انخفض عدد المتقدمين الجدد للحصول على إعانات البطالة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات، في إشارة إلى صمود سوق العمل رغم التحديات الاقتصادية القائمة.
وأعلنت وزارة العمل، الخميس، أن الطلبات الأولية لإعانات البطالة تراجعت بمقدار 27 ألفاً لتصل إلى 191 ألف طلب، بعد التعديل الموسمي، خلال الأسبوع المنتهي في 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2022. وقد جاءت الأرقام أقل بكثير من توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم والذين رجّحوا تسجيل 220 ألف طلب.
وتأثرت البيانات بعطلة عيد الشكر، التي عادةً ما تُحدث تقلبات في الطلبات، إلا أن المستوى الحالي يظل منسجماً مع أدنى معدلات التسريح تاريخياً، وهو ما قد يهدئ المخاوف من تدهور حاد في سوق العمل، خصوصاً بعد تقرير «إيه دي بي» الذي أظهر يوم الأربعاء أكبر انخفاض في وظائف القطاع الخاص منذ أكثر من عامين ونصف العام.
وتأخر صدور تقرير الوظائف الرسمي لشهر نوفمبر من مكتب إحصاءات العمل، الذي كان من المقرر نشره يوم الجمعة، بسبب الإغلاق الحكومي القياسي الذي استمر 43 يوماً، ومن المنتظر صدوره في 16 ديسمبر (كانون الأول).
ويرى الاقتصاديون أن سوق العمل تعيش حالة «لا تسريح، لا توظيف»، وسط تراجع مطرد في المعروض من العمالة بفعل انخفاض الهجرة خلال العام الأخير من ولاية الرئيس السابق جو بايدن وتسارع هذا الاتجاه تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب. كما يقلل تبني الذكاء الاصطناعي من الحاجة إلى بعض الوظائف، لا سيما الوظائف المبتدئة، في حين تسهم سياسات ترمب التجارية في خلق بيئة اقتصادية غير مستقرة تعيق خطط التوظيف لدى الشركات، خصوصاً الصغيرة منها.
وأظهرت البيانات أن عدد المستفيدين من الإعانات بعد الأسبوع الأول - وهو مؤشر على قوة التوظيف - انخفض بمقدار 4 آلاف ليصل إلى 1.939 مليون خلال الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر. ورغم ذلك، يواصل ارتفاع الإعانات المستمرة الإشارة إلى صعود تدريجي في معدل البطالة، الذي ارتفع إلى 4.4 في المائة في سبتمبر مقارنة بـ4.3 في المائة في أغسطس (آب).
