جزائيات مهدرة وقراءات فنية «خاطئة» تدق ناقوس الخطر في الاتحاد

ابتعاد أحمد الغامدي يثير التساؤلات... ومهام العبود «نقطة استفهام»

بلان ما زال متمسكاً ببعض قناعاته الفنية وسط سخط الاتحاديين (تصوير: نايف العتيبي)
بلان ما زال متمسكاً ببعض قناعاته الفنية وسط سخط الاتحاديين (تصوير: نايف العتيبي)
TT

جزائيات مهدرة وقراءات فنية «خاطئة» تدق ناقوس الخطر في الاتحاد

بلان ما زال متمسكاً ببعض قناعاته الفنية وسط سخط الاتحاديين (تصوير: نايف العتيبي)
بلان ما زال متمسكاً ببعض قناعاته الفنية وسط سخط الاتحاديين (تصوير: نايف العتيبي)

أثارت خسارة الاتحاد صدارة الدوري السعودي لصالح غريمه الهلال الكثير من التساؤلات بين أنصاره، وسط مخاوف من أن يكون التعثر الأخير بالتعادل أمام الفيحاء نقطة تحول سلبية قد تؤثر على ما تبقى من مسيرة الفريق هذا الموسم، في ظل التطلعات الكبيرة للخروج ببطولة على أقل تقدير.

وفقد الاتحاد الصدارة بعد تعثره بالتعادل 1-1 أمام الفيحاء، مما جعل الهلال في صدارة الترتيب بالنقاط ذاتها 37 لكل فريق مع أفضلية زرقاء بفارق الأهداف.

وشهدت مواجهة الاتحاد والفيحاء إضاعة ركلتي جزاء من كريم بنزيمة وحسام عوار قبل أن يتقدم الفيحاء في الوقت الضائع بهدف ساكالا ليسجل بعد ذلك فواز الصقور هدف التعادل للفريق الاتحادي.

ولم يستغل كريم بنزيمة، قائد الفريق، الجزائية الأولى حيث وضعها سهلة على يسار الحارس، وكانت طريقة التسديدة مألوفةً لحراس المرمى، ولم يخف النجم الفرنسي قراره بوضع الكرة يسار الحارس الذي قرأ هيئة اللاعب قبل التسديد.

وفي الركلة الثانية قرر بنزيمة إعطاء الفرصة للجزائري حسام عوار الذي أضاعها بالطريقة الغريبة ذاتها، ووضعها يسار الحارس مما جعل موسكيرا لا يتردد في الذهاب إليها والتقاطها.

إضاعة ركلات الجزاء باتت عادة اتحادية منذ الموسم الماضي، تحديداً مع كون كريم بنزيمة المنفذ الأول حيث أضاع النجم الفرنسي العديد من الركلات الحاسمة، وعلى صعيد دوري المحترفين صوّب بنزيمة 5 ركلات جزاء منذ قدومه، أضاع ثلاث ركلات وسجل اثنتين، أما في مختلف المسابقات فأضاع بنزيمة ركلة جزاء في البطولة العربية في الموسم الماضي أمام الهلال، التي ساهمت بخسارة الاتحاد حينها، ومغادرته البطولة العربية، ثم تبع ذلك إضاعة ركلة الجزاء أمام الأهلي المصري في دور ربع النهائي من بطولة كأس العالم للأندية في جدة غادر حينها الفريق البطولة.

الجزائيات عقدة تطارد بنزيمة المتألق (تصوير: نايف العتيبي)

وتصاعدت أصوات الاتحاديين مُطالبة بمنح الهولندي بيرغوين فرصة تسديد ركلات الجزاء، حيث عُرف اللاعب بدقة تصويباته وإجادته في هذا النوع من الفرص.

وفي الموسم الذي حقق فيه الاتحاد بطولة الدوري، حصل الفريق على 13 ركلة جزاء سجلها كاملة ما منح الفريق الاستمرار في صدارة الترتيب آنذاك، وحقق من خلالها لقب الدوري مما يعكس أهمية التفاصيل الفنية، وأهمية تحويل ضربات الجزاء إلى أهداف تساعد الفريق في الاستمرار بالمنافسة.

من جهة ثانية، لم يجد اللاعب أحمد الغامدي، الذي قام النادي باستثمارات كبيرة من أجل التعاقد معه قادماً من الاتفاق، فرصة اللعب أساسياً في الكتيبة الصفراء تحت قيادة بلان.

وكان للغامدي دور مركزي داخل الفريق في الموسم الماضي عند قدومه على سبيل الإعارة ما دعا النادي لشراء عقده.

وقدم اللاعب الشاب نصف موسم رائعاً إبان تولي الأرجنتيني غاياردو إدارة الفريق فنياً، لكنه لم يجد الفرصة ذاتها مع الفرنسي لوران بلان، وبالرغم من الجودة الفنية المذهلة للشاب السعودي فإن بلان يضعه خياراً سادساً أو سابعاً في بعض المرات، وأكدت كافة المصادر الاتحادية أن عدم حصول اللاعب على دقائق لعب تعود لقناعات بلان مدرب الفريق.

وأمام الفيحاء لم يبدأ لوران بلان المواجهة بالطريقة الأمثل، إذ وضع الثنائي عوض الناشري وفابينهو في وسط الملعب، والثنائي متشابه الأدوار لم يقدم الإضافة المطلوبة، ولم يعوض الناشري غياب نغولو كانتي الذي عانى من إصابة طفيفة تعرض لها في تدريبات الفريق التحضيرية للمواجهة.

وكان مفهوماً ألا يعطي الناشري الإضافة المطلوبة كونه لا يملك الإمكانات اللازمة للعب دور المحور المزدوج رفقة فابينهو، بالإضافة إلى أنه لا يمكنه لعب أدوار كانتي والركض من الصندوق للصندوق، حيث ظهر بوضوح في المواجهة عدم وجود إمداد حقيقي للثلث الأخير بالكرات، وساهم تراجع أداء حسام عوار في زيادة المشاكل الفنية داخل الفريق.

عوار متحسراً عقب إضاعته الجزائية أمام الفيحاء (تصوير: نايف العتيبي)

لوران بلان الذي يبدو أنه سَئِم من أسئلة الصحافة حول تغيير مراكز اللعب لعدد من اللاعبين مثل عبد الاله هوساوي الذي لعب في مركز الجناح بدلاً من مركزه الأساسي في وسط الملعب، بالإضافة إلى حديث بلان في المؤتمر الصحافي بأنه يرى إشراك العبود في عمق الملعب مهاجماً هو الخيار الأمثل لإمكانات اللاعب، مبيناً أن اللاعب قوي في المساحات، ووجوده في الهجوم يشكل خطورة أكبر من الجناح. هذه التغييرات من بلان دون إعطاء نتائج فنية تثير التساؤلات حول ما إذا كان قارئاً جيداً لإمكانات لاعبيه الفردية وتوظيفها في الملعب بالشكل الصحيح.

وكان عبد العزيز البيشي، لاعب الفريق، تعرض لإصابة غادر على أثرها الملعب في الدقيقة 12 من المواجهة.

وتعرض البيشي للإصابة دون احتكاك قوي ما أدى إلى خروجه من الملعب، ومشاركة عبد الإله هوساوي بدلاً عنه.

وإصابة البيشي هي نتيجة لسلسة من الإصابات التي يعاني منها الفريق مؤخراً، إذ غاب الثنائي الفرنسي موسى ديابي ونغولو كانتي بسبب الإصابة، بالإضافة إلى الإصابات السابقة التي تعرض لها عدد كبير من اللاعبين يتقدمهم كريم بنزيمة وحسام عوار وبيرغوين ودانيلو بيريرا وصالح الشهري وعبد الإله العمري، ما يهدد الفريق في سبيل تحقيق أهدافه في بطولتي الدوري والكأس.


مقالات ذات صلة

الدوري السعودي: جولة صاخبة تُعيد للهلال الصدارة بعد 48 يوماً

رياضة سعودية بنزيمة أضاع جزائية في مباراة الفيحاء (تصوير: نايف العتيبي)

الدوري السعودي: جولة صاخبة تُعيد للهلال الصدارة بعد 48 يوماً

شهدت الجولة الـ14 من الدوري السعودي للمحترفين كثيراً من الصخب والأحداث المثيرة، رغم أنها جاءت بعد فترة توقف طويلة للبطولة.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية النصر والاتحاد والأهلي في سباق لخطف كايل ووكر

النصر والاتحاد والأهلي في سباق لخطف كايل ووكر

كشف بيب غوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، السبت، أن مدافع الفريق كايل ووكر طلب الرحيل عنه.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ينوي النادي الدخول في صفقة لاعب من مواليد 2003 لتعزيز الفريق فيما تبقى من الموسم (نادي الاتحاد)

الاتحاد يبحث عن لاعب مواليد 2003

قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن نادي الاتحاد سيقوم بنشاط محدود في سوق الانتقالات الشتوية، حيث ينوي النادي الدخول في صفقة لاعب من مواليد 2003.

علي العمري (جدة)
رياضة سعودية بلان خلال تسلمه جائزة مدرب الشهر في الدوري السعودي (تصوير: نايف العتيبي)

بلان: لا شأن لي بالصحفي!

أكد الفرنسي لوران بلان، مدرب الاتحاد، تأثر أداء الفريق بغياب اللاعبين ديابي وكانتي، وذلك عقب التعادل 1-1 أمام الفيحاء.

عبد الله المعيوف (بريدة ) خالد العوني (بريدة )
رياضة سعودية الحارس البنمي كان نجم المباراة بلا منازع (تصوير: نايف العتيبي)

قفاز موسكيرا يحرم الاتحاد من استعادة الصدارة

حرم البنمي موسكيرا حارس الفيحاء، ضيفهم (الاتحاد)، من استعادة صدارة الدوري السعودي من الهلال، بعدما تصدى لجزائيتي بنزيمة وعوار.

خالد العوني (بريدة)

كالزادا: مزيج «الخبرات» سر نجاح الهلال... ومونديال الأندية مهم لنا

إستيف كالزادا الرئيس التنفيذي لنادي الهلال (أ.ف.ب)
إستيف كالزادا الرئيس التنفيذي لنادي الهلال (أ.ف.ب)
TT

كالزادا: مزيج «الخبرات» سر نجاح الهلال... ومونديال الأندية مهم لنا

إستيف كالزادا الرئيس التنفيذي لنادي الهلال (أ.ف.ب)
إستيف كالزادا الرئيس التنفيذي لنادي الهلال (أ.ف.ب)

قال الإسباني إستيف كالزادا الرئيس التنفيذي لنادي الهلال إن سبب نجاح النادي هو الجمع بين الخبرات الدولية والمحلية في إدارة النادي، مؤكداً أن الدوري السعودي بدأ في منافسة الدوريات الأوروبية في الجانب التجاري والرياضي.

وتحدث كالزادا لوكالة «برينسا إيبيركا» الإسبانية عن العديد من الملفات التي تخص الشأن الهلالي والدوري السعودي بشكل عام.

وحول نمو كرة القدم في السعودية في السنوات الأخيرة والاستدامة على المدى الطويل، قال إستيف كالزادا: «أعتقد ذلك بوضوح، على عكس البلدان الأخرى حيث تم إجراء الكثير من الاستثمارات الكبيرة في اللاعبين، كما هو الحال في الصين، لدينا هنا شغف كبير بكرة القدم، إنها الرياضة رقم واحد. 60 في المائة من السكان هم تحت سن 30 عاماً، والشباب والشغف بكرة القدم يضمنان مستقبلاً قوياً».

وعن أهمية صندوق الاستثمارات العامة في المشروع قال كالزادا: «من الواضح أن الاستثمار العام كان مهماً، كانت هناك دفعة في الصيف الماضي للمساعدة في جلب هؤلاء اللاعبين الرائعين، لكن هذا ليس الشيء الوحيد؛ لأنه في النهاية في حالة الهلال، نحن نادٍ مع دخلنا الخاص من الموارد، نشرنا تواً حساباتنا سنوياً، وقد قمنا بإصدار التقرير بقيمة تزيد على 250 مليون يورو دون خسائر أو ديون على النادي».

يطمح «الأزرق» العاصمي لمشاركة مختلفة في المونديال المقبل (نادي الهلال)

وفيما يخص وصول أسماء كبيرة إلى الدوري السعودي مثل نيمار إلى الهلال، وهل هو أمر سيستمر خلال الصيف المقبل، قال الرئيس التنفيذي للنادي: «لا أعتقد أن هذا شيء مؤقت أو عابر. من ناحية أخرى، تم إجراء هذا الاستثمار الأولي، وكان هناك دعم من الحكومة، ولكن مع زيادة الأندية لدخلها لتصبح أكثر استدامة، سيكون لديها أيضاً القدرة على جلب المزيد من اللاعبين».

وزاد في حديثه: «نحن لا نبحث فقط عن اللاعبين الذين يقتربون من التقاعد، بل نتنافس مع الأندية الأوروبية الكبرى للتعاقد مع لاعبين محددين، معظم لاعبينا الدوليين هم في الثلاثينات من العمر أو في أوائل العشرينات من العمر؛ في ذروة حياتهم المهنية، ولديهم وضع عائلي مستقر، مثل روبين نيفيز وسافيتش وميتروفيتش وكوليبالي وياسين بونو».

نيمار النجم الشهير الذي انضم لصفوف الهلال بعد استهداف استقطاب كبار اللاعبين (نادي الهلال)

وحول تأثير وجود هؤلاء النجوم الأجانب على نمو المواهب السعودية يقول كالزادا: «اللاعبون السعوديون يتعلمون من موهبة اللاعبين الدوليين. بالإضافة إلى ذلك، لدينا بالتأكيد برامج كرة قدم شعبية قوية للغاية مع فرق تبدأ للأطفال دون سن 12 عاماً. اللاعبون هنا لديهم المستوى للعب ليس فقط في الدوري السعودي، بل أيضاً في أوروبا، كما هو الحال مع سعود الذي كان ظهيرنا الأيمن ووقّع لروما هذا الصيف، أو حالة سالم الدوسري الذي وقّع لنادي فياريال قبل بضعة مواسم».

وعن جذب الخبرات الإدارية في المشروع السعودي أجاب كالزادا: «نحن نولي أهمية كبيرة لإمكانية الجمع بين المواهب الدولية، مثلي أو غيري ممن جاءوا، مع المواهب المحلية؛ لأنه من الواضح أنه من دون الاعتماد على المعرفة المحلية سيكون ذلك مستحيلاً، حيث يتعين علينا التكيف مع الثقافة. في حالتنا إذا نظرنا إلى لجنتنا التوجيهية لدينا 50 في المائة أعضاء دوليون و50 في المائة أعضاء محليون، وأعتقد أن النجاح يكمن في هذا المزيج».

وفيما يتعلق بالفروقات بين إدارة نادٍ أوروبي ونادٍ سعودي أجاب كالزادا: «ربما يكون هذا بمثابة مفاجأة، لكنني لم أرَ الكثير من الاختلافات، يتم إدارة نادينا مثل أي نادٍ آخر، أو مثل مانشستر سيتي. وأنا، بصفتي الرئيس التنفيذي، أرفع تقاريري إلى مجلس الإدارة الذي يحدد الأهداف والميزانيات ويدفعني لتحقيقها، لزيادة الإيرادات وقدرتنا على توليد الموارد اللازمة للتعاقد مع لاعبين أفضل».

وعن قدرة الدوري السعودي في منافسة الدوريات الأوروبية الكبرى على المستوى الرياضي والتجاري، أجاب الرئيس التنفيذي لنادي الهلال: «عندما تنظر إلى تصنيفات الاستثمار في الانتقالات، فإن الدوري السعودي للمحترفين موجود بالفعل بين المراكز الخمسة الأولى في الاستثمارات. تسمع لاعبين مثل نيمار أو كريستيانو رونالدو يقولون إن الدوري السعودي أفضل بالفعل من الدوري الفرنسي الأول، على سبيل المثال، وهو كذلك بالفعل. نحن نستقطب الرعاة الدوليين الذين يريدون تطوير أعمالهم في السعودية، وبالتالي بدأنا بالفعل في المنافسة دون أدنى شك مع الدوريات الكبرى».

سالم الدوسري أحد النجوم اللامعين في النادي (الهلال)

وفيما يخص تصوره لمستقبل كرة القدم السعودية خلال السنوات العشر المقبلة قال كالزادا: «أرى الأمر مشرقاً للغاية، وخاصة أننا يجب أن نأخذ في الاعتبار أن المملكة العربية السعودية فازت تواً بكأس العالم 2034. لذلك، أمامنا عشر سنوات قادمة حيث سيكون هناك رهان كبير على كرة القدم، واستثمار كبير في البنية التحتية، والتي ستستفيد منها كرة القدم، وسنستفيد نحن الأندية».

يتأهب الهلال لمشاركة قادمة في كأس العالم للأندية (أ.ف.ب)

وختم كالزادا حديثه عن التحديات التي تعزز قوة المشروع؛ إذ أوضح: «إمكانية اللعب أكثر ضد الفرق الأوروبية، لقياس مستوانا الحقيقي، وأيضاً لجذب المشجعين على المستوى العالمي. سيكون من الأفضل لنا أن نلعب بشكل متكرر ضد برشلونة أو مدريد أو فرق من دول أو قارات أخرى؛ ولهذا السبب فإن بطولة كأس العالم للأندية مهمة للغاية واستراتيجية بالنسبة لنا، ونحن ننظر إليها كمنافسة استراتيجية تماماً؛ إذ سنبذل قصارى جهدنا للتنافس والفوز».