مصر: الدولار يهبط دون 48 جنيهاً أمام الجنيه بعد إشادة صندوق النقد

جانب من «القاهرة القديمة» في وسط العاصمة المصرية (رويترز)
جانب من «القاهرة القديمة» في وسط العاصمة المصرية (رويترز)
TT

مصر: الدولار يهبط دون 48 جنيهاً أمام الجنيه بعد إشادة صندوق النقد

جانب من «القاهرة القديمة» في وسط العاصمة المصرية (رويترز)
جانب من «القاهرة القديمة» في وسط العاصمة المصرية (رويترز)

شهد سعر الدولار تراجعاً ملحوظاً أمام الجنيه المصري في تعاملات يوم الثلاثاء، حيث سجل 47.97 جنيه للشراء و48.11 جنيه للبيع في البنك المركزي، مقترباً بشدة من أدنى مستوى له منذ أبريل (نيسان) عام 2024، عقب آخر تحرير لسعر الصرف في مصر. وكان الدولار قد هبط إلى أدنى مستوى له في 17 شهراً لفترة وجيزة يوم 20 سبتمبر (أيلول) الحالي، حين سجّل 47.58 جنيه للدولار في عدد قليل من البنوك الخاصة، قبل أن يعود إلى الصعود فوق مستوى 48 جنيهاً للشراء.

وجاء الهبوط يوم الثلاثاء بعد يوم واحد فقط من إشادة صندوق النقد الدولي بالإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها مصر، مما عزّز ثقة المستثمرين في العملة المحلية.

في البنوك الكبرى؛ مثل: «الأهلي» و«مصر» و«القاهرة»، سجل الدولار 47.97 جنيه للشراء و48 جنيهاً للبيع، فيما بلغ 48.10 جنيه للبيع بالبنك التجاري الدولي... وترجح هذه المستويات استمرارية اتجاه الهبوط التدريجي المدعوم بتدفقات رأسمالية وتحسن المؤشرات الاقتصادية.

إشادة ونمو قوي

كان وفد من صندوق النقد قد أكد خلال لقائه وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، المهندس حسن الخطيب، أن برنامج الإصلاح المالي والهيكلي في مصر يسير في اتجاه إيجابي، مشدداً على وضوح الرؤية الإصلاحية للحكومة. وأشاد مسؤولو الصندوق بجهود التحول الرقمي وربط التجارة بالاستثمار، إلى جانب الإصلاحات الضريبية والمالية التي تهدف إلى تخفيف الأعباء عن المستثمرين وتحقيق شفافية أكبر.

وعدّت الأسواق هذه الرسائل بمثابة دفعة قوية لثقة المستثمرين بالجنيه. كما تزامن ذلك مع إعلان وزيرة التخطيط، الدكتورة رانيا المشاط، أن الاقتصاد المصري حقق أعلى معدل نمو في عامَين عند 4.4 في المائة خلال 2024-2025، مدفوعاً بالصناعات التحويلية غير البترولية وقطاع السياحة والاتصالات. كما سجل الربع الرابع نمواً نسبته 5.5 في المائة، وهو الأعلى في ثلاثة أعوام. وحسب المراقبين، فقد عزّز هذا الأداء صورة الاقتصاد كبيئة مرنة قادرة على امتصاص الصدمات الخارجية، مما أسهم في تحسّن معنويات السوق ودعم الجنيه.

الفائدة والتضخم في المعادلة

وعلى الجانب النقدي، أظهر استطلاع لوكالة «رويترز» أن البنك المركزي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس في اجتماعه المقبل، مع استمرار تباطؤ التضخم الذي انخفض إلى 12 في المائة في أغسطس (آب)، بعد أن كان عند ذروة 38 في المائة في سبتمبر (أيلول) 2023. ويعكس خفض الفائدة الثقة باستقرار الأسعار، لكنه يضع أيضاً تحدياً أمام الحفاظ على جاذبية العائد الحقيقي للمستثمرين الأجانب في أدوات الدين.

ويرى محللون أن استمرار تدفق الاستثمارات الخاصة التي بلغت 47.5 في المائة من إجمالي الاستثمارات المنفذة خلال العام الماضي، يشير إلى ثقة متزايدة بمناخ الأعمال. كما أن تحسّن قطاع السياحة بزيادة 16.4 في المائة في أعداد السائحين وارتفاع الصادرات الصناعية يعزّزان موقف العملة المحلية. لكن في المقابل، تبقى هناك تحديات أبرزها ارتفاع فاتورة الواردات، خاصة للسلع الوسيطة، بالإضافة إلى ضغوط أسعار النفط العالمية التي قد تنعكس على فاتورة الدعم والطاقة. كما أن التزامات مصر مع صندوق النقد تتطلّب استمرار وتيرة الإصلاحات لتجنب أي عودة إلى الضغوط على العملة.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد قادة دول الخليج وممثلوهم المشاركون في «القمة الخليجية 46» التي انعقدت في العاصمة البحرينية الأربعاء (بنا)

البنك الدولي يرفع توقعاته لاقتصادات الخليج ويؤكد صمودها في مواجهة التحديات

رفع البنك الدولي توقعاته لنمو دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2026 إلى 4.5 في المائة، من توقعاته السابقة في أكتوبر (تشرين الثاني).

«الشرق الأوسط» (واشنطن - الرياض)
الاقتصاد د. عبد القادر حصرية حاكم «مصرف سوريا المركزي» ورائد هرجلي وليلى سرحان وماريو مكاري من شركة «فيزا» (الشرق الأوسط)

شراكة استراتيجية بين «مصرف سوريا المركزي» و«فيزا» لتحديث منظومة المدفوعات

أعلن «مصرف سوريا المركزي» وشركة «فيزا» العالمية عن اتفاق على خريطة طريق استراتيجية لبناء منظومة متكاملة للمدفوعات الرقمية في سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الاقتصاد ركاب بانتظار القطار في محطة بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

توافق حذر بين الحكومة وبنك اليابان على رفع الفائدة

أكدت ثلاثة مصادر حكومية مطلعة لـ«رويترز» أن رفع بنك اليابان لسعر الفائدة بات «مرجّحاً بشدة» في اجتماع ديسمبر (كانون الأول)

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، تعليق بعض العقوبات التي فرضتها على شركة النفط الروسية العملاقة «لوك أويل»، للسماح لمحطات الوقود في خارج روسيا بمواصلة العمل.

وأكدت وزارة الخزانة الأميركية أن التعامل مع هذه المحطات مجاز به «لتفادي معاقبة» زبائنها ومورّديها، وبشرط ألا يتم تحويل العائدات إلى روسيا. يسري هذا الإعفاء حتى 29 أبريل (نيسان) 2026، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت الولايات المتحدة أضافت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا، «لوك أويل» و«روسنفت»، إلى اللائحة السوداء للكيانات الخاضعة للعقوبات، وهو سجل تتابعه العديد من الدول والشركات.

وتواجه الشركات التي تتعامل مع كيانات روسية، خطر التعرض لعقوبات ثانوية، وهو ما قد يمنعها من التعامل مع البنوك والتجار وشركات النقل والتأمين الأميركية التي تشكل العمود الفقري لسوق السلع الأساسية.

ويأتي إعلان وزارة الخزانة بعد يومين من اجتماع في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، في إطار مساعٍ تجريها واشنطن للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا.


وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
TT

وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)

كشف وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، عن تفاصيل جديدة تتعلق بطلبات «صندوق النقد الدولي»، مؤكداً أن «الصندوق» طلب من لبنان تحقيق فائض في الموازنة العامة إلى جانب فرض مزيد من الضرائب.

وشدد جابر، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية عقب اجتماع مجلس الوزراء، على أن وزارة المالية «لا نية لديها» لتلبية هذه المطالب؛ «تحديداً في هذا التوقيت»، عادّاً أن «الظرف صعب» وأنه لا يتحمل زيادة الأعباء على المواطنين.

وعلى صعيد آخر، قدّم وزير المالية لمحة إيجابية عن الوضع المالي العام في لبنان، وقال إن «الوضع المالي مستقر، وليس هناك عجز، وبدأنا تحقيق الفائض بالليرة اللبنانية».


إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
TT

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس، وذلك عقب هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على منشأة تحميل تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود.

وكان خط أنابيب بحر قزوين، الذي ينقل أكثر من 80 في المائة من صادرات كازاخستان النفطية، ويتعامل مع أكثر من 1 في المائة من الإمدادات العالمية، قد علق عملياته يوم السبت بعد تعرض مرساة في المحطة الواقعة بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي لأضرار.

واستأنف لاحقاً عمليات الإمداد باستخدام مرساة واحدة (SPM) بدلاً من المرساتين اللتين يستخدمهما عادةً. وتعمل وحدة ثالثة، قيد الصيانة حالياً والتي بدأت قبل الإضرابات، كوحدة احتياطية. وانخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز في أول يومين من ديسمبر إلى 1.9 مليون برميل يومياً، مقارنةً بمتوسط ​​الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للمصدر وحسابات «رويترز».

ويُظهر انخفاض إنتاج النفط تأثير هجوم طائرة من دون طيار تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين على كازاخستان؛ العضو في «أوبك بلس»، والتي صدّرت نحو 68.6 مليون طن من النفط العام الماضي، وتحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر منتجي النفط في العالم.

وينقل خط أنابيب بحر قزوين، الذي يبلغ طوله 1500 كيلومتر (930 ميلاً)، النفط الخام من حقول تنجيز وكاراتشاغاناك وكاشاغان في كازاخستان إلى محطة يوزنايا أوزيرييفكا في نوفوروسيسك. والموردون الرئيسيون هم حقول في كازاخستان، كما تحصل على النفط الخام من منتجين روس.

وصرح نائب وزير الطاقة الكازاخستاني، يرلان أكبروف، يوم الخميس، بأن إحدى مراسي شركة النفط والغاز الكازاخستانية (CPC) في محطة البحر الأسود تعمل بكامل طاقتها، ولا توجد أي قيود على نقل النفط.

وأفادت خمسة مصادر في قطاع الطاقة لـ«رويترز» يوم الأربعاء بأن كازاخستان ستُحوّل المزيد من النفط الخام عبر خط أنابيب «باكو-تبليسي-جيهان» في ديسمبر (كانون الأول) بسبب انخفاض طاقة خط أنابيب بحر قزوين.

كما يُصدر المنتجون الكازاخستانيون النفط الخام إلى مينائي نوفوروسيسك وأوست-لوغا الروسيين تحت علامة «كيبكو» التجارية، وإلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا، لكن هذه المسارات تُقدّم هوامش ربح أقل، وتعتمد على طاقة شركة «ترانسنفت» الروسية لتشغيل خطوط الأنابيب.

خيارات إعادة توجيه النفط من كازاخستان، وهي دولة غير ساحلية، محدودة نظراً لضغط شبكة خطوط الأنابيب الروسية بعد هجمات متكررة بطائرات من دون طيار على مصافيها ومنشآت التصدير.

وقدّر مصدر آخر في قطاع الطاقة فقدان طاقة تحميل خط أنابيب بحر قزوين عند استخدام خط أنابيب واحد فقط بـ900 ألف طن أسبوعياً.