سيكون المدرب الجزائري نور الدين بن زكري أمام مهمة معقدة تتمثل في قيادة الأخدود، الصاعد من دوري الأولى، إلى بر الأمان في منافسات الدوري السعودي للمحترفين، في ظل صراع محتدم واستثنائي على البقاء بين عدة فرق تضم في صفوفها محترفين من الطراز العالي ويملكون القدرة على قلب الموازين في أحلك الظروف.
«الشرق الأوسط» وضعت مهمة المدرب الجزائري الخبير تحت مجهر الرؤية الفنية، إذ رأى المدرب حمد الدوسري أن تعاقد إدارة الخلود مع ابن زكري سيكون له دور فاعل في سبيل تحقيق الهدف الذي تنشده إدارة النادي ببقاء الفريق في دوري المحترفين السعودي، خصوصاً أن التعاقد جاء في وقت مبكر ويعطي المدرب مساحة واسعة من أجل العمل على تطوير أداء الفريق وتحقيق نتائج أفضل في الجولات القادمة.
وأضاف: «ابن زكري من المدربين الذين يتميزون بالحماس والقرب من اللاعبين والأهم أنه يعشق التحدي ويلعب بالإمكانات المتوافرة لديه، ولذا نراه موجوداً في فرق ساعية للبقاء وليست منافسة على البطولات».
وزاد بالقول: «أعتقد أن الوقت مناسب للطرفين، النادي والمدرب من أجل تحقيق الهدف الأساسي، هناك فترة تسجيل قادمة يمكن من خلالها ضم لاعبين يحتاج إليهم الفريق في الفترة الشتوية، كما أن هناك توقفات قبل الفترة الشتوية بسبب تصفيات كأس العالم أو كأس الخليج أو غيرها وهذه التوقفات تعني أن عدد المباريات سيكون أقل ومساحة العمل ستكون أكبر، وهذا ما يجعل العمل مريحاً كثيراً بين الطرفين».
وأشار الدوسري إلى أن التحدي الأكبر الذي يقف في وجه المدرب والإدارة على حد سواء هو الملاءة المالية المطلوبة من أجل استبدال أكثر من عنصر في الفريق إلا إذا تفهم المدرب الوضع المالي في النادي وسياسة الصرف والتعاقدات وغيرها، إذ إن إجراء تعديلات كثيرة قد يرهق الإدارة مالياً إنْ وافقت على تلبية كل ما يحتاج إليه المدرب.
وبيَّن الدوسري أن «ابن زكري لديه الخبرات الكافية في إنقاذ الفرق، حيث رأى الجميع كيف استطاع أن ينقذ الأخدود من الهبوط في تجربته الأولى في دوري المحترفين حينما حضر قبل قرابة سبع جولات فقط من الختام، وفي المقابل يأتي الخلود وهو لم يخض سوى 6 مباريات وتبقى له شوط طويل، كما أنه يعرف فرق الدوري السعودي جيداً وله كذلك تجارب نجاح مع ضمك والفيحاء، ولذا أعتقد أنه سينجح في مهمته بشكل كبير».
وشدد الدوسري على أن «هناك فوارق واضحة بين أندية الدوري من حيث المستويات، ولذا يمكن الخلود أن يركز على المباريات أمام الفرق القريبة منه في جدول الترتيب والقريبة كذلك من مستواه بداية من الفتح الذي سيلعب معه المباراة الأولى بعد فترة التوقف الحالية للدوري».
ويعتقد المدرب محمد أبو عراد أن اللغة والجانب النفسي سيكون لهما الدور الكبير في انسجام المدرب الجزائري ابن زكري مع الخلود وبالتالي نجاحه في تحقيق المهمة التي جاء من أجلها.
وأضاف: «البعض يرى ضرورة حضور المدرب في فترة الإعداد من أجل رسم كل شيء واختيار اللاعبين وتحديد أهدافه في المعسكر، ولكن إذا لم يكن ذلك قد حدث فعلاً فأفضل وأسرع طريقة هو خيار التعاقد مع مدرب لديه خبرة في المنافسات المحلية والفرق والإمكانات الموجودة لدى منافسيه المباشرين وهذا ما أرى أن إدارة الأخدود ركزت عليه بخطوة التعاقد مع المدرب مؤخراً».
وشدد أبو عراد على أن المدرب لديه مميزات كونه دائماً يقبل التحدي ولديه ثقة في نفسه وهذا عامل مهم، فما قدمه الموسم الماضي مع الأخدود في وقت ضيق أكثر مما هو عليه في تجربته مع الخلود يعني أنه سينال مساحة أوسع.
وبيَّن بو عراد أن الخلود يضم أيضاً عناصر خبرة جيدة بدايةً من الحارس البرازيلي مارسيلو غروهي الذي كانت له تجربة مميزة مع الاتحاد. كما أنه يضم لاعبين سعوديين جيدين مثل محمد جحفلي وإن كان التقدم في السن في بعض اللاعبين قد يعطي مؤشراً سلبياً على صعيد تحقيق المستويات والنتائج الإيجابية بشكل متواصل مما يتطلب إيجاد احتياط جيد ووجود أجانب أكثر تميزاً في بعض المراكز وهذا ما سيسعى له المدرب ابن زكري بكل تأكيد.
ورأى أبو عراد أن فرق الدوري يمكن تصنيفها منافسةً على الدوري وأخرى تتصارع من أجل الوجود في منطقة الوسط والهروب من خطر الهبوط، ولذا يمكن القول إن فريق الخلود يدرك أن المباريات الأكثر أهمية هي التي يمكن أن يكسب منها النقاط الثلاث أو حتى نقطة، وفي مباريات أخرى أمام الفرق القوية يمكن السعي لكسب نقطة.
وأوضح أن «الخلود ظهر بشكل جيد في بعض المباريات التي خاضها بقيادة المدرب السابق باولو دوراتي ولكن يبدو أن إدارة النادي توصلت إلى قناعة إلى كون المدرب لا يمكنه أن يحقق الهدف، ولذا أقالته، وإن كنت لا أؤيد اتخاذ مثل هذه القرارات سريعاً مع الأخذ في الاعتبار أن الخلود يخوض تجربته الأولى بدوري المحترفين ولذا ضم غالبية كبيرة من الأسماء الجديدة سواء من المحليين أو الأجانب».
بقيت الإشارة إلى أن الخلود جمع «4» نقاط من فوز وحيد على الوحدة، وتعادُل واحد مع مرافقه في الصعود العروبة، وأربع خسائر آخرها أمام الخليج.