الأسواق الناشئة تكسر هيمنة الولايات المتحدة وتجذب موجة استثمارية غير مسبوقة

يراقب متداولو العملات شاشات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية المركب «كوسبي» (أ.ب)
يراقب متداولو العملات شاشات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية المركب «كوسبي» (أ.ب)
TT

الأسواق الناشئة تكسر هيمنة الولايات المتحدة وتجذب موجة استثمارية غير مسبوقة

يراقب متداولو العملات شاشات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية المركب «كوسبي» (أ.ب)
يراقب متداولو العملات شاشات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية المركب «كوسبي» (أ.ب)

يشهد العالم النامي موجة إقبال استثماري غير مسبوقة، حيث يتسابق المستثمرون للاستحواذ على الأصول المختلفة في الأسواق الناشئة، مدفوعين بتراجع الدولار الأميركي وانخفاض تقييمات الأسهم. وقد أدت هذه العوامل مجتمعة إلى أكبر صعود في أسهم الأسواق الناشئة منذ أكثر من 15 عاماً، في إشارة إلى انتهاء «العقد الضائع» الذي سيطرت فيه الأسواق الأميركية على المشهد العالمي، وفق صحيفة «فاينانشال تايمز».

تفوق الأسواق الناشئة على الاقتصادات المتقدمة

سجل مؤشر «MSCI» القياسي لأسهم الأسواق الناشئة ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 28 في المائة منذ بداية العام الحالي، وهو أكبر مكسب يحققه المؤشر في الفترة نفسها منذ عام 2009، بينما ارتفع مؤشر «جي بي مورغان» للسندات الحكومية التي تبيعها الدول النامية بعملاتها المحلية بنسبة 16 في المائة، في انتعاش متنامٍ من «عقد ضائع» في ظل الأسواق الأميركية.

وتجاوز ارتفاع أسهم الأسواق الناشئة المكاسب في الاقتصادات المتقدمة بكثير؛ حيث ارتفع مؤشر «MSCI» لأسهم الأسواق المتقدمة بأقل من 17 في المائة حتى الآن هذا العام.

ويمثل هذا تحولاً ملحوظاً عن العقد ونصف العقد الماضيين. وكان أداء أسهم الأسواق الناشئة أقل بكثير من أحد أعظم الارتفاعات الأميركية في التاريخ بين عامي 2010 و2024، حيث حقق مؤشر «MSCI» مكاسب أقل من 9 في المائة خلال تلك الفترة بأكملها بعد انهيار ارتفاع ما بعد عام 2001 إلى دورات من الازدهار والكساد.

وقال إيان سيمونز، كبير مديري المحافظ الاستثمارية في «فييرا كابيتال»: «بعد 15 عاماً من الأداء المتواضع للغاية، بدأت الأمور تتحسن أخيراً، والمتغير الأهم هو الدولار». وأضاف: «سواءً كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد، يبدو أن الرئيس دونالد ترمب قد هندس لضعف الدولار».

وعادةً ما يؤدي ضعف الدولار إلى تخفيف الأعباء المالية على الدول النامية، لا سيما عبر خفض تكلفة خدمة الديون المقومة بالعملة الأميركية. كما أن تحول «الاحتياطي الفيدرالي» نحو خفض أسعار الفائدة يدعم الرهانات الممولة بالدولار على سندات العملة المحلية ذات العائدات الحقيقية المرتفعة المعدلة حسب التضخم. ويشير داميان بوشيه، كبير مسؤولي الاستثمار في «برينسيبال فينيستير»، إلى أن نحو نصف العائد المسجل في مؤشر السندات المحلية لهذا العام، يعود إلى تحركات أسعار الصرف.

عائدات حقيقية مرتفعة تجذب رؤوس الأموال

بقيت العائدات الحقيقية (المعدلة حسب التضخم) مرتفعة في الأسواق الناشئة، ويعود ذلك إلى حذر البنوك المركزية في الاقتصادات الكبرى؛ مثل البرازيل وجنوب أفريقيا، من تخفيض أسعار الفائدة هذا العام. وفي دول أخرى ذات موازين مدفوعات هشة مثل تركيا، تم الإبقاء على أسعار فائدة مزدوجة لضمان جذب رؤوس الأموال الأجنبية.

ويستمر صعود السندات المقومة بالعملة المحلية - وهو الأكبر منذ عام 2016 - حتى في ظل أزمة الديون المتفاقمة بالأرجنتين، التي خرجت الآن من دائرة اهتمام معظم المستثمرين العالميين. واستجابةً لارتفاع طلب المستثمرين، وصل إصدار السندات الحكومية بالعملة المحلية في 17 سوقاً ناشئة خارج الصين إلى مستوى قياسي بلغ مليار دولار هذا العام.

موجة الذكاء الاصطناعي تعزز أسهم آسيا

يمتد جنون الرهانات العالمية على الذكاء الاصطناعي إلى الأسواق الناشئة التي تهيمن على إنتاج الرقائق الإلكترونية؛ فقد سجل مؤشرا كوسبي الكوري الجنوبي وتايكس التايواني ارتفاعات قياسية في الأيام الأخيرة، مع زيادة الرهانات على مصنعي الرقائق ومعدات الطاقة الضرورية لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.

لدرجة أن القيمة السوقية لشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC)، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، ارتفعت لتشكل أسهمها حوالي 11 في المائة من مؤشر MSCI القياسي للأسواق الناشئة، وهي نسبة تتجاوز حصة أسهم معظم الدول الأخرى في المؤشر.

«أفول الاستثناء الأميركي» يقود التحول

يرى بعض مديري الصناديق أن هذا الانتعاش يعكس «أفول ظاهرة الاستثناء الأميركي، حيث تتصرف الولايات المتحدة بشكل مشابه للأسواق الناشئة نفسها» من خلال صناعة سياسات متقلبة وغير منتظمة. وصرّح أحد مديري الصناديق بأن المستثمرين «ينظرون إلى أماكن أخرى» عندما يظهر كثير من السمات التقليدية للأسواق الناشئة في أكبر سوق (متقدمة) في العالم.

ويعزى جزء كبير من مكاسب أسهم الأسواق الناشئة لهذا العام إلى «إعادة التقييم» (Re-rating)، مما يعني زيادة في نسبة سعر السهم إلى الأرباح المتوقعة للشركة. وعلى هذا الأساس، لا تزال أسهم الأسواق الناشئة رخيصة نسبياً مقارنة بالأسهم الأميركية؛ حيث تُسعّر أسهم مؤشر «MSCI» عند نحو 14 ضعفاً لأرباحها المتوقعة للعام المقبل، مقابل نحو 23 ضعفاً لمؤشر «ستاندرد آند بورز» الأميركي.

وعلى الرغم من هذا الأداء القوي، لا يزال تدفق الأموال الإجمالي إلى أسهم وسندات الأسواق الناشئة متأخراً عن حجم الارتفاع. ويؤكد الخبراء أن هذه الأسواق «لا تزال مُنخفضة الملكية ومُقلة التخصيص حالياً».


مقالات ذات صلة

«المركزي التركي» يرفع توقعاته للتضخم بنهاية العام إلى متوسط 32 %

الاقتصاد البنك المركزي التركي (الموقع الرئيسي)

«المركزي التركي» يرفع توقعاته للتضخم بنهاية العام إلى متوسط 32 %

رفع البنك المركزي التركي توقعاته للتضخم في نهاية العام إلى ما يتراوح ما بين 31 و33 في المائة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد من داخل مقر بورصة دبي (رويترز)

ارتفاع معظم الأسواق الخليجية في التداولات المبكرة 

سجلت أسواق الأسهم الرئيسية في منطقة الخليج ارتفاعاً في التعاملات المبكرة، يوم الخميس، مقتفية أثر المكاسب في الأسواق الآسيوية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة من داخل إحدى شركات المطاحن بالمدينة المنورة غرب السعودية (الهيئة العامة للأمن الغذائي)

الإيرادات ترفع أرباح «المطاحن العربية» إلى 16.6 مليون دولار في الربع الثالث

سجَّلت شركة «المطاحن العربية للمنتجات الغذائية» ارتفاعاً في صافي أرباحها بنسبة 13.8 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2025، لتصل إلى 62.5 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى الطائرات التابعة للشركة السعودية «أفيليس»

«أفيليس» السعودية تنجح في أول طرح سندات دولارية بقيمة 850 مليون دولار

أعلنت شركة «أفيليس» السعودية والتابعة لصندوق الاستثمارات العامة عن تسعير أول طرح لها من السندات غير المضمونة من الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يمر بجناح مجلس تصدير فول الصويا الأميركي بمعرض الصين الدولي الثامن للواردات في شنغهاي (رويترز)

الصين تستغل هدوء الحرب التجارية وتجمع 4 مليارات دولار بتغطية قياسية وسعر منافس

جمعت الحكومة الصينية 4 مليارات دولار من إصدار سندات دولارية على شريحتين، بسعر نهائي أقل بكثير مما أُعلن للمستثمرين، وطلب يزيد بنحو 30 مرة على حجم الإصدار.

«الشرق الأوسط» (بكين)

رئيس «فيدرالي نيويورك»: «المركزي» قد يوسّع ميزانيته ويستأنف شراء السندات

مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
TT

رئيس «فيدرالي نيويورك»: «المركزي» قد يوسّع ميزانيته ويستأنف شراء السندات

مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

قال جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، يوم الجمعة، إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يحتاج قريباً إلى توسيع ميزانيته العمومية عبر شراء السندات، مع إمكانية النظر في تقصير متوسط مدة حيازاته من الديون الحكومية.

وقال ويليامز في خطاب أُعدّ لإلقائه خلال مؤتمر البنك المركزي الأوروبي حول أسواق المال 2025 في فرانكفورت: «الخطوة التالية في استراتيجيتنا للميزانية العمومية ستكون تقييم متى يصل مستوى الاحتياطيات إلى مستوى كافٍ من الوضع الحالي الذي يتجاوز الكفاية إلى حد ما. عندما يحدث ذلك، سيكون الوقت مناسباً لبدء عملية شراء تدريجي للأصول». وأضاف: «بناءً على الضغوط الأخيرة في سوق إعادة الشراء وغيرها من المؤشرات، أتوقع ألا يمر وقت طويل قبل أن نصل إلى احتياطيات وفيرة»، وفق «رويترز».

تقصير متوسط مدة الحيازات

في اجتماع الأسبوع الماضي، أعلن «الاحتياطي الفيدرالي» أن الأول من ديسمبر (كانون الأول) سيُنهي فعلياً عملية تقليص حيازات السندات التي استمرت ثلاث سنوات لدعم الاقتصاد والنظام المالي خلال جائحة كوفيد-19. ودافع ويليامز عن تقصير متوسط مدة حيازات البنك من الديون الحكومية، مشيراً إلى أن تركيز عمليات الشراء السابقة على السندات طويلة الأجل جعل متوسط المدة أطول بكثير من السوق ككل، قائلاً: «يبدو منطقياً إعادة ضبطه نحو وضع أكثر حيادية».

وابتداءً من عام 2020، ضاعف «الاحتياطي الفيدرالي» إجمالي حيازاته من السندات ليصل إلى ذروة بلغت 9 تريليونات دولار، من خلال عمليات شراء مكثفة لسندات الخزانة والرهن العقاري. ومنذ عام 2022، يسمح البنك باستحقاق كمية محددة من هذه الأوراق دون استبدالها، بهدف الحفاظ على سيولة كافية في النظام المالي وضمان السيطرة على نطاق سعر الفائدة المستهدف للأموال الفيدرالية، مع مراعاة التقلبات الطبيعية في السوق.

وأشار ويليامز إلى أن المؤشرات الأخيرة على ارتفاع أسعار الفائدة في سوق النقد، إلى جانب الاستخدام النشط لوسائل السيولة، أظهرت أن «الاحتياطي الفيدرالي» قد بذل جهداً كافياً في تقليص حيازاته، ومن هنا جاء قراره بالحفاظ على ميزانيته العمومية عند مستوى 6.6 تريليون دولار. ويتوقع بعض المحللين أن يبدأ البنك في توسيع حيازاته عبر شراء السندات في الربع الأول من العام المقبل.

وحذر ويليامز من صعوبة تحديد موعد دقيق لوصول «الاحتياطي الفيدرالي» إلى المستوى اللازم من الاحتياطيات لبدء ضخ السيولة، قائلاً: «أراقب من كثب مؤشرات السوق المختلفة، بما في ذلك سوق الأموال الفيدرالية وسوق إعادة الشراء والمدفوعات، لتقييم حالة الطلب على الاحتياطيات».

وأكد ويليامز أن شراء السندات للحفاظ على مستوى مناسب من السيولة لا يُعد تحفيزاً، مشيراً إلى أن «عمليات شراء إدارة الاحتياطيات تمثل المرحلة الطبيعية التالية لتنفيذ استراتيجية الاحتياطيات الوفيرة، ولا تُغيّر الموقف الأساسي للسياسة النقدية». وأضاف أن أدوات ضبط أسعار الفائدة، مثل إعادة الشراء العكسي وتسهيل إعادة الشراء الدائم، تعمل بكفاءة، ويتوقع استمرار استخدامها بنشاط في المستقبل لتوفير السيولة للشركات المؤهلة.


«المركزي التركي» يرفع توقعاته للتضخم بنهاية العام إلى متوسط 32 %

البنك المركزي التركي (الموقع الرئيسي)
البنك المركزي التركي (الموقع الرئيسي)
TT

«المركزي التركي» يرفع توقعاته للتضخم بنهاية العام إلى متوسط 32 %

البنك المركزي التركي (الموقع الرئيسي)
البنك المركزي التركي (الموقع الرئيسي)

رفع البنك المركزي التركي توقعاته للتضخم في نهاية العام إلى ما يتراوح ما بين 31 و33 في المائة.

جاء ذلك في التقرير الفصلي الرابع والأخير لـ«المركزي التركي» حول التضخم لعام 2025، الذي أعلنه حاكمه، فاتح كاراهان، في مؤتمر صحافي، الجمعة.

وعزى كاراهان تعديل توقعات نطاق التضخم لنهاية العام بالزيادة، إلى صدمات العرض في أسعار المواد الغذائية، بالإضافة إلى التحسن البطيء في أسعار الواردات وظروف الطلب والتوقعات.

وسبق أن رفع البنك المركزي التركي، في تقريره الفصلي الثالث الصادر في 14 أغسطس (آب) الماضي، توقعات التصخم في نهاية العام إلى نطاق يتراوح بين 25 و29 في المائة.

هدف مستبعد

وقال كاراهان إن هناك احتمالاً بنسبة 70 في المائة أن يتراوح معدل التضخم بين 31 و33 في المائة بنهاية العام، مضيفاً أن التعديل الأخير يضع الآن نقطة المنتصف لنطاق توقعات التضخم بنهاية العام عند 32 في المائة، وأنه على الرغم من تباطؤ عملية خفض التضخم، سيُحافظ البنك المركزي على سياسة نقدية صارمة.

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان (من الموقع الرئيسي للبنك)

وسجل معدل التضخم السنوي في أسعار المستهلكين في تركيا تراجعاً طفيفاً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عند 32.87 في المائة مقابل 33.29 في المائة في سبتمبر (أيلول). مع ارتفاع بنسبة 2.55 في المائة على أساس شهري.

وكان معدل التضخم السنوي المسجل في أكتوبر هو الأدنى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، أي ما يقرب من 4 سنوات، وذلك بعدما سجل ارتفاعاً في سبتمبر لأعلى مستوى منذ 16 شهراً، ما دفع البنك المركزي التركي إلى إبطاء دورة التيسير النقدي، وخفض سعر الفائدة 100 نقطة أساس فقط في أكتوبر إلى 39.5 في المائة بعد خفضين كبيرين بواقع 350 نقطة أساس في يوليو (تموز)، و200 نقطة أساس في سبتمبر.

وسجل معدل التضخم السنوي في تركيا 44.38 في المائة في نهاية عام 2024.

وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشيك (من حسابه في «إكس»)

وكان وزير الخزانة والمالية محمد شيمشيك، قد استبعد قبل إعلان بيانات التضخم لشهر أكتوبر، تحقيق هدف التضخم المتوقع في نهاية العام بما يتراوح بين 25 و29 في المائة، قائلاً إنه «أمر صعب».

وفي ما يتعلق بالعام المقبل، يتوقع كارهان أن «ينخفض ​​معدل التضخم إلى نطاق يتراوح بين 13 و19 بنهاية 2026»، لافتاً إلى أنه تم الحفاظ على الهدف المؤقت لمؤشر أسعار المستهلك لعام 2025 عند 24 في المائة، ولعام 2026 عند 16 في المائة، ولعام 2027 عند 9 في المائة.

عوامل رئيسية

وحدّد كاراهان العوامل الرئيسية وراء تحديث توقعات التضخم بنهاية العام، التي تمثلت في الآتي:

- أسعار المواد الغذائية: إذ ارتفعت مساهمتها في التضخم السنوي بمقدار 1.5 في المائة خلال الشهرين الماضيين.

- أسعار الواردات: وأشار كاراهان إلى أنه على الرغم من انخفاض توقعات أسعار النفط، فقد أدى ارتفاع أسعار المعادن الثمينة والصناعية إلى زيادة تكاليف السلع غير المرتبطة بالطاقة.

- فجوة الطلب والإنتاج: فبينما ظل تأثير الطلب المحلي على التضخم منخفضاً، كانت فجوة الإنتاج أعلى من المتوقع.

-كانت التوقعات والاتجاه الرئيسي للتضخم هي العامل الرئيسي الرابع في تعديل التوقعات. فقد تباطأ تحسن توقعات التضخم؛ وتتراوح مؤشرات الاتجاه الأساسي بين 27 و28 في المائة.

أسعار المواد الغذائية تشكل ضغطاً كبيراً على توقعات التضخم (إعلام تركي)

ولفت كاراهان إلى أنه تم التأكيد على المخاطر الناجمة عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في التقرير الفصلي الثالث الذي أصدره البنك المركزي في أغسطس الماضي، قائلاً: «حدثت صدمات في العرض في الأشهر الأخيرة، وكان التحسن في تضخم الخدمات والسلع الأساسية محدوداً».

وأضاف أن الواردات انخفضت في الربع الثالث من العام، وارتفع عجز الحساب الجاري، بشكل طفيف، بعدما ظل معتدلاً في الربع الثاني، وكانت أرقام التضخم ضمن نطاق توقعاتنا، لكنها تجاوزت التوقعات في الشهرين الماضيين.

سعرَا الفائدة والليرة

وعن موقف السياسة النقدية، قال كاراهان: «خفضنا سعر الفائدة الرئيسي بمقدار نقطة مئوية واحدة في أكتوبر إلى 39.5 في المائة»، مؤكداً العزم على الاستمرار في العمل على خفض الاتجاه الأساسي للتضخم.

رئيس البنك المركزي التركي يتوقع وقف تراجع الليرة التركية (د.ب.أ)

وأضاف: «نتوقع أن يتراجع انخفاض قيمة الليرة التركية الذي شهدناه في الربع الثاني بعد تراجع التضخم».

وفي ختام عرضه للتقرير، أكد كاراهان أن استقرار الأسعار شرط أساسي للنمو المستدام وزيادة الرفاه الاجتماعي، وأنه خلال عملية خفض التضخم، سنواصل بذل كل ما يلزم لخفض التضخم بما يتماشى مع الأهداف المرحلية التي حددها البنك المركزي.

وتفاعلت بورصة إسطنبول على الفور مع ما جاء في تقرير البنك المركزي، وانخفض مؤشر أسهمها الرئيسي (بيست 100) بنسبة 1.13 في المائة إلى 10.945.24 نقطة. وتراجع مؤشر البنوك بنحو 3 في المائة.


تقرير الوظائف الأميركي يغيب للشهر الثاني وسط شلل حكومي

زوار عند نصب واشنطن التذكاري وسط استمرار إغلاق الحكومة الأميركية (رويترز)
زوار عند نصب واشنطن التذكاري وسط استمرار إغلاق الحكومة الأميركية (رويترز)
TT

تقرير الوظائف الأميركي يغيب للشهر الثاني وسط شلل حكومي

زوار عند نصب واشنطن التذكاري وسط استمرار إغلاق الحكومة الأميركية (رويترز)
زوار عند نصب واشنطن التذكاري وسط استمرار إغلاق الحكومة الأميركية (رويترز)

لن تُصدر وزارة العمل الأميركية، يوم الجمعة، تقريرها الشهري المنتظر بشدة حول التوظيف، وذلك للشهر الثاني على التوالي، في خطوة غير مسبوقة نتيجة استمرار إغلاق الحكومة الفيدرالية، وسط ازدياد المخاوف من احتمال عدم نشر تقرير أكتوبر (تشرين الأول) حتى بعد استئناف عمل المؤسسات الحكومية بالكامل.

وأدى الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، الذي دخل شهره الثاني، إلى تعتيم اقتصادي غير مسبوق، إذ بات صانعو السياسات والمستثمرون والاقتصاديون والمواطنون العاديون عاجزين عن تكوين رؤية واضحة حول أداء الاقتصاد الأميركي، وفق «رويترز».

ورغم محاولة بعض المؤسسات الخاصة سدّ الفجوة عبر توفير بيانات بديلة، فإن خبراء الاقتصاد حذّروا من أن هذه المصادر محدودة النطاق ولا يمكن أن تحلّ مكان الإحصاءات الرسمية للحكومة.

ومن المرجّح أن يتم إصدار تقرير التوظيف الخاص بشهر سبتمبر (أيلول)، الذي كان مقرّراً في 3 أكتوبر، بعد أيام من إعادة فتح الحكومة. غير أن محللين يشكّون في قدرة وزارة العمل على إعداد تقرير كامل لشهر أكتوبر، نظراً لتعطّل عملية جمع البيانات خلال الشهر بأكمله.

وكان من المقرر نشر تقرير أكتوبر يوم الجمعة. ويعتمد مكتب إحصاءات العمل، التابع لوزارة العمل، على مسحين أساسيين لإعداد التقرير: مسح المنشآت الذي يُستخلص منه عدد الوظائف غير الزراعية، ومسح الأسر الذي يُحدَّد من خلاله معدل البطالة.

وعادةً ما تملأ الشركات نماذج تُرسل إلى المكتب ضمن مسح المنشآت، بينما يجمع العاملون الميدانيون بيانات مسح الأسر من عينة عشوائية من الأسر الأميركية.

وقال رون هيتريك، كبير خبراء العمل في شركة «لايتكاست» والمشرف السابق على تقرير التوظيف في مكتب الإحصاءات: «لا أعتقد أن بيانات مسح الأسر ستُنشر هذه المرة».

وأضاف أنه إذا أُعيد فتح الحكومة، الأسبوع المقبل، فسيكون بالإمكان جمع بيانات تقرير نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن من الصعب على الباحثين الميدانيين الحصول على معلومات دقيقة من المشاركين بشأن وضعهم الوظيفي خلال فترة المسح الأصلية لشهر أكتوبر، وقال: «بيانات الرواتب أسهل نسبياً لأن الشركات تتابع سجلاتها بانتظام... قد نتمكّن من إعداد بيانات الرواتب، لكن من المستبعد إصدار بيانات مسح الأسر».

كما أن تقارير التضخم معرّضة أيضاً للتأجيل أو الإلغاء، إذ يتطلب إعداد تقرير أسعار المستهلك جمع بيانات ميدانية فعلية. وكان البيت الأبيض قد حذّر الشهر الماضي من احتمال عدم إصدار تقرير التضخم لشهر أكتوبر للمرة الأولى على الإطلاق بسبب الإغلاق الحكومي.

وقالت إريكا غروشن، المفوضة السابقة لمكتب إحصاءات العمل: «أي بيانات شهرية تعتمد على مسح للأسر من المرجّح أن تشهد فجوة كبيرة. حتى معدل البطالة نفسه قد لا يكون متاحاً».

من جهته، أشار روني ووكر، الخبير الاقتصادي في بنك «غولدمان ساكس»، إلى ثلاثة خيارات أمام مكتب الإحصاءات: جمع بيانات وفق الأسبوع المرجعي الأصلي لتقرير أكتوبر، أو تغيير الأسبوع المرجعي بحيث تتناسب المقابلات مع التوقيت المعتاد، أو تخطي جمع بيانات أكتوبر بالكامل.

وأوضح ووكر أن المكتب في إغلاقي عامي 1995-1996 و2013 اختار الخيار الأول، لتجنّب تشوّهات موسمية قد تنشأ عن تغيير الأسبوع المرجعي، رغم مخاطر ضعف دقة التذكّر بين المشاركين. لكنه حذّر قائلاً: «كلما طال أمد الإغلاق، زادت احتمالات أن يتخلى المكتب عن جمع بيانات أكتوبر تماماً».