تراوحت سوق الأسهم الأميركية حول مستوياتها القياسية يوم الخميس، في ظل تقييم المستثمرين لتطورات متباينة تشمل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وأرباح شركات التكنولوجيا الكبرى.
وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة، مبتعداً قليلاً عن أعلى مستوى تاريخي سجله يوم الثلاثاء، بينما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 199 نقطة (0.5 في المائة) حتى الساعة 10 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة. في المقابل، انخفض مؤشر «ناسداك» المركَّب بنسبة 0.6 في المائة عن مستواه القياسي في اليوم السابق، وفق «وكالة أسوشييتد برس».
كما شهدت الأسهم الأوروبية تراجعاً، بعد إغلاق متباين في آسيا، عقب اجتماع طال انتظاره بين زعيمَي أكبر اقتصادين في العالم. وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمحادثاته مع الزعيم الصيني شي جينبينغ، ووصفها بأنها «12» على مقياس من صفر إلى عشرة، مؤكداً أنه سيخفض الرسوم الجمركية على الصين. ومع أن المحادثات قد توفر بعض الاستقرار على المدى القصير، لا تزال التوترات الكبيرة قائمة بين البلدين.
وأشار برايان جاكوبسن، كبير الاقتصاديين في شركة «أنيكس» لإدارة الثروات، إلى أن «النتيجة جيدة، لكنها ليست كافية بالنظر إلى التوقعات، وكانت أقرب إلى خطوات صغيرة بدلاً من صفقة كبيرة».
وتراجعت بعض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى تحت وطأة توقعات مرتفعة.
وانخفض سهم «ميتا بلاتفورمز» بنسبة 11.3 في المائة، مما قلص المكاسب السنوية التي بلغت 28.4 في المائة حتى الآن، وسط قلق المستثمرين من خطط الشركة للإنفاق في عام 2026.
وانخفض سهم «مايكروسوفت» بنسبة 2.5 في المائة رغم تجاوز أرباحها وإيراداتها توقعات المحللين، مع توقعات الشركة بزيادة الإنفاق على الاستثمارات مقارنةً بعام 2025.
في المقابل، ارتفعت أسهم «ألفابت» بنسبة 5.3 في المائة بعد أن تجاوزت أرباحها وإيراداتها للربع الأخير توقعات المحللين بسهولة.
ويشكل أداء هذه الشركات أهمية كبيرة للمستثمرين، إذ تمثل «ألفابت» و«ميتا» و«مايكروسوفت» وحدها 14.5 في المائة من القيمة الإجمالية لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، مما يجعل تحركات هذه الأسهم قادرة على التأثير في مئات الشركات الأخرى.
على صعيد الشركات الفردية، انخفض سهم «شيبوتلي مكسيكان غريل» بنسبة 18 في المائة بعد خفض توقعات المبيعات السنوية، فيما ارتفعت أسهم «إيلي ليلي» بنسبة 1.7 في المائة بعد تحقيق أرباح وإيرادات أفضل من المتوقع، مدفوعةً بأداء دواءيها لعلاج السكري والسمنة، مع رفع توقعاتها للإيرادات والأرباح السنوية. وسجلت «شيروين ويليامز» أداءً قوياً، إذ ارتفع مؤشرها الصناعي بنسبة 2 في المائة بعد إعلان أرباح أفضل من المتوقع، رغم وصف الرئيسة التنفيذية «هايدي بيتز» بيئة الطلب بأنها ضعيفة لفترة أطول. كما أسهمت «فيزا» في تعزيز مؤشر «داو جونز»، بارتفاع قدره 1.5 في المائة بعد إعلان أرباح فاقت التوقعات.
وفي سوق السندات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية قليلاً مع استمرار المتداولين في تقليص توقعاتهم لخفض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي في ديسمبر (كانون الأول)، رغم استمرار الرهانات على احتمال حدوث ذلك. وارتفع عائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى 4.09 في المائة من 4.08 في المائة سابقاً، بعد تحذير جيروم باول بأن خفض الفائدة في ديسمبر، «ليس أمراً مفروغاً منه».
وعالمياً، تراجعت مؤشرات الأسهم بنسبة 0.9 في المائة في فرنسا و0.2 في المائة في ألمانيا بعد قرار البنك المركزي الأوروبي الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، فيما ارتفع مؤشر «نيكي 225» في طوكيو بأقل من 0.1 في المائة بعد أن أبقى بنك اليابان أسعار الفائدة ثابتة.
