وسط حشد جماهيري كبير قُدّر بالآلاف، تُوّج السائق النيوزيلندي نيك كاسيدي بطلاً للجولة الثانية من سباق «فورمولا إي» على «حلبة الدرعية»، ضمن الموسم العاشر من منافسات بطولة العالم «إيه بي بي».
وهذه المرة السادسة على التوالي التي تستضيف فيها الدرعية هذه المنافسات.
وحصل الهولندي روبن فراينز على المركز الثاني، والبريطاني أوليفر رولاند على المركز الثالث.
وتوَّج الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة السعودي الأبطال الثلاثة على «مسرح الدرعية»، وسط احتفالية صاخبة شهدها الآلاف من عشاق هذه الرياضة الذين عاشوا الإثارة بكل تفاصيلها، بينما أضاءت الألعاب النارية سماء المدينة التاريخية.
وشهد السباق الذي يُعد إحدى فعاليات «موسم الدرعية 2024» مشاركة 22 من نخبة السائقين الذين يمثلون 11 فريقاً عالمياً.
يُذكر أن «حلبة الدرعية» احتضنت السباق للمرّة الأولى في عام 2018، وفاز خلالها (آنذاك) البرتغالي أنطونيو فيليكس دا كوستا.
وبالأمس حظي الجمهور بفرصة الاستمتاع بما تقدمه منطقة الدرعية التاريخية المسجلة بـ«موقع التراث العالمي لليونيسكو»، وبمجموعة من الفعاليات والأنشطة والتجارب المميزة المصاحبة للحدث داخل وخارج حلبة السباق.
ويُعد سباق الدرعية الحدث الأبرز في روزنامة «فورمولا إي» العالمية. ويحظى بالاهتمام المتزايد وشعبية متنامية، ويترقبه جمهور رياضة السيارات في المملكة. وأصبح قوة دافعة للتغيير الإيجابي وداعماً لطموحات وزارة الرياضة الرامية لتنمية القطاع على جميع المستويات وعبر جميع أنحاء المملكة.
ويمتاز السباق بتنسيقه الفريد؛ إذ تُقام منافساته ليلاً على شوارع حلبة الدرعية التي تضم أحدث تقنية للإضاءة باستخدام مصابيح LED عالية الكفاءة والتوفير في الطاقة. ويؤكد «سباق الدرعية إي بري» على دور سلسلة المنافسات في توسيع أفق سباقات السيارات الكهربائية والمساهمة في دعم التوجهات العالمية الداعية إلى التنقل النظيف والمستدام.
ويقول سيمون جيبونز مصمم مضمار «حلبة الدرعية»: «كان هدفنا الأول في التصميم ألا نقوم بتغيير الشوارع لتلائم حلبة السباق، بل أن يتم تحويلها لحلبة سباق فريدة، ورغم كونها ليست مصممة مثل حلبات السباق الكبيرة، فإننا قمنا بتصميمها بطريقة تحاكي أهم الحلبات العالمية، وكان تركيزنا الأول هو أن تكون حلبة آمنة ومفعمة بالتشويق والحماس».
وأضاف جيبونز: «نعلم أن وقوع الحوادث في سباقات السيارات أمر وارد، ولكن حاولنا تخفيف حدة المنعطفات وزيادة الحماية عبر الحواجز، وخفض انزلاق السيارات، بحيث تبقى ضمن حدود سيطرة السائقين. لقد دُهشنا من تناغم الحضارة العمرانية مع الإرث التاريخي الغني للمنطقة. وقد نجحنا بوضع تصميم يحاكي تلك الحضارة، مما سيضفي طابعاً لا يُنسى على كلٍّ من السائقين والفرق المشاركة والحضور وحتى من المتابعين عبر قنوات التلفاز».
وكان الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة، قال في تصريح صحافي بمناسبة الحدث العالمي: «نسعد مرة أخرى باستضافة أحد أهم سباقات السيارات على مستوى العالم، وهو ما يؤكد حجم الاهتمام الكبير الذي نحظى به من خادم الحرمين الشريفين، والدعم غير المسبوق من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يمكّننا دوماً من المضي قدماً باستضافة المزيد من الفعاليات والأحداث الرياضية العالمية، وفق أفضل الإمكانات التنظيمية المتميزة التي جعلت من وطننا الغالي موطناً وعاصمة لكبرى البطولات والفعاليات الدولية والعالمية».