السعودي للمحترفين، وهو اللقب رقم 14 في تاريخ النادي، من خلال تخليد لحظات ستظل عالقة في أذهان المشجعين طويلاً.
اللحظات الأكثر إثارة في المواجهات هي ما تأتي بعد الـ90 في الوقت الذي ترفع فيه الرايات ويستعد الحكم لإطلاق صافرة النهاية يأتي وقت فريق لوران بلان، وعلى طريقة «فيرجي تايم» الشهيرة عندما كان يقلب مانشستر يونايتد إبان فترة مدربه أليكس فيرجسون الموجهات في الدقائق بعد الـ90.
هذا الموسم دَوّن الاتحاد لحظات ساحرة لمشجعيه بتسجيل 12 هدفاً في الوقت القاتل، حقق خلالها الفريق 30 نقطة، لم يكن الاتحاد ليحقق لقب الدوري لولا الأهداف في الدقائق الأخيرة التي تعكس عقلية الفريق الذي يعمل حتى الرمق الأخير.
انتصر الاتحاد بعد الـ90 في 9 مواجهات ومنحته الأهداف النقاط كاملة، فيما سجل 3 أهداف منحته نقطة التعادل في تلك المواجهات، وفي سباق الدوري النقطة أفضل من لا شيء.
كان للجزائري حسام عوار النصيب الأكبر من هذه الأهداف الـ12، حيث سجل 5 أهداف كاملة جميعها ساعدت الفريق للحصول على النقاط الكاملة، بدءاً من مواجهة الخلود في الجولة الأولى من الدوري، ختاماً بمواجهة النصر في الجولة الـ30، التي قربت الاتحاد من تحقيق اللقب.
سجل الاتحاد هذا الموسم 72 هدفاً في بطولة الدوري من خلال 15 لاعباً مختلفاً، كان لكريم بنزيمة نصيب الأسد بـ21 هدفاً، فيما جاء الجزائري حسام عوار ثانياً بتسجيله 12 هدفاً، وكان للهولندي بيرجوين 10 أهداف، فيما حل رابعاً عبد الرحمن العبود بـ6 أهداف، وهو الرقم الأعلى في عدد المساهمات التهديفية للجناح الاتحادي منذ انضمامه إلى الفريق.
الاتحاد بطل الدوري في آخر 3 مواسم مرتين بوجهين مختلفين كانت الصبغة الدفاعية حاضرة بقوة عندما حقق الاتحاد اللقب في موسم 22 – 23، فيما كانت الصبغة هجومية بوضوح هذا الموسم.
هذا الموسم دفاعياً لم يكن الفريق بأفضل حالاته، إلا أن القوة الهجومية منحته بعداً آخر في المنافسة، مقارنة بالموسم الذي حقق الاتحاد فيه الدوري قبل موسمين، حيث اهتزت شباك الاتحاد ذلك الموسم في 13 مرة فقط، فيما نجح الخصوم بتوجيه سهامهم إلى شباك الاتحاد في 32 مرة هذا الموسم؛ مع الفرنسي لوران بلان خرج الاتحاد بـ8 مواجهات بشباك نظيفة.
وفي موسم سانتو نجح الاتحاد بضرب رقم قياسي في دوري المحترفين السعودي بالمحافظة على نظافة الشباك في 19 مناسبة، أما في الجانب الهجومي كان لفريق لوران بلان أفضلية كاسحة حتى حسم الدوري مقارنة بما كان عليه فريق نونو سانتو الذي نجح بإنهاء الموسم بتسجيل 60 هدفاً، فيما سجل فريق لوران بلان حتى نهاية الجولة 32 وحسم اللقب بشكل رسمي 72 هدفاً.
وعلى مستوى الاستحواذ على الكرة تظهر أفضلية فريق لوران بلان بما يقارب نسبة استحواذ في المواجهات تصل إلى 59 في المائة، فيما كانت نسبة الاستحواذ على الكرة في آخر مرة حقق فيها الاتحاد اللقب تحت قيادة سانتو 51 في المائة، مما يعكس النهج والأسلوب المختلف لكل مدرب، حيث راهن بلان على الاستحواذ والقوة الهجومية، فيما كانت استراتيجيات سانتو هي التأمين الدفاعي.