انقسام حاد في «الفيدرالي» حول خفض الفائدة في ديسمبر

وسط توافق واسع على إنهاء «التشديد الكمي» مطلع الشهر المقبل

علم أميركي معلق أمام شاشة تبث مؤتمراً صحافياً لباول في بورصة نيويورك (رويترز)
علم أميركي معلق أمام شاشة تبث مؤتمراً صحافياً لباول في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

انقسام حاد في «الفيدرالي» حول خفض الفائدة في ديسمبر

علم أميركي معلق أمام شاشة تبث مؤتمراً صحافياً لباول في بورصة نيويورك (رويترز)
علم أميركي معلق أمام شاشة تبث مؤتمراً صحافياً لباول في بورصة نيويورك (رويترز)

كشف محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي عُقد مؤخراً عن تباينات «قوية ومختلفة» بين صانعي السياسة النقدية بشأن ما إذا كان يجب خفض أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماع ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وعلى الرغم من أن «أغلب» الأعضاء رأوا أن خفض الفائدة سيكون مناسباً لتحريكها نحو مستوى «محايد» لا يحفز النمو ولا يبطئه، لم يُبدِ «العديد» منهم دعمهم لخفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس، مؤكدين أن القرار ليس «نتيجة محسومة»، كما أشار رئيس الفيدرالي جيروم باول في وقت سابق.

ويتركز الخلاف حول مدى تقييد أسعار الفائدة حالياً، حيث يعتقد البعض أنها لا تزال تعوق النمو، بينما يرى آخرون أنها ليست مقيدة بما يكفي نظراً لمرونة الاقتصاد.

مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن حيث تستمر عملية إعادة تأهيله (رويترز)

خطر التضخم

ويعكس هذا الانقسام قلق المسؤولين من استمرار ارتفاع التضخم الأساسي، خاصة في خدمات غير الإسكان، حيث لفتوا إلى أن ارتفاع أسعار السلع الناتج عن التعريفات الجمركية يُعوّض انخفاض أسعار خدمات الإسكان. وقد حذر العديد من صانعي السياسة من أن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة قد يضيف إلى خطر ترسيخ التضخم المرتفع، أو قد يُساء تفسيره على أنه تراجع عن التزامهم بتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. وقد تجسدت هذه الآراء المتباينة في تصريحات الرؤساء الإقليميين، مثل رئيسة احتياطي دالاس، لوري لوغان، التي فضلت تثبيت الفائدة ورئيسة احتياطي كليفلاند، بيث هاماك، التي ترى أن السياسة النقدية «بالكاد مقيدة، إن وُجدت».

في سياق آخر، أظهر المحضر تأييداً واسعاً لقرار الفيدرالي وقف تقليص ميزانيته العمومية، المعروف بـ«التشديد الكمي»، اعتباراً من الأول من ديسمبر. وقد أيّد «الكل تقريباً» هذا القرار الذي جاء في وقت أبكر مما توقعه الكثيرون.

كان هدف «التشديد الكمي»، الذي بدأ في عام 2022، هو سحب السيولة الفائضة من النظام المالي. وعلى الرغم من نجاحه في خفض الميزانية العمومية من ذروتها البالغة 9 تريليونات دولار إلى 6.6 تريليون دولار، فإنها لا تزال أكبر بكثير من مستوياتها قبل الجائحة، ما يثير قلق بعض المسؤولين، مثل وزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي يرى أن هذا الحجم «يشوه الأسواق المالية».

ومع ذلك، أشار المسؤولون إلى أنهم يفكرون بنشاط في تحويل المزيد من حيازاتهم إلى سندات خزانة قصيرة الأجل للحصول على «مرونة» أكبر في إدارة احتياجات السيولة في السوق. وقد أوضحت رئيسة احتياطي كليفلاند، بيث هاماك، أن هذا الحجم الكبير ضروري ضمن الإطار الحالي لإدارة أسعار الفائدة، مشيرة إلى أن فوائد هذا الإطار «تفوق بكثير التكاليف». أما فيما يتعلق بسوق العمل، توقع محافظو البنوك المركزية أن يستمر التباطؤ التدريجي، مع تردد الشركات في إضافة عمال جدد أو تسريح الموظفين، مما يضيف مخاطر هبوطية محتملة على التوظيف.


مقالات ذات صلة

وول ستريت تتسم بالهدوء والترقب قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي

الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

وول ستريت تتسم بالهدوء والترقب قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي

تذبذبت مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت بين مكاسب وخسائر طفيفة، يوم الخميس، حيث قام المستثمرون بتحليل مجموعة من البيانات لتحديد توقعاتهم بشأن الفائدة.

«الشرق الأوسط» (نيويوك)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

عوائد سندات منطقة اليورو ترتفع قبل بيانات الوظائف الأميركية

ارتفعت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو يوم الخميس، متأثرة بحركة سندات الخزانة الأميركية، في ظل تركيز المستثمرين على توقعات سياسة الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

توقعات خفض الفائدة تدفع الدولار لأدنى مستوياته في أسابيع

انخفض الدولار الأميركي، يوم الخميس، بعدما عزَّزت البيانات الاقتصادية الضعيفة مبررات خفض الفائدة المتوقع من جانب «الاحتياطي الفيدرالي»، الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد متداولون يعملون أمام شاشات المراقبة ببنك هانا في سيول (إ.ب.أ)

الأسهم الآسيوية تتباين وسط توقعات خفض الفائدة الأميركية

افتتحت الأسهم الآسيوية تداولات يوم الخميس بأداء متباين، بعد أن دعمت البيانات الاقتصادية الأضعف من المتوقع توقعات خفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد إنتاج سبائك الذهب في مصنع معالجة في منجم فارفارينسكوي للذهب في كازاخستان (رويترز)

تراجع الذهب مع توخّي المستثمرين الحذر قبل اجتماع «الفيدرالي»

انخفض سعر الذهب يوم الخميس مع إقبال المستثمرين على جني الأرباح، وتوخّيهم الحذر قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، تعليق بعض العقوبات التي فرضتها على شركة النفط الروسية العملاقة «لوك أويل»، للسماح لمحطات الوقود في خارج روسيا بمواصلة العمل.

وأكدت وزارة الخزانة الأميركية أن التعامل مع هذه المحطات مجاز به «لتفادي معاقبة» زبائنها ومورّديها، وبشرط ألا يتم تحويل العائدات إلى روسيا. يسري هذا الإعفاء حتى 29 أبريل (نيسان) 2026، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت الولايات المتحدة أضافت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا، «لوك أويل» و«روسنفت»، إلى اللائحة السوداء للكيانات الخاضعة للعقوبات، وهو سجل تتابعه العديد من الدول والشركات.

وتواجه الشركات التي تتعامل مع كيانات روسية، خطر التعرض لعقوبات ثانوية، وهو ما قد يمنعها من التعامل مع البنوك والتجار وشركات النقل والتأمين الأميركية التي تشكل العمود الفقري لسوق السلع الأساسية.

ويأتي إعلان وزارة الخزانة بعد يومين من اجتماع في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، في إطار مساعٍ تجريها واشنطن للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا.


وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
TT

وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)

كشف وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، عن تفاصيل جديدة تتعلق بطلبات «صندوق النقد الدولي»، مؤكداً أن «الصندوق» طلب من لبنان تحقيق فائض في الموازنة العامة إلى جانب فرض مزيد من الضرائب.

وشدد جابر، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية عقب اجتماع مجلس الوزراء، على أن وزارة المالية «لا نية لديها» لتلبية هذه المطالب؛ «تحديداً في هذا التوقيت»، عادّاً أن «الظرف صعب» وأنه لا يتحمل زيادة الأعباء على المواطنين.

وعلى صعيد آخر، قدّم وزير المالية لمحة إيجابية عن الوضع المالي العام في لبنان، وقال إن «الوضع المالي مستقر، وليس هناك عجز، وبدأنا تحقيق الفائض بالليرة اللبنانية».


إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
TT

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس، وذلك عقب هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على منشأة تحميل تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود.

وكان خط أنابيب بحر قزوين، الذي ينقل أكثر من 80 في المائة من صادرات كازاخستان النفطية، ويتعامل مع أكثر من 1 في المائة من الإمدادات العالمية، قد علق عملياته يوم السبت بعد تعرض مرساة في المحطة الواقعة بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي لأضرار.

واستأنف لاحقاً عمليات الإمداد باستخدام مرساة واحدة (SPM) بدلاً من المرساتين اللتين يستخدمهما عادةً. وتعمل وحدة ثالثة، قيد الصيانة حالياً والتي بدأت قبل الإضرابات، كوحدة احتياطية. وانخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز في أول يومين من ديسمبر إلى 1.9 مليون برميل يومياً، مقارنةً بمتوسط ​​الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للمصدر وحسابات «رويترز».

ويُظهر انخفاض إنتاج النفط تأثير هجوم طائرة من دون طيار تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين على كازاخستان؛ العضو في «أوبك بلس»، والتي صدّرت نحو 68.6 مليون طن من النفط العام الماضي، وتحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر منتجي النفط في العالم.

وينقل خط أنابيب بحر قزوين، الذي يبلغ طوله 1500 كيلومتر (930 ميلاً)، النفط الخام من حقول تنجيز وكاراتشاغاناك وكاشاغان في كازاخستان إلى محطة يوزنايا أوزيرييفكا في نوفوروسيسك. والموردون الرئيسيون هم حقول في كازاخستان، كما تحصل على النفط الخام من منتجين روس.

وصرح نائب وزير الطاقة الكازاخستاني، يرلان أكبروف، يوم الخميس، بأن إحدى مراسي شركة النفط والغاز الكازاخستانية (CPC) في محطة البحر الأسود تعمل بكامل طاقتها، ولا توجد أي قيود على نقل النفط.

وأفادت خمسة مصادر في قطاع الطاقة لـ«رويترز» يوم الأربعاء بأن كازاخستان ستُحوّل المزيد من النفط الخام عبر خط أنابيب «باكو-تبليسي-جيهان» في ديسمبر (كانون الأول) بسبب انخفاض طاقة خط أنابيب بحر قزوين.

كما يُصدر المنتجون الكازاخستانيون النفط الخام إلى مينائي نوفوروسيسك وأوست-لوغا الروسيين تحت علامة «كيبكو» التجارية، وإلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا، لكن هذه المسارات تُقدّم هوامش ربح أقل، وتعتمد على طاقة شركة «ترانسنفت» الروسية لتشغيل خطوط الأنابيب.

خيارات إعادة توجيه النفط من كازاخستان، وهي دولة غير ساحلية، محدودة نظراً لضغط شبكة خطوط الأنابيب الروسية بعد هجمات متكررة بطائرات من دون طيار على مصافيها ومنشآت التصدير.

وقدّر مصدر آخر في قطاع الطاقة فقدان طاقة تحميل خط أنابيب بحر قزوين عند استخدام خط أنابيب واحد فقط بـ900 ألف طن أسبوعياً.