الدوري السعودي: الشباب لمصالحة جماهيره من شباك الوحدة

الهروب من شبح الهبوط يشعل ختام الجولة الـ26 من البطولة

لاعبو الوحدة خلال تدريباتهم الأخيرة (نادي الوحدة)
لاعبو الوحدة خلال تدريباتهم الأخيرة (نادي الوحدة)
TT

الدوري السعودي: الشباب لمصالحة جماهيره من شباك الوحدة

لاعبو الوحدة خلال تدريباتهم الأخيرة (نادي الوحدة)
لاعبو الوحدة خلال تدريباتهم الأخيرة (نادي الوحدة)

يتطلع الشباب لمصالحة جماهيره بعد خروجه من بطولة كأس الملك على يد الاتحاد، وذلك حينما يحلُّ ضيفاً ثقيلاً على الوحدة في ختام مباريات الجولة الـ26 من الدوري السعودي للمحترفين.

ويحتدم التنافس في مباريات الأحد؛ للهروب من شبح الهبوط، حيث يستضيف الفيحاء نظيره الفتح، في وقت يواجه فيه الرائد منافسه الخليج على ملعب نادي الرائد بمدينة بريدة.

وخسر الشباب فرصة الصعود إلى نهائي «أغلى الكؤوس» في السعودية، بعد أن فرَّط ف تقدمه 2 - 1 حتى الدقائق الأخيرة من المباراة التي انتهت بفوز الاتحاد 3 - 2 في ريمونتادا مُثيرة.

ولن تؤثر المواجهة كثيراً في مسيرة الشباب هذا الموسم، لكنه سيقاتل بصورة مستمرة من أجل تحسين مركزه في لائحة ترتيب الدوري؛ بحثاً عن مقعد لمشاركة خارجية الموسم الجديد، ويحضر الفريق حالياً في المركز السادس برصيد 43 نقطة ويتبعد عن صاحب المركز الخامس، ويعيش في مأمن من الفرق التي تحضر خلفه في لائحة الترتيب بفارق نقطي مريح.

ويدخل الشباب، تحت قيادة مدربه التركي فاتح تيريم، المباراة وسط تطلعات لتحقيق فوز ثمين، خصوصاً مع المستوى المثالي الذي ظهر عليه الفريق في مواجهة الاتحاد، وعودة النجم البلجيكي يانيك كاراسكو بعد غيابه الطويل بداعي الإصابة.

ويمضي الشباب بشكل مثالي في مبارياته الأخيرة، وحقق فوزاً عريضاً في الجولة التي سبقت فترة التوقف بسداسية على حساب العروبة، وهو أمر يتطلع لاستمراره والاحتفاظ بالآمال لخطف مركز متقدم في الترتيب.

من جهته، يدرك فريق الوحدة خطورة موقفه في صراع الهروب من شبح الهبوط، وهو ما ظهر جلياً في مبارياته الأخيرة، إذ حقَّق فوزين متتاليين وقبلهما خطف تعادلاً، أي إنه لم يخسر في 3 مباريات مضت، ورغم ذلك فهو لا يزال أحد الفرق المرشحة للهبوط بصورة مباشرة كونه يحضر في المركز الـ17 برصيد 20 نقطة، ويتعين عليه تحقيق الفوز في مواجهة الشباب للإبقاء على آماله بالابتعاد عن الهبوط.

الوحدة تحت قيادة المدرب الأوروغواياني، دانيال كارينيو، يدرك صعوبة الموقف، ويعلم أن الخسارة مرفوضة هذا المساء، إذا ما أراد الفريق الاستمرار في التقدم خطوةً نحو الهروب من الهبوط، وذلك في ظل التقارب النقطي بين فرق أسفل الترتيب.

كاراسكو أحد أبرز أوراق الشباب (نادي الشباب)

وفي مدينة المجمعة، يحتدم التنافس والصراع بين الفيحاء وضيفه الفتح في لقاء عنوانه الفوز من أجل الابتعاد عن شبح الهبوط، وكان الفتح عاد إلى المراكز الثلاثة الأخيرة؛ بسبب انتصار الأخدود في الجولة ذاتها، ويتطلع لتحقيق الفوز على الفيحاء للتقدم من جديد.

ويحتلُّ الفريق النموذجي المركز الـ16 بصورة مؤقتة ويملك 22 نقطة في رصيده، وسيكون فوزه على حساب مستضيفه الفيحاء بمثابة جائزة أكبر من 3 نقاط، كون الفيحاء أحد أبرز الفرق المنافسة للهروب من شبح الهبوط.

وقدَّم الفتح نفسه بصورة مثالية بعد أن كان قابعاً في المركز الأخير وبفارق نقطي كبير، لكن رحلة نتائجه الإيجابية افتقدها في مباراتين قبل فترة التوقف، ليعود ويقتنص فوزاً ثميناً في الجولة الأخيرة أمام الرائد، وهو ما يتطلع لتكراره أمام الفيحاء.

من جانبه، يتطلع صاحب الأرض ومستضيف اللقاء، الفيحاء، لتحقيق نتيجة إيجابية والابتعاد خطوةً ثمينةً عن شبح الهبوط، خصوصاً أن المباراة تجمعه أمام منافس مباشر.

ويحتل الفيحاء المركز الـ14 برصيد 25 نقطة، ويدرك أن الظفر بالنقاط الثلاث سيقفز به خطوةً في الترتيب، خصوصاً في ظل التقارب النقطي.

ويعيش الفيحاء موسماً صعباً بابتعاده عن الانتصارات كثيراً، لكنه يعلم أن الفوز سيكون ثميناً، خصوصاً أنه سيخوض تباعاً مباراتين قويتين أمام القادسية ثم الأهلي.

وفي مدينة بريدة، يستضيف الرائد نظيره الخليج في مباراة يتطلع معها صاحب الأرض لبداية مثالية تحت قيادة مدربه الكرواتي ريزتش، الذي تسلَّم زمام القيادة الفنية خلفاً للبرازيلي أودير هيلمان.

وأصبح الرائد أحد أكثر الفرق المهددة بالهبوط، خصوصاً في ظل نتائجه المتواضعة هذا الموسم، حيث يحتل المركز الأخير برصيد 18 نقطة، لكنه يطمح لبداية مثالية تحت قيادة ريزتش الذي حضر في مهمة إنقاذ.

وودَّع الرائد قبل 3 أيام بطولة كأس الملك من الدور نصف النهائي، وخسر أمام القادسية في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة بعد أن ظل صامداً أمام قوة القادسية الهجومية.

أما فريق الخليج، فإنه يسعى لاستعادة نغمة الفوز التي افتقدها طويلاً في مبارياته الأخيرة بعد بداية مثالية له هذا الموسم، ورغم ذلك فإن الفريق ظل في مركز بين فرق الوسط بحلوله في المركز الـ11 برصيد 30 نقطة قبل بدء منافسات هذه الجولة.


مقالات ذات صلة

بن هاربورغ: صلاح لا يناسب الدوري السعودي «سناً وأداءً»

رياضة عالمية بن هاربورغ رئيس نادي الخلود (الشرق الأوسط)

بن هاربورغ: صلاح لا يناسب الدوري السعودي «سناً وأداءً»

قال المستثمر الأميركي بن هاربورغ، رئيس نادي الخلود، إن محمد صلاح لاعب ليفربول لا يناسب الدوري السعودي، وإن أندية المملكة عليها السعي للتعاقد مع لاعبين أصغر سناً

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية رونالدو يسدد الكرة في شباك الوحدة (نادي النصر)

رونالدو يقود النصر للفوز على الوحدة الإماراتي «ودياً»

فاز فريق النصر السعودي على نظيره الوحدة الإماراتي بنتيجة 4 / 2 في تجربة ودية أقيمت على ملعب الأخير ضمن تحضيرات الفريقين لاستئناف المنافسات المحلية والقارية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي )
رياضة سعودية ستيف كالزادا (الشرق الأوسط)

كالزادا لـ«الشرق الأوسط»: عظمة الهلال فاقت كل توقعاتي

قال الإسباني ستيف كالزادا، الرئيس التنفيذي لنادي الهلال، إن مشاركته في القمة العالمية لكرة القدم كانت فرصة مميزة لتمثيل النادي أمام نخبة من كبار التنفيذيين.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة سعودية جولة الدوري السعودي العاشرة معرضة للتأجيل في حال تأهل «الأخضر» (تصوير: عبد الرحمن السالم)

تأجيل «الجولة الـ10 من الدوري» في حال تأهل «الأخضر» عربياً

كشفت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» عن تلقي أندية الدوري السعودي للمحترفين خطابات تفيد بتأجيل مواجهات الجولة العاشرة من البطولة.

علي العمري (الدوحة)
رياضة سعودية صورة ضوئية لمنشور فابريزو رومانو في منصة «إكس» وتعليقه على خبر «الشرق الأوسط» (حساب فابريزو)

تصريح مغربل في «الشرق الأوسط» يتصدر منصّات الانتقالات العالمية

شهدت منصّات كرة القدم العالمية، اليوم (الأربعاء)، تفاعلاً واسعاً مع ما نشرته «الشرق الأوسط» حول تصريحات الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري السعودي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الأخضر السعودي إلى نصف نهائي كأس الخليج

الأخضر سيواجه العراق في نصف النهائي (المنتخب السعودي)
الأخضر سيواجه العراق في نصف النهائي (المنتخب السعودي)
TT

الأخضر السعودي إلى نصف نهائي كأس الخليج

الأخضر سيواجه العراق في نصف النهائي (المنتخب السعودي)
الأخضر سيواجه العراق في نصف النهائي (المنتخب السعودي)

تعادل المنتخب السعودي، تحت 23 عاماً، مع نظيره القطري بهدف لكل منهما، في المباراة التي جمعتهما الخميس، ضمن الجولة الثالثة من منافسات بطولة كأس الخليج.

وشهدت المباراة حضور ومتابعة رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل.

وجاء هدف الأخضر عن طريق اللاعب ثامر الخيبري في الدقيقة 85 من مجريات المباراة.

ودخل المدرب الإيطالي لويجي دي بياجو اللقاء بقائمة مكوّنة من: تركي بالجوش في حراسة المرمى، عواد دهل، محمد برناوي، عبد الرحمن العبيد، مشعل العلائلي، فرحة الشمراني، فيصل الصبياني، بسام هزازي، عبد الله معتوق، طلال حاجي، ثامر الخيبري.

وبهذا التعادل الإيجابي، تصدّر الأخضر الأولمبي مجموعته الأولى برصيد 7 نقاط، ليضمن تأهله إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس الخليج؛ حيث سيواجه العراق، فيما سيلتقي منتخب قطر نظيره الإماراتي في الدور نفسه، السبت.


تالوار يتصدر… وبريسنو يخطف الأضواء في بطولة السعودية للغولف

سابتاك تالوار (الشرق الأوسط)
سابتاك تالوار (الشرق الأوسط)
TT

تالوار يتصدر… وبريسنو يخطف الأضواء في بطولة السعودية للغولف

سابتاك تالوار (الشرق الأوسط)
سابتاك تالوار (الشرق الأوسط)

تصدر الهندي سابتاك تالوار منافسات اليوم الأول من بطولة السعودية المفتوحة المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة، بعد أن أنهى آخر حفرته بضربة «بيردي» في ملعب ديراب للغولف، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً بثماني ضربات تحت المعدل وبمجموع (64) ضربة.

اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً، شارك في عدد محدود من بطولات الجولة الآسيوية منذ احترافه في عام 2021، لكنه استثمر الفرصة، الخميس، مسجلاً أربع ضربات «بيردي» في كل نصف من الملعب، في جولة خالية تماماً من الأخطاء.

ويأتي في المركز الثاني كل من الأميركي جون كاتلين، حامل اللقب والفائز بوسام الاستحقاق الآسيوي الموسم الماضي، والأسترالي جاك طومسون، بعد أن سجّل كل منهما 65 ضربة في ختام اليوم الأول للحدث الختامي في الجولة الآسيوية.

أما أقرب الملاحقين لهم فكانوا: التايلاندي رونشانابونغ يوبرايونغ، ومواطنه جاز جانيواتانانوند، واللاعب السويدي بيورن هيلغرين، والأميركي تشارلز بورتر، والمغربي الهاوي آدم بريسنو، بعد تسجيل كل منهم 66 ضربة.

وكان لاعب الصين تايبيه تشانغ وي لون، الذي لعب ضمن آخر مجموعة مع تالوار، قد وصل إلى سبع ضربات تحت المعدل قبل حفرته الأخيرة (وكانت الحفرة التاسعة بعد أن انطلقت مجموعته من الحفرة الـ10)، لكنه أنهى الجولة ببوجي.

وسجّل الياباني كازوكي هيغا نتيجة 69 ضربة، ليحتل المركز الـ24 مشتركاً، في بداية جيدة نحو هدفه في الفوز بلقب وسام الاستحقاق الآسيوي. وسيضمن قطع الجولة الجمعة تقريباً تتويجه، مع حاجة اللاعب الزيمبابوي سكوت فينسنت (صاحب المركز الثاني) إلى إنهاء البطولة ضمن المراكز الأربعة الأولى على الأقل للمنافسة على اللقب. وكان فينسنت، الفائز بتصنيف السلسلة الدولية قبل ثلاثة أسابيع، قد سجل 70 ضربة.

وقال تالوار عقب صدارته :«كنت أتوقع رياحاً، الخميس، لكن عندما وصلت صباحاً ولم تكن هناك رياح تقريباً تمنيت أن تستمر الأجواء على هذا النحو؛ لأن لاعبي الفترة الصباحية تمكنوا من تسجيل عدد من البيرديات. سعيد جداً بالبداية القوية واستغلال الأجواء الهادئة. أعتقد أن الرياح ستشتد لاحقاً».

وأضاف أنه خاض الكثير من البطولات هذا العام في «التشالنج تور» الأوروبية إلى جانب بطولاته في الهند: «لعبت الكثير هذا العام... بعض الجولات كانت جيدة وأخرى أقل، لكن كان التحدي هو الحفاظ على الأداء المتماسك عبر أربع جولات. واحدة مضت... وأتمنى أن أتمكن من تقديم ثلاث جولات أخرى بالمستوى نفسه».

أما الأميركي جون كاتلين، فعدّ هذه الجولة بداية مثالية لإنهاء موسم صعب، مشيراً إلى أن عوامل عدة أثرت على مستواه هذا العام.

ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي، تُوّج كاتلين بلقب وسام الاستحقاق الآسيوي للمرة الأولى بعد موسم مذهل حقق خلاله انتصارين ومركزين وصيفين، كما أصبح أول لاعب في تاريخ الجولة يسجل 59 ضربة، وحصل على جائزة لاعب اللاعبين للمرة الثانية.

لكن كاتلين كشف عن أن أحداث نهاية عام 2024 أثّرت عليه بشدة، أبرزها وفاة والدته في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما شكّل صدمة كبيرة له: «لولا دعمها لما أصبحت لاعب غولف محترفاً. كانت ترافقني منذ كنت طفلاً وتدعمني في كل شيء. تلقيت الخبر من والدي بعد انتهاء الجولة الأخيرة في إندونيسيا... وكان الأمر صادماً للغاية».

وأضاف أن فقدان بطاقة التأهل إلى ليف غولف بعد فشله بفارق بسيط في تصنيف السلسلة الدولية كان أيضاً ضربة نفسية قوية.

في سياق متصل، برز المغربي آدم بريسنو بوصفه أفضل لاعب عربي في اليوم الافتتاحي، بعد أداء مبهر وضعه بين أول أربعة مراكز في الترتيب العام، مؤكداً تطور الغولف العربي وفاعلية المسارات التطويرية الحديثة التي أتاحت ظهور لاعبين شباب قادرين على منافسة نخبة نجوم آسيا.

وبعد نهاية جولته، أشاد بريسنو بجودة الملعب قائلاً: «الظروف اليوم كانت ممتازة، وأكثر ما ميز الملعب هو صلابة المساحات الخضراء والممرات. أنا سعيد جداً بوجودي هنا. بالنسبة للجولات القادمة، سأحافظ على العقلية نفسها؛ فالصبر هو المفتاح في بطولة تمتد لأربعة أيام، وهدفي هو الاستمتاع باللعب والتركيز على كل ضربة».

ويُعد ظهور بريسنو اللافت وهو لا يزال لاعباً هاوياً دليلاً على النجاح المتزايد لبرامج تطوير المواهب العربية، والدور المتنامي للاتحاد العربي للغولف بالتعاون مع غولف السعودية في صناعة جيل جديد من اللاعبين القادرين على التواجد في المراكز المتقدمة لهذه البطولات الرفيعة.

وعلى صعيد المشاركة السعودية، قدّم اللاعب شيرجو الكردي أداءً ثابتاً واحترافياً في الجولة الافتتاحية، عاكساً تطور مستواه وقدرته على المنافسة أمام نخبة لاعبي الجولة الآسيوية. وظهر الكردي بثقة عالية طوال اليوم الأول، مستفيداً من خبرته الدولية ودعم الجماهير السعودية الحاضرة التي شكَّلت حافزاً إضافياً له. وأعرب الكردي عن فخره بتمثيل المملكة في هذا الحدث الكبير، مؤكداً أن الدعم المتواصل لبرامج تطوير الغولف الوطنية يمنح اللاعبين السعوديين الأسس القوية التي تساعدهم على الوصول إلى مستويات أعلى في البطولات العالمية.

وتُعدّ هذه الجولة بداية واعدة لمنافسات يُتوقع أن تشتعل أكثر في الأيام الثلاثة المتبقية، مع ملاحقة كاتلين وطومسون لمتصدر البطولة، وصعود بريسنو بثبات في سباق المنافسة؛ ما يجعل من بطولة السعودية المفتوحة 2025 واحدة من أقوى نسخها على الإطلاق.


إيلين غلييسون: الاستدامة طريق الرياضة السعودية لمزيد من التنافسية العالمية

إيلين غلييسون (يسار) وفرخندة محتاج (يمين) (الشرق الأوسط)
إيلين غلييسون (يسار) وفرخندة محتاج (يمين) (الشرق الأوسط)
TT

إيلين غلييسون: الاستدامة طريق الرياضة السعودية لمزيد من التنافسية العالمية

إيلين غلييسون (يسار) وفرخندة محتاج (يمين) (الشرق الأوسط)
إيلين غلييسون (يسار) وفرخندة محتاج (يمين) (الشرق الأوسط)

شهد منتدى كرة القدم العالمي جلسة حوارية بعنوان «اللعبة المقبلة: مقاطع جديدة والاستضافة العالمية في كرة القدم النسائية»، بمشاركة كل من إيلين غلييسون، رئيسة تطوير كرة القدم النسائية في الاتحاد الآيرلندي لكرة القدم، واللاعبة الكندية - الأفغانية فرخندة محتاج، حيث ناقشتا مستقبل اللعبة، وواقع الاستثمار، والفجوات بين الأسواق الناضجة والواعدة.

وخلال حديثها، أكدت إيلين غلييسون أن كرة القدم النسائية باتت اليوم تتمتع باعتراف متزايد بقيمتها الاقتصادية والاجتماعية، مشيرةً إلى أن التدفقات الاستثمارية بدأت تُحدث تحولاً واضحاً في احترافية الدوريات ونموّها. لكنها شددت على ضرورة المواءمة بين طموحات التوسع وحجم الاستثمارات الفعلية، قائلةً: «السؤال الأهم هو: هل يتوافق هذا الزخم المالي مع الطموحات المتعلقة بتوسيع الدوريات وتطوير الفرق؟».

وأوضحت غلييسون أن نقطة الانطلاق تختلف من دولة إلى أخرى؛ ففي المملكة المتحدة يتمثل الهدف في الوصول إلى أفضل دوري نسائي في العالم، فيما تمر دول أخرى، مثل السعودية، بمرحلة تأسيسية رغم ما حققته من خطوات احترافية في وقت قصير. وأضافت: «إذا أردنا اتخاذ قرارات صحيحة، فعلينا التركيز على الاستدامة ونمو اللعبة، وبناء القدرة التنافسية على مستوى البطولات الدولية».

وأشادت بالتطور السريع الذي تشهده السعودية في كرة القدم النسائية خلال السنوات الأربع الماضية، من إطلاق دوري محترف ودرجة ثانية، إلى استقطاب لاعبات دوليات من النخبة، مؤكدةً أن ذلك يسهم في الارتقاء بالمستوى المحلي وتطوير المواهب. لكنها حذرت من أن يتحول الدوري إلى دوري دولي بالكامل من دون قاعدة محلية متينة، ووصفت ذلك بأنه «عنصر حاسم لنجاح المنتخب الوطني». كما نوّهت بمشاركة نادي النصر في النسخة الأولى من دوري أبطال أفريقيا للسيدات، معتبرة ذلك خطوة مهمة في بناء مسار تنافسي مستدام.

من جانبها، قدّمت اللاعبة فرخندة محتاج، رؤية مختلفة مستندة إلى التجربة الكندية، إذ أشارت إلى أن غياب دوري محلي قوي في كندا لسنوات طويلة أجبر اللاعبات على الاحتراف في الخارج، مما حدَّ من فرص تطورهن بسبب أولوية منح الفرص للاعبات المحليات في تلك الدوريات. وقالت: «من خلال ما مررنا به، نحن الكنديين، أدرك تماماً أهمية وجود دوري محلي قوي لكل دولة».

وأكدت أنها ستوجه الاستثمار نحو المناطق التي تمتلك مواهب ضخمة لكنها غير مستغلة بالشكل الصحيح، خصوصاً في آسيا وأفريقيا، حيث تُمنح اللاعبات وعوداً بالتصعيد إلى المستويات العليا دون أن تتحقق فعلياً بسبب غياب البنية التحتية والفرص الحقيقية. وأضافت أن الأثر المالي في تلك الأسواق قد يكون مضاعفاً مقارنةً بالدول ذات الأنظمة المتقدمة، موضحةً: «في بعض الأماكن مثل أميركا الشمالية أو أوروبا، قد لا يكفي 400 مليون دولار إلا لتأسيس ناديين أو ثلاثة، بينما يمكن للمبلغ نفسه أن يبني دورياً كاملاً في مناطق أخرى».

وعكست الجلسة توافقاً بين المتحدثتين على أهمية بناء الأساسات وتطوير المواهب المحلية لضمان استدامة اللعبة، مع الإقرار بأن الأسواق الناشئة، ومن ضمنها السعودية أصبحت لاعباً أساسياً في مستقبل كرة القدم النسائية عالمياً.