ما زال الوقت مبكراً للحديث عن الفرق المهددة بالهبوط من الدوري السعودي للمحترفين إلى دوري الدرجة الأولى، مع تبقي عشر جولات على إسدال الستار، مما يعني وجود 30 نقطة متاحة أمام كافة الفرق المتنافسة وهي كفيلة بقلب موازين الترتيب وتغيير الصورة كاملة في صراع الهروب من الهبوط على وجه التحديد.
ويبدو الدوري السعودي في جزئه العلوي محسوماً بصورة كبيرة لصالح الهلال الذي يتصدر لائحة الترتيب بفارق 12 نقطة عن أقرب منافسيه وهو فريق النصر صاحب المركز الثاني، والذي سيكون بحاجة لكثير من التعثرات الزرقاء حتى يصعد للقمة، في حين يتنافس قطبا مدينة جدة على المركز الثالث المؤهل للمشاركة في بطولة النخبة الآسيوية الموسم المقبل، حيث يحضر الأهلي ثالثاً برصيد 47 نقطة وخلفه مباشرة يحضر الاتحاد في المركز الرابع برصيد 43 نقطة وتنتظرهما مواجهة مرتقبة بالجولة 26 يوم الاثنين المقبل.
أما على صعيد صراع الهبوط، فلم تتضح الصورة بعد بشكل جلي إلا أن المشهد يرسم ملامح أولية، يأتي أبرزها هاجس الهبوط المبكر الذي بات يهدد فريق الحزم القابع في المركز الأخير بلائحة الترتيب برصيد 15 نقطة وبفارق ست نقاط عن أقرب الفرق في جدول الترتيب، مما يجعل أي تعثر للفريق في قادم الأيام خطوة غير مرغوبة قد ترسله مبكراً نحو دوري الدرجة الأولى.
وسيتعين على الحزم الفوز مع مراقبة مسيرة الفرق الأخرى وخاصة القريبة منه في لائحة الترتيب حتى تتسنى له الفرصة في الصعود خطوة بعد أخرى في جدول الترتيب وإعادة آماله في البقاء.
ويأتي الحزم كأبرز الفرق المهددة بالهبوط والعودة سريعاً نحو دوري الدرجة الأولى بعد صعوده في الموسم الماضي؛ إذ يواصل الفريق نتائجه السلبية خاصة بعدما خسر أمام الطائي قبل جولة من الآن، وهو الأمر الذي ساهم بتوسيع الفارق النقطي وحتى في المواجهات المباشرة أمام أحد أبرز المنافسين له في رحلة الهروب من شبح الهبوط.
يتولى الأوروغوياني دانيال كارينيو قيادة الفريق بعدما حضر له في مهمة إنقاذ بعد بدء منافسات الموسم إلا أن الحال الفنية للفريق لم تتغير بعد؛ إذ يعد الفريق هو الأقل تحقيقاً للانتصارات في النسخة الحالية من الدوري؛ فقد اكتفى بانتصارين فقط وتعادل في تسع مباريات وخسر في 13 مباراة، وهو بالمناسبة رقم أقل من فرق مهددة بالهبوط بجواره مقارنة بفريق أبها الذي خسر 15 مباراة أو الطائي والأخدود اللذين خسرا 14 مباراة هذا الموسم.
وإلى جوار الحزم هناك ثمانية فرق يبدو المشهد ضبابياً أمامها، رغم أن فريقي أبها والطائي يحضران في مراكز مهددة بالهبوط المباشر؛ إذ يحتل أبها المركز قبل الأخير برصيد 21 نقطة في حين يملك الطائي 22 نقطة ويحضر في المركز السادس عشر.
ووفقاً لنظام الدوري السعودي للمحترفين، فإن الهبوط يكون لثلاثة فرق بعد أن تم اقتصاره بشكل استثنائي في الموسم الماضي على فريقين بسبب زيادة عدد الفرق المشاركة في الدوري إلى 18 فريقاً بدءاً من نسخة العام الحالي.
ولا تبدو أوضاع أبها والطائي كحال فريق الحزم الذي يحتاج لمزيد من التعثرات لمنافسيه حتى يتجاوز المرحلة الخطرة، فالثنائي لا يبتعدان كثيراً عن الفرق الأخرى في لائحة الترتيب وسيكون التعثر في أي مباراة كفيلاً بتغيير المراكز في جدول الترتيب.
الضبابية في صراع الهبوط وضمان البقاء تحيط بثمانية فرق إلى جوار الحزم «التاسع»، وذلك بدءاً من فريق الخليج الذي يحتل المركز العاشر برصيد 28 نقطة، وهو ذات الأمر الذي يبدو عليه فريق الشباب ويملك 28 نقطة في المركز الحادي عشر، وخلفهما يحضر الوحدة برصيد 27 نقطة في المركز الثاني عشر، ثم تزدحم القائمة بثلاثة فرق هي الرائد والأخدود والرياض والتي تحمل ذات الرصيد النقطي «24 نقطة لكل فريق»، مما يجعل الصراع محتدماً والتعثر لأي فريق قد يربك مشهده ويعيده خطوة إلى الوراء.
وبالنظر إلى الفرق المهددة بالهبوط، فنجد أبها الذي انتعش بعودته لدائرة الانتصارات بعد غياب طويل عنها؛ إذ كسب الوحدة في الجولة التي سبقت فترة التوقف ومعه رفع رصيده إلى 21 نقطة قبل أن يلتقي نظيره الرياض في مواجهة تنافسية تمثل أكثر من ثلاث نقاط بينهما حينما يلتقيان السبت في الجولة 25 من الدوري السعودي للمحترفين.
أبها سيكون على موعد مع مباراة صعبة بعد ذلك أمام النصر ثم الفتح وبعدها الشباب، ولكن الفريق الذي أمضى سنوات في الدوري السعودي للمحترفين ستكون أمامه أربع مواجهات حاسمة بالنسبة له بدءاً من الرياض ثم الأخدود في الجولة 29 وبعدها الخليج والحزم في الجولتين الأخيرتين، والفوز في هذه المباريات الأربع سيكون كفيلاً بنقل أبها إلى دائرة الأمان وإبعاده عن مناطق خطر الهبوط.
أما الطائي المهدد الثالث بالهبوط المباشر حالياً، فسيكون في وضع صعب حينما يخوض مباريات متتالية صعبة بدءاً بمواجهة النصر في الجولة القادمة يوم السبت ثم التعاون وبعدها الشباب، لكن الطائي سيواجه ثلاثة فرق منافسة له في صراع الهبوط، مما يعني أن الانتصار في هذه المباريات سيمنحه التفوق والتقدم في لائحة الترتيب.
وستكون أولى مواجهات الطائي مع الفرق المهددة بجواره إلى الهبوط حينما يلاقي نظيره الرياض في الجولة 28 ثم الخليج في الجولة الثلاثين وأخيراً فريق الأخدود في الجولة الأخيرة من نسخة العام الحالي.