«لا تهاون»... شيفرة نجاح ذئاب التعاون

بدأوا التخطيط للموسم الجديد في وقت يشتد صراع البقاء بين الآخرين

لاعبو التعاون يحتفلون بهدفهم الثاني في مباراة الخليج الأخيرة (تصوير: عيسى الدبيسي)
لاعبو التعاون يحتفلون بهدفهم الثاني في مباراة الخليج الأخيرة (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

«لا تهاون»... شيفرة نجاح ذئاب التعاون

لاعبو التعاون يحتفلون بهدفهم الثاني في مباراة الخليج الأخيرة (تصوير: عيسى الدبيسي)
لاعبو التعاون يحتفلون بهدفهم الثاني في مباراة الخليج الأخيرة (تصوير: عيسى الدبيسي)

بينما يشتد صراع البقاء بين عدد من أندية دوري المحترفين السعودي، تنعم ذئاب التعاون بما حصدته من نجاحات هذا الموسم، جنبتها حمى الحسابات المعقدة، ووضعتها في واحة الأمان والاطمئنان، وبالتالي التخطيط مبكرا للموسم الجديد.

وفي مباراته الأخيرة، سجل التعاون هدفين في 7 دقائق ليفوز 2 - صفر على مضيفه الخليج، ورفع رصيده إلى 46 نقطة من 27 مباراة، ليجدد التأكيد على مقولة عشاقه الشهيرة «لا تهاون».

وقررت إدارة التعاون التمديد مع المدرب البرازيلي الخبير شاموسكا للاستمرار في منصبه لموسم جديد، كما قررت الاحتفاظ بأبرز النجوم من أجل الاستمرار في قيادة سكري القصيم مع إحداث تغييرات ضيقة في بعض المراكز، وإن كانت الإدارة مجبرة على خسارة بعض النجوم المحليين تحديدا مثل فهد الرشيدي وسميحان النابت اللذين وقعا للأهلي.

كما أن عددا من اللاعبين الأجانب في صفوف الفريق مطمع للأندية الكبيرة والمنافسة يتقدمهم الكاميروني توامبا، إلا أن هناك شبه توافق بين الطرفين على استمرار العلاقة التعاقدية بينهما.

وكشف توامبا في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أنه مرتاح كثيرا في التعاون وأن البيئة الموجودة بالنادي صحية، وهذا ما لا يجعله يلتفت للكثير من الأخبار حوله في هذا الشأن فيما يتعلق برحيله.

وبين توامبا أن التعاون من الفرق المميزة في الدوري، وهو سعيد بالاستمرار في صفوفه، وأنه يسمع أن هناك من يفاوضه من قبل الأندية الأخرى، لكن يمكنه التأكيد أنه تعاوني.

وأكد توامبا عزمه المساهمة مع الفريق لتحقيق المزيد من النجاحات في الفترة القادمة.

وربط اسم توامبا بعدد من الأندية السعودية الكبيرة، وأكثرها نادي الشباب، حيث وجد في بعض مباريات الفريق، كما تابع مواقع التواصل الاجتماعي للنادي العاصمي، إلا أنه لم يتم بشكل رسمي عقد أي صفقة بهذا الشأن واستمر اللاعب تعاونيا.

واختلف توامبا قبل موسمين مع إدارة التعاون ورحل فعليا، إلا أن الإدارة التي قادها علي الشايعي أعادته مجددا بعد أن ظهر الأثر السلبي لرحيله، حيث عاد في موسم 2020 واستمر حتى الآن.

شاموسكا قاد التعاون إلى انتصارات لافته هذا الموسم (تصوير: عيسى الدبيسي)

ويرتبط توامبا بعقد حتى يونيو (حزيران) 2024، ما يعني أنه دخل الموسم الأخير من عقده ولا يمكنه الرحيل دون موافقة إدارة النادي.

وبالعودة إلى الجهاز الفني للتعاون، الذي يقوده شاموسكا، فقد عد المدرب أن البيئة الصحية والتفاهم مع الإدارة والعمل الإيجابي كانت من أهم الأسباب التي جعلته يقرر البقاء في النادي لموسم جديد.

وقال شاموسكا في حديث لـ«لشرق الأوسط» إن هناك عملا كبيرا ينتظره لإعداد الفريق في الموسم المقبل، حيث إن أهم الأهداف هو أن يكون الفريق كما هو معروف عنه قادرا على مقارعة الكبار في المراكز المتقدمة بالدوري والمنافسة على حصد البطولات الأخرى.

وأشار شاموسكا إلى أن إدارة التعاون واعية ومن أفضل الإدارات التي تعامل معها، نتيجة الفكر والقدرة على التعامل مع الظروف وكذلك الإيمان بالعمل الإيجابي الذي يقدمه وبكونه سيأتي بالأهداف المرجوة.

وعد شاموسكا أن تفوقه على العديد من الفرق الكبيرة والمنافسة على الدوري لم يكن بمحض الصدفة، بل نتيجة العمل الكبير والجهد المشترك اللذين يقدمان من الجهازين الفني والإداري واللاعبين، والدعم من قبل الإدارة ومحبي التعاون، حيث إن التعاون قادر دائما على أن يصنع نتائج إيجابية أمام أقوى المنافسين.

ونجح التعاون في الفوز على الهلال والنصر في الدور الأول، كما أنه فاز على الاتحاد في الدور الثاني من دوري هذا الموسم وأربك حظوظ المتصدر.

وبين شاموسكا أن فريقه كان يمتاز بتقديم مستويات ونتائج إيجابية أمام الفرق المنافسة، كونها تنهج اللعب المفتوح، في المقابل يكون هناك تراجع في المباريات أمام الفرق التي تصارع على الهبوط بكونها تنتهج التكتل الدفاعي بشكل أكبر، إلا أنه عد أن فريقه تخلص من ذلك الجانب ونجح في تجاوز فرق تصارع على الهبوط وتنهج اللعب الدفاعي مثل الخليج، وهذا مؤشر إيجابي.

ويرى سامي الوابلي نائب رئيس التعاون أن فريقه يرى نفسه لا يقل عن الكبار، ولذا الفوز على الفرق المنافسة على البطولات لا يمثل أي غرابة.

وأشار إلى أن فريقه مر بمصاعب كثيرة في دوري هذا الموسم، خصوصا الإصابات التي لحقت به منتصف الموسم وتسببت في تراجعه في المستويات والنتائج، إلا أنه أستعاد توازنه وبات حاليا في المركز الخامس.

ونفى أن يكون هناك أي تفكير في التخلي عن المهاجم الكاميروني توامبا، مشيرا إلى أنه ومع تراجع المستويات والنتائج للمهاجمين من حيث الأرقام يبقى توامبا من ضمن الأسماء التي تحقق أرقاما جيدة في الدوري.

بقيت الإشارة إلى أن التعاون تبقت له 3 مباريات، أمام فرق الطائي والشباب والباطن.


مقالات ذات صلة

كأس الملك: جدية الشباب في اختبار صعب أمام الفيحاء

رياضة سعودية لاعبو الشباب خلال التدريبات التحضيرية (نادي الشباب)

كأس الملك: جدية الشباب في اختبار صعب أمام الفيحاء

يتطلع فريق الشباب للمُضي قدماً نحو المنافسة بجدية أكبر على تحقيق لقب بطولة كأس الملك حينما يستضيف نظيره فريق الفيحاء في دور ربع نهائي البطولة الأغلى محلياً،

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية كريستيانو رونالدو في إحدى مباريات الدوري السعودي (أ.ف.ب)

باريس لا يريد ضم كريستيانو رونالدو

ذكرت تقارير صحافية أن نادي باريس سان جيرمان لا يفكر في ضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية لوران بلان (نادي الاتحاد السعودي)

بلان مدرب الاتحاد في حداد لوفاة والدته إيفون

توفيت والدة المدافع السابق لمنتخب فرنسا، لوران بلان، الذي فاز بكأس العالم في فرنسا 1998، ويورو 2000.

فاتن أبي فرج (بيروت) علي العمري (جدة)
رياضة سعودية الألماني توماس بايسله مدرب النادي الأهلي السعودي (الشرق الأوسط)

يايسله: سعيد في جدة... هذه هي النسخة الأفضل من الأهلي

يقال إنه أحد المدربين الواعدين في كرة القدم الألمانية، وإنه، عاجلاً أم آجلاً، سيكون من المحتَّم رؤيته على مقاعد البدلاء في بايرن ميونيخ أو المنتخب الألماني.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية مارتن دوبرافكا (نيوكاسل يونايتد)

«الاستدامة المالية» توافق على صفقة دوبرافكا للشباب

أنهت إدارة نادي الشباب اتفاقها مع نادي نيوكاسل للتعاقد مع الحارس مارتن دوبرافكا، وفقاً لمصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط».

نواف العقيّل (الرياض )

نهائي كأس السوبر الإيطالي: صدام ناري بين إنتر وميلان في الرياض

فرحة لاعبي انتر هل تتكرر في شباك الميلان (سعد العنزي)
فرحة لاعبي انتر هل تتكرر في شباك الميلان (سعد العنزي)
TT

نهائي كأس السوبر الإيطالي: صدام ناري بين إنتر وميلان في الرياض

فرحة لاعبي انتر هل تتكرر في شباك الميلان (سعد العنزي)
فرحة لاعبي انتر هل تتكرر في شباك الميلان (سعد العنزي)

تتجه أنظار عشاق كرة القدم نحو ملعب «أول بارك» في العاصمة السعودية، الرياض؛ لمشاهدة مباراة إنتر ميلان حامل اللقب، وإيه سي ميلان، حيث نهائي كأس السوبر الإيطالي.

واستضافت الرياض المسابقة أعوام 2019 و2022 و2023، في حين كانت جدة مسرحاً لنسخة عام 2018.

ويدخل إنتر بطل كأس السوبر 8 مرات، بما فيها النسخ الثلاث الماضية، المواجهة بصفوف شبه مكتملة، فباستثناء إصابة المدافعَين فرانتشيسكو أتشيربي، والفرنسي بنجامان بافار، لا يُعاني الفريق من غيابات مؤثرة.

ويعيش فريق المدرب سيموني إنزاغي فترةً إيجابيةً للغاية، فمنذ خسارته محلياً في ديربي ميلانو أمام ميلان في 22 سبتمبر (أيلول) الماضي، خاض الفريق 19 مباراة في جميع المسابقات، فاز في 16 منها مقابل تعادلين، وخسارة أمام بطل ألمانيا باير ليفركوزن 0 - 1 في دوري أبطال أوروبا.

ويُعوّل الـ«نيراتسوري» على قوة منظومته الهجومية، حيث سجّل 56 هدفاً حتى الآن هذا الموسم، والأهم أن مكامن خطورته متعددة، إذ شارك في التسجيل 18 لاعباً.

وحاله مثل حال ميلان، تبدو كأس السوبر فرصةً مؤاتيةً للتعويض لفريق المدرب الشاب تياغو موتا، خصوصاً مع الابتعاد عن صدارة الدوري المحلي، واستحالة التتويج نظرياً بلقب دوري أبطال أوروبا، لذا تبدو هذه الكأس، ومعها كأس إيطاليا، باب العودة الوحيد إلى منصات التتويج.

لاعبو ميلان يطمحون في فوز ثمين على انتر (سعد العنزي)

وكشف سيموني إنزاغي، مدرب فريق إنتر ميلان الإيطالي، عن أن مباريات الديربي تثير جميع الأحاسيس، مشيراً إلى سعادته بمشاهدة الجماهير تحضر في الرياض لمساندتهم.

ويلتقي إنتر ميلان مع نظيره فريق ميلان في نهائي كأس السوبر الإيطالي بعدما تأهل الفريقان من دور نصف النهائي، إذ كسب الإنتر نظيره أتالانتا، في حين تجاوز ميلان فريق يوفنتوس.

وقال إنزاغي، في المؤتمر الصحافي الذي يسبق نهائي كأس السوبر الإيطالي الذي يجمع بينهما في العاصمة السعودية الرياض: «مباريات الديربي هي مباريات خاصة تثير جميع الأحاسيس، والديربي يذكِّرنا بكثير من المباريات الرائعة، كما أن هناك حافز الفوز باللقب الأول هذا الموسم».

وأشار إنزاغي: «كونسيساو قاد ميلان في مباراة واحدة حتى الآن، ونحن نقوم بتحليل ما تم فيها».

وزاد مدرب إنتر ميلان: «لاوتارو لاعب عظيم ورائع، وهو هداف الفريق، وأعرف ماذا يعني أن تكون هدافاً ولا تسجل الأهداف، لكنه لم يكن محظوظاً في المباراة السابقة، مع أنه قدم أداءً رائعاً».

وعن المواجهة المرتقبة، قال إنزاغي: «ستكون مواجهة صعبة أمام ميلان. هو فريق منظم ويملك جودة عالية»، مضيفاً: «ميلان عندما يقوم تغيير مدربه، يكون بعدها مباشرة أكثر شراسة».

وختم مدرب إنتر ميلان الإيطالي بالقول: «يسعدنا أن نوجد في الرياض لخوض منافسات كأس السوبر، ومشاهدة جماهيرنا الكبيرة، ونعدهم بتقديم كل طاقتنا في المباراة».

من جهته، قال لاوتارو مارتينيز، لاعب فريق إنتر ميلان الإيطالي: «هذه المباراة تحفِّزني كثيراً لأنها مباراة نهائية وديربي، كما أن اللقب يعد الهدف الأول لنا هذا العام».

وأضاف مارتينيز: «لا أنظر كثيراً إلى مسألة التسجيل. الأهم أن أسهم في فوز الفريق». وكشف لاوتارو: «لم أكن محظوظاً بالتسجيل في المباراة الماضية، لكنني بحالة جيدة وباستطاعتي تخطي الأمر، ومساعدة الفريق في المباراة المقبلة».

وعن تسجيل الأهداف، قال مارتينيز: «يسعدني تسجيل زملائي الأهداف، لأننا نسعى جميعاً ليخرج الفريق منتصراً»، مضيفاً: «استعدنا كثيراً من طاقتنا، ونحن بحالة جيدة، وجاهزون للقاء ميلان؛ الفريق الوحيد الذي انتصر علينا في الدوري».

وختم لاوتارو: «لدينا هنا في الرياض مشجعون كثر، وسنحاول إهداء اللقب لهم، ونحن سعداء بأن نلعب المباراة النهائية في السعودية».

وبخلاف جاره إنتر، يعيش ميلان، صاحب الألقاب السبعة في المسابقة، فترةً سلبيةً تُوّجت بإقالة مدربه السابق البرتغالي باولو فونسيكا وتعيين مواطنه سيرجيو كونسيساو بدلاً منه الذي استهل مشواره بفوز ثمين على يوفنتوس في نصف نهائي السوبر بهدفين مقابل هدف.

جمهور سعودي كبير حضر مباراتي نصف النهائي (سعد العنزي)

كما لن يكون الاختبار لكونسيساو أمام إنتر سهلاً، لا سيّما أن الإصابات تضرب أبرز نجوم فريقه، وقد غاب عنه في مباراته الأخيرة بالدوري أمام روما (1 - 1) نجمه البرتغالي رافايل لياو، والأميركيان كريستيان بوليسيك ويونس موسى، والإنجليزي روبن لوفتوس-تشيك، والصربي لوكا يوفيتش، والسويسري نواه أوكافور، وأليساندور فلورنتسي، في حين غادر النيجيري صامويل شوكويزي الملعب مصاباً في الدقيقة 62.

وسيحاول المدرب البرتغالي تحقيق بداية جيدة تُعيد بعضاً من الاستقرار للفريق، وتمنحه جرعةً معنويةً ضروريةً لتعويض ما يمكن تعويضه في النصف الثاني من موسم خسر خلاله الفريق 6 مباريات من أصل 24، مقابل 13 فوزاً و6 تعادلات في جميع المسابقات.

وكشف سيرجيو كونسيساو، مدرب فريق ميلان الإيطالي، عن أن فريقه اقتطع خطوة أولى ناجحة في كأس السوبر الإيطالي وتبقت الخطوة الأهم، مشيراً إلى أن الحظ لا يأتي دون عمل.

وقال سيرجيو كونسيساو مدرب ميلان في المؤتمر الصحافي الذي يسبق المباراة: «نواجه الإنتر، وهو فريق قوي ومعتاد على خوض النهائيات، لديهم مدرب رائع، ولاعبون يلعبون معاً منذ فترة طويلة».

وأضاف: «نعلم أن المباراة صعبة، لكن يجب أن نلعب بقوة، لدينا 4 لاعبين لديهم إصابات وليسوا جاهزين، لا نبحث عن أعذار. سنخوض المباراة بقوة».

وأشار كونسيساو: «قطعنا الخطوة الأولى، وأتمنى أن تكون الخطوة الثانية ناجحة وأن نُتوَّج بالكأس».

وزاد في الحديث: «لا يأتي الحظ إذا لم تعمل بجد، لذلك يجب أن تكون لدينا الرغبة والعطش لتحقيق الفوز».

وختم مدرب ميلان الحديث: «أنا وإنزاغي نحترم بعضنا كثيراً، هو صديق لي قبل وبعد المباراة».

من جهته، قال تياني ريندرز لاعب فريق ميلان: «الشوط الأول أمام يوفنتوس لم يكن بالشكل المطلوب، أما في الشوط الثاني فقد لعبنا بضغط عالٍ وشراسة، وأتمنى أن نبدأ بذلك اليوم الاثنين».

وأضاف لاعب ميلان: «لدينا فرصة الحصول على اللقب، سنقاتل من أجلها».