3 أسباب تجبر شركات النقل البحري على عدم استخدام الممر الملاحي بالقطب الشمالي

رغم أنه يخفض مدة الرحلة إلى النصف

سفينة شحن تعبر الممر الملاحي بالقطب الشمالي (المنتدى الاقتصادي العالمي)
سفينة شحن تعبر الممر الملاحي بالقطب الشمالي (المنتدى الاقتصادي العالمي)
TT

3 أسباب تجبر شركات النقل البحري على عدم استخدام الممر الملاحي بالقطب الشمالي

سفينة شحن تعبر الممر الملاحي بالقطب الشمالي (المنتدى الاقتصادي العالمي)
سفينة شحن تعبر الممر الملاحي بالقطب الشمالي (المنتدى الاقتصادي العالمي)

رغم أن الممر الملاحي بالقطب الشمالي يمكن أن يقلل مدة الرحلة بين آسيا وأوروبا إلى النصف تقريباً من مدتها عبر جنوب أفريقيا، ومع زيادة علاوة المخاطر في الطريق البديل بقناة السويس، نظراً لاستمرار هجمات الحوثيين، فإن شركات النقل البحري ما زالت ترفض المرور به لثلاثة أسباب.

ترى شركات النقل البحري أن الممر الملاحي بالقطب الشمالي، الذي تدعو روسيا لاستخدامه دائماً، غير آمن، وغير صديق للبيئة، وغير مجدٍ اقتصادياً. وذلك رغم اتجاه الصين مؤخراً لاستخدام الطريق البحري الشمالي الذي يمر عبر الممر المائي بين روسيا والقطب الشمالي، لنقل البضائع.

سفينة تعبر الممر الملاحي بالقطب الشمالي (إكس)

وأصدرت شركة «إم إس سي ميديترنيان» أكبر شركة لتشغيل سفن الحاويات في العالم، إشعاراً للعملاء هذا الأسبوع، لتؤكد مجدداً التزامها بتجنب الممر القطبي الشمالي، والذي يمكن أن يقلل مدة الرحلة بين آسيا وأوروبا عبر جنوب أفريقيا إلى النصف (من 40 يوماً)، في حين أدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى زيادة مخاطر الممر البديل الآخر، وهو قناة السويس؛ الذي شهد مؤخراً انتعاشاً جزئياً في حركة المرور.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن بيان شركة «إم إس سي» القول إن زيادة حركة الملاحة في منطقة القطب الشمالي قد «تؤثر سلباً على النظام البيئي الحساس في المنطقة والقبعات الجليدية، بالإضافة إلى المجتمعات النائية في القطب الشمالي»، مضيفة: «لا يزال الطريق البحري الشمالي غير مؤهل للملاحة التجارية، نظراً لعدم توفر ضمانات لسلامة الملاحة».

كما أعلنت 3 شركات رائدة أخرى في مجال الشحن البحري، وهي: «إيه بي موللر ميرسك»، و«سي إم إيه سي جي إم»، و«هاباج لويد»، أنها لن تستخدم هذا الممر البحري الذي يمتد على طول الساحل الروسي في القطب الشمالي لمسافة تزيد على ثلاثة آلاف ميل بحري، تماشياً مع التزامها الذي تعهدت به عام 2019.

وتروِّج روسيا لاستخدام هذا الممر البحري طريقاً لنقل النفط والغاز الطبيعي إلى أسواق آسيا الحيوية، ومع ذلك فإن السفن لا تزال بحاجة إلى الحصول على تصريح من موسكو لاستخدامه. وقد يكون هذا الممر مغطى بالجليد حتى في أشهر الصيف، ويتجمد بالكامل خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، ما يجعل استخدامه مقتصراً على السفن المتخصصة فقط، ويزيد من مخاطر وقوع حوادث قد تضر البيئة الطبيعية.

وحتى نهاية أغسطس (آب) الماضي، استخدمت 10 سفن حاويات هذا الممر البحري هذا العام، بالإضافة إلى ناقلات النفط وغيرها من السفن، وفقاً لمركز لوجستيات المناطق القطبية الشمالية التابع لجامعة نورد في النرويج. وكانت جميع هذه السفن تنقل بضائع بين الصين وروسيا.

وكانت سفينة «إسطنبول بريدج» إحدى آخر سفن الحاويات التي سلكت هذا الطريق؛ حيث أقلعت من مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا منتصف أغسطس، وواصلت رحلتها عبر الممر البحري الشمالي قبل أن تصل إلى مدينة تشينغداو في الصين بعد عدة أسابيع، وذلك وفقاً لتسجيلات تتبع السفن. وبعد ذلك، رست السفينة في مواني: داليان، وشنغهاي، وفوشو، ونيجبو بالصين، قبل أن تعود شمالاً مجدداً لتسلك طريق القطب الشمالي؛ حيث كانت وجهتها النهائية ميناء فيليكسستوي في بريطانيا.


مقالات ذات صلة

16 % زيادة في الملاحة بقناة السويس خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي

الاقتصاد رئيس هيئة قناة السويس خلال استقباله المبعوث الإيطالي لمشروع الممر الاقتصادي الهند - الشرق الأوسط - أوروبا فرانسيسكو تالو (قناة السويس)

16 % زيادة في الملاحة بقناة السويس خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي

قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، إن مؤشرات الملاحة بالقناة بدأت تتحسن مع عودة الهدوء إلى المنطقة، خلال شهر أكتوبر الماضي على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي تأمل قناة السويس استعادة جاذبيتها للسفن بعد هدوء توترات البحر الأحمر (هيئة القناة)

«أعلى معدل شهري»... تحسن نسبي في حركة الملاحة بقناة السويس

سجلت حركة الملاحة بقناة السويس أعلى معدل شهري للسفن العائدة للملاحة بالقناة منذ بداية «حرب غزة» قبل عامين، وذلك بالتزامن مع التوصل لاتفاق «وقف إطلاق النار».

أحمد عدلي (القاهرة)
الاقتصاد سفينة شحن تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس (رويترز)

إيرادات قناة السويس تصعد 14 % مع تراجع التوتر في البحر الأحمر

قالت هيئة قناة السويس المصرية، الثلاثاء، إن إيرادات القناة صعدت 14.2 في المائة على أساس سنوي بين يوليو وأكتوبر، مشيرة إلى هدوء الأوضاع في البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس هيئة قناة السويس يشهد توقيع اتفاقية لإنشاء مجمع للبتروكيماويات على أرض الهيئة بالسخنة (رئاسة مجلس الوزراء)

هيئة قناة السويس المصرية توقع اتفاقاً بملياري دولار لإقامة مجمع للبتروكيماويات

قالت هيئة قناة السويس المصرية، إنها وقعت عقد شراكة استراتيجية بقيمة ملياري دولار مع شركة أنكوراج للاستثمارات لإنشاء مجمع للبتروكيماويات في العين السخنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سفينة شحن تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس (رويترز)

مصر تكثف استعداداتها لعودة حركة التجارة العالمية عبر قناة السويس

تكثف مصر استعداداتها لعودة حركة التجارة عبر قناة السويس، وذلك بعد الجهود الرئاسية المكثفة التي أفضت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الفرنك السويسري يلامس قمة 2015... و«الإسترليني» يتأثر بـ«خطة الضرائب»

أوراق نقدية من فئة 1000 فرنك سويسري في صندوق بأحد البنوك في زيورخ (رويترز)
أوراق نقدية من فئة 1000 فرنك سويسري في صندوق بأحد البنوك في زيورخ (رويترز)
TT

الفرنك السويسري يلامس قمة 2015... و«الإسترليني» يتأثر بـ«خطة الضرائب»

أوراق نقدية من فئة 1000 فرنك سويسري في صندوق بأحد البنوك في زيورخ (رويترز)
أوراق نقدية من فئة 1000 فرنك سويسري في صندوق بأحد البنوك في زيورخ (رويترز)

شهدت أسواق العملات يوم الجمعة حالة من التذبذب، حيث دفع بيع الأسهم المستثمرين إلى الفرنك السويسري، الملاذ الآمن، ليصل إلى أعلى مستوى له مقابل اليورو منذ عام 2015، في حين تأثر الجنيه الإسترليني بعد تقرير يفيد بأن موازنة المملكة المتحدة لن تتضمن زيادات في ضريبة الدخل.

جاءت هذه التحركات في ظل تراجع احتمالات خفض «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي لأسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) مقارنة بالأسابيع القليلة الماضية، وسط استمرار الحذر من التضخم واستقرار سوق العمل الأميركي، فيما من المقرر أن يدلي المزيد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» بتصريحات علنية خلال يوم الجمعة، وفق «رويترز».

ويرى المستثمرون احتمالاً يزيد قليلاً على 50 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، رغم أن احتمالات مثل هذه الخطوة في يناير (كانون الثاني) مقدرة بالكامل تقريباً. وقد أدى هذا التحول إلى موجة بيع واسعة في الأسهم والسندات الحكومية الأميركية عالية القيمة، امتدت إلى أسواق آسيا وأوروبا، فيما دفع ذلك المستثمرين إلى الفرنك السويسري، حيث انخفض اليورو بنحو 0.5 في المائة ليصل إلى 0.9180 فرنك، وهو أدنى مستوى له منذ فك الارتباط بين الفرنك واليورو في 2015، بينما انخفض الدولار بنسبة 0.4 في المائة مقابل الفرنك ليصل إلى 0.7896، وهو أدنى مستوى له في نحو شهر.

كما شهد الين الياباني، الملاذ الآمن التقليدي الآخر، بعض المكاسب، مع انخفاض الدولار بنسبة 0.3 في المائة مقابل الين عند 154.06، رغم بقاء الدولار قريباً من أعلى مستوى له في تسعة أشهر مقابل العملة اليابانية. واستقر الدولار مقابل سلة من 6 عملات رئيسية عند 99.26، بعد أن سجل أعلى مستوى له خلال ستة أشهر الشهر الماضي، فيما ارتفع قليلاً مقابل اليورو إلى 1.1621 دولار أميركي للعملة الموحدة.

وعادةً ما يدفع ارتفاع عوائد السندات الأميركية وموجة البيع المكثفة في سوق الأسهم المستثمرين للتوجه نحو الدولار، فيما في وقت سابق من هذا العام، خلال الاضطرابات التي أثارتها إعلانات الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن الرسوم الجمركية، انخفض الدولار إلى جانب الأسهم والسندات. وأوضحت جين فولي، رئيسة استراتيجية العملات الأجنبية في «رابوبانك»، أن الأسواق التي كانت تعاني من نقص في الدولار بدأت تغطي هذه المراكز تدريجياً، وأضافت أن إعادة بناء المراكز هذا الأسبوع أدت إلى الكثير من تعديلات المراكز الجارية، مما يجعل من الصعب التنبؤ برد الفعل الطبيعي للسوق.

وتضاعف تعقيد المشهد محاولة الأسواق التنبؤ بما ستظهره البيانات الاقتصادية الأميركية بعد رفع الإغلاق الحكومي، حيث أشار البيت الأبيض إلى أن معدل البطالة لشهر أكتوبر (تشرين الأول) قد لا يتوفر أبداً، اعتماداً على مسح لم يُجرَ خلال فترة الإغلاق.

وفي المملكة المتحدة، تراجع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار واليورو بعد تقارير تفيد بأن رئيس الوزراء كير ستارمر، ووزيرة المالية راشيل ريفز، قد تخليا عن خطط رفع معدلات ضريبة الدخل، وهو تحول حاد قبل أسابيع قليلة من موازنة 26 نوفمبر (تشرين الثاني). وانخفض الجنيه بنسبة 0.5 في المائة مقابل الدولار ليصل إلى 1.3175 دولار، وارتفع مقابل اليورو إلى 88.64 بنس، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل (نيسان) 2023، فيما انخفضت أسعار السندات الحكومية البريطانية والأسهم المحلية.

على صعيد الأسواق الآسيوية، شهد يوم الجمعة نشاطاً مكثفاً في العملات، حيث ارتفع الوون الكوري الجنوبي بنسبة 1 في المائة مقابل الدولار بعد تعهد سلطات الصرف الأجنبي باتخاذ تدابير لاستقرار العملة المتذبذبة، مع احتمال تدخلها في سوق بيع الدولار. وفي الصين، بلغ اليوان أعلى مستوياته خلال العام عند 7.0908 مقابل الدولار، مدعوماً ببيع الدولار من المصدرين المحليين بعد تجاوز زوج العملات عتبة رئيسية. كما تأثرت عملة البتكوين بجو العزوف عن المخاطرة، لتتراجع بنسبة 3.8 في المائة إلى 94,960 دولاراً، وهو أدنى مستوى لها منذ مايو (أيار).


تراجع صناديق الأسهم العالمية وسط مخاوف من تضخم تقييمات التكنولوجيا

معلومات مالية تُعرض على شاشات التداول في بورصة نيويورك (أ.ب)
معلومات مالية تُعرض على شاشات التداول في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

تراجع صناديق الأسهم العالمية وسط مخاوف من تضخم تقييمات التكنولوجيا

معلومات مالية تُعرض على شاشات التداول في بورصة نيويورك (أ.ب)
معلومات مالية تُعرض على شاشات التداول في بورصة نيويورك (أ.ب)

تراجع المستثمرون العالميون متوخّين الحذر بشأن تقييمات التكنولوجيا وسوق العمل الأميركية. فقد سجلت تدفقات صناديق الأسهم العالمية انخفاضاً ملحوظاً خلال الأسبوع المنتهي في 12 نوفمبر (تشرين الثاني)؛ إذ أثارت المخاوف من المبالغة في تقييم أسهم التكنولوجيا، إلى جانب مؤشرات ضعف سوق العمل الأميركي، حالةً من العزوف عن المخاطرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن للأوراق المالية، ضخّ المستثمرون العالميون 4.11 مليار دولار فقط في صناديق الأسهم خلال الأسبوع، مقارنة بصافي مشتريات بلغ 22.27 مليار دولار في الأسبوع السابق. وتزايدت المخاوف بعد تقرير خاص أظهر فقدان الاقتصاد الأميركي وظائف في أكتوبر (تشرين الأول)، في حين لا تزال البيانات الرسمية غائبة بسبب الإغلاق الحكومي المستمر، وفق «رويترز».

كما ضغط على المعنويات تراجع أسهم التكنولوجيا الكبرى، إلى جانب إعلان مجموعة «سوفت بنك» بيع جزء من حصتها في شركة «إنفيديا» بقيمة 5.83 مليار دولار.

واستقبلت صناديق الأسهم الآسيوية تدفقات بقيمة 3.04 مليار دولار، مسجلة خامس تدفق أسبوعي على التوالي، فيما جذبت الصناديق الأميركية 1.15 مليار دولار، في حين سجلت الصناديق الأوروبية تدفقات خارجة بقيمة 1.87 مليار دولار.

وسجّل قطاع التكنولوجيا تدفقات قدرها 2.59 مليار دولار، وهي أدنى حصيلة في أربعة أسابيع، بينما أضاف المستثمرون 915.2 مليون دولار لقطاع الرعاية الصحية و326 مليون دولار لقطاع الصناعة.

وفي سوق السندات، استمرت الجاذبية قوية، حيث استقطبت صناديق السندات العالمية تدفقات للأسبوع الثلاثين على التوالي، بقيمة بلغت 13.11 مليار دولار. وارتفع الطلب على السندات قصيرة الأجل إلى أعلى مستوى في سبعة أسابيع عند 5.77 مليار دولار، كما جذبت السندات المقوّمة باليورو 2.31 مليار دولار وسندات الشركات 1.9 مليار دولار.

وشهدت صناديق الذهب والمعادن الثمينة عودة للطلب بعد تدفقات خارجة في الأسبوع السابق، حيث سجلت تدفقات داخلة بقيمة 1.64 مليار دولار. وأظهرت بيانات 28,738 صندوقاً في الأسواق الناشئة أن الأسهم استقطبت 2.17 مليار دولار، في ثالث أسبوع من التدفقات الداخلة، بينما سجلت صناديق السندات ثالث أسبوع من التدفقات الخارجة بقيمة 1.45 مليار دولار.

أما في الولايات المتحدة، فقد تباطأ الطلب بشكل لافت على صناديق الأسهم؛ إذ ضخ المستثمرون 1.15 مليار دولار فقط خلال الأسبوع المنتهي في 12 نوفمبر، وهو أضعف أداء أسبوعي منذ منتصف أكتوبر، مع تصاعد القلق بشأن استدامة انتعاش السوق المدفوع بالذكاء الاصطناعي ومؤشرات ضعف سوق العمل. وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 4.8 في المائة منذ بلوغه أعلى مستوى على الإطلاق في 29 أكتوبر.

وصرّح مارك هيفيل، كبير مسؤولي الاستثمار في إدارة الثروات العالمية لدى «يو بي إس»، بأن تقييمات الأسهم رغم ارتفاعها ليست بمستويات الفقاعات السابقة؛ إذ تتداول شركات التكنولوجيا الكبرى بمضاعف ربحية آجل عند 30 مرة، مقارنة بأكثر من 70 مرة خلال فقاعة عام 1999.

وتراجعت التدفقات الداخلة إلى صناديق الشركات الأميركية الكبرى إلى 2.35 مليار دولار، مقابل 11.91 مليار دولار في الأسبوع السابق، في حين شهدت صناديق الشركات المتوسطة والصغيرة عمليات سحب بقيمة 1.36 مليار دولار و889 مليون دولار على التوالي.

وجذب قطاع التكنولوجيا 1.74 مليار دولار، وهي أدنى تدفقات في ثلاثة أسابيع، بينما استقبل قطاع الرعاية الصحية 777 مليون دولار في أول تدفق أسبوعي له منذ أربعة أسابيع.

وبالتوازي، عزز المستثمرون رهاناتهم على صناديق السندات الأميركية؛ إذ ارتفعت التدفقات إلى 8.96 مليار دولار، مقارنة بـ4.63 مليار دولار في الأسبوع السابق، موزعة على صناديق السندات الحكومية والخزانة قصيرة إلى متوسطة الأجل (3.01 مليار دولار)، وصناديق السندات القصيرة إلى المتوسطة الأجل (2.06 مليار دولار)، وصناديق الدخل الثابت الخاضعة للضريبة (1.96 مليار دولار).

وسجلت صناديق سوق النقد مبيعات صافية بقيمة 4.8 مليار دولار بعد ثلاثة أسابيع متتالية من الشراء.


أسبوع حاسم للتكنولوجيا... والمستثمرون يترقبون نتائج «إنفيديا»

من داخل بورصة نيويورك (أ.ب)
من داخل بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

أسبوع حاسم للتكنولوجيا... والمستثمرون يترقبون نتائج «إنفيديا»

من داخل بورصة نيويورك (أ.ب)
من داخل بورصة نيويورك (أ.ب)

قد تشهد أسهم التكنولوجيا تقلبات حادة خلال الأسبوع المقبل مع ترقب المستثمرين التقرير الفصلي لشركة «إنفيديا»، أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، والتي تُعدّ جوهر تجارة الذكاء الاصطناعي في «وول ستريت».

وتخلى مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» يوم الخميس عن مكاسبه التي حققها في وقت سابق من الأسبوع، نتيجة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية ومسار أسعار الفائدة الأميركية، وسط قلق المستثمرين من ضعف أداء أسهم التكنولوجيا التي تراجعت هذا الشهر بسبب المخاوف من مبالغة تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي.

وتُعد «إنفيديا» محوراً رئيسياً في هذا القطاع، حيث ساهمت رقائقها في دفع مكاسب واسعة لمجموعة من شركات التكنولوجيا، بالإضافة إلى شركات أخرى مشاركة في بناء البنية التحتية لدعم استخدام الذكاء الاصطناعي.

وأشار مات أورتون، كبير استراتيجيي السوق في «ريموند جيمس لإدارة الاستثمارات»، إلى أن نتائج «إنفيديا» بعد إغلاق جلسة التداول يوم الأربعاء ستكون حاسمة لقطاع التكنولوجيا والقطاعات المرتبطة به مثل الصناعات والمرافق، وأضاف: «إذا لم تحقق (إنفيديا) النمو المتوقع أو لم تقدم توجيهات إيجابية، فستشهد السوق المزيد من التراجع في هذا النوع من التداولات».

ومنذ إطلاق «تشات جي بي تي» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، ارتفعت أسهم «إنفيديا» بنحو 1000 في المائة، بما في ذلك مكاسب سنوية تقارب 40 في المائة، ما جعلها أول شركة تتجاوز قيمتها السوقية 5 تريليونات دولار الشهر الماضي. وتمتلك الشركة وزناً بنسبة 8 في المائة في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، وحوالي 10 في المائة في مؤشر «ناسداك 100»، ما يجعل تحركات سهمها مؤثرة على المؤشرات العامة.

ويتوقع المحللون نمو أرباح السهم للربع الثالث بنسبة 53.8 في المائة على أساس سنوي، مع إيرادات تبلغ 54.8 مليار دولار، وفق بيانات «إل إس إي جي». كما ارتفعت توقعات إيرادات الشركة للسنة المالية 2027 بنسبة 15 في المائة منذ مايو (أيار) الماضي لتصل إلى نحو 285 مليار دولار.

وسيركز المستثمرون أيضاً على تعليقات «إنفيديا» بشأن اتجاهات الطلب أو الإنفاق، مع توقع استمرار الطلب القوي في ظل البيئة الحالية، وفق ما أشار إليه جيمي تشانغ، كبير مسؤولي الاستثمار في مكتب «روكفلر غلوبال فاميلي».

ويُعد تقرير «إنفيديا» أحد أهم محفزات السوق المتبقية في 2025، بينما سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعاً يقارب 15 في المائة منذ بداية العام، وسط قلق من تكوّن «فقاعة ذكاء اصطناعي». وقال جيمس راجان، الرئيس التنفيذي المشارك للاستثمار في شركة «دي. إيه. ديفيدسون»: «ننتقل إلى مرحلة يطلب فيها المستثمرون المزيد من الأدلة على جدوى الاستثمارات من حيث العوائد والتدفقات النقدية».

وبجانب نتائج «إنفيديا»، من المقرر أن تُعلن شركات التجزئة الكبرى مثل «وول مارت» و«هوم ديبوت» عن أرباحها الفصلية الأسبوع المقبل، كما ستصدر بيانات اقتصادية كانت قد تأخرت خلال فترة الإغلاق، في وقت تحقق فيه قطاعات الرعاية الصحية والمواد والخدمات المالية مكاسب قوية.