ما إن أطلقت الحكمة الأميركية توري بينسو، صافرة نهاية مباراة الاتحاد أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي، في افتتاح كأس العالم للأندية، حتى علت الأهازيج أرجاء مدينة جدة، بينما خرج الآلاف من عشاق العميد مبتهجين ومسرورين من ملعب الجوهرة المشعة، بعد أيام حافلة بالتساؤلات حول قدرة الفريق على تجاوز عثراته المحلية المتلاحقة، لكن الفوز الثلاثي يفتح بما لا يدع مجالاً للشك باب التساؤلات إزاء القمة المقبلة أمام الأهلي المصري بطل أفريقيا، وما إذا كان النمور سيواصلون مسيرتهم العالمية نحو إنجاز غير مسبوق في تاريخ النادي.
وبدت احتفالات مارسيلو غاياردو مدرب الاتحاد بأهداف فريقه في افتتاح كأس العالم للأندية كأنها زفرة ارتياح بعد بداية صعبة لفترته مع بطل الدوري السعودي.
وتولى غاياردو تدريب الاتحاد قبل شهر واحد من انطلاق البطولة بعد رحيل المدرب البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو بعد نتائج مخيبة وابتعاد الفريق عن قمة الدوري. لكن المدرب الأرجنتيني وجد صعوبة في البداية في ظل تلاحق المباريات وإصابة العديد من لاعبيه قبل انطلاق المنافسات في جدة.
واكتفى غاياردو بفوز واحد في ثلاث مباريات في الدوري، بينما انتصر مرتين في دوري أبطال آسيا ليصعد بالفريق إلى دور الـ16.
وجاءت الهزيمة 3-1 أمام ضمك في الدوري الأسبوع الماضي لتبعد الاتحاد بفارق 16 نقطة عن الهلال المتصدر.
لكن أمام أوكلاند ومع الاعتراف بالمستوى المتواضع للمنافس، بدا أن غاياردو كان سعيداً بهضم لاعبيه لأسلوبه ليس أكثر. فقد وضح اعتماد مدرب ريفر بليت السابق على انطلاقات الظهيرين مهند الشنقيطي وزكريا هوساوي خلف دفاع الفريق النيوزيلندي لصناعة الفرص.
وآتت خطة غاياردو ثمارها عندما انطلق هوساوي من الناحية اليسرى وأرسل تمريرة إلى رومارينهو ليسددها مباشرة إلى داخل الشباك في الدقيقة 29. وكان هدف نغولو كانتي بعد ذلك بخمس دقائق مختلفاً، حيث تابع كرة مرتدة من الحارس وسدد مباشرة بقوة إلى داخل المرمى.
وساهم لاعب الوسط الفرنسي في هدف مواطنه بنزيمة عندما وضع الكرة في المساحة الخالية خلف الدفاع للشنقيطي الذي حولها بدوره سريعة إلى مهاجم ريال مدريد السابق ليعزز من تفوق الاتحاد.
واحتفل غاياردو بالهدف وكأنه يقول لنفسه إنها البداية الحقيقية لحقبته مع الاتحاد، حيث يأمل الفريق في استعادة لقب دوري أبطال آسيا للمرة الأولى منذ 2005.
وقبل مواجهة أوكلاند، حاول غاياردو التشديد على أنه لا يفكر في مباراة الجمعة التي سيكون طرفها الثاني الأهلي المصري بطل أفريقيا.
لكن منذ الإعلان عن قرعة البطولة كانت جماهير الاتحاد تتحدث عن مواجهة الأهلي في قمة عربية منتظرة تعيد للأذهان مواجهتهما في نسخة 2005 عندما انتصر الاتحاد بضربة رأس من محمد نور.
وتحدث غاياردو قبل مواجهة أوكلاند عن أنه ما زال لم يتوصل للتشكيلة الأفضل للاتحاد حتى الآن، لكن في ظل الإصابات، ربما وجد التشكيلة المناسبة التي يستطيع البناء عليها.
وربما كان استقبال غاياردو المفعم بالمشاعر لهوساوي عند تغييره قبل دقائق من النهاية دليلاً آخر على أنه كان راضياً على ما قدمه اللاعب الشاب البالغ عمره 22 عاماً.
وستكون الأجواء في جدة مشتعلة في اليومين المقبلين، حيث لن ترضى جماهير الاتحاد سوى بالفوز على الأهلي بغض النظر عن الأداء من أجل أن يقطع الفريق خطوة أخرى نحو معادلة إنجاز منافسه المحلي الهلال عندما بلغ نهائي نسخة 2022 وخسر أمام ريال مدريد.
ومن جانبه، اختلط الأمر على كريم بنزيمة مهاجم الاتحاد عند سؤاله عن مواجهة فريقه السابق ريال مدريد أمام الأهلي المصري في كأس العالم للأندية لكرة القدم 2022 التي أقيمت في المغرب، لكنه الآن سيواجه بطل أفريقيا في جدة يوم الجمعة المقبل.
وغاب بنزيمة عن مواجهة الأهلي في الدور قبل النهائي في المغرب، لكنه شارك في النهائي أمام الهلال السعودي، وأحرز هدفاً ليقود ريال مدريد لحصد اللقب.
ورحل المهاجم الفرنسي عن الفريق الإسباني بعد مسيرة حافلة ليحط الرحال في الاتحاد، ويجد نفسه عائداً إلى كأس العالم للأندية مرة أخرى.
ووجه أحد الصحافيين سؤالين إلى مارسيلو غاياردو مدرب الاتحاد وبنزيمة خلال المؤتمر الصحافي الذي سبق مواجهة أوكلاند. ومع انتهاء المدرب الأرجنتيني من إجابته، لم يتذكر بنزيمة سؤاله وطلب من الصحافي إعادته، غير أن المسؤولة الإعلامية بالاتحاد الدولي (فيفا) رفضت، وشددت على أنه يمكن لكل صحافي توجيه سؤال واحد.
وتدخل غاياردو، الذي تولى تدريب الاتحاد منتصف الشهر الماضي، لتذكير مهاجمه بالسؤال، لكن يبدو أنه اختلط عليه الأمر هو الآخر.
وأجاب بنزيمة: «بالطبع أتذكر فقد كانت مباراة التتويج باللقب، ولم أتوقع هذا المستوى، لكني سجلت هدفاً وفزنا 5-3». لكن بنزيمة كان يقصد النهائي أمام الهلال الذي قدم أداءً رائعاً قبل الخسارة بفارق هدفين. وسيكون بنزيمة ورفاقه في مواجهة الأهلي الذي يمر بفترة هي الأسوأ له مع مارسيل كولر بعد تعادله في ثلاث مباريات متتالية للمرة الأولى مع المدرب السويسري.
ويحدو الأمل جماهير الاتحاد ولاعبيه السابقين من أجل معادلة إنجاز الهلال ببلوغ النهائي على الأقل. لكن جماهير الأهلي بدورها أعلنت التحدي، وأن فريقها قادر على تحقيق مبتغاه.
وقال محمد نور صاحب هدف الفوز على الأهلي في 2005 «لا أخشى الأهلي، فأنا واثق في فريقي».
ويصعد الفائز من الاتحاد والأهلي لمواجهة فلومينيسي البرازيلي بطل كأس كوبا ليبرتادوريس يوم الاثنين.