أميركا تتوقع إبرام اتفاقات تجارية مع دول جنوب شرق آسيا في الأشهر المقبلة

غرير: نسعى إلى تجارة متوازنة ومتبادلة مع رابطة «آسيان»

الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير خلال اجتماع مع نظرائه في رابطة «آسيان» يوم الأربعاء في العاصمة الماليزية كوالالمبور (أ.ب)
الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير خلال اجتماع مع نظرائه في رابطة «آسيان» يوم الأربعاء في العاصمة الماليزية كوالالمبور (أ.ب)
TT

أميركا تتوقع إبرام اتفاقات تجارية مع دول جنوب شرق آسيا في الأشهر المقبلة

الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير خلال اجتماع مع نظرائه في رابطة «آسيان» يوم الأربعاء في العاصمة الماليزية كوالالمبور (أ.ب)
الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير خلال اجتماع مع نظرائه في رابطة «آسيان» يوم الأربعاء في العاصمة الماليزية كوالالمبور (أ.ب)

صرّح الممثل التجاري الأميركي، جيميسون غرير، خلال اجتماع مع نظرائه الإقليميين يوم الأربعاء، بأن الولايات المتحدة تتوقع إتمام اتفاقيات تجارية مع المزيد من دول جنوب شرق آسيا خلال الأشهر المقبلة.

وكان غرير يتحدث في كوالالمبور في بداية اجتماع مع وزراء اقتصاد الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وسط مخاوف داخل التكتل المعتمد على التصدير بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على اقتصاداتها. وحُددت معدلات التعريفات الجمركية عند 19 و20 في المائة لمعظم دول المنطقة. وفرضت على لاوس وميانمار تعريفة بنسبة 40 في المائة، بينما فرضت على سنغافورة تعريفة بنسبة 10 في المائة.

وأوضح غرير أن المحادثات مع الدول المعنية بشأن الرسوم تتقدم بشكل جيد، مما أسفر عن الإعلان عن بعض الصفقات، بينما سيتم الانتهاء من صفقات أخرى «في الأشهر أو حتى الأسابيع المقبلة، بالنسبة لبعضها».

• «آسيان» تحذر من تباطؤ التجارة

وأعلنت الولايات المتحدة أنها توصلت إلى اتفاقيات مع إندونيسيا وفيتنام بشأن التعريفات الجمركية، على الرغم من أن الدولتين تقولان إنهما لا تزالان في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الشروط.

وتواجه فيتنام، سادس أكبر مُصدّر للولايات المتحدة في العالم، خطر خسارة 25 مليار دولار سنوياً نتيجة التعريفة الجمركية البالغة 20 في المائة المفروضة على سلعها، مما سيجعلها الاقتصاد الأكثر تضرراً في المنطقة، وفقاً لتقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وفي بيان مشترك صدر يوم الثلاثاء، أشار وزراء اقتصاد رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى «التأثير السلبي وعدم اليقين» الناجمين عن مشهد التعريفات الجمركية، وحذروا من تباطؤ أداء التجارة الإقليمية في النصف الثاني من عام 2025، نتيجةً لتكثيف الصادرات قبل فرض التعريفات الجمركية في أوائل العام. كما أعرب الوزراء عن قلقهم إزاء تزايد الحمائية والتدابير التجارية الأحادية الجانب، والتي يرون أنها «تشكل مخاطر كبيرة على النظام التجاري متعدد الأطراف واستقرار سلاسل التوريد العالمية».

• تجارة «متوازنة ومتبادلة»

وفي تصريحاته، قال غرير إن الولايات المتحدة ترحب بالتجارة مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ولكن يجب أن تكون «متوازنة ومتبادلة». وقال: «نعتقد أن هناك العديد من المجالات التي تتوافق فيها مصالحنا، ويمكننا العمل معاً لتحقيق الأهداف المشتركة المتمثلة في تحقيق المعاملة بالمثل والتوازن في النظام التجاري العالمي».

وشهد يوم الأربعاء أول اجتماع لغرير مع كتلة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي انخرط أعضاؤها إلى حد كبير في مفاوضات منفصلة مع الولايات المتحدة بشأن قضية التعريفات الجمركية.

لكن قد يُدفع هذا التجمع إلى اتخاذ موقف أكثر توحداً في ظل مخاطر فرض تعريفات جمركية قطاعية أعلى على صناعات مثل أشباه الموصلات، وهي صناعات تُسهم بشكل كبير في اقتصادات مثل تايلاند وماليزيا وفيتنام. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد صرّح الشهر الماضي بأنه سيفرض تعريفات جمركية بنسبة 100 في المائة تقريباً على أشباه الموصلات، لكنها لن تُطبّق على الشركات المُصنّعة في الولايات المتحدة أو التي التزمت بذلك.


مقالات ذات صلة

العجز التجاري الأميركي يتراجع إلى أدنى مستوى في 5 سنوات

الاقتصاد سفينة شحن محملة بالحاويات في ميناء أوكلاند بكاليفورنيا (رويترز)

العجز التجاري الأميركي يتراجع إلى أدنى مستوى في 5 سنوات

انخفض العجز التجاري الأميركي بشكل غير متوقع في سبتمبر (أيلول)، مسجلاً أدنى مستوى له منذ أكثر من خمس سنوات، مع تسارع نمو الصادرات وارتفاع طفيف في الواردات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أبوظبي (رويترز)

الإمارات: محادثات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي تتقدم بخطى سريعة

صرَّحت وزيرة الدولة الإماراتية، لانا نسيبة، يوم الخميس، بأن محادثات التجارة الحرة بين الإمارات والاتحاد الأوروبي تتقدم بخطى سريعة.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير أثناء مقابلة مع شبكة تلفزيونية في البيت الأبيض - واشنطن (رويترز)

الممثل التجاري الأميركي يلمّح إلى معاملة «مختلفة» لجنوب أفريقيا

قال الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير، يوم الثلاثاء، إنه منفتح على معاملة جنوب أفريقيا بشكل مختلف عن الدول الأفريقية الأخرى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد تفريغ شاحنة حاويات في جاكرتا بعد إعلان ترمب فرض رسوم 32 % على السلع الإندونيسية يوم 8 يوليو 2025 (رويترز)

مسؤول أميركي: اتفاق التجارة مع إندونيسيا مهدد بالانهيار

قال مسؤول أميركي، يوم الثلاثاء، إن اتفاقية التجارة التي أبرمتها الولايات المتحدة مع إندونيسيا في يوليو باتت مهددة بالانهيار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد صورة مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد للرئيس الأميركي دونالد ترمب وعلم سويسرا وكلمة «الرسوم الجمركية» (رويترز)

سويسرا: تخفيض الرسوم الأميركية يدخل حيز التنفيذ بأثر رجعي من 14 نوفمبر

أعلنت الحكومة السويسرية أن تخفيض الرسوم على السلع السويسرية من 39 % إلى 15 % سيدخل حيز التنفيذ بأثر رجعي بدءاً من 14 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

«أوبك»: نمو الطلب على النفط مستقر للعامين الحالي والمقبل

شعار «أوبك» داخل مقرها في فيينا (رويترز)
شعار «أوبك» داخل مقرها في فيينا (رويترز)
TT

«أوبك»: نمو الطلب على النفط مستقر للعامين الحالي والمقبل

شعار «أوبك» داخل مقرها في فيينا (رويترز)
شعار «أوبك» داخل مقرها في فيينا (رويترز)

أبقت منظمة البلدان المصدِّرة للنفط (أوبك) على رؤيتها المستقرة لسوق النفط العالمية، لتظل توقعاتها لنمو الطلب خلال العامين الجاري والمقبل دون تغيير.

في تقريرها الشهري الصادر يوم الخميس، حافظت «أوبك» على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال 2025 عند 1.3 مليون برميل يومياً للشهر الثامن على التوالي. كما أبقت تقديراتها لنمو الطلب في 2026 عند 1.4 مليون برميل يومياً للشهر الرابع توالياً، بدعم من توسع الاستهلاك في الصين والهند والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية.

وقدّرت المنظمة أن يصل إجمالي الطلب العالمي إلى 105.1 مليون برميل يومياً في 2025، و106.5 مليون برميل يومياً في 2026.

وعلى جانب المعروض، زادت «أوبك» توقعاتها لنمو الإمدادات النفطية من خارج تحالف «أوبك بلس» خلال 2025 إلى نحو مليون برميل يومياً، بزيادة 50 ألف برميل يومياً عن تقديرات الشهر السابق، وهو ما عزته إلى مراعاة العوامل الموسمية والبيانات الأحدث التي تم تلقيها للربع الرابع. ويُتوقع أن تقود الولايات المتحدة والبرازيل وكندا والأرجنتين الزيادة في الإمدادات. بينما أبقت «أوبك» على تقديراتها لنمو المعروض من خارج التحالف في 2026 عند 600 ألف برميل يومياً.

من ناحية أخرى، كشفت بيانات المصادر الثانوية للمنظمة عن ارتفاع إنتاج تحالف «أوبك بلس» في نوفمبر (تشرين الثاني) بمقدار 43 ألف برميل يومياً ليصل إلى 43.06 مليون برميل يومياً، وجاء معظم الارتفاع من دول التحالف خارج «أوبك»، وتحديداً كازاخستان التي رفعت إنتاجها 36 ألف برميل يومياً، ثم روسيا التي زادت إنتاجها 10 آلاف برميل يومياً.


الفضة تلامس قمة تاريخية جديدة عند 63.59 دولار للأونصة

صائغ ذهب يُدخل حجراً كريماً داخل تاج فضي في ورشة لصناعة المجوهرات في مومباي بالهند (رويترز)
صائغ ذهب يُدخل حجراً كريماً داخل تاج فضي في ورشة لصناعة المجوهرات في مومباي بالهند (رويترز)
TT

الفضة تلامس قمة تاريخية جديدة عند 63.59 دولار للأونصة

صائغ ذهب يُدخل حجراً كريماً داخل تاج فضي في ورشة لصناعة المجوهرات في مومباي بالهند (رويترز)
صائغ ذهب يُدخل حجراً كريماً داخل تاج فضي في ورشة لصناعة المجوهرات في مومباي بالهند (رويترز)

سجل سعر الفضة الفوري ارتفاعاً قياسياً جديداً، حيث وصلت الأسعار في التداولات الأخيرة إلى نحو 63.59 دولار للأونصة. ويعكس هذا الارتفاع زخماً قوياً في السوق مدفوعاً بتوقعات خفض أسعار الفائدة عالمياً ونقص حاد في المعروض العالمي.

يقف وراء الارتفاع الصاروخي لسعر الفضة مزيج من العوامل الاقتصادية والمالية والصناعية:

1. توقعات خفض أسعار الفائدة:

دفعت التوقعات بأن يقوم «الاحتياطي الفيدرالي» بخفض أسعار الفائدة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعادن الثمينة التي لا تدر عائداً، مثل الفضة والذهب. هذا التوجه جعل الفضة أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن ملاذات آمنة بعيداً عن تقلبات العملات.

2. نقص حاد في المعروض:

يواجه السوق عجزاً كبيراً في المعروض المادي للفضة، ومن المتوقع أن يستمر هذا العجز للعام السادس على التوالي في عام 2025. يشهد العالم انكماشاً في المخزونات العالمية، كما ارتفعت أسعار الإيجار (تكلفة اقتراض الفضة المادية) بشكل ملحوظ، مما يشير إلى وجود ضغط كبير على عمليات التسليم.

3. ارتفاع الطلب الصناعي:

تُعد الفضة معدناً صناعياً حيوياً، يدخل في إنتاج الألواح الشمسية، والمركبات الكهربائية، ومختلف الإلكترونيات. ويُعد الطلب المتزايد من قطاع الطاقة النظيفة عاملاً رئيسياً في صعود الأسعار، مما يرسخ دور الفضة أصلاً مزدوجاً (معدن ثمين ومعدن صناعي).

4. جاذبية الملاذ الآمن:

وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي والتوترات الجيوسياسية المتزايدة، يتجه المستثمرون بشكل متزايد إلى المعادن الثمينة بوصفها أداة لحفظ القيمة وتخزين الثروة في مواجهة المخاطر.


هبوط «أوراكل» يضغط على «وول ستريت» رغم صعود غالبية الأسهم

متداول يعمل على مكتبه في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل على مكتبه في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
TT

هبوط «أوراكل» يضغط على «وول ستريت» رغم صعود غالبية الأسهم

متداول يعمل على مكتبه في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل على مكتبه في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

انخفضت الأسهم الأميركية بشكل متفاوت يوم الخميس، إذ سجل سهم «أوراكل» انخفاضاً حاداً أعاق «وول ستريت»، بينما ارتفعت معظم الأسهم الأخرى، وسط تساؤلات المستثمرين حول ما إذا كانت استثمارات الشركة الضخمة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستؤتي ثمارها.

وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.4 في المائة في مستهل التداول، متراجعاً قليلاً عن أعلى مستوى له على الإطلاق المسجل في أكتوبر (تشرين الأول)، بينما ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 233 نقطة أو 0.5 في المائة بحلول الساعة 9:35 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وانخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.7 في المائة.

وكان سهم «أوراكل» من بين الأسهم الأكثر تأثيراً في السوق، متراجعاً بنسبة 14.5 في المائة رغم إعلان الشركة عن أرباح أفضل من توقعات المحللين في الربع الأخير، في حين جاء نمو الإيرادات بنسبة 14 في المائة أقل قليلاً من التوقعات. وما زالت التساؤلات قائمة حول قدرة إنفاق أوراكل على الذكاء الاصطناعي على تحقيق العوائد المرجوة من زيادة الأرباح والإنتاجية.

وتأثر قطاع الذكاء الاصطناعي عموماً بهذه المخاوف، رغم استمرار تدفق مليارات الدولارات إليه، ما ساهم في زيادة تقلبات سوق الأسهم الشهر الماضي. كما انخفض سهم «إنفيديا» بنسبة 2.8 في المائة، مسجلاً أكبر انخفاض في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، رغم كونها الشركة الرائدة في تصنيع الرقائق وتجني ما يقارب 20 مليار دولار شهرياً.

وأوضح لاري إليسون، رئيس مجلس إدارة «أوراكل»، أن الشركة ستواصل شراء الرقائق من «إنفيديا»، لكنها ستتبنى سياسة «حيادية الرقائق» باستخدام أي رقائق يختارها العملاء، مشيراً إلى أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستشهد تغييرات جذرية خلال السنوات المقبلة ويجب الاستعداد لمواكبتها.

وفي المقابل، ارتفعت معظم الأسهم الأميركية جزئياً بفضل انخفاض عوائد سندات الخزانة. فقد هبط عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.10 في المائة من 4.13 في المائة يوم الأربعاء، وهو ما يعزز جاذبية الأسهم والاستثمارات الأخرى مقارنة بالسندات الحكومية ذات الفوائد الأقل. ويعكس الانخفاض الأخير للعوائد بيانات طلبات إعانة البطالة الأميركية المرتفعة، ما قد يشير إلى زيادة محتملة في معدلات التسريح من العمل.

كما ساهم خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء سعر الفائدة الرئيسي للمرة الثالثة هذا العام في دعم الأسواق، مع توقع المستثمرين لاحتمالية خفض إضافي في 2026.

وكانت شركة «والت ديزني» من أبرز الرابحين، إذ ارتفع سهمها بنسبة 2.1 في المائة بعد إعلان «أوبن إيه آي» عن اتفاقية مدتها ثلاث سنوات لاستخدام أكثر من 200 شخصية من «ديزني» و«بيكسار» و«مارفل» و«ستار وورز» لإنشاء مقاطع فيديو قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى استثمار مليار دولار في «أوبن إيه آي».

على الصعيد العالمي، ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد انخفاضها في معظم الأسواق الآسيوية، فيما انخفض مؤشر «نيكي 225» الياباني بنسبة 0.9 في المائة متأثراً بالانخفاض الحاد في سهم مجموعة سوفت بنك، المستثمر الرئيس في مجال الذكاء الاصطناعي.