ارتفع معدل التضخم في منطقة اليورو بشكل غير متوقع إلى 2.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزاً هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة للشهر الثالث على التوالي مع استمرار ارتفاع أسعار الخدمات. وهو ما يدعم موقف البنك المركزي الأوروبي الذي لا يرى مبرراً لخفض إضافي في أسعار الفائدة حالياً.
وقد تجاوز الرقم السنوي الصادر يوم الثلاثاء، توقعات الاقتصاديين في استطلاع أجرته «رويترز» بأن التضخم سيستقر عند 2.1 في المائة.
تأتي هذه الزيادة بعد ارتفاع التضخم السنوي في ألمانيا، أكبر دولة عضو في منطقة اليورو، إلى 2.6 في المائة في نوفمبر من 2.3 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو رقم أعلى من توقعات المحللين.
Euro area #inflation expected to be at 2.2% in November 2025, up from 2.1% in October 2025. Components: services +3.5%, food, alcohol & tobacco +2.5%, other goods +0.6%, energy -0.5% - flash estimate https://t.co/rCeoKFvRXJ pic.twitter.com/XvLBBIrysw
— EU_Eurostat (@EU_Eurostat) December 2, 2025
كما ارتفع الرقم المرصود لتضخم الخدمات - وهو مقياس لضغوط الأسعار المحلية ظل أعلى بكثير من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة على المدى المتوسط لأكثر من ثلاث سنوات - للشهر الثالث على التوالي. وبلغ 3.5 في المائة في نوفمبر، مسجلاً أعلى مستوى له منذ أبريل (نيسان).
وظل التضخم الأساسي، باستثناء أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، ثابتاً عند مستوى أكتوبر البالغ 2.4 في المائة.
من المتوقع أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي، الذي سيجتمع للمرة الأخيرة هذا العام في 18 ديسمبر، على سعر الفائدة المرجعي دون تغيير عند 2 في المائة.

وصرحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، يوم الجمعة الماضي، بأن «الأسعار التي اتفقنا عليها في الاجتماعات الأخيرة، من وجهة نظري، صحيحة».
من جهته، قال يواكيم ناغل، صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، في مقابلة نُشرت الثلاثاء، إن معدل التضخم في منطقة اليورو يقترب عملياً من هدف البنك المركزي الأوروبي، وسيتذبذب حوله رغم ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية.
وصرح ناغل، وهو رئيس البنك المركزي الألماني، لمجلة «شتيرن» الألمانية: «لقد حققنا هدفنا عمليًا، وسيستمر معدل التضخم في التذبذب حول هذه القيمة في المستقبل القريب».
توقعات خفض الفائدة
استقرت توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة عقب صدور بيانات التضخم، حيث لا تزال عقود المبادلات تشير إلى احتمال بنسبة 30 في المائة تقريباً لخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية بحلول اجتماع البنك المركزي الأوروبي في يونيو (حزيران) من العام المقبل.
في السابق، أجرى البنك المركزي ثمانية تخفيضات بين منتصف عام 2024 ومنتصف عام 2025، مما أدى إلى خفض تكاليف الاقتراض إلى النصف.
ووصف دييغو إسكارو، الخبير الاقتصادي في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، بيانات التضخم لشهر نوفمبر بأنها «مخيبة للآمال»، مؤكداً أنها «ستعزز توقعات الأسواق بأن البنك المركزي الأوروبي سيُبقي أسعار الفائدة ثابتة» هذا الشهر. وبينما يتوقع إسكارو انحسار ضغوط الأسعار العام المقبل، إلا أنه أشار إلى أن التباطؤ لن يكون قوياً بما يكفي لإقناع البنك المركزي الأوروبي بضرورة إجراء المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة.
ولم يشهد اليورو تغيراً يُذكر بعد صدور البيانات، حيث انخفض بنسبة 0.1 في المائة مقابل الدولار ليصل إلى 1.160 دولار.
