نور الدين بن زكري والخلود... تحدٍّ جديد لرجل خبير

وضعت مهمته في الدوري على طاولة النقاد والمدربين

بن زكري في مهمة استثنائية مع الخلود الصاعد إلى دوري المحترفين السعودي (الخلود)
بن زكري في مهمة استثنائية مع الخلود الصاعد إلى دوري المحترفين السعودي (الخلود)
TT

نور الدين بن زكري والخلود... تحدٍّ جديد لرجل خبير

بن زكري في مهمة استثنائية مع الخلود الصاعد إلى دوري المحترفين السعودي (الخلود)
بن زكري في مهمة استثنائية مع الخلود الصاعد إلى دوري المحترفين السعودي (الخلود)

‫سيكون المدرب الجزائري نور الدين بن زكري أمام مهمة معقدة تتمثل في قيادة الأخدود، الصاعد من دوري الأولى، إلى بر الأمان في منافسات الدوري السعودي للمحترفين، في ظل صراع محتدم واستثنائي على البقاء بين عدة فرق تضم في صفوفها محترفين من الطراز العالي ويملكون القدرة على قلب الموازين في أحلك الظروف.‬

«الشرق الأوسط» وضعت مهمة المدرب الجزائري الخبير تحت مجهر الرؤية الفنية، إذ رأى المدرب حمد الدوسري أن تعاقد إدارة الخلود مع ابن زكري سيكون له دور فاعل في سبيل تحقيق الهدف الذي تنشده إدارة النادي ببقاء الفريق في دوري المحترفين السعودي، خصوصاً أن التعاقد جاء في وقت مبكر ويعطي المدرب مساحة واسعة من أجل العمل على تطوير أداء الفريق وتحقيق نتائج أفضل في الجولات القادمة.

وأضاف: «ابن زكري من المدربين الذين يتميزون بالحماس والقرب من اللاعبين والأهم أنه يعشق التحدي ويلعب بالإمكانات المتوافرة لديه، ولذا نراه موجوداً في فرق ساعية للبقاء وليست منافسة على البطولات».

وزاد بالقول: «أعتقد أن الوقت مناسب للطرفين، النادي والمدرب من أجل تحقيق الهدف الأساسي، هناك فترة تسجيل قادمة يمكن من خلالها ضم لاعبين يحتاج إليهم الفريق في الفترة الشتوية، كما أن هناك توقفات قبل الفترة الشتوية بسبب تصفيات كأس العالم أو كأس الخليج أو غيرها وهذه التوقفات تعني أن عدد المباريات سيكون أقل ومساحة العمل ستكون أكبر، وهذا ما يجعل العمل مريحاً كثيراً بين الطرفين».

وأشار الدوسري إلى أن التحدي الأكبر الذي يقف في وجه المدرب والإدارة على حد سواء هو الملاءة المالية المطلوبة من أجل استبدال أكثر من عنصر في الفريق إلا إذا تفهم المدرب الوضع المالي في النادي وسياسة الصرف والتعاقدات وغيرها، إذ إن إجراء تعديلات كثيرة قد يرهق الإدارة مالياً إنْ وافقت على تلبية كل ما يحتاج إليه المدرب.

وبيَّن الدوسري أن «ابن زكري لديه الخبرات الكافية في إنقاذ الفرق، حيث رأى الجميع كيف استطاع أن ينقذ الأخدود من الهبوط في تجربته الأولى في دوري المحترفين حينما حضر قبل قرابة سبع جولات فقط من الختام، وفي المقابل يأتي الخلود وهو لم يخض سوى 6 مباريات وتبقى له شوط طويل، كما أنه يعرف فرق الدوري السعودي جيداً وله كذلك تجارب نجاح مع ضمك والفيحاء، ولذا أعتقد أنه سينجح في مهمته بشكل كبير».

وشدد الدوسري على أن «هناك فوارق واضحة بين أندية الدوري من حيث المستويات، ولذا يمكن الخلود أن يركز على المباريات أمام الفرق القريبة منه في جدول الترتيب والقريبة كذلك من مستواه بداية من الفتح الذي سيلعب معه المباراة الأولى بعد فترة التوقف الحالية للدوري».

ويعتقد المدرب محمد أبو عراد أن اللغة والجانب النفسي سيكون لهما الدور الكبير في انسجام المدرب الجزائري ابن زكري مع الخلود وبالتالي نجاحه في تحقيق المهمة التي جاء من أجلها.

وأضاف: «البعض يرى ضرورة حضور المدرب في فترة الإعداد من أجل رسم كل شيء واختيار اللاعبين وتحديد أهدافه في المعسكر، ولكن إذا لم يكن ذلك قد حدث فعلاً فأفضل وأسرع طريقة هو خيار التعاقد مع مدرب لديه خبرة في المنافسات المحلية والفرق والإمكانات الموجودة لدى منافسيه المباشرين وهذا ما أرى أن إدارة الأخدود ركزت عليه بخطوة التعاقد مع المدرب مؤخراً».

وشدد أبو عراد على أن المدرب لديه مميزات كونه دائماً يقبل التحدي ولديه ثقة في نفسه وهذا عامل مهم، فما قدمه الموسم الماضي مع الأخدود في وقت ضيق أكثر مما هو عليه في تجربته مع الخلود يعني أنه سينال مساحة أوسع.

وبيَّن بو عراد أن الخلود يضم أيضاً عناصر خبرة جيدة بدايةً من الحارس البرازيلي مارسيلو غروهي الذي كانت له تجربة مميزة مع الاتحاد. كما أنه يضم لاعبين سعوديين جيدين مثل محمد جحفلي وإن كان التقدم في السن في بعض اللاعبين قد يعطي مؤشراً سلبياً على صعيد تحقيق المستويات والنتائج الإيجابية بشكل متواصل مما يتطلب إيجاد احتياط جيد ووجود أجانب أكثر تميزاً في بعض المراكز وهذا ما سيسعى له المدرب ابن زكري بكل تأكيد.

ورأى أبو عراد أن فرق الدوري يمكن تصنيفها منافسةً على الدوري وأخرى تتصارع من أجل الوجود في منطقة الوسط والهروب من خطر الهبوط، ولذا يمكن القول إن فريق الخلود يدرك أن المباريات الأكثر أهمية هي التي يمكن أن يكسب منها النقاط الثلاث أو حتى نقطة، وفي مباريات أخرى أمام الفرق القوية يمكن السعي لكسب نقطة.

وأوضح أن «الخلود ظهر بشكل جيد في بعض المباريات التي خاضها بقيادة المدرب السابق باولو دوراتي ولكن يبدو أن إدارة النادي توصلت إلى قناعة إلى كون المدرب لا يمكنه أن يحقق الهدف، ولذا أقالته، وإن كنت لا أؤيد اتخاذ مثل هذه القرارات سريعاً مع الأخذ في الاعتبار أن الخلود يخوض تجربته الأولى بدوري المحترفين ولذا ضم غالبية كبيرة من الأسماء الجديدة سواء من المحليين أو الأجانب».

بقيت الإشارة إلى أن الخلود جمع «4» نقاط من فوز وحيد على الوحدة، وتعادُل واحد مع مرافقه في الصعود العروبة، وأربع خسائر آخرها أمام الخليج.


مقالات ذات صلة

مهاجمو «الأخضر» يضيعون بوصلة الشباك... أين الخلل؟

رياضة سعودية فراس البريكان في إحدى الهجمات ضد المنتخب البحريني (أف.ب)

مهاجمو «الأخضر» يضيعون بوصلة الشباك... أين الخلل؟

للمرة الخامسة على التوالي يغيب مهاجمو المنتخب السعودي عن هز الشباك منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي «في تصفيات الدور الثاني» مروراً بالدور الثالث وهو الدور الحاسم

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية لويس كاسترو (نادي النصر)

لويس كاسترو: النصر لم يحقق البطولات بسبب «الهلال»

كشف البرتغالي لويس كاسترو، مدرب فريق النصر السعودي سابقاً، عن أنه لولا الهلال لكانت الأمور مختلفة في النصر.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية إيدرسون (أ.ب)

إيدرسون: بعد محادثات مع غوارديولا رفضت عرضاً من الدوري السعودي

أكد الدولي البرازيلي إيدرسون، حارس مانشستر سيتي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، رفض عرض من الدوري السعودي خلال الصيف الماضي.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية محمد الخليفة رئيس نادي الخلود والمدرب نور الدين بن زكري خلال المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

نور الدين بن زكري: سأحتفل مع الخلود في منتصف الدوري

رحب محمد الخليفة، رئيس نادي الخلود، بالمدرب نور الدين بن زكري، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد الاثنين لتقديم المدرب.

خالد العوني (الرس)
رياضة سعودية لاعبو الأخضرخلال التدريبات التحضيرية لمواجهة البحرين (المنتخب السعودي)

تصفيات كأس العالم: جدة تحتضن للمرة الأولى مواجهة السعودية والبحرين

تستعد مدينة جدة لاستضافة مواجهة أولى من مواجهات المنتخب السعودي ونظيره البحريني لتصبح ثالث مدينة سعودية تستضيف مباريات المنتخبين بعد العاصمة الرياض ومدينة.

فهد العيسى (الرياض)

ريما بنت بندر: «رؤية 2030» زادت شغف السعوديات بالرياضة

الأميرة ريما بنت بندر (الشرق الأوسط)
الأميرة ريما بنت بندر (الشرق الأوسط)
TT

ريما بنت بندر: «رؤية 2030» زادت شغف السعوديات بالرياضة

الأميرة ريما بنت بندر (الشرق الأوسط)
الأميرة ريما بنت بندر (الشرق الأوسط)

قالت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان (سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة)، إن الرياضة تعد جوهراً للتحول والتقدم اللذين يحدثان في المملكة، بعدّها أحد محركاته الأساسية.

ووصفت الأميرة ريما في مقال نشره موقع «رؤية السعودية 2023» الرياضة بـ«قوة قدرة على توحيد المجتمعات والناس تحت مظلة واحدة، في خضم الاختلافات والانقسامات التي تعصف بالعالم».

وقالت الأميرة ريما: «الرياضة تخلق احتفاءً مشتركًا بالمواهب الرياضية وروح العمل الجماعي والتضامن، بدءًا من الملاعب المحلية، وصولًا إلى الساحات الدولية، في تجسيدٍ باهر لقيم الوحدة، والتنوع، والشمولية».

وأشارت في مقالها: «لقد بدأ ذلك مع انطلاق رؤية السعودية 2030؛ خطة التحول الشاملة اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، وخريطة الطريق نحو مستقبل زاهر، والتي سارعت إلى انفتاح المملكة وترابطها مع العالم بشكل غير مسبوق، وجعلت الرياضة من أبرز عوامل هذا الترابط، فمن خلال استثماراتها الضخمة في مختلف الرياضات التي تتمتع بمستوى عالٍ من الاحترافية والشعبية، هي لا توسع من مشاركتها العالمية فحسب، بل تساهم أيضًا في تنويع الاقتصاد الوطني، وتعزز من حيوية المجتمع وتحسّن من أنماط حياة المواطنين لتكون أكثر صحة».

وأضافت: «ينطبق ذلك خاصةً على نساء المملكة؛ لأن نجاح المرأة وتقدمها في المجالات المختلفة يقع في صميم تحولنا الاقتصادي والاجتماعي والرياضي، فمنذ بدء رؤية السعودية 2030، زادت مشاركة المرأة في الرياضة بنسبة تزيد على 150 في المائة، ومع وجود أكثر من 330 ألف رياضية مسجلة وآلاف المُدربات والمرشدات والحكّام وطبيبات الرياضة، تنافس النساء السعوديات اليوم في الساحات المحلية والإقليمية والدولية، ويحصدن الجوائز».

الأميرة ريما بنت بندر قالت إن منصات التتويج لم تعد حلماً بالنسبة للسعوديات (الألعاب السعودية)

وقالت السفيرة السعودية: «بالنظر إلى وتيرة النمو والتقدم المتسارعة التي تشهدها المملكة منذ سنوات قليلة وحتى اليوم، فإننا نشهد حدثًا تاريخيًا بكل المقاييس، حيث تتولّد فرصٌ رياضية غير محدودة للنساء السعوديات، فكل رياضة وكل منصة تتويج وكل ميدالية أصبحت في متناول اليد، ولم تعد حلمًا بعيدًا».

وبينت الأميرة ريما في مقالها أن «المملكة التزمت منذ بدأ ولي العهد رؤيته التحولية بتوفير بيئة ممكنة ومحفزة للمرأة في المجالات الرياضية، فأُدخلت الرياضة في المناهج الدراسية للفتيات، وأُعيدت صياغة اللوائح لتمكين النساء من الحصول على تراخيص لتشغيل وامتلاك الأندية والصالات الرياضية، ووُجّهت جميع الاتحادات الرياضية بوجود تمثيل من السيدات في مجالس الإدارة لديها، ومُمثلات في وفودها الدولية، كما تم إنشاء فرق وطنية نسائية ووُضعت بها ضوابط تضمن تكافؤ الأجور بين الرجال والنساء، ووجود مرافق رياضية بالجودة نفسها للجنسين. وخلال العام الماضي، حصل المنتخب السعودي لكرة القدم للسيدات على تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمرة الأولى، ما يدل على الاهتمام المتزايد بكرة القدم النسائية في المملكة».

وتابعت الأميرة ريما: «إنجازاتنا تتوالى، ومع كل إنجاز نتيقن أننا حققنا تقدماً في تمكين المرأة السعودية في الرياضة، والأرقام تتحدث عن نفسها».

وقالت: «لدينا اليوم أكثر من 500 مركز رياضي نسائي، و104 عضوات في مجالس الإدارات، وسبع رئيسات اتحاد، و37 فريقاً وطنياً للسيدات، و97 مدربة، و15.000 فتاة يستمتعن بلعبة التنس في المدارس لأول مرة، وأكثر من 70.000 فتاة يشاركن في منافسات كرة القدم في مدارسنا، لتصبح اليوم مشاركة الإناث في الرياضة - إجمالاً - أقل بنسبة 2 في المائة فقط من مشاركة الرجال. ففي عام 2020، احتفلنا بأول رياضية بارالمبية في طوكيو، وهذا العام 2024، نافست أول سبّاحة أولمبية سعودية على المسرح العالمي في باريس».

مشاعل العايد خلال مشاركتها في الأولمبياد الأخير (الشرق لأوسط)

وأشارت: «لقد قطعنا شوطاً طويلاً في فترة وجيزة من الزمن، حققنا فيها تحولات واضحة وملموسة، وندرك أن هناك دائماً تحديات وعقبات ستواجهنا في هذه المسيرة، إلا أننا ملتزمون بشدة بتحقيق رؤيتنا الطموح؛ لتصبح المملكة دولة رائدة في الرياضة على مستوى العالم، لأننا نتبنى ثقافة الصحة والشمولية والتميّز، وهي في صميم أهدافنا وخططنا التنموية. وإلى جانب هذه الأرقام، يبقى التأثير الإنساني هو بوصلة الحدث، فمع بروز أسماء وطنية من الرياضيين والأبطال، ازداد شغفنا بالرياضة بمختلف ميادينها، وعززت رؤية 2030 ذلك الشغف من خلال اهتمامها بتوفير فرص جديدة للمشاركة والاستمتاع بالبطولات العالمية، مثل: بطولة الفورمولا إي، والبطولة العالمية للمصارعين المحترفين، وجائزة الفورمولا 1 الكبرى، وكأس السوبر الإسباني. ونشاهد اليوم انطلاق القدوات النسائية الملهمة في مختلف الساحات والمهن، ولدينا غاية واحدة نمضي نحوها... أن نمنح الجميع فرصة اكتشاف شغفهم الرياضي وممارسته، لذا سنواصل مسيرة الاستثمار والتمكين الرياضي».

وقالت السفيرة السعودية: «تحظى المملكة بمستقبل رياضي حافل، بترشحها لاستضافة الكثير من البطولات والفعاليات الرياضية في السنوات المقبلة، التي ستشكل محطات مهمة في مسيرة التطور الرياضي للمملكة، وإحدى هذه المحطات، بطولة كأس العالم للمنتخبات في كرة القدم لعام 2034، ونتطلع فيها لإبراز التراث الرياضي الغني للمملكة، والبنية التحتية ذات المستوى العالمي، وحسن الضيافة. بالإضافة إلى ذلك، تتماشى الاستضافة مع جهودنا في رفع مستوى كرة القدم السعودية عالمياً، ويتجسد ذلك في رعاية المواهب الواعدة، وزيادة شعبية الرياضة ورفع قيمتها التجارية، ومن خلال التأسيس الرصين للاعبين الشباب، وبناء بيئة داعمة تحفز على المشاركة الواسعة في كرة القدم، وتركز جهودنا على بناء منتخب وطني قادر على تحقيق نتائج رائعة في البطولات الكبرى».

وختمت بالقول: «اليوم... أصبحت المملكة وجهة رياضية رائدة وحاضنة لمختلف الرياضات، وينعكس ذلك على الارتقاء بصحة أفرادها، وتحقيق الشمولية وتعزيز الترابط مع المجتمع الدولي، وإبراز ثقافة المملكة وتراثها الغني في الميادين الرياضية».