«أعلى معدل شهري»... تحسن نسبي في حركة الملاحة بقناة السويس

رئيس الهيئة المصرية تحدّث عن «انعكاس إيجابي» لهدوء توترات المنطقة

تأمل قناة السويس استعادة جاذبيتها للسفن بعد هدوء توترات البحر الأحمر (هيئة القناة)
تأمل قناة السويس استعادة جاذبيتها للسفن بعد هدوء توترات البحر الأحمر (هيئة القناة)
TT

«أعلى معدل شهري»... تحسن نسبي في حركة الملاحة بقناة السويس

تأمل قناة السويس استعادة جاذبيتها للسفن بعد هدوء توترات البحر الأحمر (هيئة القناة)
تأمل قناة السويس استعادة جاذبيتها للسفن بعد هدوء توترات البحر الأحمر (هيئة القناة)

سجلت حركة الملاحة بقناة السويس أعلى معدل شهري للسفن العائدة للملاحة بالقناة منذ بداية «حرب غزة» قبل عامين، وذلك بالتزامن مع التوصل لاتفاق «وقف إطلاق النار» في القطاع.

وبحسب تأكيدات رئيس «هيئة قناة السويس»، الفريق أسامة ربيع، فإن قمة «شرم الشيخ للسلام»، التي أقيمت بمصر الشهر الماضي انعكست إيجاباً على هدوء الأوضاع في المنطقة وعودة العديد من السفن للعبور مجدداً من القناة، مشيراً إلى أن «إحصائيات الملاحة بالقناة سجلت عودة 229 سفينة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي كأعلى معدل شهري للسفن العائدة منذ بداية الأزمة».

وخلال لقائه مع ممثلي 20 جهة من الخطوط والتوكيلات الملاحية، الثلاثاء، أعلن ربيع «تحسن نسبي» على صعيد أعداد وحمولات السفن العابرة للقناة مقارنة بالمعدلات المحققة في الفترة ذاتها خلال العام الماضي مع تسجيل إحصائيات الملاحة بالقناة في الفترة من يوليو (تموز) إلى أكتوبر 2025، عبور 4405 سفن بحمولات قدرها 185 مليون طن، مقابل عبور 4332 سفينة بحمولات قدرها 167.6 مليون طن خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

رئيس الهيئة يجتمع مع ممثلي بعض الوكلاء (هيئة قناة السويس)

وتراجعت إيرادات قناة السويس خلال العام المالي 2024 - 2025 إلى 3.62 مليار دولار، مسجلة أدنى مستوى لها منذ 20 عاماً، بانخفاض نسبته 45.5 في المائة مقارنة بالعام المالي السابق، وفق بيانات تقرير «ميزان المدفوعات» الصادر عن «البنك المركزي المصري»، الذي رصد انخفاض الحمولة الصافية بمعدل 55.1 في المائة لتقتصر على 482.8 مليون طن، وتراجع عدد السفن العابرة بمعدل 38.5 في المائة لتسجل نحو 12.4 ألف سفينة.

وبحسب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في تصريحات إعلامية الشهر الماضي، فإن إجمالي ما خسرته القناة خلال العامين الماضيين يناهز 9 مليارات دولار، على خلفية حالة عدم الاستقرار في المنطقة، بوقت كان قد قُدرت فيه الخسارة الشهرية مطلع العام الحالي بنحو 800 مليون دولار شهرياً.

ويرى مستشار النقل البحري المصري، الخبير في اقتصاديات النقل، أحمد الشامي، أن المعدلات الطبيعية لقناة السويس في مرحلة ما قبل «طوفان الأقصى» ستستغرق على الأقل نحو 6 أشهر مع زيادات تدريجية، بعدّ أن غالبية الخطوط الملاحية الكبرى لديها أجندات وجداول محددة سلفاً بالمسارات وبعمليات التأمين على السفن التي ستشهد أسعارها انخفاضاً مع تراجع التهديدات الأمنية التي كانت تحيط بالسفن في رحلتها.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن تغيير هذه المسارات أمر يحتاج إلى بعض الوقت، ويكون تدريجياً ويختلف من شركة لأخرى، مؤكداً أن العودة لمتوسط عبور 45 سفينة بشكل يومي بالقناة أمر سيتحقق، ولكن يحتاج إلى بعض الوقت وتواصل كثيف من إدارة القناة مع وكلاء شركات الملاحة العالمية لتسريع اتخاذ هذه الخطوة.

وحث الفريق ربيع التوكيلات الملاحية على بث رسائل طمأنة للخطوط الملاحية للعودة إلى العبور مجدداً من قناة السويس، مثمناً الخطوة السباقة من الخط الملاحي الفرنسي «سي إم ايه - سي جي إم» لعودة سفينتي حاويات عملاقة تابعة للخط الملاحي للعبور من القناة بحمولات تزيد على 170 ألف طن لكل سفينة، مؤكداً سعي الهيئة الدائم للتعرف عن قرب على تطلعات ومتطلبات العملاء وتحسين مستوى الخدمات المقدمة.

تستهدف القناة استعادة وكلاء الملاحة العالميين (هيئة قناة السويس)

ويعد الممر الملاحي بقناة السويس، أقصر طريق يربط أوروبا بآسيا، ويمكنه توفير نحو 30 يوماً من مدة الرحلة، التي تصل إلى نحو 70 يوماً عبر طريق رأس الرجاء الصالح.

وهنا يشير الخبير بالمركز المصري للفكر والدراسات، محمد مرعي لـ«الشرق الأوسط»، إلى الانعكاسات الإيجابية لاتفاق «وقف إطلاق النار في غزة» على القناة وحركة الملاحة بها، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن «استمرار التوترات الإقليمية والتلويح بوجود حروب إسرائيلية على جبهات إقليمية سيجعلان هناك حذراً في قرارات عودة شركات الملاحة لاستخدام المجرى الملاحي بالقناة».

وتوقع أن تتمكن «قناة السويس» العودة للعوائد نفسها التي كانت تحققها قبل الحرب خلال عام 2026 شريطة استمرار التهدئة الإقليمية وزوال التهديدات الأمنية على الأصعدة كافة، مؤكداً أن قرار تعديل مسارات الملاحة لا يتخذ بشكل فوري ولكن بعد التأكد من استقرار الأوضاع.


مقالات ذات صلة

رئيس إريتريا: تأمين الملاحة في البحر الأحمر مسؤولية الدول المطلة عليه

العالم العربي أفورقي خلال لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة الأسبوع الماضي (الرئاسة المصرية)

رئيس إريتريا: تأمين الملاحة في البحر الأحمر مسؤولية الدول المطلة عليه

قال الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، إن السماح بوجود قواعد عسكرية في منطقة البحر الأحمر يمثل ذريعة لعدم الاستقرار.

«الشرق الأوسط» ( القاهرة)
العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله الرئيس الإريتري أسياس أفورقي نهاية الشهر الماضي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

مصر تحذر من «محاولات إقليمية» لتهديد استقرار البحر الأحمر

حذرت مصر من محاولات «أطراف إقليمية» تصدير أزماتها الداخلية وتهديد استقرار البحر الأحمر، والذي يشكل أهمية استراتيجية لاستقرار منطقة القرن الأفريقي.

أحمد جمال (القاهرة)
يوميات الشرق مشهد لمحمد الدوخي وعبد العزيز السكيرين في فيلم «رهين»... (نتفليكس)

بين اليأس والضحك... «رهين» يختبر حدود الإنسان في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»

قبيل انطلاق المؤتمر الصحافي لإعلان قائمة الأفلام والبرامج المشاركة في الدورة المقبلة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، يبرز الفيلم السعودي «رهين».

أسماء الغابري (جدة)
العالم العربي قارب يحمل قراصنة صوماليون (أرشيفية-رويترز)

سفينة تُبلغ عن تعرضها لمحاولة اعتلاء من مجهولين قبالة الصومال

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم الاثنين، إنها تلقت بلاغاً يفيد بمحاولة أشخاص الصعود على متن سفينة بالمياه إلى الشرق من العاصمة الصومالية.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
يوميات الشرق لقاء جمع منسوبي «البحر الأحمر السينمائي» بطلاب جامعة عفت (الجامعة)

جدة تجمع صنّاع السينما... دورة خامسة تُكرّس مكانة «البحر الأحمر» على الساحة العالمية

تتهيّأ «جدة التاريخية» لاستقبال الدورة الـ5 من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، وسط برنامج حافل يجمع بين التجارب المحلية الصاعدة والعروض العالمية الكبرى.

أسماء الغابري (جدة)

«اليونيفيل»: الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان «انتهاكات واضحة» للقرار 1701

قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) (أ.ف.ب)
قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) (أ.ف.ب)
TT

«اليونيفيل»: الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان «انتهاكات واضحة» للقرار 1701

قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) (أ.ف.ب)
قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) (أ.ف.ب)

قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، اليوم الخميس، إن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في جنوب لبنان، اليوم الخميس، «انتهاكات واضحة» لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وتقوض التقدم نحو حل سياسي ودبلوماسي.

وأضافت «اليونيفيل»، في بيان، أن الضربات الإسرائيلية تأتي في وقت تنفذ فيه القوات المسلحة اللبنانية عمليات للسيطرة على الأسلحة والبنية التحتية غير المصرح بها جنوب نهر الليطاني، مشيرة إلى أن «أي عمل عسكري، وخاصة بهذا النطاق المدمر، يهدد سلامة المدنيين ويقوض التقدم نحو حل سياسي ودبلوماسي».

وشنت إسرائيل الغارات على طير دبا والطيبة وعيتا الجبل بعد إصدار إنذارات إخلاء للسكان، قائلة إنها استهدفت بنية تحتية عسكرية تابعة لجماعة «حزب الله». وأصدرت إسرائيل في وقت لاحق إنذاراً بإخلاء منطقتين أخريين.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت سابق اليوم، أن شخصاً واحداً لقي حتفه وأصيب ثمانية في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة طورا في صور بجنوب البلاد.

وأكدت «اليونيفيل» أنها تواصل دعم كل من لبنان وإسرائيل في تنفيذ القرار 1701، الذي ينص على نزع الأسلحة من جنوب لبنان فيما عدا تلك التي يمتلكها الجيش ونشر نحو 15 ألف جندي في الجنوب، مضيفة أنها تعمل ميدانياً جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني «من أجل استعادة الاستقرار».

ودعت قوة حفظ السلام الأممية إسرائيل إلى «الوقف الفوري لهذه الهجمات وجميع انتهاكات القرار 1701»، كما حثت الأطراف اللبنانية على «الامتناع عن أي رد من شأنه أن يزيد من تأجيج الوضع»، مشددة على ضرورة التزام الطرفين بالقرار الأممي وباتفاق وقف إطلاق النار المبرم قبل عام «لتجنب تقويض التقدم المحقق بشق الأنفس».


عون: الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان «جريمة مكتملة الأركان»

الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)
TT

عون: الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان «جريمة مكتملة الأركان»

الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز)

قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن الهجمات التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان، اليوم الخميس، تُعد «جريمة مكتملة الأركان».

وأضاف عون، في بيان، أن الهجمات الإسرائيلية تُعد أيضاً «جريمة سياسية نكراء»، مؤكداً أن إسرائيل «لم تدّخر جهداً منذ اتفاق وقف إطلاق النار قبل عام لإظهار رفضها أي تسوية تفاوضية بين البلدين».

وشنّت إسرائيل غارات جوية على مناطق في جنوب لبنان، بعد إصدار إنذارات للسكان بإخلاء أربعة مواقع، قائلة إنها استهدفت بنية تحتية عسكرية تابعة لجماعة «حزب الله».

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت سابق اليوم، أن شخصاً واحداً لقي حتفه، وأُصيب ثمانية في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة طورا في قضاء صور بجنوب البلاد.

تأتي الهجمات الإسرائيلية على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المُبرم في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، بوساطة أميركية، بعد قصف متبادل لأكثر من عام، لكن إسرائيل ما زالت تسيطر على مواقع في جنوب لبنان رغم الاتفاق، وتُواصل شن هجمات على شرق البلاد وجنوبها.

وقال الرئيس اللبناني: «كلما عبّر لبنان عن انفتاحه على نهج التفاوض السلمي لحل القضايا العالقة مع إسرائيل، أمعنت الأخيرة في عدوانها على السيادة اللبنانية وتباهت باستهانتها بقرار مجلس الأمن رقم 1701، وتمادت في خرقها تفاهم وقف الأعمال العدائية».

وأضاف عون: «وصلت رسالتكم».


خطة ترمب لغزة تصل إلى مجلس الأمن... وواشنطن تتوقع «نتائج ملموسة»

طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
TT

خطة ترمب لغزة تصل إلى مجلس الأمن... وواشنطن تتوقع «نتائج ملموسة»

طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)
طفلة فلسطينية تلعب وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا بشمال قطاع غزة أمس (رويترز)

قدّمت الولايات المتحدة لدول شريكة، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى دعم خطة دونالد ترمب للسلام في قطاع غزة، وفق ما أفادت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة.

وقال ناطق باسم البعثة في بيان، إن السفير الأميركي مايك والتز، جمع، الأربعاء، الأعضاء العشرة المنتخبين في المجلس، إلى جانب العديد من الشركاء الإقليميين (السعودية ومصر وقطر والإمارات وتركيا)، مشيراً إلى أن ذلك يظهر«الدعم الإقليمي» للنص.

وأضاف أن مشروع القرار الذي لم يُحدَّد موعد التصويت عليه بعد، «يرحب بمجلس السلام» الذي سيرأسه دونالد ترمب للإشراف على الحكومة الانتقالية في غزة و«يفوض قوة الاستقرار الدولية الموضحة في خطة الرئيس ترمب للسلام المؤلفة من 20 نقطة».

ويمنح مشروع القرار أعضاء «مجلس السلام» صلاحية «إقرار الترتيبات اللازمة» لتحقيق أهداف الخطة، بما في ذلك إنشاء «كيانات تشغيلية» تشرف على الحكومة الانتقالية في غزة. وتتولى هذه الكيانات الإشراف والدعم للجنة فلسطينية تكنوقراطية مستقلة، وغير حزبية.

فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة 6 نوفمبر 2025 (رويترز)

وجاء في النص أن «إدارة حوكمة انتقالية، بما في ذلك الإشراف على لجنة فلسطينية تكنوقراطية مستقلة تضم كفاءات من أبناء القطاع، كما دعت إلى ذلك جامعة الدول العربية، ستتولى المسؤولية عن العمليات اليومية للخدمة المدنية، والإدارة في غزة».

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن دول عدة أعربت عن استعدادها للمشاركة في قوة الاستقرار هذه، بما فيها إندونيسيا، لكنها تصر على الحصول على تفويض من مجلس الأمن لنشر قوات في القطاع الفلسطيني.

وقال الناطق الأميركي: «بفضل القيادة الشجاعة للرئيس ترمب، ستحقق الولايات المتحدة مجدداً نتائج ملموسة في الأمم المتحدة، بدلاً من نقاشات بلا نهاية». وأضاف: «لقد انتهزت الأطراف هذه الفرصة التاريخية لوضع حد نهائي لعقود من القتل وتحقيق رؤية الرئيس لسلام دائم في الشرق الأوس».

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال زيارة لإسرائيل في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، إنه متفائل بشأن نشر قوة دولية في غزة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد تسعى للحصول على تفويض من الأمم المتحدة.

وبحسب المشروع الأميركي، ستعمل هذه الهياكل الجديدة تحت إشراف «مجلس السلام»، وستُموَّل من خلال مساهمات طوعية من المانحين.

طفلة فلسطينية تحمل قطعة خشب وسط أنقاض المباني المدمرة في قطاع غزة 6 نوفمبر 2025 (رويترز)

ويدعو القرار «البنك الدولي والمؤسسات المالية الأخرى إلى تسهيل وتوفير الموارد المالية لدعم إعادة إعمار وتنمية غزة (...)، بما في ذلك إنشاء صندوق ائتماني مخصص لهذا الغرض تحت إدارة المانحين».

ويجيز المشروع أيضاً إنشاء «قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة» تكون مخوّلة «استخدام كل الوسائل الضرورية لتنفيذ ولايتها بما يتوافق مع القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي».

في غضون ذلك، قال مصدران مطلعان على المحادثات، إن مسلحي حركة «حماس» المتحصنين في منطقة رفح التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة، سيسلّمون أسلحتهم مقابل السماح لهم بالمرور إلى مناطق أخرى من القطاع بموجب اقتراح لحل مشكلة يُنظر إليها على أنها خطر على وقف إطلاق النار المستمر منذ شهر، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.

ومنذ دخول وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيّز التنفيذ في غزة في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول)، شهدت منطقة رفح هجومين على الأقل على القوات الإسرائيلية ألقت إسرائيل باللوم فيهما على «حماس»، ونفت الحركة مسؤوليتها عن الهجومين، وردت إسرائيل بهجمات أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين.

وقال أحد المصدرَيْن، وهو مسؤول أمني مصري، إن الوسطاء المصريين اقترحوا أن يسلّم المقاتلون الذين لا يزالون في رفح أسلحتهم إلى مصر وإعطاء تفاصيل عن الأنفاق هناك حتى يتسنى تدميرها مقابل الحصول على ممر آمن.

وذكر المصدران أن إسرائيل و«حماس» لم تقبلا بعد مقترحات الوسطاء. وأكد مصدر ثالث أن المحادثات بشأن هذه القضية جارية.

وقال المصدران إن مسلحي «حماس» في رفح، الذين قال الجناح المسلح للحركة إنه فقد الاتصال بهم منذ مارس (آذار)، ربما لم يكونوا على علم بوقف إطلاق النار. وأضاف أحدهما أن إخراج المسلحين يصب في صالح الحفاظ على الهدنة.

من جهة أخرى، أعلنت «حماس»، الخميس، أن وفداً من الحركة بقيادة خليل الحية التقى مع رئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم قالن في إسطنبول أمس، وبحث معه تطورات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت «حماس» في بيان أن اللقاء تناول «الانتهاكات» الإسرائيلية لاتفاق غزة، بما في ذلك استمرار القصف وإطلاق النار في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي «وإغلاق المعابر بما فيها معبر رفح وتعطيل دخول المساعدات والمستلزمات الطبية واحتياجات إعادة بناء البنية التحتية».