كشفت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل ورشة العمل الخامسة بين الاتحاد السعودي لكرة القدم وممثلي الأندية، لمناقشة مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، التي عقدت اليوم الخميس في مدينة جدة على هامش استضافة المدينة لنهائي كأس الملك.
وقبِل الاتحاد السعودي لكرة القدم اعتذار محمد الحربي، عضو لجنة التوثيق السابق، عن عدم الاستمرار في مهمته ضمن المشروع، وذلك نظراً لظروف خاصة به.
وأعربت اللجنة عن تقديرها للجهود التي بذلها الحربي خلال الفترة الماضية، وأكدت التزامها بمواصلة العمل على تحقيق أهداف المشروع بروح الفريق الواحد.
وعلق ممثل الأهلي على اعتذار الحربي قائلاً: «أتمنى قبول مرشحنا وإحلاله بديلاً للعضو المعتذر».
ووفقاً لمصادر «الشرق الأوسط»، فإن الأهلي أرسل طلب استمارة ترشيح ممثل للنادي للدخول في عمل فريق التوثيق يوم 19 مارس (آذار) الماضي وذلك بعد إغلاق المدة النظامية لاستقبال طلبات المرشحين المحددة يوم 16 من الشهر نفسه.
إلا أن لجنة مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية قررت الاكتفاء بالعدد الحالي المكون من 10 أعضاء، ورفض قبول الطلب المقدم من النادي الأهلي لإضافة عضو جديد.
وقد تم اتخاذ هذا القرار بعد تصويت الأغلبية من أعضاء الجمعية ضد مقترح الأهلي؛ حيث رأوا أن العدد الحالي كافٍ لضمان سير العمل بكفاءة وتحقيق الأهداف المرجوة.
وشهد الاجتماع تخلف 22 نادياً عن الحضور، وهم النصر والقادسية وضمك والرياض والأخدود والوصيل ونيوم والهلالية والوطني والصفا ومضر ونجران وهجر وعفيف ومنيف والنجمة والحوراء والشعيب والأنصار والخلود والكوكب والقيصومة.
وأعرب الاتحاد عن أسفه على عدم حضور ممثلي الأندية الـ22.
مشيراً إلى أهمية مشاركة جميع الأندية في هذه الاجتماعات لضمان توثيق شامل ودقيق لتاريخ الكرة السعودية.
وتم التصويت بالإجماع على إقامة اجتماع دوري كل شهرين لمتابعة تقدم مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية.
ويهدف هذا القرار إلى تعزيز التعاون المستمر بين الاتحاد السعودي لكرة القدم وممثلي الأندية المشاركين في المشروع، بالإضافة إلى ضمان تنفيذ الخطط المرسومة بدقة وفاعلية.
وسيوفر الاجتماع المنتظم منصة لمناقشة التحديات وتبادل الأفكار والتحديثات حول سير العمل.
وطالبت الأندية بتقديم المستجدات والتقارير الدورية حول تقدم المشروع. كما أكدت على أهمية الحصول على تقرير موجز يتضمن أحدث التطورات والإنجازات المحققة.
ويهدف هذا الطلب إلى ضمان الشفافية وتعزيز التواصل المستمر بين جميع الأطراف المعنية، ما يسهم في تحسين التنسيق وتحقيق أهداف المشروع بفاعلية أكبر.
وخلال الورشة، وُضعت الخطوط العريضة للمشروع، الذي سيغطي الفترة من عام 1921 حتى 1925، وهي الفترة التي شهدت أولى ممارسات كرة القدم في المملكة.
وتناول الاجتماع عام 1926 بوصفه بداية لتأسيس الأندية السعودية، خاصة في المنطقة الغربية، وبدء انتشارها، كما تمت الإشارة إلى أن عام 1932 شهد انطلاق المسابقات السعودية.
وتوقفت أنشطة كرة القدم في المملكة خلال الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، قبل أن تستأنف الأندية نشاطها وتواصل انتشارها بين عامي 1946 و1953.
كما تم استعراض عمل لجنة التوثيق والنتائج التي توصلت لها خلال الاجتماعات السابقة.
وتتمثل إحدى أهم الخطوات بعملية التوثيق في جمع الوثائق والمصادر التاريخية المختلفة، مثل الصحف والمجلات القديمة، والكتب، والتقارير، والصور، والفيديوهات، وستقوم فرق العمل بفحص هذه الوثائق وتحليلها وتوثيق المعلومات المهمة منها.
وستتم أيضاً الاستعانة بخبراء ومحللين في مجال كرة القدم لتقييم المعلومات والتحقق من صحتها، وسيكون لخبراء الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» دور مهم في هذا الصدد؛ حيث سيقدمون الخبرة والمشورة اللازمتين للمشروع.
علاوة على ذلك، سيتم إجراء مقابلات مع شهود عيان وشخصيات رياضية مرموقة ولاعبين سابقين، لاستخلاص قصص وشهادات تاريخية قيمة تخص كرة القدم السعودية.
وبعد جمع وتحليل المعلومات، سيتم تنظيمها وترتيبها بشكل منهجي ومنطقي لإنشاء قاعدة بيانات شاملة تحتوي على تفاصيل حول المباريات والبطولات واللاعبين والأحداث المهمة في تاريخ كرة القدم السعودية.
ويهدف هذا المشروع إلى الحفاظ على تراث الكرة القدم في السعودية وإثراء المعرفة حولها، وتوفير مصدر موثوق للأجيال الحالية والمستقبلية للاستفادة منه.
وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم قد أعلن عبر أمينه العام إبراهيم القاسم الانتهاء من مشروع التوثيق في مارس 2025.