صرح وزير خارجية بودابست، بيتر زيجارتو، خلال زيارة لموسكو، الأربعاء، بأن المجر ستعاني في حال انقطاع إمدادات الطاقة الروسية عنها، مؤكداً أن بلاده لن تقبل أي ضغوط خارجية عند اتخاذ القرارات المتعلقة بإمداداتها من الطاقة.
وحضر زيجارتو منتدى أسبوع الطاقة الروسي، حيث اجتمع وزراء دفاع حلف الناتو في بروكسل، لمناقشة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مما يُبرز اختلافات بودابست مع معظم أعضاء الحلف الآخرين في التعامل مع موسكو.
وواصلت المجر اعتمادها على الطاقة الروسية منذ بداية الصراع في أوكرانيا، مما أثار انتقادات من عدد من حلفاء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي «الناتو».
وقال زيجارتو، للصحافيين في موسكو، إن المصلحة الوطنية لها الأولوية بالنسبة لبودابست فيما يتعلق بإمدادات الطاقة.
وأضاف: «لم تخذلنا روسيا قط. لقد وصلت الإمدادات... وكنا نحترم العقود دائماً. وسؤالي الوحيد هو: لماذا يجب علينا قطع هذه العلاقة؟!».
في سياق منفصل، نقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عنه القول إن روسيا زودت المجر بنحو 3.6 مليون طن متري من النفط، حتى الآن، هذا العام، وستصدِّر ما بين 5 ملايين طن، أو 100 ألف برميل يومياً، و5.5 مليون طن في عام 2025.
وقال الوزير المجري إن المجر تخطط للحفاظ على هذا المستوى في عام 2026.
تفاقم الخلاف بين المجر وبروكسل
رفضت المجر خطط المفوضية الأوروبية للتخلص التدريجي من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الروسي والغاز الطبيعي المُسال بحلول نهاية عام 2027، مما أدى إلى تعميق الخلاف مع بروكسل بشأن العلاقات مع موسكو.
ووقَّعت المجر اتفاقية مُدتها 15 عاماً في عام 2021 مع روسيا لشراء 4.5 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، وزادت مشترياتها من شركة غازبروم، العام الماضي، حيث استوردت نحو 7.5 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، عبر خط أنابيب «ترك ستريم».
وتستورد المجر أيضاً معظم نفطها الخام من روسيا عبر خط أنابيب دروغبا، الذي يمر عبر بيلاروسيا وأوكرانيا إلى المجر وسلوفاكيا. كما تنقل شركة تشغيل خطوط الأنابيب الكرواتية «جاناف» النفط الخام إلى مصافي مجموعة الطاقة المجرية «مول».
وقال زيجارتو: «بروكسل تريد منا قطع أحد خطي الأنابيب، في إطار سياسة التنويع الاقتصادي». وتابع: «كيف يمكن اعتبار وجود خط أنابيب واحد، بدلاً من خطين، أكثر أمانا؟! هذا جنون».
وصرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الشهر الماضي، بأنه سيحث المجر على التوقف عن شراء النفط الروسي، في إطار مسعى للضغط على حلفاء «الناتو» لقطع علاقات الطاقة مع موسكو بسبب حربها مع أوكرانيا.
وردَّ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بأن قطع الطاقة الروسية سيكون كارثة على اقتصاد المجر.
